السبت 23 نوفمبر 2024

ادمنت قسوتك بقلم ساره علي

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

اطلب الطلاق منك عشان اخرج من هنا وراسي مرفوعة 
تطلع اليها بنظرات ترجوها ان تعدل عما طلبته لكنها ابت وقالت 
انا مش هقدر اعيش معاك يا كريم بعد ما شكيت اني حامل من غيرك وياريتك شكيت مرة واحدة لا انت شكيت اكتر من مرة 
مايا
قاطعته برجاء حار
طلقني يا كريم طلقني من فضلك احنا مينفعش نكون سوا لا انت هتثق بيا ولا انا
هقدر استحمل شكوكك
مايا انا اتغيرت اقسملك بالله مش هشك بيكي تاني انا كان ليا اسبابي وانتي عارفاها 
ابتسمت بمرارة وقالت 
وانا مش مستعدة اكون ضحېة ست تانية انا اسفة
ثم اتجهت نحو خزانة الملابس اخرجت ملابسها ووضعتها في حقيبة كبيرة اغلقت الحقيبة ثم غيرت ملابسها بينما كريم واقف يراقبها بملامح مهزومة 
قررت اخيرا الخروج لكنه وقف بوجهها يرجوها لاخر مرة 
عشان خاطر ابننا يا مايا 
عشان خاطر ابننا انا بعمل كده
ثم حملت حقيبتها ورحلت
دلفت مايا الى شقة عائلتها وجدت اختها نايا امامها تنظر إليها بذهول تام قبل ان تتجه نحوها وتحمل الحقيبة منها وتهتف بتساؤل 
حصل ايه
اجابتها مايا وهي تجلس على الكنبة بإرهاق 
طلبت الطلاق
ليه
صړخت نايا بعدم تصديق لترد مايا وهي تضع يدها على بطنها 
انا حامل
خرجت سعاد والدتها في نفس التوقيت لتقول نايا 
ماما الحقي مايا حامل وكمان طلبت الطلاق
لطمت الام على صدرها وقالت
حامل ازاي
ردت مايا بجمود 
زي ما كل الناس بتحمل
ثم اردفت بۏجع 
انا تعبانة اوي ومحتاجة ارتاح
لازم تفهمينا الاول ايه اللي بيحصل انتي قولتي انك هتنتقمي منه مقلتيش انك هتحملي 
قالتها الام بعصبية بالغة وهي تفكر بأنها لم تعد تفهم شيئا من ابنتها اما مايا فظهر عليها التوتر وقالت
حصلت حاجات كتير وتغيرت حاجات الفترة اللي فاتت
جلست الام بجانبها وقالت بتساؤل 
حصل ايه
اجابتها مايا بدموع وهي ترمي نفسها داخل 
انا تعبانة اوي تعبانة اوي يا ماما
احتضنتها الام بشفقة كبيرة واخذت تربت على ظهرها لتهتف اخيرا بها 
متعيطيش يا مايا اهدي يا حبيبتي اهدي وفهمينا ايه اللي حصل 
بعد مرور فترة قصيرة استعادت مايا توازنها واخذت تسرد لوالدتها واختها ما حصل بدءا من يوم زفافها على كريم 
حبتيه
سألتها والدتها بجدية بعدما انهت مايا حديثها لتحمر وجنتا مايا وهي تجيبها 
مش عارفة 
تنهدت الام بصوت مسموع وقالت 
كان لازم تحطي كل ده فبالك قبل ما تفكري تحملي لما انتي عارفة ان طبعه كده حملتي ليه
انا مش ناقصة تأنيب ضميرر 
قالتها مايا بضيق لترد والدتها 
انا من حقي أانبك يا مايا انتي حامل دلوقتي وفي طفل لازم تتحملي مسؤوليته وانتي عارفة انها مسؤولية كبيرة
ردت مايا بعناد 
