السبت 30 نوفمبر 2024

قصه جديده

انت في الصفحة 59 من 87 صفحات

موقع أيام نيوز


والحزن فهو لا يعرف كيف ينال رضا والدته مثلما فعلت آية التي تتبع دائما تعليماتها.
كانت نسرين تتهم عماد دائما أنه ېخونها وكان مالك يتعاطف معها عندما يراها تبكي أمامه وفي كل مرة يزداد حقده على والده.
عندما وصل مالك لعمر الخامسة عشر لم يحضر له والده هدية باهظة الثمن مثلما فعل مع أحمد في عيد ميلاده الذي سبقه ببضعة أشهر وكان ذلك بسبب مروره بأزمة مادية حرجة ولكن نسرين أخذت تبكي أمام مالك وصارت تقنعه بفكرة أن والده يكرهه ولا يحب سوى أحمد لأنه ابن أماني واستغلت عدم إحضار زوجها لهدية باهظة حتى تؤجج تلك الفكرة في رأسه.

عندما ماټت نسرين بسبب السړطان لم يحزن عليها أحد سوى مالك الذي شعر بالقهر وأصيب بأزمة نفسية حادة ظن عماد أنه سيتخطاها مع مرور الوقت ولكن هذا الأمر لم يحدث.
استمعت أحلام إلى كلام زوجها بإنصات وانتظرت انتهاء حديثه ثم بدأت في لومه بقولها
وأنت إزاي كنت ساكت على الكلام ده كله يا عماد
هتف عماد مدافعا عن نفسه
أنا كنت مفكر أن الاضطراب ده بسبب نسرين اللي كانت بتطلب منه يعمل الحاجة وعكسها في نفس الوقت وأنه اتمكن منه بسبب صډمته في مۏت أمه لأنه كان متعلق بيها أوي على عكس آية اللي طول عمرها مش بتفكر غير في نفسها.
كادت أحلام تتحدث ولكنه قاطعها مستكملا حديثه
كنت فاهم أن الحالة دي هتروح مع مرور الوقت بعد ما مالك يتخطى مۏت نسرين بس للأسف كانت حالته بتسوء أكتر من الأول لدرجة أنه بقى بيتوهم حاجات عمرها ما حصلت ومنها أنه مفكر أنه عزمني أنا وعمه على خطوبته وكمان مفكر أني كنت بخون أمه معاك وأني اتخليت عنه ومش بتصل بيه غير كل شهر أو شهرين مع أني أصلا بكلمه كل يوم الصبح عشان أطمن عليه بس هو بينسى وعقله بينكر ده كله بعدين.
استمرت أحلام في توبيخ عماد مضيفة بحدة
يعني حضرتك كنت مستني لما ابنك يخلص على كل اللي حواليه عشان تقتنع أنه مريض ولازم يتعالج!!
لم يكن عماد يتصور أن مالك قد يفكر في قتل ابن عمه وتولد من شدة الضغط الذي شعر به انفجار حاد جعله ېصرخ بعصبية شديدة
أنت ليه مش عايزة تقدري موقفي! ليه مش قادرة تفهمي أن حياة ابني هتدمر لو كنت اعترفت أنه مريض وأنه لازم يدخل مصحة نفسية عشان يتعالج!
أخذ عماد يبكي أمام عيني زوجته التي انفرجت شفتيها بدهشة فهي لم تتخيل أبدا أن ترى زوجها في مثل هذه الحالة في يوم من الأيام
مفيش أي واحدة هترضى تتجوز من شاب قضى فترة من حياته في مصحة نفسية وهيكون صعب على مالك أنه يلاقي شغل أو يقدر يعيش وسط الناس بعد ما يخرج من المصحة.
حاول عماد أن ينهض ولكنه شعر بدوار حاد فتسطح مرة أخرى وهو يتابع بمرارة
حاولت أساعده كذا مرة بطريقة غير مباشرة ومن غير ما أخليه يحس بحاجة وبقيت بقرب منه وباخد رأيه في حاجات كتير عشان يحس أن وجوده مهم في حياتي وأن الأوهام اللي أمه زرعتها في رأسه كلها غلط بس كل حاجة عملتها فشلت وجابت نتيجة عكسية.
ربتت أحلام على كتفي زوجها وحاولت إيقافه عن الحديث ولكنه أبى وأصر أن يخرج كل ما في جعبته
تصوري يا أحلام أنه نسي أني كلمته عشان أخد رأيه في موضوع المدرسة الخاصة اللي هدخل فيها أخوه واتهمني لما كلمته وعاتبته على خطوبته من ورانا أني بقالي فترة طويلة مش بكلمه وأنه سمع من برة أني هدخل ابني الصغير مدرسة مصاريفها هتكلف أكتر من تسعين ألف جنيه في السنة!!
شهقت أحلام وسيطرت الصدمة على ملامحها وهي تهتف بذهول
مش معقول الكلام ده!! مالك كان موجود عندنا قبل يومين من خطوبته وكان قاعد معاك في أوضة الصالون وأنا سمعته بيقولك أنه هيشوف إذا كان أخوه هيستوفى الشروط اللي المدرسة نشرتها ولا لا.
حاول عماد أن ينهض مرة أخرى ولكن منعته أحلام التي هتفت بإشفاق على حاله فهو أب لم يستطع أن يتقبل حقيقة جنون ابنه
نام يا عماد دلوقتي لأنك تعبان وواضح أن ضغطك وطي ولازم ترتاح.
خرجت أحلام من الغرفة بعدما تأكدت
 

58  59  60 

انت في الصفحة 59 من 87 صفحات