قصه جديده
انت في الصفحة 1 من 42 صفحات
الفصل
التقطت فريده هاتفها المحمول لتجيب علي الاتصال ...والدتها بالتأكيد سوف تلح عليها بشأن الذهاب الي زفاف ابنة خالتها اسيل اليوم ....بالطبع هى تريد الذهاب فأسيل صديقة عمرها لكنها لا تريد ان تجد نفسها في مواجهة عمر....
منذ طلاقهم وهى تتحاشي مقابلته وهو سهل لها الامر برحيله عن مصر كلها معلنا رغبته هو الاخر في تحاشي رؤيتها ...لكن كانت دائما المناسبات الاجتماعية هى رعبها الاكبر فبحكم صلة القرابه التى تربط بينهم كان دائما من المتوقع ان تراه ...واليوم مزاجها بالخصوص لا يسمح لها برؤيته ... طالما تسألت عن ما اذا كانت اذته بشده وظلمته خلال سنوات زواجهم
طوال فترة زواجهم التى امتدت الي ثلاث سنوات دأبت فريده علي اذلاله طالما اشعرته بالنقص وانها افضل منه بحكم تعليمها الاعلي منه ...لم ترضي يوما عن زواجها منه علي الرغم من انها هى التى كانت تحتاجه بشده ...فلولا عمر لما كانت استاطعت اكمال تعليمها ودفع مصاريف كليتها التى كانت مهدده بتركها لولاه
لديها الان الوظيفه التى حلمت بها ...تفوقها في خلال سنوات دراستها مكنها من الحصول علي نيابه في المستشفي الجامعى ...نيابه الاطفال حلم عمرها منذ ان التحقت بكلية الطب اصبح حقيقه وهاهى الان انهت الجزء الاكبر من الماجستير وعلي وشك مناقشة الرساله بعد ايام قليله ..احلامها تتحول الي حقيقه ..نالت التعيين في الجامعه كما تمنت ونالت لقب مطلقه كما كانت تستحق ايضا ...الزكريات لن ترحمها ...لاتدري لماذا اليوم تشعر بندم هائل يغمرها ..ربما بسبب زفاف اسيل او ربما بسبب انه يوم عيد مولدها الذي لن تحتفل به ...منذ رحيل عمر لم تحتفل به او تتزكره ...طوال حياتها لم ينسي عيد ميلادها يوما وكان الاول في التهنئه وارسال الهدايا لها ...لطالما دللها بغباء حتى اعتقدت انه ضعف ...فهمت قوته مؤخرا بعدما فات الاوان اليوم ستكمل السابعة والعشرون ولن يتزكر احد مولدها
سوميه لانها سوف تشعر بالقلق اذا لم تجيب هذه المره
فريده ...مردتيش ليه يا بنت ... ارجعى بدري النهارده ...مافيش اعذار هتروحى الفرح ...خالاتك كلهم اكلوا وشي ...والدتها تعلم جيدا انها انتهت من عملها في الثامنه صباحا بعد مناوبه ليليه مرهقه في الاستقبال في المستشفي الجامعى الذي تعمل به ...اي حجه ستتحجج بها لعدم الذهاب وهى تعلم انها لديها عطله لمدة ثلاثه ايام كامله بدءا من اليوم
انتى جاهزه من زمان يا فريده واعملي حسابك لو مجتيش معايا الفرح انا هكون غضبانه عليكى ..وبدون اضافة المزيد سوميه اغلقت الخط في ڠضب بدون ان تسمح لها بالرد ... فريده شجعت نفسها ...طوال فترة عودتها للمنزل في قطار الانفاق وهى تطمئن نفسها ...عمر لن يحضر الزفاف فلاربع سنوات وهو لم يعد الي مصر سوى مرتين ...وفي يوم خطوبة اسيل اكتفي بإرسال الورود والهديه الفخمه التى تعبر عن مكانته الجديده ....اتصال اخر علي هاتفها المحمول اخرجها من زكرياتها الاليمه ...المتصل هذه المره كان اسيل ...فريده اجابتها فورا بدون تأخير فلربما العروس تحتاج مساعدتها في التحضير للزفاف....اسيل بادرتها بالقول بلهجة ټهديد...
فريده حاولت التظاهر بالمرح ... طيب قولي ازيك ولا سلمى عليه بتخوفينى يعنى....
فريده ...انا عارفه حركاتك وعارفاكى انتى شخصيا اكتر من نفسك
طيب هجى متزعليش بقي ..قوليلي محتاجه مساعده
لا يا ستى انا هنام شويه واقوم اروح البيوتى سنتر ...شفتى عمر بعتلي هديه جنان يا فريده ...طقم دهب لازوردى خرافي ...وشنطة برفانات فخمه من اغلي الانواع ...كله زوق مش عارفه انتى كنتى غبيه وسبتيه ازاي ده واحد يتفرط فيه ما ان انهت اسيل جملتها حتى شعرت بندم هائل فشهقة الدموع المحپوسه التى صدرت من فريده وصلت الي مسامعها... فريده انا اسفه....فريده قاطعتها پألم... خلاص يا اسيل ده موضوع وانتهى وكل واحد راح لحاله...