وانا اقدر اتحمل المسؤولية دي لوحدي
طب وابوه
سألتها نايا بتردد لترد مايا بقوة 
ابوه هيفضل ابوه وانا مش همنعه عنه 
ثم حملت نفسها واتجهت نحو غرفة النوم الخاصة بأختها
تاركة والدتها ونايا ينظران الى بعضهما بحيرة
في صباح اليوم التالي 
كانت نايا تسير في جامعتها متجهة الى الكافيتريا حينا وقف في وجهها احدهم
شادي
هتفت بها نايا بتعجب من وقفته هكذا في وجهها ليبتسم لها ويقول 
ممكن نتكلم شوية
ردت بعفوية 
اه طبعا
تحبي نتكلم فين
سألها بجدية لتشير نحو الكافيتريا وتقول 
نتكلم فالنادي ايه رأيك
تمام
اتجه الاثنان الى النادي ليجلسا امام بعضيهما على احدى الطاولات
تحدث شادي 
نايا انا بحبك وعايز ارتبط بيكي
شعرت
نايا بالاحراج منه ومن اندفاعه هكذا تنحنت بحرج وقالت 
بس انا مرتبطة اصلا يا شادي
تقصدي حسن صح
سألها ساخرا لترد بأيماءة من رأسها فقال بتهكم 
بس حسن مبيحبكيش ده بيلعب بيكي
قالت له نايا بعصبية 
من فضلك متتكلمش عنه بالشكل ده 
حاول وقال 
نايا انا بحبك اوي
ابعدت يدها عن يده وقالت بنبرة هادئة 
وانا بحب حسن
طب فكري بكلامي
أفكر بإيه يا شادي بقولك انا بحب حسن وهو بيحبني وهنتجوز بعد التخرج انت فاكرني من البنات اللي بيلعبوا وكل يوم مع واحد شكل
قالت جملتها الأخيرة ببعض العصبية فأجابها نافيا 
اكيد لاء انا عارفك وعارف اخلاقك عشان كده حبيتك وقررت اتجوزك
نهضت نايا من مكانها وقالت
وانا مش موافقة اتجوزك وياريت تشيل الموضوع ده من دماغك 
ثم اتجهت خارج المكان ليتابعها شادي وهي ترحل من امامه قبل ان يهتف بينه وبين نفسه 
كده مقداميش غير الحل ده يا نايا عشان تبقي ليا
وقف كريم امام شقة عائلة مايا وهو يحمل بيده باقة ورد مميزة 
ضغط على جرس الباب لتفتح له سعاد
تأملته بنظرات حادة قبل ان تهتف 
نعم يا كريم بيه عايز ايه ٠
تنحنح كريم بحرج من هذه المقابلة السمجة فقال بتردد 
عايز مايا محتاج اتكلم معاها
ردت الام 
ومايا مش عايزة تشوفك كفاية اللي عملته بيها لحد دلوقتي عايز ايه منها تاني
يا طنط ارجوكي
لكن سعاد كانت متحاملة عليه فهي تحمل في جبعتها الكثير نحوه
لو فاكر اني ناسية اللي عملته في بنتي وابتزازك ليها تبقى غلطان انت ډمرت حياتنا وډمرت بنتي 
خرجت مايا على صوت والدتها وقالت
ماما من فضلك سيبينا لوحدنا
تركتهما الام لوحديهما على مضض بينما كټفت مايا ذراعيها قائلة بتساؤل مقتضب
نعم عايز ايه
اعطاها باقة الورد وقال 
ده ليكي
تناولته مايا منه وقالت 
اتفضل عايز تقول ايه
مايا انا بحبك بحبك ومش مستعد اني اخسرك
انا اسفة يا كريم بس كلامك ده ماعدش ينفع معايا ولا يأثر بيا
كريم بتوسل 
متعمليش كده يا مايا انتي اكتر وحدة عارفة اني اللي عملته مكانش بإيدي 
وعارفة اني بحبك اكتر من اي شيء
ثم اردف 
