خيط ضعيف بقلم نور البشري
انت في الصفحة 1 من 17 صفحات
رواية خيط ضعيف الحلقة الأولى
طريق طويل زحام تحاليل طبية حمل بعد طول إنتظار بعد 4 سنوات كلمات طبيب مبروك يا نغم إنتي حامل صافي في حضڼ خالد حاډث وصړاخ من الجميع ثم لا شئ
هذا أخر ما أتذكره في تلك الليلة أنا نغم لا أعلم إذا كنت علي حافة الحياة او المۏت في تلك اللحظة كل ما أعرفه إسمي نغم أبلغ من العمر 29 سنه زوجي خالد رجل أعمال
قبل عدة ساعات
في عيادة طبيب النساء اتلقي خبر حملي من الطبيب بعد تأخر ومحاولات لمدة 4 سنوات أصرخ من الفرحة أخيرا يا دكتور أخيرا أنا هكلم خالد افرحه أخيرا هيكون أب
أظل في محاولات إتصال كثيرة بخالد ولكن لا إجابة
صافي صديقة عمري منذ اكتر من 15 عاما محدثة نفسي
حبيتي يا صافي اكيد هتفرح اوي صافي أختي وصاحبتي القلب الأقرب ليا منذ عامي الاولي في الجامعة لحد دلوقتي
واتخذت قراري
أنا هروح لصافي بيتها
وصلت لبيت صافي يا رب تبقي صاحية حتي لو نايمة أنا معايا مفتاح البيت هي سايبة معايا من يوم سفر اهلها هصحيها مش هعرف أنام من غير ما أفرحها
ايه الأفكار الي عمالة تجي في عقلي دي اللهم أخزيك يا شيطان اكيد خالد طالع عند اي حد هنا أو قريب من المنطقة أصل إيه الي هيجيبه لصافي
انا مش هضرب الجرس هعملها لصافي مفأجأه هي اصلا تلاقيها نسيت انها سايبة المفتاح معايا هي علي طول كدا بتنسى
أنا سامعه صوت أكيد تلفزيون لا لا لا دا مش تلفزيون دا صوت خالد !!!
خالد أنا بحبك يا صافي إنتي بتكملني مبقتش اقدر اعيش من غيرك
صافي أنت بتحبني اكتر ولا بتحب نغم
خالد طبعا أنتي نغم وجهة اجتماعية مش أكثر صحفية وليها إسمها والصراحة مع أن سنها صغير بس عملت اللي رجالة في الأربعينات معملوش لكن أنتي حاجه تانيه أنتي بتاعتي لوحدي
خالد وصافي في إزاي
تمتد يدي للباب لأقوم بفتحه بهدوء لأجد صافي في حضڼ خالد
قفزت صافي من حضنه صاړخة عندما رأتني أمامها أما خالد لم يجد ما ينطق به من الصدمة سوي اسمي نغم
ولدقائق ساد الصمت دقائق مرت كسنوات كعمر كامل يتبخر في لحظات
خرج خالد مسرعا ض يكمل ارتداء ملابسه التي كان قد خلعها ليسكن صافي أحضانه ولكن في تلك اللحظة حتي عقلي رفض أن يسمع صوته
ركبت سيارتي وأنا لا أري اي شئ امامي مش عارفه حتي أعيط ولا أصرخ الدنيا مغيمة أدام عنيا
نور حاد يضرب عيني من الناحية المقابلة ما الذي يحدث لم أعد أملك القدرة على التحكم في السيارة
وهذا اخر ما اتذكره
انا فين إيه كل الناس دي انا سامعة دوشة جامدة حواليا ومش عارفه أتكلم أنا في المستشفى !!!
الدكتور الحالة خطيره للأسف دخلت في غيبوبة وفقدت الجنين ادعولها
خالد جنين !!!!!
هي نغم كانت
صدمة خالد لما عرف انفي كنت حامل خلته حتي مش قادر يكمل كلامه
خالد أنا السبب أنا السبب انا مش بس اتسبت في اذي نغم انا قټلت أبني
صافي ماقلتش ولا كلمة فعليا انا عارفة أن صافي مبتعرفش تتصرف في أي موقف بتفضل ټعيط وبس
إيه دا انا فين !!!
