الأحد 24 نوفمبر 2024

القدر قاسې

انت في الصفحة 9 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

تتواجد مع رجل لوحدهما تحت سقف واحد طوال عمرها البالغ واحدا و عشرون عاما كان مزاجه يبدو غريبا. كان هادئا طوال الرحلة منشغل البال و عندما تكلم كان هناك تكلف غريب في تصرفه الأمر الذي وجدته مثيرا للأعصاب قليلا.
و عندما استمر في مزاجه الغريب حتى عندما كانا يتناولان الوجبة التي كانت مدبرة منزله قد أعدتها لهما و التي لم يكن أيا منهما يتناولها بشهية وجدت نفسها مجبرة على الكلام فسألته هل كل شيئ على ما يرام
استمر بيرس بتقطيع قطعة اللحم دون أن يرفع نظره غليها ثم رمى بالسکين و الشوكة جانبا و رفع عينيه لتلتقي نظرتها الخائڤة بنظرة كانت تعرفها جيدا و التي جعلت قلبها يدق بقوة في صدرها.
قال موضحا بصوت أجش لا الأمور ليست على ما يرام أنا أريدك يا أليكس.
كانت تلك الليلة أجمل ليلة عرفتها في حياتها ليلة دخلت فيها إلى عالم جديد لم تعرفه من قبل.
تقلبت أليكس في مخدعها في الصباح و سرت في جسمها موجة دافئة من السعادة الكلية لأنها لم تعد أليكس بتراكوس فقط بل السيدة بيرس مارتينو.
لكن كل ذلك كان الليلة الماضية. لقد أشرق الصباح الآن و كل ما عليها القيام به هو أن تمد يدها و تلمس شعره الداكن.
كانت حركة لم تكملها اطلاقا لا زوجها انتفض بعيدا عند أول لمسة لها جلس و دفع الغطاء . و صړخ قائلا لا تلمسيني. و صډمتها نبرات صوته الثائرة مما جعلها غير قادرة على الحراك لكن فقط لجزء من الثانية ثم نهضت هي أيضا و هي تنظر غليه دون أن تصدق ما سمعته اذناها فيما كان هو يبتعد عن السرير بخطوات ثابتة. ازاحت بيد مرتجفة خصلات شعرها الطويل و قد غشت عينيها الرماديتين سحابة من الألم.
سألته بنبرة كانت تتأرجح بين دعابة وادعة و ړعب مما قد يحدث ماذا
بدا و كأن زوجها الطويل النحيل الداكن الشعر قد تصلب لدى سماعه صوتها لكنه لم يوقف تقدمه نحو الحمام. 
استجمعت أليكس أفكارها المبعثرة و نهضت من الفراش بسرعة . عليه أن يفسر لها معنى تلك الكلمات إن كان يريد منها أن تعتبرها مجرد دعابة إن كانت حقا كذلك.
استطاعت أليكس أن تبقي صوتها طبيعيا بجهد كبير لكن رغم ذلك كانت صډمتها جلية عندما نادته قائلة بيرس! ليس ذلك مضحكا يا عزيزي.
و صدف أن بيرس كان منحنيا فوق المغسلة بانتظار أن يمتلئ الحوض بالماء فأقفل صنبور الماء قبل أن يميل برأسه نحوها. لم تستطع أن تحبس تنهيدة خانتها فيما كانت عيناه تتفحصانها من رأسها حتى أخمص قدميها بإزدراء و انتابتها موجة مؤلمة من الشعور بالاذلال لم تخالجها من قبل قط. فاتسعت عيناها و شعرت بشيئ ثقيل و بارد كالحديد يملأ معدتها.
كان صوت بيرس يحمل إهانة أيضا عندما تكلم قائلا لم أتخيل للحظة أنها كذلك.
لم تستطع أن تصدق أنه يقول شيئا يؤلمها هكذا ليس بهذه البرودة. لم تكن دعابة بل كانت شيئا حقيقيا مريعا أكثر من ذلك. و كان عليها أن تعرف ما هو قبل أن ينهار عالمها و يتحول إلى حطام. فقال بيرس! ماذا حدث ما الخطب
كان بيرس منشغلا بوضع صابون الحلاقة على ذقنه إلا أنه توقف ليرميها بنظرة ساخرة بدت و كأنها تحط من قدرها و قال ما الذي يجعلك تعتقدين أن هناك خطب ما
و تعثرت في شرك من الارتباك. حتى الأمس كان محبا للغاية و الآن... و بحثت يائسة في فكرها عن جواب ما أي شيئ قد يوقف التيار المظلم من الألم. سألته هل هناك شيئ ما فعلته هل أنت نادم على الزواج مني لقد كان الشيء الوحيد الذي يمكن أن تفكر به.
ضحك لسماعه ذلك و قال دون أي أثر ينم عن المزاح لا كان عندي كل العزم على الزواج منك. كان ذلك ما أردت.
كان ذلك هو الجواب الذي أرادت سماعه لكنه كان يحمل في طياته ما أصاب قلبها بقشعريرة. لقد بدا باردا جدا و خاليا من العاطفة كجوال في متاهة عرفت أن هناك طريقا واحدا للخروج من هذه المتاهة و ذلك أن تتبع الممر الذي وضعها فيه و قالت
10 

انت في الصفحة 9 من 11 صفحات