السبت 23 نوفمبر 2024

السامري

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

أسماؤه وصفاته وتضاعفت آلاؤه وهباته. قال الله تعالى مبينا بطلان ما ذهبوا إليه وما عولوا عليه من إلهية هذا الذي قصاراه أن يكون حيوانا بهيما أو شيطانا رجيما أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا. وقال ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين. فذكر أن هذا الحيوان لا يتكلم ولا يرد جوابا ولا يملك ضرا ولا نفعا ولا يهدي إلى رشد اتخذوه وهم ظالمون لأنفسهم عالمون في أنفسهم بطلان ما هم عليه من الجهل والضلال. ولما سقط في أيديهم. أي ندموا على ما صنعوا ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين. ولما رجع موسى عليه السلام إليهم ورأى ما هم عليه من عبادة العجل ومعه الألواح المتضمنة التوراة ألقاها فيقال إنه كسرها. وهكذا هو عند أهل الكتاب وإن الله أبدله غيرها وليس في اللفظ القرآني ما يدل على ذلك إلا أنه ألقاها حين عاين ما عاين. وعند أهل الكتاب أنهما كانا لوحين وظاهر القرآن أنها ألواح متعددة. ولم يتأثر بمجرد الخبر من الله تعالى عن عبادة العجل فأمره بمعاينة ذلك. ولهذا جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن حبان عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الخبر كالمعاينة. ثم أقبل عليهم فعنفهم ووبخهم وهجنهم في صنيعهم هذا القبيح فاعتذروا إليه بما ليس بصحيح قالوا إنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري. تحرجوا من تملك حلي آل فرعون وهم أهل حرب وقد أمرهم الله بأخذه وأباحه لهم ولم يتحرجوا بجهلهم وقلة علمهم وعقلهم من عبادة العجل الجسد الذي له خوار مع الواحد الأحد الفرد الصمد القهار!. ثم أقبل على أخيه هارون عليه السلام قائلا له يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني. أي هلا لما رأيت ما صنعوا اتبعتني فأعلمتني بما فعلوا فقال إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل. أي تركتهم وجئتني وأنت قد استخلفتني فيهم. قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين. وقد كان هارون عليه السلام نهاهم عن هذا الصنيع الفظيع أشد النهي وزجرهم عنه أتم الزجر. قال الله تعالى ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به. أي إنما قدر الله أمر هذا العجل وجعله يخور فتنة واختبارا لكم وإن ربكم الرحمان. أي لا هذا فاتبعوني. أي فيما أقول لكم وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى. يشهد الله لهارون عليه السلام وكفى بالله شهيدا. أنه نهاهم وزجرهم عن ذلك فلم يطيعوه ولم يتبعوه. ثم أقبل موسى على السامري قال فما خطبك يا سامري. أي ما حملك على ما صنعت قال بصرت بما لم يبصروا به. أي رأيت جبرائيل وهو راكب فرسا فقبضت قبضة من أثر الرسول. أي من أثر فرس جبريل. وقد ذكر بعضهم أنه رآه وكلما وطئت بحوافرها على موضع اخضر وأعشب فأخذ من أثر حافرها فلما ألقاه في هذا العجل المصنوع من الذهب كان من أمره ما كان. ولهذا قال فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس. وهذا دعاء عليه بأن لا يمس أحدا معاقبة له على مسه ما لم يكن له مسه هذا معاقبة له في

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات