الجمعة 29 نوفمبر 2024

حلم ولا علم بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 26 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز

بيهدا غير لما بينفذها ...
عندما نظر يوسف الى وجه ابنته تأكد من صواب قراره بموافقة أمجد على الاسراع بالزفاف في حين انه كان متخوفا من هذه الخطوة خاصة بعد ان حكى له أمجد السبب الذي جعلها تركض بهذه الحالة الهيستيرية وقد تأكد تماما من أن أمجد لا ذنب له بما حدث بل إنه مجنيا عليه تماما كهبة!
لكن ما يقلقه هو عندما تستعيد هبة ذاكرتها ترى هل ستلومه لاتمام الزفاف وهو يعلم ان ما حدث كان بسببه ولكنها لا تعلم حقيقة ما حدث وانه بالفعل مظلوم !!
جلس ابوها ينظر اليها والى سعادتها وهى تجلس بجوار أمجد يتحدثان معا وابتسامة خفيفة تزين تيه ويتذكر وجهها حيث صعد اليها في وقت سابق للإطمئنان عليها بعد حديثه مع الجد و أمجد وكيف كانت نائمة في هدووء وكأنها لم تنم منذ زمن طوييل ...
قالت هبة ل امجد بمعارضة خفيفة 
معقول يا أمجد فرحنا يوم الخميس يعني بعد 3 ايام انت بتتكلم جد 
قال ضاحكا وهو يمسك يدها في حين جذبتها بعيدا عنه في خجل منه ومن الجالسين حولهما 
آه طبعا بتكلم جد احنا مش بنهزر هنا ! واحمدى ربنا انى ماخالتهاش انهارده! مع انى بصراحه كنت بفكر فيها يوم خروجك من المستى يبقى يوم فرحنا وتبقي ترتاحى يا ستي بعد كدا زى ما انت عاوزة! بس رجعت وقلت لأ.. انا عاوزك تكونى كويسة وتكون صحتك تمام لانى بصراحه عاوزك تتمتعى بيوم فرحنا انا عاملك مفاجأة جمييلة .. 
نظرت اليه وتعابير حانية ومشاعر عميقة تطل من عينيها الرماديتين جعلته يسبح فيهما وهمست بصوت كهمس العصافير 
انا مش عاوزة اى حاجه غير انك بعد الجواز ما تندمش انك اتسرعت .. بص يا أمجد انا مش عاوزاك تتمم الجواز علشان دا واجب عليك او انك حاسس انك المفروض تعمل كدا أمجد انا فاقده الذاكرة لكن معنديش القلب فهتخاف عليا من الصدمة! علشان كدا انا بفضل اننا ننتظر شوية لغاية ما اشوف العلاج اللى انا باخده هيوصلنا لفين ... 
نظر اليها أمجد بكل جدية وقال 
لو فاكرة انى هتجوزك عطف وقة وواجب تبقي غلطانه ابسط حاجة لو دا صحيح يبقى اقف جنبك لغاية ما تقفى على رجليكي من تانى وتخفي وخلاص لكن انا بعد اللي حصل بئيت مش عاوزك تغيبي عن عيني لحظة واحده ودا مش هيحصل غير لما نتمم الفرح ويتقفل علينا باب واحد ... 
نظرت اليه متسائلة 
ممكن أسألك سؤال 
أومأ برأسه موافقا فتابعت 
ايه سبب الخلاف اللي كان بيننا وخلانى اجري بالشكل دا 
سكت قليلا ثم أجاب بهدوء ونظرة غامضة سادت عينيه 
ابدا.. انت حضرتك كالعادة لازم تجادلى في أي حاجة أطلبها منك كنت عاوزك تبطلي شغل بعد الجواز بس انت بردو كالعاده اتنرفزت ورفضت ومرضتيش باللي بقوله وخدت في وشك وخرجت وانت بتجري حصل اللي حصل وللاسف مالحقتكيش..
علقت ضاحكة 
تصدق انى ظلمتك !
نظر اليه متسائلا فقالت 
آه.. بصراحه قلت في بالي لا تكون طلعت متجوز ومخبي وراك 3 عيال بأمهم 
بهت أمجد قليلا واجاب 
لالالا أبدا انا عمري ما اعمل كدا و إلا ماكانش والدك وافق عليا اساسا بس ايه اللي خلاكى تفتكرى ان الموضوع فيه واحده ست 
أجابت بتلقائية 
ابدااا حسبة بسيطة .. اللي يخلي واحده تطلع تجري بالاسلوب دا حاجه من اتنين يا سمعت خبر مش كويس عن حد عزيز اووي عليها يا اما عرفت ان جوزها خاڼها .... 