متنسيش اني كمان سامحتك على اتفاقك مع سعد 
ازداد ڠضبها اضعافا وهي ترد عليه 
انت نسيت عملت فيا ايه نسيت ولا افكرك يا كريم بيه اللي عملته كان رد فعل طبيعي على عملتك
واعترفت بغلطي واعتذرتلك مش المفروض تسامحيني بقى
هزت مايا رأسها نفيا وقالت
صعب اسامحك صعب اوي يا
كريم
مايا ارجوكي
روح يا كريم روح احسنلك 
مش قادر مش قادر اروح انا محتاجك يا مايا انا مش هعرف اعيش من غيرك
تماسكت مايا بقوة حتى لا تضعف امامه ثم قالت 
الكلام ده معدش ينفع انا اسفة
ثم اغلقت الباب في وجهه واڼهارت باكية
بعد مرور يومين
في احد المصانع المتهالكة
دلف شادي الى داخل المصنع ليجدها امامه يداها مقيدتان وكذلك قدماها
ابتسم بسخرية وهو يراها تنظر
اليه پصدمة قبل ان تهتف بعدم تصديق 
انت
ايوه انا يا نايا
ازاي
سألته نايا بذهول ليرد ببساطة 
شادي يقدر يعمل اي حاجة كلمت رجالتي وخليتهم يراقبوكي واتفقت معاهم يلحقوكي ويخطفوكي ويجيبوكي هنا
انت بتعمل كده ليه
سألته نايا پخوف 
عشان بحبك وعايزك
بس انا مش بحبك ومش عايزاك
الفصل الثالث والعشرون
في صباح اليوم التالي
دلف كريم الى منزله ليجد والده ووالدته واخيه حسام أمامه
جالسين في صالة الجلوس ويبدو عليهم التأهب لإنتظاره
سار بخطوات لا مبالية نحو السلم مارا بهم لكنه توقف على صوت والده وهو يقول بنبرة حادة 
استنى عندك
توقف كريم في مكانه صامتا للحظات قبل ان يستدير نحو والده ببطء ويقول بنبرة باردة 
اتفضل 
قال الاب بعصبية
انت فاكر نفسك قاعد فين ! فالفندق !
اجابه كريم وهو يحك ذقنه 
حصل ايه يا بابا عشان كل ده!
اجابه الاب بضيق 
حصل ان حضرتك مش بتجي البيت غير كل فين وفين محدش عارف مالك و لا ايه اللي بيحصل معاك 
تدخلت منى في حديثه قائلة 
اهدى شوية وخلينا نفهم ماله الاول
قال كريم وهو بالكاد يحاول ألا ينفجر بهم 
انا مليش حاجة انا كويس زي مانتوا شايفين
طب ومراتك اللي سابت البيت فجأة !
سأله الاب بخشونة ليرد كريم 
مايا طلبت الطلاق
ليه !
سأله حسام بدهشة ليرد كريم ببرود 
دي حاجة خاصة بيني وبينها
هدر الاب به پغضب 
يعني ايه
حاجة خاصة بينك وبينها
! مش كفاية انك اتجوزتها من ورانا كمان هطلقها من غير مانعرف السبب 
صاح كريم پغضب وقد فقد اعصابه 
يعني اعملك ايه يا بابا لا كده عاجب ولا كده عاجب
انت عايز ايه بالضبط! عايزني اسيبلك البيت واختفي من حياتك !
صاحت الام بأسى 
ايه الكلام اللي بتقوله ده يا كريم ! لا طبعا يا حبيبي ده بيتك ومينفعش تسيبه 
اشار لها الاب بصرامة 
اسكتي انتي خلينا نفهم منه كل حاجة الاول
رن هاتف كريم فأخرجه ليجد المتصل مايا 
أجابها بسرعة ولهفة غير عابئ بكلام والده فجاءه صوتها الباكي 
كريم الحقنا
سألها پخوف 
مالك يا مايا ! حصل ايه !
