السامري
كتاب الله عز وجل فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون. وهكذا رواه مسلم والترمذي كلاهما عن ابن أبي عمر عن سفيان وهو ابن عيينه به. ولفظ مسلم فيقال له أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا فيقال رضيت رب. فيقال له لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله فيقول في الخامسة رضيت رب. فيقال هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت رب قال رب فأعلاهم منزلة قال أولئك الذين أردت غرس كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشړ. قال ومصداقه من كتاب الله فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون. وقال الترمذي حسن صحيح قال ورواه بعضهم عن الشعبي عن المغيره فلم يرفعه والمرفوع أصح. وقال ابن حبان ذكر سؤال الكليم ربه عن خصال سبع حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم ببيت المقدس حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب. أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا السمح حدثه عن حجيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال سأل موسى ربه عز وجل عن ست خصال كان يظن أنها له خالصة والسابعة لم يكن موسى يحبها قال يا رب أي عبادك أتقى قال الذي يذكر ولا ينسى. قال فأي عبادك أهدى قال الذي يتبع الهدى. قال فأي عبادك أحكم قال الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه. قال فأي عبادك أعلم قال عالم لا يشبع من العلم. يجمع علم الناس إلى علمه. قال فأي عبادك أعز قال الذي إذا قدر غفر. قال فأي عبادك أغنى قال الذي يرضى بما يؤتى. قال فأي عبادك أفقر قال صاحب منقوص. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن ظهر إنما الغنى غنى النفس وإذا أراد الله بعبد خيرا جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه وإذا أراد الله بعبد شړا جعل فقره بين عينيه. قال ابن حبان قوله صاحب منقوص يريد به منقوص حالته يستقل ما أوتي ويطلب الفضل. وقد رواه ابن جرير في تاريخه عن ابن حميد عن يعقوب التميمي عن هارون بن هبيرة عن أبيه عن ابن عباس قال سأل موسى ربه عز وجل فذكر نحوه. وفيه قال أي رب فأي عبادك أعلم قال الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن يجد كلمة تهديه إلى هدى أو ترده عن ردى. قال أي رب فهل في الأرض أحد أعلم مني قال نعم الخضر فسأل السبيل إلى لقيه فكان ما سنذكره بعد إن شاء الله وبه الثقة. ذكر حديث آخر بمعنى ما ذكره ابن حبان قال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن موسى قال أي رب عبدك المؤمن مقتر عليه في الدنيا! قال ففتح له باب من الجنة فنظر إليها قال يا موسى هذا ما أعددت له. فقال يا رب وعزتك وجلالك لو كان مقطع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير بؤسا قط. قال ثم قال أي رب عبدك الكافر موسع عليه في الدنيا قال ففتح له باب