السبت 23 نوفمبر 2024

القدر قاسې

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

أن تهرب و أن تستمر في الهروب. سارت نحو غرفة الجلوس ألقت بمعطفها على الأريكة و سارت لتسكب لنفسها شرابا منعشا. كان حضوره صدمة بالنسبة إليها فهي لم تتوقع أن تراه ثانية بعد الطلاق. ثم فكرت و قد قلبت شفتيها بعد كل ما جرى لماذا عاد و قد أخذ كل ما أراده
لقد صدقت يوما أنها تجسد تلك الكلمات الثلاث العاطفية لكنها لم تكن سوى اداة. فقد اعد خططه كجنرال في الجيش خطط لكل شيئ. فكانت كل الكلمات الرقيقة و نظرات الحب التي تبادلاها مجرد تصميم لهدف واحد. ليخفي وراءه هدفه الحقيقي.
لم تعرف أحدا في حياتها قط قد يستطيع التظاهر على هذا النحو. لقد أحبته و صدقت أنه يحبها لكن ذلك ما كان يفترض أن تعتقده. كانت سذاجتها كسوط لروحها المعذبة.
كانت في الواحدة و العشرين من عمرها صغيرة بالنسبة إلى عمره البالغ التاسعة و العشرين و الواسع الخبرة و لولا ذلك ما كان ليتأكد أنها ستقع في حبه فقد كان يعرف ما يكفي عن النساء ليستطيع أن يجعل ذلك الأمر ممكنا بشكل واضح.
أخذت أليكس ترتجففتقوقعت على كرسي ذات ذراعين كان بيرس محقا بشأن حياتها العاطفية فقد كانت خالية فعلا. و هل هناك أي عجب في ذلك فما قاسته على يديه جعلها تخشى الڼار كأي أنسان مذنب.
لن تؤمن أي رجل على سعادتها ثانية. لديها بعض الأصدقاء من الرجال و الذين خرجت برفقتهم أحيانا لكن رغم أنها كانت تعرف أن بعضهم كان يرغب في توثيق العلاقة أكثر إلا إنها كانت دائما منتبهة لإبقاء مسافة بينها و بينهم.
توقف أصدقاؤها عن سؤالها عن سبب تغيرها بعد عودتها من امريكا عندما تمنعت عن الإجابة و رغم ذلك استمروا في محاولة إيجاد زوج لها . لكنها في أحسن الأحوال كانت محاولة فاترة و احترموا رغبتها الخفية بعدم البوح عن خصوصياتها.
أغمضت عينيها. فقد كان إيقاف الأسئلة أمر سهل لكن إيقاف الذكريات كان أمرا آخر. كانت المشاهد ترواد ذاكرتها الواحد تلو الآخر لكن رغم إنها كانت تطاردها تنام حينا و تستيقظ احيانا خلال السنوات الخمس الماضية ثم أخذت تطول الفترة بينها حتى لم تفكر به منذ فترة طويلة لكن الليلة عاد كل شيئ بقوة.
كان بيرس ذكي جدا ليجعلها تعتقد ما ارادت أن تصدقه أنه يحبها. إلا إنه لم يفعل لقد بدا لها ذلك واضحا في ساعة قصيرة واحدة. لقد لعب دوره ببراعة فائقة حتى أنها لم تكتشف إلا صباح اليوم الذي تلا زفافهما إن الرجل الذي تزوجته ليس سوى دجال.
و التقت أخيرا في اليوم الذي كان يفترض أن يكون بداية حياتهما معا بيرس مارتينو الحقيقي...
الفصل الثاني
كان يوما متعبا من العمل رغم أن أليكس لا تمانع العمل بجد إطلاقا. كانت على وشك إنهاء فترة ستة أشهر من تبادل العمل و إكتشافها كيف أن شركة مماثلة تماما تعمل سوف يمنحها بالتأكيد فائدة كبيرة عند عودتها إلى إنكلترا. الآن و قد باتت أسابيع قليلة فقط تفصلها عن المكان حيث ستستلم وظيفتها كمديرة تنفيذية مبتدئة في أعمال الاعلان و النشر التي أسسها والدها. و كان أصدقاؤها الجدد يشاركون في النشاطات الإجتماعية الليلية بنشاط لا يقل إطلاقا عن نشاطهم خلال العمل في النهار و لم تكن هي معتادة على المشاركة بالنشاطات طوال الوقت . و لهذا السبب كانت تشعر بالتعب و شكرت حظها لأنها استطاعت أن تتخذ الاستعدادات اللازمة الليلة للذهاب إلى المسرح مع بعض أصدقاء والدها. 
كانت المسرحية جميلة جدا . و كانت تناقشها بحماس في البهو خلال في الاستراحة الأولى عندما شعرت بعينين تحدقان بها كان الاحساس غريبا . و قد جعل شعر جسدها يقشعر و شعرت كأن تلك العينين المجهولتين تجبرانها على الاستدارة . و فعلت لأنها لم تستطع أن تمنع نفسها من ذلك و أخذت عيناها تبحثان بين الحشد للحظات قليلة قبل أن تقعا على عينين زرقاوين مشعتين بدا أنهما اصابتاها حتى اعماق روحها. افترت شفتاها عن تنهيدة صامتة فيما بدت غير قادرة على إبعاد عينيها عن الرجل الذي يقف على بعد ياردات قليلة منها و انطلق بين عيونهما في هذه

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات