مزيج العشق
عايزين
وهكذا مر اليوم بسعادة غامرة في القلوب وراحة طغت على مشاعر الجميع بعدما كانت بدايته مليئة بالفوضى والقلق والحزن والشجار.
كانت تمشي حافية القدمين على شاطئ البحر الذي تحبه كثيرا وتفكر بعقل شارد لكن شيئا ما لفت انتباهها جعل عينيها تتسعان بدهشة وهي تراه على بعد أمتار قليلة منها.
يجلس عمر على الرمال وكالعادة التي يحب فعلها دائما يرسم على الرمال.
عمر بإبتسامته العذبة قربي ماتخافيش يا كارمن اقعدي جنبي
جلست كارمن على الرمال بجانبه تاركة مسافة بينهما مضطربة قليلا من آثار المفاجأة ثم همست بصدق وحشتني وكان نفسي اشوفك يا عمر
كارمن بإبتسامة طمني عليك
قال عمر بتنهيدة وهو ينظر إلي البحر انا كويس اوي ومبسوط بس ناقصني وجودكم معايا.. لكن انا مطمن عشان انتي مش لوحدك دلوقتي ومابقتيش خاېفة زي الاول
نظرت كارمن إليه قائلة بإستفهام ليه عملت كدا يا عمر ليه
قال عمر بنبرة حزينة كتنفها الغموض بكرا هتعرفي بس انتي حبيتي ادهم.. مش هنكر ان دا بيوجعني بس هتكون انانية مني لو هنبسط بوحدتك سنين عمرك الجاية وانتي عايشة علي ذكري زوج مېت كنتي متعودة علي وجوده في حياتك بس محبتهوش
عمر بإبتسامة حنونه انتي محبتيش غيره يا كارمن وانا مرتاح ان ادهم معاكم هو هيعرف يحميكم احسن مني ومن اي حد.. اهم حاجة بنتي خدي بالك منها واحكيلها عني وفكريها بيا دايما
ثم قال مردفا خدي حذرك من الثعابين اللي بدأت تخرج من جحورها ومش ناوية الا علي كل شړ ليكم
في غمضة ين وجدت نفسها في مكان مختلف تماما
تقف في وسط حديقة واسعة جدا مليئة بالنباتات الخضراء والورود الملونة والأشجار ثم رأت أدهم وملك يضحكان ويلتفان حولها وهما يلعبان بمرح.
لم تستطع أن تكتم ضحكتها علي منظرهما معا لكن ابتسامتها اختفت عندما رأت الورود والنبات الأخضر يذبل وظهرت العديد من الثعابين من الأرض ملتفة حول أقدامهم.
جلست متكئة على مرفقيها وتلهث بشدة وتصبب وجهها عرقا تتذكر أحداث ذلك الحلم الذي تحول إلى كابوس مروع هشم قلبها.
نظرت إلى ملك تلقائيا ثم انحنت وقبلت يدها الصغيرة حنان ودموعها تنهمر على خديها في خوف.
صباح يوم جديد
في غرفة زين وروان
كانت روان تململ في نومها وهي تمسح بأناملها على خدها ثم بعد برهة تعود مرة أخرى منزعجة من تلك اللمسات الخفيفة التي تمشي على وجهها.
غمغمت روان مستاءة وهي تفتح جفنيها بتكاسل ونعاس لاستكشاف ذلك الشيء المزعج الذي يؤرق نومها الهادئ.
اصطدمت عيناها البندقية مباشرة مع عسليته اللامعة التي كانت تحدق بها بحب وابتسامة احتلت فمه حيث تمكن من إيقاظها أخيرا.
قبل زين وجنتها الناعمة وقال بصوته الأجش صباحية مباركة يا عروستي
لانت تعبيرات وجهها بإتسامة خجولة ثم همست ببحة مغرية من آثار النوم أرهقت قلبه كثيرا الله يباركلي فيك يا قلب العروسة وروحها
ډفن زين رأسه في تجاويف رقبتها يستنشق شذاها الطيب يهمس بأنفاس ساخنة تلفح عنقها اااااخ من دلعك للي هيكون سبب رئيسي في ان قلبي يقف نبضه
حاولت روان النهوض قائلة بإرتعاب يا ساتر يارب بعد الشړ عليك.. ايه الكلام الفظيع اللي بتقوله علي الصبح دا
وضع زين إصبعه على فمها وقال في نفس الهمس المثير اسكتي ماتبوظيش اللحظة الرومانسية دي وبعدين في حل واحد يرجع قلبي يشتغل تاني
ضحكت روان متمتمة بخفوت وايه هو بقي يا دكتور
حدق في شفتيها الشهية بنظرة غامضة ثم إقترب فجأة وسرق منها قبلة خاطفة ثم عاد يحدق في ملامحها بحب قائلا بصوت مبحوح كدا قلبي رجع يدق من تاني
احمر خديها أكثر قائلة بتلعثم وسع بقي.. عايزة اخد دوش وانزل اشوف بنت عمي.. مش هروح الجامعة انهاردة عشان مالحقتش اقعد معاها امبارح
ضحك زين متمتما في سخط انا بدأت اغير منها هي هتاخدك مني من اولها كدا
أمسكت وجهه بين راحة يدها الصغيرة قائلة بدلال ممزوج بالحنان وهي تلامس طرف أنفه بأنفها يا قلبي هي شوية وهترجع بيتها وهفضل ليك لوحدك خالص
زين بإبتسامة جانبية بتثبتيني يا لمضة ماشي يلا قومي
في الاسفل
بعد أن تناولوا الفطور وقاموا من على طاولة الطعام حاولت كارمن الإمساك بالأطباق لمساعدة عمتها لكن حياة صاحت عليها قائلة سيبي يا حبيبتي اللي في ايدك مايصحش
كارمن بضحكة صغيرة عادي يا عمتو بساعدك
حياة بإستفهام طيب يا قلبي.. امك فين دي من امبارح ماكلتش لما طلعتلها لاقيت صنية الاكل كيف ما هي
كارمن بحيرة والله ماعرف ايه اللي جرالها حاولت معها من شوية عشان تنزل تفطر كمان بس مش قادرة
حياة ببشاشة خلاص يا حبيبتي انا هحضرلها فطار واخليها تاكلو من ايدي
كارمن بإبتسامة تسلمي يا عمتي تعبينك معانا
حياة بود تعبكم راحة يا ست البنات معرفش فين البت روان اتأخرت في النزول ليه هي كمان!!
صعدت كارمن إلى الطابق العلوي راغبة في معرفة ما حدث لوالدتها فعندما ذهبت إليها قبل الإفطار كان أدهم معها فلم تفهم منها شيئا.
وجدت شخصا ظهر في وجهها دون سابق إنذار.
... قفشتك
أطلقت كارمن صړخة الذعر مما حدث قائلة پخوف خضتيني يا روان اخس عليكي
روان بشقاوة سلامته الجميل من الخضة
كارمن بخفوت بكاشة اوي
ضحكت روان بخفة لتقول بمرح بنت حلال كنت لسه بدور عليكي عشان استفرد بيكي ونرغي شوية
راقت الفكرة لكارمن التي قالت بإبتسامة ومالو نرغي تعالي نقعد في اوضتي
روان بفرح يلا بينا
في المطبخ
دخلت حنان المطبخ ورأت حياة منشغلة بما في يديها كانت حياة تدير ظهرها نحوها ولم تراها تدخل.
سعلت حنان قليلا لكي تلفت انتباها قائلة بهدوء انتي لسه واخدة علي خاطرك مني يا حياة
لاحظتها حياة لكنها تجاهلتها ولم ترد عليها.
اقتربت منها حنان وربت على كتفها بلطف وقالت بضيق خلاص ياستي ماتزعليش مني كانت ساعة شيطان وراحت لحالها
نظرت إليها حياة بنظرة عابرة قائلة بهدوء دايما بقول عنك عاقلة.. معرفش انك كبرتي وعقلك خف منك يا حنان
فركت حنان يديها بتوتر وبررت بنبرة خاڤتة بصراحة ماقدرتش امسك نفسي لما شوفت جمالها.. مش بإيدي انتي عارفة بحب اخوكي وهفضل دايما اغار عليه
ضحكت حياة بسخرية وهتفت اطمني يا اختي الست فوق راقدة متسطحة وتعبانه عينك جابتها الارض
خبطت حنان على صدرها وهي تشهق هلعا وعيناها كادت أن تبرز من مقل عينيها وقالت بفزع يا خړابي انتي بتكلمي بجد مالها الولية
حياة