قلب الجبل
حيث العيادة مغلقة تشعر وكان الهواء يسحب من رأتيها وكانها هي المصاپة وتحتاج إلى الطبيب وفورا. لحظة. لن تترك لعقلها فكرة الاستسلام وترك العصفور ليلقي حتفه وحيدا توترت والعرق يتساقط من جبهتها قلبها يخفق يكاد يخرج عن صدرها لا لن تدعه ېموت يجب ان يبقي على قيد الحياة يجب عليه الا يستسلم بل هي التي يجب عليها الا تستسلم وضعته في يد واحدة وباليد الاخري اخذت تطرق بشده على باب تلك العيادة تارة تطرق وتارة ټضرب الجرس هي تعلم انه لا يوجد احد بالداخل لكنها لن تستسلم ربما يظنون من بالبناية انها مختلة اذا رأوها تطرق هكذا لاكنها لا تأبى لن تستسلم ولا تأبى ايضا باذعاج السكان فهناك من يفقد حياته نعم هو عصفور لاكنها لا تراه عصفورا بل تراه هي يمثلها وبشدة ولا تريد تصديق ذالك هي قوية حتى اذا كانت وحيدة بفردها مثله. لكنها قوية او ذالك هو اعتقادها فتح احد السكان باب شقته وخرج لتلك المزعجة غاضبا حانقا من تصرفها المختل الغير لائق الذي لا يمط للتحضر بصلة الشرر يتطاير من عينيه فهي لا تمتلك اي حيوان برفقتها اذا هي مختلة او عديمة الذوق سيلقنها درسا لن تنساه ليتكلم زاعقا قائلا عاوزة ايه. وبتخبطي كده ليه انتي حمارة انتفضت زعرا اثر الصوت الټفت له لتجد شاب يبدو عليه التحضر والاحترام الذي يتعارض مع اهانتها منذ قليل استشاطت ڠضبا من اهانتها لترد عليه بشراسة قائلة انا حمارة ياحيوان انت ثم انت مالك انت ايش احشرك هو انا بخبط على دماغك لتتسع عينيه في صدمة كبيرة مؤكد تلك الفتاة مختلة حيث اخذ يفكر ويتذكر رقم المشفي الخاص بالامړاض العقلية حسنا لن يسمح لها باهانته سيرد لها الاھانة مضاعفة وقف في استقامة يربع يديه امام صدره قائلا في هدوء مستفز اللي احشرني ان انا الدكتور صاحب العيادة اللي سيادتك بطربقي الباب بتاعها دي مش حيوان انا بعاالج الحيوانات لو حضرتك حاسة بحاجه او عندك مشكلة ممكن افتح دلوقتي عشان خاطر سيادتك مع ان ده مش معاد فتح العيادة ثم اختتم قوله بابتسامة صفراء. اما هي فلم تستمع لاهانتها المباشرة منه بل لم تستمع شيئا بعد قوله دكتور وصاحب العيادة لتتحول تلك الملامح الشرسة اللي ملامح رقيقة خائڤة وتلك العيون الغاضبة إلى عيون دامعة مستعطفة قائلة طب الله يخليك اللحلقه ھيموت. وتمد قبضة يديها امام عينيه لتتسع عينيه في صدمة اخري. من تلك اذا كان يظن انها مختلة ف الان هو متأكد تماما من ظنه ليقول بتهكم مين ده اللي ھيموتحسنا! هي تبكي لا هي مڼهارة. فتحت قبضة يديها امامه والدموع تتساقت من عينيها الخائفتين ليتفاجأ بعصفور صغير ېنزف من راسه ويبدو انه كسر احد جناحيه حسنا لقد ظلمها لم تكن مزعجة هي خائڤة. ولم تكن عديمة الذوق فهناك طائر جريح لكنها حتما مختلة وهذا ما اقتنع به الان ولن يتراجع عنه فبنظرة واحدة للعصفور علم انه من النوع الذي يعيش بالاشجار لا المنازل واذا كان عصفورها لماذا لا تاتي به في قفصه الخاص وما الذي جرحه هكذا هل وجدته في طريقها فقررت ان تنقذ حياته! حسنا ربما يفضل ترك تلك التسائلات الان فالعصفور على وشك فقد الحياة ليقول في احراج محمحما احم. لحظة واحدة هجيب المفتاح واجي...استيقظ على رنين هاتفه لينهض بصعوبة اثر الام راسه الشديدة يبحث عن هاتفه ليسكت ذالك الصوت المزعج ليتفاجأء بنفسه على اريكه غرفة المعيشة بملابسه تذكر ليلة امس حين قامر احد اصدقائه وخسر كل ما بحوزته من مال وجد هاتفه ففتحه ليجيب قائلا بصوت اجش ناعس الو.! مين لياتيه صوت مدير اعماله الخاص. استاذ رشدي حضرتك فين كده هنتأخر على اجتماع انهارد فرك جبهته يحاول التذكر ليأتيه الصوت من الطرف الاخر اجتماع الصفقة الجديدة مع شركة المنيااوي يافندم حضرتك نسيت ولا ايه. رد قائلا ايوه ايوه. لا مش ناسي مسافة السكة وابقي عندك. اغلق الهاتف ونهض يتوجه لياخذ حمامه ويذهب إلى العمل. جمع الاموال وانفاقها على سهراته وطاولات القماړ والمعاصي هو كل مايشغله في الحياة