نظرت اليه عميقا وفجأه اذ بها تضع يدها على رأسها وهى تئن فأمسك أمجد بيدها وهو يقول بلهفة 
هبة مالك يا حبيبتي فيه ايه 
أجابت وهى تمسد صدغيها بيديها 
معرفش يا أمجد صداع مرة واحده معرفش من ايه وجامد اووي ..
أوقفها ونهض معها ونظر الى الجميع متا بأن هبة تشعر بالتعب وانها تود الخلود للراحة.. وانصرف مصطحبا اياها الى غرفتها يرافقهما يوسف ليطمئن على وحيدته ...
حالما اطمئنا عليها بغرفتها جاءت علا حاملة كوب من الحليب المحلى الدافئ وهى تقول 
انا جبتلها كوباية لبن دافي بعسل نحل تشربها هتخليها تعرف تنام كويس ومش هسيبها غير لما اطمن عليها ... 
شكرها يوسف و أمجد حيث ربت أمجد على راسها وتركها مع هبة وانصرف مع عمه الذي سأله عن سبب ذلك التعب المفاجيء الذي ألم بابنته بينما يسيران في الممر الطويل الذي يفصل بين الغرف فأجاب أمجد 
الدكتور كان قالى انه كل ما حاجه تحصل تخليها تفتكر موقف مشابه او كل ما الذاكرة تحاول ترجع هيحصلها كدا عموما انا هكلمه بكرة ان شاء الله علشان أطمن أكتر..
انصرف كل منهما الى غرفته و أمجد يفكر في قرارة نفسه انه قد اتخذ القرار الصحيح لاتمام الزفاف فهو يعلم جيدا أنها متى ما استعادت ذاكرتها فستصر على الانفصال ولن تمنحه الفرصة لشرح الأمر لها ولكن بعد اتمام الزواج فسيعمل على أن تعلم بالدليل القاطع مدى حبه وعشقه لها وانه لو اقتضى الامر ان يسخر كل دقيقة من عمره ليؤكد لها مدى حبه فهو لن يتأخر ابدا ... 
ما يهمه الآن ان يبتعد عما يثير ذاكرتها فهو في غنى عن اي تعقيدات اضافية يكفيه ما حدث الى الآن كما لا بد له ان يتأكد من ابتعاد انسان بعينه عن مدار هبة ويعمل على ألا يستطيع الوصول اليها ولم يكن هذا الشخص سوى .... سارة 
اقسم بداخله بأنه لو منها أي فعل يضر ب هباه فهو لن يتوانى عن التصرف معها وبقسوة شديده فمن يأذي هبة لن يتوانى عن نفيه كليا عن وجه الارض هو لن يسكت عما تسببت به من أذى لهبة ولكن الاڼتقام طبق يفضل أن يؤكل باردا وقد تعهد أنه عندما ينتهي منها ستتمنى لو لم تولد قط !!
مرت الايام السابقة عن الزفاف كلمح البصر وعلمت هبة ان أمجد كان قد قام بتجهيز طابق كامل في الفيلا لهما قبل الحاډث حيث كان من المفروض ان يتزوجا بعد الحاډث بيوم وعندما سألت عن فستان الزفاف اخبرتها علا ان الفستان بجميع لوازمه هدية من أمجد وانه قد اشتراه لها من باريس وانها لن تراه الا يوم الزفاف وعندما استغربت كيف وهو لايعلم مقاسها قالت علا بمرح 
يا سلام وهو يعني كان يعرف مقاسك في فستان كتب الكتاب اللي خلاه يعرفه قبل كدا يخليه يعرفه دلوقتى ....
خجلت هبة فيما ڼهرتها والدتها التى اصرت على هبة ان تناديها ماما سعاد كما كانت تناديها قبل الحاډث .. حكى والد هبة لابنته عن طفولتها وعن والدتها المتوفاة وانها كانت تعمل لدى أمجد وكيف خطبها فيما تذكرت كلام أمجد وهو يداعبها قائلا 
تعبتيني على ما وافقتي ما كانشي ناقص غير انى اخطفك!! 
قالت بمرح 
واللي انت عملته دا ايه مش خطڤ تحطنى قدام الامر الواقع في كتب الكتاب! انت بجد في منتهى الغرور ... 
اعتمد أمجد الصارحة المطلقة في كل ما رواه لها عن تهما وكل ما مرا به منذ بداية ارتباطهما متبعا لتعليمات الطبيب ولكنه لم يذكر اسم سارة مطلقا فلو استطاع لمحى اسمها من على وجه الارض كلية ...
وقفت هبة تنظر الى نفسها في المرآه بعد ان ارتدت الفستان وقد ارتدت معه الطقم الماسي المطعم بالياقوت الذي عرفت انه شبكتها من أمجد وذلك في جناح الفندق الذي سبق واختاره أمجد للزفاف وكان مفاجأه على حد قوله فهو فندق خمس نجوم يطل على النيل وقد ابهرها منظر الجناح الخاص بالئس والذي ينطبق تماما على اسمه الف ليلة وليلة ..
نظرت الى نفسها وفستانها وزينتها وهى لا تكاد تتبين ملامحها حيث شعرت انها سندريلا التي تنتظر اميرها ... سمعت علا تقول وهى ترتب لها وشاح الزفاف 
بسم الله
ما شاء الله ربنا يكون في عونك يا أمجد انا متاكده ان عقله هيطير اول مايشوفك ...
في حين تقدمت منها حماتها وهى تمسح عبرة هاربة وتقول وهى ټحتضنها 
الف الف مبرووك يا بنتي ماتتصوريش سعادتي انهارده أد اييه ربنا يتمم لكم فرحتكم بخير يارب وافرح بولادكم ... تضرجت وجنتى هبة بحمرة الخجل ... وسمعت صوت طرقات الباب ووالدها يخبرها ان سها بانتظارها ...
فتحت الباب علا وتقدمت هبة حيث طالعها والدها الذى التمعت الدموع في عينيه واقترب منها مقبلا اياها وهو يقول 
الحمد لله انى عشت وشوفتك عروسة زي القمر ربنا يباركلك في جوزك ويرزقكم الذرية الصالحه يا بنتي يارب... 
ثم تأبط ذراعها وقد أخفت وجهها بطبقة افة من وشاح الزفاف الأبيض الهفهاف من قماش الشيفون ...
سارت مع والدها حتى وصلا الى السلم حيث هبطت الى الأسفل برفقته وسط زغاريد الفرح التي انطلقت من أفواه بعض النساء المدعوات وصوت موسيقى الزفاف يتبعها وهى لا تكاد تعي شيئا مما يقولون فصوت دقات قلبها قد طغى على كل ما عداها ثم رفعت نظرها ما ان وقف والدها أسفل الدرج وسقط نظرها عليه واحتبست أنفاسها ... أمعقول ما تراه هل هذا الامير الوسيم الذي يقف منتظرا اياها هو سها هي انها لا تصدق! لابد انه حلم ! وإن كان حلم فهي لا تريد الاستيقاظ منه !!...
تقدم أمجد حتى وقف امامها في حين صافح حماه الذي قدمها له وقد اخفضت رأسها خجلا ونظرت الى الارض في
حين قام هو برفع الغطاء عن وجهها واحتبست انفاسه مما يرى من جمالها واشعاعها كالنجمة المضيئة 
مبروووووك .... ثم تأبط ذراعها وو استعدادا للزفاف ....
دخلا القاعه وقد جلسا في المكان المخصص للعروسين وطوال الوقت لم يترك يدها حتى عندما صدح المطرب المر بأغاني الفرح رفض ان يترك يدها حيث جاءت صديقاتها التى قد دعتهم بناءا على تعليمات يوسف والذي أشار عليها بأسماء صديقاتها كي تدعوهن لحضور زفافها ولم يعلمن شيئا عن أمر فقدانها للذاكرة فهي لم تنفرد بهن الا قليلا ليجذبنها لتشاركهم الرقص ولكنه رفض وأصر ....
صدحت موسيقى لحن الزفاف الفالس وتقدما العروسان ليفتتحا الرقص وضع يديها حول ته وأحاط ها بذراعيه وتمايلا على الالحان الراقصة ولم يدع نظره يغيب عنها فقالت بخجل وهى تبتعد بنظرها عنه 
أمجد مش كدا انا بتكسف ... شيل عينك شوية تي تعبتني من كتر ما انا لوياها بعيد ...
فضحك بسعاده وقال 
اشيل عيني طيب ولو شلتها عنك تحبي احطها على ميين اختاريلي انت واحده احطها عليها 
فغرت فمها دهشة ثم قالت پغضب خفيف وهى تقطب جبينها 
انت هتبتديها من اولها لا يا عم ان كان كدا مش لاعبه ... ألف وارجع تاني !! انت حر..آه هقولهم عيلة و غلطت ورجعت في كلامها ... 
ضمھا اكثر اليه وقال ضاحكا بحب 
تلفي ايه هو دخول الحمام زي خروجه لو هتلفي
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 34 صفحات