قبلت مضطره عرض عمر بالزواج منها مقابل مساعدته الماليه لاسرتهم والمقابل الاكبر كان تبرعه بالكلي لاحمد لكنها داخليا لم ترضي مطلقا عن ذلك الزواج ...ربما بسبب احساسها انها مجبره علي الزواج او بسبب ان عمر لم يكن من كليات القمه كما يسمونها ..فعمر التحق بكلية السياحه والفنادق وبعد تخرجه مباشرة سافر للعمل في الامارات ...دائما كانت تشعر انها افضل منه ...لم ترضي يوما عنه كزوج فبالرغم من انه كان وسيم ولكن زيادة وزنه كانت تغطى علي وسامته ...عمر كان يعمل بلا انقطاع في عملين استنزفا كل وقته بعد عودته النهائيه من دبي بسبب زواجهم
كان يضطر الي اكل الوجبات السريعه في معظم الاحيان لانها كانت تتحجج بالمزاكره ولا تعد الطعام في المنزل فيقوم عمر بالطبخ وعندما لا يتمكن بسبب عمله كان يشتري الطعام الجاهز....عمله القاسې لم يسمح له بممارسة الرياضه بانتظام فزاد وزنه بدرجة كبيره حتى عن قبل زواجهم لم تقدر حبه الكبير لها وشغلت نفسها فقط بعيوب سطحيه اختلقتها كى تفرغ جام ڠضبها عليه فى كل مناسبه بسبب او بدون....
فريده انتبهت الي ان محطتها فاتتها بسبب افكارها الحزينه فغادرت الي القطار في الاتجاه المعاكس كى تذهب الي بيتها...
استغرقت في النوم فور وصولها الي غرفتها فليلتها كانت مرهقه جدا وعاينت فيها من 40 طفل ...بمجرد حصولها علي الماجستر ستترقي لمدرس مساعد وستعمل بالمناوبات الصباحيه فقط كما جرت العاده فقط اسبوع وتناقش رسالتها وتتوج فرحتها لكن اي فرحه ستكون بعدما اصبحت تعيش في وحده وعزله اختياريه
ابتعدت عن الجميع وقطعت صلتها بكل صديقاتها حتى فاطمه صديقة عمرها قطعت صلتها بها فبعد مكالمتها الكارثيه معها والتى كانت السبب المباشر في طلاقها قطعت اي صله بها ....لكن لماذا الذنب فهى من كانت انانيه وحقيره بالكامل ...صحيح ان فاطمه دأبت علي التقليل من شأن عمر ولطالما رددت علي مسامعها الجمل التى كانت تحقر منه ومن شهادته بالنسبه الي شهادتهم لكن هى من سمحت لها بذلك
نعم هى سمحت لها واستمعت الي السم الذي كانت تبخه في اذانها ...دائما حرصت علي التقليل من عمر حتى هداياه الباهظه التى كان يغرقها بها كانت تسخر منهم وتخبرها ... مهما عمل هتفضلي اعلي منه ...يحمد ربنا انك وافقتى عليه....شايفه كل زميلاتنا اتخطبوا لمعيدين
او عندما كانت تخبرها انه يعد لها الطعام ويرتب المنزل عندما تكون في فترة الاختبارات كانت تعلق بسخريه ... طبعا ماهو فاضي ...ابو 60 لازم يخدمك ...شكله مخه تخين زى جسمه....
لم تعترض يوما علي اهانة فرح له امامها بل بالعكس كانت تخزن كلامها ثم تبدء في ترديده لنفسها حتى باتت مقتنعه به ..مع انها هى من ظلمت عمر بزواجها منه فهو تخلي عن عمله المريح والمربح بالخليج ليعود ويعمل لفترين كالثور في الساقيه ليلبي مطالب اسرتها التى كانت تثقل كاهله معظم مدخراته من عمله بالخارج انفقها في اعداد شقة الزوجيه التى اثثها بالكامل علي حسابه ومن افضل واجود الاثاث والتحف ليرضيها وليشرفها امام صديقاتها ...اه ماذا ستستفيد الان من التزكر ... فهى استيقظت منذ قليل قبيل العصر ومازالت تسترجع شريط حياتها ...صلت الظهر علي عجل وجلست في انتظار صلاة العصر ...مناوباتها الليله تقلب نظام يومها لكن الحمد لله امس كانت اخر مناوبه ليليه بعد سنوات من العڈاب ... خرجت بعد الصلاه تبحث عن والدتها لتساعدها في اعداد الطعام فهى تعلم ان رشا عديمة الفائده تماما ...ان كانت هى انانيه كما تعتقد لكنها علي الاقل انقذت كامل اسرتها من الضياع بعد ۏفاة والدها بزواجها من عمر اما رشا فدلعها يفوق الحد ....لكنها كانت تعلم انها ليست بالسوء الذي تظهر به هى