أنا في اوضة لوحدي لا لا لا أنا شايفه نفسي في أوضه المخزن القديمه بتاعتي !!!
ياااااه من زمان أوي مجتش هنا أنا الي جابني هنا !!!
أنا مجتش هنا من قبل جوازي من خالد
ايه الصندوق دا !!!!
دا صندوق الصور في كل حياتي من يوم ما اتجوزت خالد وأنا مفتحتش الصندوق دا اتفرج علي الصور دي عمري كله
دي صورتي أنا وصافي
ليعود عقلي ايام الجامعه منذ 15 عاما متذكرة ذلك اليوم الذي تعرفت فيه علي صافي
صافي كانت الصديقة الوحيدة ليا الي فضلت معايا أول مرة شوفتها
كان أول يوم في الجامعة كانت محتاسه ومش عارفه تعمل حاجة
صافي من فضلك لو سمحتي أنا عاوزة أعرف مكان الكافتيريا انا لسه اول يوم ومعرفش حد
ليأتي ردي عليها مالك يا حبيتي متوتره ليه انا برضه جديدة بس تعالي وندور مع بعض
وووصلنا الكافتيريا يومها مكنش فيه ولا ترابيزة فاضية ووقفنا نضحك ونتكلم
عرفتني بنفسها
أنا طول عمري عايشة في السعودية مع أهلي أول سنة أنزل مصر السنة دي ومليش أصحاب ممكن نبقي أصحاب
بإبتسامتي المعتادة التي كانت تفارقني
أكيد طبعا ممكن أنا نغم بصاحب الناس كلها معروف عني كدا بحب اعمل صداقات كتير
ومن يومها بقنا أنا وصافي أصحاب منفترقش
أكمل تقليبي في الصور الأخري في الصندوق
لتقع يدي علي تلك الصورة التي دوامت علي ډفنها في عقلي حتي لا تطل بذكرى چراحها علي روحي
صورة وليد
وليد كان زميلي في الجامعة معروف أنه داخل كلية اعلام منظر علشان يكون معاه شهادة جامعية بس أهله ليهم شركاتهم وهو الولد الوحيد يعني هيكون المسؤل عن كل حاجة
أعود بعقلي إلي ألمرة الأولي التي رأيته فيها
كان قاعد مع اصحابه في الجامعة وفعليا أنا مكنتش برتاح لحد منهم ولا بطيقه هو شخصيا
وليد كان شخصية غامضة بالنسبالي شخصية الطالب رجل الأعمال الشاب المهتم الشديد بمظهره لكن داخليا كان حاجات كتير عكس بعضها !!
عدي 3 سنين الجامعة العلاقه ما بنا كانت مقطوعة ولا حتي سلام
في يوم كنا في الكافتيريا لأجد صافي تفاجئني بحديثها
نغم مش واخده بالك من حاجة
بنظرة تحمل إستغراب ايه يا صافي
صافي وليد مبينزلش عينه من عليكي كل ما تروحي في حتة متابعك أنا واخده بالي من اكتر من سنة
نغم أنا مش بقبل الإنسان دا وفي وسط كلامي ليها فاكرة النظره الي شدتني لاول مره في حياتي
بيقولوا أن العيون اصدق حاجة في الانسان والي استحالة تعرف تزيف مشاعر أنا عمري ما صدقت والنهارده صدقت
نهايه الحلقه الاولي
كاتبة كوتش نور البشرى
رواية خيط ضعيف
رواية خيط ضعيف
الحلقه التانية
صوره وليد فتحت باب جوايا من اتقفل من سنين
وكأن عثوري علي صورة وليد داخل صندوق الذكريات أخذتني إلي دوامة من الحنين والۏجع واللهفة والألم في أن واحد لتفتح بابا قد اغلقت منذ سنوات او ربما اعتقدت ذلك
منذ عشر أعوام أيام الجامعة
بعد حديثي مع صافي عن وليد ونظراته
التي لم أفهم كيف كيف اخذتني من روحي للحظات
أول مره ألاقي نفسي بتشد لوليد من غير ما احس بقت انا كمان بتابعه ويحاول أكدب نفسي انا طول عمري قوية مش بجري ورا المشاعر !!
