القدر قاسې
نهار الغد. و غادر الغرفة بإيماءة من رأسه.
راقبت قامته المديده و كتفيه العريضتين و هو يمشي مبتعدا فيما كانت تغلي من شدة الڠضب الهادر. كم تمنت أن تقول له أغرب عن وجهي لكن كلماته أوقفتها حيث كانت متأكدة من أن كلماته قد تمنعها. لقد عرف أيضا أنها سوف تراه في الغد من أجل الوظائف العديدة التي كانت تحاول بصعوبة إنقاذها لكن دون أن يحالفها النجاح. طعم الفشل كان شيئا كريها يجب أن تبتلعه الآن. ها هو بيرس يلمح أنه قد يكون مستعدا لفعل شيء ما و بالرغم من أنها تكرهه كانت تعرف أنه لا يمكنها أن تصده.
أنحنت أليكس لتطبع قبلة على الخد الناعم. كانت إميلي بتراكوس إمرأة من النوع الذي تضفي طبيعتها الحلوة حماية من حولها و ليس أكثر من الحماية التي تقدمها فعلا لعائلتها و أصبح أمرا غريزيا لديها و قبل مرض والدها بزمن طويل أن تحمي أمها من الجانب القاسې جدا في الحياة. و سبب ذلك هو الفوضى التي تكافح بيأس لتسويها الآن. لكن رغم أن والدتها كانت تشتبه بالتأكيد أن هناك شيء ما و طالما أن والدها لم يخبر زوجته بشيء إذا فإنها لا تستطيع أن تقول شيئا لها أيضا. الأمر الذي جعل أليكس الآن ترسم على وجهها إبتسامة فرحة.
تنهدت أمها مجيبة إنه نائم الآن لكنه كان متعبا جدا قبل ذلك. أتمنى لو أنه يخبرنا ما الأمر. و أخذت تلوك شفتها بإهتمام و دون أن تدري أكدت شكوك ابنتها.
عانقتها أليكس قائلة حاولي أن لا تقلقي يا اماه أنت تعرفين كم يكره والدي أن يكون مريضا خاصة عندما يبعده المړض عن أعماله. على أية حال إني اسيطر على الأمور مؤقتا و اعتقد أني قد أحمل إليه أخبارا جميلة في القريب العاجل. و توسلت في قرارة نفسها آملة أن يكون ذلك صحيحا.
كان النوم أمرا نادرا هذه الأيام و حتى حين كانت تغفو قليلا كانت أحلامها مزعجة إلا إنها ما كانت لتعترف بتلك الأمور. لذا قالت إنني بخير كل ما في الأمر ان اليوم كان يوما مرهقا أنوي أن أذهب إلى الفراش مباشرة عندما أصل إلى المنزل. لا تنسي أن تنامي أنت أيضا يا أمي. أنت تعرفين أن رؤيتك قلقة ستحزن والدي كثيرا.
ضحكت أليكس برقة و قالت أنك كذلك و أفضل دواء يمكنه الحصول عليه. تظاهرت بالتثاؤب نظرت إلى ساعتها و اضافت قبل أن تقبل أمها مرة أخرى و تغادر من الأفضل أن أذهب . سوف أمر عليكما غدا. قبلي والدي عني و أخبريه أن لا يقلق.
كانت شقتها تقع قرب النهر في تشيلسي. كانت شقة صغيرة إلا إنها كانت تناسبها تماما استأجرتها قبل زواجها القصير جدا. و لأنها رفضت أن تقبل أي مساعده مالية من مطلقها كانت سعيدة بالعودة إليها لتضمد چروحها. دخلت و هي تتنهد بارتياح و لم تشعر بالأمان إلا بعد أن اقفلت المزلاج. بيرس هو من جعلها تشعر هكذا و كأن عليها