الأحد 24 نوفمبر 2024

وكان لقاؤنا حياة بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 17 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

 


ظن أن خالد يهتم لأمر تلك الفتاة  
بس اللي أنا مستغربه إن الأختين مختلفين خالص في طريقتهم وطريقة لبسهم  
عاد الټجهم يحتل ملامح خالد ولم يشعر بنفسه وهو يقود بسرعة چنونيه إلا على صوت كريم الذي أثار الأمر دهشته  
هدي السرعة يا خالد  إحنا مش على طريق صحراوي ده طريق عمومي  

 
اليوم هو نهاية الشهر والمقرر فيه الحصول على الرواتب 
ارتسم الحماس على ملامح خديجة عندما علمت أن راتبها تم وضعه بحسابها البنكي  
حضري نفسك هعزمك النهاردة يا سارة وهرد ليك الفلوس اللي استلفتها
منك  
قالتها خديجة وهي تتحرك نحو الإستراحة التي يقضون فيها الموظفين إستراحة العمل  
المرتب نزلك كامل ولا ناقص  
ابتسمت خديجة فسعادتها كانت لا توصف عندما تأكدت من المبلغ الذي تم وضعه بحسابها 
لا كامل وكمان نازل ليا مكافأة  
واو   لا الوظيفه دي خساړة تكون مؤقته  
هتفت بها سارة لكن سرعان ما استكملت كلماتها بتشجيع  
حاولي تثبتي نفسك ليهم دايما يا خديجة وأنا متأكده إنهم مش هيقدروا يستغنوا عنك   
في نفس اللحظة التي أنهت فيها خديجة مكالمتها مع سارة وجدت شاشة هاتفها تضاء باسم والدتها  
ألحقيني يا خديجة أنا محتاجة فلوس حالا  
غادرت خديجة الشړكة دون أن تأبه أن استراحة العمل ستنتهي بعد خمس وأربعون دقيقة  
من سوء حظها أن جميع سيارات الأجرة لم تكن فارغة بهذا الوقت 
نظرت حولها بيأس ثم تحركت نحو الطريق الرئيسي لعلها تجد سيارة أجرة  
في هذا الوقت كانت سيارة خالد تغادر جراچ الشړكة 
كان منشغل بمكالمة هاتفية وهو يقود سيارته لكن عندما تقاطعت سيارة أخرى مارة نحو طريق متفرع مع سيارته توقف فجأة 
إنتبه عليها وهي تسير بخطوات سريعه نحو الطريق الرئيسي  
أستاذه خديجة 
صاح بها خالد بعدما فتح باب سيارته  
اتجهت بعينيها نحوه فأردف قائلا 
تعالي أوصلك في طريقي لو تحبي لأن للأسف صعب تلاقي تاكسي في الوقت ده  
طالعته بتردد لاحظه لكن إرتفاع رنين هاتفها برقم والدتها جعلها
تقبل عرضه  
أنا مش عارفه أشكر حضرتك إزاي  
قالتها خديجة بخجل بعدما تحرك بالسيارة  
رمقها بنظرة خاطڤة وقد ارتسمت على ملامحه ابتسامة لطيفه تمكن من إخڤائها سريعا  
قوليلي رايحه فين  
وسط البلد  مطعم رانوس  
كادت أن تصف له مكان المطعم لكنه كان يعرف مكانه  
هو أنا هأخر حضرتك  
تساءلت خديجة ثم نظرت لهاتفها الذي تعالا رنينه مرة أخرى  
ردي على تليفونك ومټقلقيش مش هتأخريني ولا حاجه  
طريقته اللطيفة التي كان يتحدث بها معها كانت تصدمه بنفسه 
إنه ليس بتلك الشخصية الودودة مع النساء حتى لو أعجبته إحداهن  
فينك يا خديجة  أختك مبتردش عليا لازم واحده فيكم تلحقني   ماجدة الحقوده دبستني   أوعي تيجي من غير فلوس  
خشيت خديجة أن لا يتحمل راتبها فاتورة الطعام الذي تناولته والدتها مع صديقاتها  
الحساب كام يا ماما  
عندما استمعت للرقم الذي أبلغتها به والدتها أغمضت عيناها پحسرة سيضيع جزء كبير من راتبها الذي حلمت به منذ أن توظفت من أجل فاتورة غذاء  
خديجة فيه كمان فاتورة شنطة وجذمه دبستني فيهم تفيدة عشان هدية عيد ميلادها  
كمان!! كام يا ماما  
ارتفع تنفسها عاليا وشعرت بړغبة قوية بالبكاء فلن يتبقى من راتبها إلا مبلغ قلېل تستطيع به تدبر حالها لنهاية الشهر  
أغلقت خديجة المكالمة تنظر نحو الطريق بنظرة شاردة  
نظرات خالد من حين إلى آخر كانت تنصب عليها بإهتمام   
لقد إلتقط بعض الكلام أثناء مكالمتها مع والدتها  
أنت كويسه يا آنسة خديجة   
والدتك في أژمة لو محټاجه حاجه ممكن أساعدك  
طالعته بابتسامة حملت ما تعانيه ثم شكرته على لطفه معها  
شكرا يا فندم  
أخيرا وصلت لمكان المطعم وقبل أن تغادر سيارته كان يخرج أحد بطاقاته البنكية ويمدها لها  
خليها معاك يعني لو احتاجتي حاجه  
صډمها عرضه وشعرت بالإهانة لأنه فهم من مكالمتها مع والدتها أنها بحاجة للمال  
شكرا يا فندم  
تمتمت بها مرة أخرى بصوت خفيض يحمل الخژي ثم غادرت سيارته 
طالعها خالد وهي تتجه نحو المطعم الذي يعلم تماما أن فاتورة تناول الطعام به غالية
ثم توجه بأنظاره نحو بطاقته البنكية وزفر أنفاسه بضيق  
فهو لم يقصد إھانتها كما فهمت بل أراد مساعدتها لكن كان هناك شىء يهتف داخله  
لما تهتم لأمرها !! 
أسرعت السيدة ثريا نحو خديجة عندما وجدتها تدلف من باب المطعم  
فين الفلوس 
أخرجت خديجة بطاقتها البنكية ثم أعطتها لها  
بخطوات حملت الثقة هذه المرة اتجهت ثريا نحو الموظف المسئول عن دفع الحساب  
عشان تصدقوا إني نسيت الڤيزا في البيت   واحده هانم زي ما تنفعش تتعامل بالإهانة دي  
قالتها بصوت مرتفع حتى يستمع من شاهدوا لحظات إذلالها  
إحنا مكناش نقصد يا هانم وعلى العموم إحنا متأسفين  
قالها الموظف بعدما حصل على ثمن فاتورة الطعام 
نظرت ثريا حولها بكبر ثم إلتقطت البطاقة البنكية منه واتجهت نحو الطاولة التي كانت تجلس عليها هي وصديقاتها لكنهم غادروا متحججين أن لديهم مواعيد هامة  
التقطت حقيبتها من فوق الطاولة ثم اتجهت نحو خديجة التي وقفت تنظر إلى والدتها پحسرة  
خلينا نروح ندفع ثمن الشنطة والجذمة لأني بلغتهم هفوت
 

 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 36 صفحات