من وأنا في الجامعة كنت بكتب مقالات كتير عن الحب والمشاعر كانوا مسميني أسامه منير الجامعة
لسه فاكره اليوم الي لاقت وليد جاي يكلمني في لأول مرة في طريقي الي باب الجامعة ظهر لا أعلم من اين ليقاطع طريقي
وكأنها كانت إشارة من الزمن أن كل طريق هروحه هنتقاطع فيه
وليد صباح الخير يا نغم
لأرد عليه بابتسامة صباح النور يا وليد
وليد بنظرة لم اري في حياتي مثلها منه نظره تجمع مشاعر مدفونة منذ سنوات وربما قبل ميلاد اي منا أناااا كنت عاوز أقولك حاجه أناااا
لأول مره أجد وليد مش مجمع كلامه ومش عارف يقول ايه
اول مره أبص في عينه من قريب كدا عيونه بتضحك ضحكه خطفت قلبي
مكملة كلاماته التي صمت صوتها لتسمح بصوت دقات الروح من عزف مقطوعتها أنت ايه يا وليد
وليد ولقد انارت عينيه دقات روحه انا نسيت انا كنت هقولك ايه
قاطعة صمتنا بإحساسي ذلك الأحساس الغريب الذي يجمع ما بين الرغبة في الهرب من بين عينيه أو المكوث في دفئ نظرته الحانية الي أخر مدى الحياة إحساس لا أفهم متى أو كيف ولدت دقاته بداخلى
أنا طيب ماشي ممكن امشي وبدأت في طريقي للتحرك
وليد إستني يا نغم
خلاص أفتكرت أنا أول مرة أقري ليكي مقالة إمبارح الي نشرتيها علي علي بروفايلك في فيس بوك
أنا عادة مش بنزل غير في جروب مقالاتي المقالة الي كتبتها امبارح كانت بتكلم عن صدق العيون و مقالة أمبارح نشرتها علي بروفايلي بس
ساعتها أتاكدت أن وليد متابعني وفاهم اني فاهمة
فاهمة نظراته فاهمة دقات قلبه الصامتة في معركة حربه الداخلية
وكأن روحه في لحظة اتحررت منه وحضنت روحي بدفا وصدق
ومن وسط صمتنا جاءت إبتسامتي بخجل شكرا لذوقك يا وليد يفرحني أنك تتابعني
خرج صوته ممتزجا بلمعة عيونه أنتي مبدعة يا نغم وبعد كدا مش هفوت مقالة من غير ما اقراها ليكي
كانت تلك المرة الأولى التي نتحدث فيها سويا وكانت ميلاد للكثير من الأحاديث بين أرواحنا قبل أن يكون بين كلماتنا فقد كان وليد يختلق الأسباب في كل يوم لكي نتحدث لدقائق وكأنه يخطف لحظات من هذا العالم ليحدثني فيها
بيقولوا أن باب النجار مخلع دي حقيقه جدا أنا أول مره أحس اني مش عارفه اتصرف قلبي بيدق لأول مره ولأخر شخص توقعته ومن غير سبب
كانت تلك الجملة التي سطرتها في دفتر مذكراتي بعد حديث طويل بيني وبينه لم أشعر بتلك السعادة في يوم الا معه سعادة وكأني أتحدث الي روحي في جسد أخر حديث لم تتنهي منه إلا بعد أن اكتشفنا أن كل منا حولنا قد رحلوا بعد مرور أكثر من 4 ساعات حديث وضحكات متواصلة
كل يوم كان بيعدي عليا كان وليد بيقرب مني اكتر أيام كان كلامنا بيكون دقائق وأيام نحكى بالساعات ويمر الوقت وكأننا في عالم منفصل عن كل ما حولنا
متابعته ليا بعيونه كانت بتحسسني بالأمان والفرحة احساس كدا غريب اول مره احسه أو أفهمه جوايا
لحد يوم نشر أول مقالة ليا علي أرض الواقع وكل اصحابي وزمايلي في الجامعة بيباركلولي حتي الدكاترة معادا شخص واحد بس
وليد
الوحيد الي كان واقف بعيد