الأربعاء 27 نوفمبر 2024

في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 41 من 146 صفحات

موقع أيام نيوز


تحركت تنوي المغادرة فما أن مرت بجانبه حتي إستوقفتها قبضته القويه التي أمسكت برسغها توقفها عن الحركه فالتفتت تناظره و التقت الأعين في صراع غريب من نوعه علي كليهما وصل دويه إلي صدوهم فقد كانت ترتجف و قلبها إثر نظراته الناريه و عيناه التي لا تهدأ أبدا و قد كان هو الآخر يشاطرها التخبط و هناك نبضه قويه تعثرت بداخل قلبه و هو يناظر بحرها الأسود اللامع الذي يتخلله حزن ممزوج پخوف كبير حاولت إخفاؤه و لم تنجح !

دام الصمت لثوان بينما العيون كانت تتحدث بلغه يصعب علي كليهما تفسيرها و لكنه كان أول من قطع هذا الحديث الشائك إذ قال بلهحه صارمه 
المكان دا خاص بأصحاب البيت إلي أنتي مش منهم و لا عمرك هتكوني منهم أبدا ! و قبل ما تفكري تدخليه لازم تستأذني ! 
حاولت الحديث و لكنه أوقفها حين قال پغضب 
و إياك تخرجي في وقت متأخر زي دا لوحدك . عشان عيب! و لو أنتي متعرفيش العيب هعلمهولك . في رجاله بتشتغل هنا في الأسطبل و في كل مكان حواليكي و ميصحش يشوفوا أرمله حازم الوزان بره في الوقت دا . التسيب و الإنحلال إلي أتعودتي عليهم دول تنسيهم أنتي في بيت ناس محترمين 
رغما عنها إنهار قناع القوة التي كانت تحتمي خلفه جراء نبرته المحتقره و لهجته المهينه و تساقط الدمع من مقلتيها بغزارة و قد صډمه مظهرها كثيرا للحد الذي أشعره بشعور غريب من الألم و الندم معا و خاصة عندما سمع صوتها الذي جاهدت حتي تخرجه من بين المرتعشتين 
خلصت !
لم يجيبها انما اماء برأسه و عيناه لا تحيد عنها فقامت بجذب ذراعها من بين قبضته
و هرولت إلي حيث يقع الملحق الذي تقطن به هي و شقيقتها و قد كانت شهقاتها تشق سكون الليل المحيط بهم و قد كان يراقب إنهيارها و رحيلها بقلب مټألم فهو بحياته لم يكن شخصا ظالما برغم غضبه إلا أنه كان مسالما حنونا ذو قيم و مبادئ و لكن الإنتقام شوه الرؤيه لديه و جعله كالأعمي لا يري أمامه إلا من شعور بعدم الراحه وصل إلي حد الألم احيانا الذي يؤرقه ليلا حين يتذكر حديثه معها و طريقته الفظه و المحتقرة !
زفر بحدة و قرر الذهاب إلي الجراج الخاص بهم ليمارس هوايته المفضله و الوحيدة التي تنجح في جعله يفرغ شحنات غضبه و أثناء مروره بالملحق الذي تقطن به توقف لثوان و ألقي نظره علي أحد النوافذ قبل أن ينطلق في وجهته و ما أن خطي خطوتان حتي سمع صړاخ قادم من هناك جعل كل خلاياه تضطرب و دب الذعر في جميع أوصاله فهرول إلي هناك و قام بالطرق بقوة علي الباب الذي أنفتح و أطلت فرح المرتعبه و فجأة تجمدت
الډماء بعروقه حين وقعت عيناه علي تلك الملقاه أرضا و أسفلها بقعه من الډماء..
يتبع ....
الفصل السابع
أن تعشق إمرأة مثلي إنه أمر شاق للغايه 
لم أكن أنثى إستثنائيه يوما بل أنا الاسوء من بين جميع النساء و عليك أن تدرك هذا أولا
لأن الطريق إلي قلبي لن يكون سهلا أبدا 
فعليك تتقبل جميع صفاتي السيئة و تراها ميزات ! أن تتقبل جميع تصرفاتي المتقلبة دون أن تسأل عن الأسباب ! أن تتعامل مع ردودي الغير متوقعه علي أنها أمور طبيعيه ! أن تراني جميله بجميع حالاتي و تري مزاجيتي أجمل أنواع الدلال ! أن تراني دائما مميزة ببساطتي بعفويتي بحماقتي ! ألا أكون مجبرة دائما علي إدهاشك ! أريد عشقا خالصا يرمم شقوق قلبي و يصلح ندبات روحي أريد أمانا ينتزع الخۏف العالق بثنايا فؤادي و إعلم حينها أنك ستحظي بعشق سرمدي يفوق حدود الأبديه ..
نورهان العشري 
كان الأمر في المشفي علي صفيح ساخن بينما الصمت يسيطر علي الجميع للحد الذي يجعل هسيس أنفاسهم مسموع بوضوح . بينما القلوب تحترق بهدوء قاټل و الألسنه عاجزة عن الحديث فأي كلام يمكن أن يقال يخفف من وطأة هذه الصدمه الكبيرة حين أخبرهم الطبيب أنهم علي وشك خسارة الطفل !
خنجر مسمۏم بنيران الذنب إنغرز بمنتصف قلبه حين رآها غارقه في دمائها بينما تجمد في مكانه لا يعي ماذا يحدث ! فقط ألم هائل أجتاح كيانه حينما سقطت كلمات فرح كجمرات فوق قلبه و هي تقول بصړاخ 
لازم نوديها المستشفي حالا دي حالة إجهاض 
لا يعلم كيف حملها بكل هذا الرفق الذي لم يكن يظن بإنه يمتلكه و أي قوة
خفيه سكبت كل هذا الحنان بين كفوفه الممسكة بها بينما ملامحه كانت قاسيه و عابسه و كأنه يرفض تلك الكلمات المقيتة التي ألقيت علي مسامعه للتو.
كان
مسيطرا علي مقود سيارتة الضخمة بينما لم يستطيع السيطرة علي نبضاته الهادرة التي تتخبط پعنف بين ضلوعه و كأنها تعلن ثورتها عليه و إنقلابها ضده و ضد هذا العڼف
 

40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 146 صفحات