القدر قاسې
أن تهرب و أن تستمر في الهروب. سارت نحو غرفة الجلوس ألقت بمعطفها على الأريكة و سارت لتسكب لنفسها شرابا منعشا. كان حضوره صدمة بالنسبة إليها فهي لم تتوقع أن تراه ثانية بعد الطلاق. ثم فكرت و قد قلبت شفتيها بعد كل ما جرى لماذا عاد و قد أخذ كل ما أراده
لقد صدقت يوما أنها تجسد تلك الكلمات الثلاث العاطفية لكنها لم تكن سوى اداة. فقد اعد خططه كجنرال في الجيش خطط لكل شيئ. فكانت كل الكلمات الرقيقة و نظرات الحب التي تبادلاها مجرد تصميم لهدف واحد. ليخفي وراءه هدفه الحقيقي.
كانت في الواحدة و العشرين من عمرها صغيرة بالنسبة إلى عمره البالغ التاسعة و العشرين و الواسع الخبرة و لولا ذلك ما كان ليتأكد أنها ستقع في حبه فقد كان يعرف ما يكفي عن النساء ليستطيع أن يجعل ذلك الأمر ممكنا بشكل واضح.
لن تؤمن أي رجل على سعادتها ثانية. لديها بعض الأصدقاء من الرجال و الذين خرجت برفقتهم أحيانا لكن رغم أنها كانت تعرف أن بعضهم كان يرغب في توثيق العلاقة أكثر إلا إنها كانت دائما منتبهة لإبقاء مسافة بينها و بينهم.
أغمضت عينيها. فقد كان إيقاف الأسئلة أمر سهل لكن إيقاف الذكريات كان أمرا آخر. كانت المشاهد ترواد ذاكرتها الواحد تلو الآخر لكن رغم إنها كانت تطاردها تنام حينا و تستيقظ احيانا خلال السنوات الخمس الماضية ثم أخذت تطول الفترة بينها حتى لم تفكر به منذ فترة طويلة لكن الليلة عاد كل شيئ بقوة.
و التقت أخيرا في اليوم الذي كان يفترض أن يكون بداية حياتهما معا بيرس مارتينو الحقيقي...
كان يوما متعبا من العمل رغم أن أليكس لا تمانع العمل بجد إطلاقا. كانت على وشك إنهاء فترة ستة أشهر من تبادل العمل و إكتشافها كيف أن شركة مماثلة تماما تعمل سوف يمنحها بالتأكيد فائدة كبيرة عند عودتها إلى إنكلترا. الآن و قد باتت أسابيع قليلة فقط تفصلها عن المكان حيث ستستلم وظيفتها كمديرة تنفيذية مبتدئة في أعمال الاعلان و النشر التي أسسها والدها. و كان أصدقاؤها الجدد يشاركون في النشاطات الإجتماعية الليلية بنشاط لا يقل إطلاقا عن نشاطهم خلال العمل في النهار و لم تكن هي معتادة على المشاركة بالنشاطات طوال الوقت . و لهذا السبب كانت تشعر بالتعب و شكرت حظها لأنها استطاعت أن تتخذ الاستعدادات اللازمة الليلة للذهاب إلى المسرح مع بعض أصدقاء والدها.