القدر قاسې
تتواجد مع رجل لوحدهما تحت سقف واحد طوال عمرها البالغ واحدا و عشرون عاما كان مزاجه يبدو غريبا. كان هادئا طوال الرحلة منشغل البال و عندما تكلم كان هناك تكلف غريب في تصرفه الأمر الذي وجدته مثيرا للأعصاب قليلا.
و عندما استمر في مزاجه الغريب حتى عندما كانا يتناولان الوجبة التي كانت مدبرة منزله قد أعدتها لهما و التي لم يكن أيا منهما يتناولها بشهية وجدت نفسها مجبرة على الكلام فسألته هل كل شيئ على ما يرام
قال موضحا بصوت أجش لا الأمور ليست على ما يرام أنا أريدك يا أليكس.
كانت تلك الليلة أجمل ليلة عرفتها في حياتها ليلة دخلت فيها إلى عالم جديد لم تعرفه من قبل.
لكن كل ذلك كان الليلة الماضية. لقد أشرق الصباح الآن و كل ما عليها القيام به هو أن تمد يدها و تلمس شعره الداكن.
كانت حركة لم تكملها اطلاقا لا زوجها انتفض بعيدا عند أول لمسة لها جلس و دفع الغطاء . و صړخ قائلا لا تلمسيني. و صډمتها نبرات صوته الثائرة مما جعلها غير قادرة على الحراك لكن فقط لجزء من الثانية ثم نهضت هي أيضا و هي تنظر غليه دون أن تصدق ما سمعته اذناها فيما كان هو يبتعد عن السرير بخطوات ثابتة. ازاحت بيد مرتجفة خصلات شعرها الطويل و قد غشت عينيها الرماديتين سحابة من الألم.
بدا و كأن زوجها الطويل النحيل الداكن الشعر قد تصلب لدى سماعه صوتها لكنه لم يوقف تقدمه نحو الحمام.
استجمعت أليكس أفكارها المبعثرة و نهضت من الفراش بسرعة . عليه أن يفسر لها معنى تلك الكلمات إن كان يريد منها أن تعتبرها مجرد دعابة إن كانت حقا كذلك.
و صدف أن بيرس كان منحنيا فوق المغسلة بانتظار أن يمتلئ الحوض بالماء فأقفل صنبور الماء قبل أن يميل برأسه نحوها. لم تستطع أن تحبس تنهيدة خانتها فيما كانت عيناه تتفحصانها من رأسها حتى أخمص قدميها بإزدراء و انتابتها موجة مؤلمة من الشعور بالاذلال لم تخالجها من قبل قط. فاتسعت عيناها و شعرت بشيئ ثقيل و بارد كالحديد يملأ معدتها.
لم تستطع أن تصدق أنه يقول شيئا يؤلمها هكذا ليس بهذه البرودة. لم تكن دعابة بل كانت شيئا حقيقيا مريعا أكثر من ذلك. و كان عليها أن تعرف ما هو قبل أن ينهار عالمها و يتحول إلى حطام. فقال بيرس! ماذا حدث ما الخطب
و تعثرت في شرك من الارتباك. حتى الأمس كان محبا للغاية و الآن... و بحثت يائسة في فكرها عن جواب ما أي شيئ قد يوقف التيار المظلم من الألم. سألته هل هناك شيئ ما فعلته هل أنت نادم على الزواج مني لقد كان الشيء الوحيد الذي يمكن أن تفكر به.
ضحك لسماعه ذلك و قال دون أي أثر ينم عن المزاح لا كان عندي كل العزم على الزواج منك. كان ذلك ما أردت.
كان ذلك هو الجواب الذي أرادت سماعه لكنه كان يحمل في طياته ما أصاب قلبها بقشعريرة. لقد بدا باردا جدا و خاليا من العاطفة كجوال في متاهة عرفت أن هناك طريقا واحدا للخروج من هذه المتاهة و ذلك أن تتبع الممر الذي وضعها فيه و قالت