نايا مختفية من امبارح ومش عارفين نلاقيها
رد كريم بسرعة محاولا تهدئتها 
طب اهدي وانا جايلك حالا 
ثم اغلق الهاتف وقال لهم 
نايا اخت مايا مختفية من امبارح واظن اني لازم اروح دلوقتي واشوفها 
ثم اتجه خارج المكان قبل ان يتبعه حسام قائلا لوالديه
انا هروح معاه يمكن اقدر اساعده
وصل كريم وحسام الى منزل مايا فإستقبلتهما مڼهارة هي ووالدتها
حاول كريم تهدئتها وفهم منها ما حدث
تحدثت مايا من بين شهقاتها المتتالية 
راحت الجامعة زي كل يوم ومن ساعتها مرجعتش صاحبتها كانت معاها طول اليوم مسابتهاش لحد ما خلصوا المحاضرات بتقول انها ودعتها وقالتلها هتروح البيت على طول
تدخل حسام متسائلا 
طب مسألتوش صحابها قرايبكم
هنا اجابته سعاد من بين بكائها 
سألنا كل معارفنا محدش يعرفلها طريق
ثم شهقت باكية وهي تهتف بلوعة 
بنتي راحت فين ياربي هعمل ايه 
نهض كريم من مكانه واجرى اتصالاته فورا ثم عاد وانحنى ناحية مايا وهتف بها مطمئنا اياها 
متقلقيش يا مايا هنلاقيها والله هنلاقيها
ثم اكمل 
انا هخرج دلوقتي عشان اشوف جماعتي فالداخلية ندور عليها
ثم أشار لحسام قائلا 
خليك معاهم يا حسام وبلغني بأي جديد
اومأ حسام برأسه وقال 
متقلقش عليهم انا هفضل هنا
تحرك كريم خارج المكان واتجه الى مكتبه في الداخليه
هناك جاء صديقه كمال حتى يساعده في البحث عنها 
وفي اثناء بحثهم عنها وجدوها في احدى المستشفيات الحكومية
اتجه كريم بسرعة نحو المستشفى ومعه صديقه كمال بعدما اخبروه بأنها موجوده هناك
وصل الى المشفى وسأل موظفة الاستعلامات عن الطابق الذي توجد به لتخبره انها في الطابق الرابع الغرفة رقم خمسة
ركض كلا من كريم وكمال الى الطابق الرابع وما ان وصلا الى الغرفة المقصودة حتى وجدا الممرضة تخرج من عندها
سألها كريم بسرعة 
هي عاملة ايه 
لتسأله الممرضة بتوتر 
هو انت أخوها
رد كريم بجدية 
انا جوز اختها هي مالها اتكلمي من فضلك 
اجابته الممرضة بأسى 
المسكينة تعرضت لحاډثة 
جحظت عينا كريم پصدمة وعدم تصديق قبل ان يبتلع ريقه ويهتف بها بنبرة مرتجفة
انتي بتقولي ايه
اومأت الممرضة برأسها دون ان ترد بينما هتف كمال بقلة حيلة
انت كويس يا كريم
رد كريم بشرود 
ينفع نشوفها
اجابته الممرضة 
هي نايمة دلوقتي ادخلوا عندها ولو فاقت اندهوا حد مننا
ثم تحركت من امامهما ليدلف كريم الى الداخل بينما فضل كمال الوقوف بالخارج
تأملها كريم بملامح حزينة كانت نائمة كالملاك غير واعية لأي شيء يجري من حولها 
دب الڠضب في عروقه وهو يتخيل مدى الظلم والانتهاك الذي تعرضت له هذه الفتاة الصغيرة
خرج من الغرفة وهو يكاد ينفجر من شدة الڠضب ليجد كمال امامه
مش هتكلم مايا تقولها انك لاقيتها
رد كريم بنبرة مريرة 
اقولها ايه بالضبط ! ان اختها 
شعر كمال بمدى صعوبة الامر فكيف سيقدر كريم ان يخبر مايا بشيء كهذا بينما تحدث كريم بجمود 
انا مش هبلغها بأي حاجة دلوقتي لازم نايا تفوق واتكلم معاها الاول
مرت ساعتان اخرتان
بدأت نايا تفيق من نومتها حينما شعر كريم بهذا قفز من مكانه واقترب منها فتحت عيناها پألم ثم ارتجف جسدها بالكامل وهي تهتف بلوعة 
انا فين !
اجابها كريم 
انتي فالمستشفى
اغمضت عيناها بوهن قبل ان
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات