السبت 23 نوفمبر 2024

القدر قاسې

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

نهار الغد. و غادر الغرفة بإيماءة من رأسه.
راقبت قامته المديده و كتفيه العريضتين و هو يمشي مبتعدا فيما كانت تغلي من شدة الڠضب الهادر. كم تمنت أن تقول له أغرب عن وجهي لكن كلماته أوقفتها حيث كانت متأكدة من أن كلماته قد تمنعها. لقد عرف أيضا أنها سوف تراه في الغد من أجل الوظائف العديدة التي كانت تحاول بصعوبة إنقاذها لكن دون أن يحالفها النجاح. طعم الفشل كان شيئا كريها يجب أن تبتلعه الآن. ها هو بيرس يلمح أنه قد يكون مستعدا لفعل شيء ما و بالرغم من أنها تكرهه كانت تعرف أنه لا يمكنها أن تصده.
غادرت الحفلة باكرا لكنها لم تذهب مباشرة إلى المنزل بل استقلت سيارة أجرة إلى مستشفى لندن حيث كان ستيفن بتراكوس ما زال في غرفة العناية الفائقة. فقد عانى منذ ثلاثة أسابيع مضت من نوبة قلبية حادة و قد سبقتها نوبة أقل حدة. كان بقاؤه على قيد الحياة أشبه بأعجوبة. كانت حياته معلقة في الميزان عندما أكتشفت حالة شؤون دار النشر المحفوفة بالمخاطر. فيما كان الأطباء يكسبون ببطء معركة بقاء والدها على قيد الحياة كانت هي ما تزال تحاول إنقاذ شركته.
تطلعت أمها التي كانت تحيك الصوف بصنارتها نحوها عندما دخلت أليكس إلى الغرفة. و قد رسمت المرأة الضعيفة ذات الوجه الشاحب الصغير إبتسامة مرحبة عند رؤية ابنتها قائلة مرحبا يا عزيزتي هل أمضيت وقتا طيبا
أنحنت أليكس لتطبع قبلة على الخد الناعم. كانت إميلي بتراكوس إمرأة من النوع الذي تضفي طبيعتها الحلوة حماية من حولها و ليس أكثر من الحماية التي تقدمها فعلا لعائلتها و أصبح أمرا غريزيا لديها و قبل مرض والدها بزمن طويل أن تحمي أمها من الجانب القاسې جدا في الحياة. و سبب ذلك هو الفوضى التي تكافح بيأس لتسويها الآن. لكن رغم أن والدتها كانت تشتبه بالتأكيد أن هناك شيء ما و طالما أن والدها لم يخبر زوجته بشيء إذا فإنها لا تستطيع أن تقول شيئا لها أيضا. الأمر الذي جعل أليكس الآن ترسم على وجهها إبتسامة فرحة.
أجابتها آوه أنت تعرفين كيف تجري هذه الحفلات. كان سبب إقامتها وجيها. كيف حال والدي
تنهدت أمها مجيبة إنه نائم الآن لكنه كان متعبا جدا قبل ذلك. أتمنى لو أنه يخبرنا ما الأمر. و أخذت تلوك شفتها بإهتمام و دون أن تدري أكدت شكوك ابنتها.
عانقتها أليكس قائلة حاولي أن لا تقلقي يا اماه أنت تعرفين كم يكره والدي أن يكون مريضا خاصة عندما يبعده المړض عن أعماله. على أية حال إني اسيطر على الأمور مؤقتا و اعتقد أني قد أحمل إليه أخبارا جميلة في القريب العاجل. و توسلت في قرارة نفسها آملة أن يكون ذلك صحيحا.
قالت إميلي بتراكوس و هي تبتسم انك قوية يا أليكس. و لا أحد يعلم ماذا كنت لأفعل من دونك. ثم زالت إبتسامتها ليحل محلها التجهم و هي تضيف لكنك تبدين متعبة يا عزيزتي ألا تنامين
كان النوم أمرا نادرا هذه الأيام و حتى حين كانت تغفو قليلا كانت أحلامها مزعجة إلا إنها ما كانت لتعترف بتلك الأمور. لذا قالت إنني بخير كل ما في الأمر ان اليوم كان يوما مرهقا أنوي أن أذهب إلى الفراش مباشرة عندما أصل إلى المنزل. لا تنسي أن تنامي أنت أيضا يا أمي. أنت تعرفين أن رؤيتك قلقة ستحزن والدي كثيرا.
أجابتها أنت تجعلينني أبدو كدواء!
ضحكت أليكس برقة و قالت أنك كذلك و أفضل دواء يمكنه الحصول عليه. تظاهرت بالتثاؤب نظرت إلى ساعتها و اضافت قبل أن تقبل أمها مرة أخرى و تغادر من الأفضل أن أذهب . سوف أمر عليكما غدا. قبلي والدي عني و أخبريه أن لا يقلق.
كانت شقتها تقع قرب النهر في تشيلسي. كانت شقة صغيرة إلا إنها كانت تناسبها تماما استأجرتها قبل زواجها القصير جدا. و لأنها رفضت أن تقبل أي مساعده مالية من مطلقها كانت سعيدة بالعودة إليها لتضمد چروحها. دخلت و هي تتنهد بارتياح و لم تشعر بالأمان إلا بعد أن اقفلت المزلاج. بيرس هو من جعلها تشعر هكذا و كأن عليها

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات