السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سهم الهوى من الاول الى الرابع عشر بقلم سعادمحمدسلامه

انت في الصفحة 13 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز


لا تجعل خليل يقترب منهاها هو أول من هاتفهاينصحها بالانبساط معه سخرية بالتأكيد ليس منه تعلم نواياه الطيبةلكن هو لا يعلم أن شعورها قد
صدق وجاسر لم يخيب توقعها 
تنهدت وفتحت احد المواقع الخاصة وقامت بالبحث عن رقم هاتفوجدته فقامت بالإتصال به وإنتظرت الرد الذي كان سريعاوطلبت
من فضلك عاوزه أستعلم عن أول رحلة طيران لل القاهرة 

أجابها 
فى رحلة هتقوم بعد ساعة تقريبا واللى بعدها هتبقى بعد الضهر 
فكرت ثم قالت 
تمام أنا عاوزة أحجز تذكرة فى رحلة بعد الضهر بإسم تاج فريد مدين 
اغلقت الهاتف ثم بدلت ثيابها بألاخري وقفت أمام مرآة الحمام نظرت لملامحها الشاحبة لم تهتم بذلك وخرجت من الحمام بنفس الوقت
كان جاسر يغلق الباب خلف ذلك العامل 
ثم إقترب من تلك الطاولة قائلا 
الفطور وصل طلبت لك النعناع اللى بتحبي تشربيه بعد الفطور 
تهكمت بداخلها لكن أومأت رأسها بصمت توجهت نحو تلك الطاولة وجلست كذالك جاسر الذى لاحظ شحوب ملامحها شعر بوخز فى قلبهجلس هو الآخر لاحظ أنها تعبث بالملعقة بطبق الطعامفتحدث بسؤال
مش بتاكلي ليه 
رفعت وجهها عن طبق الطعام قائله بتبرير كاذب وإيحاء 
مش جعانة أصل أكلت كتير من العشا اللى الاوتيل قدمه لينا إمبارح هشرب النعناع كفاية 
قالت هذا ونهضت واقفة تمد يدها نحو كوب النعناع مسك جاسر يدها ونظر لها سائلا 
رايحه فين 
نظرت لقبضة يده على يدها سحبت يدها قائله 
هشرب النعناع فى البلكونه أشم هوا البحر الهوا هنا فى الجناح حاسه إنه مكتوم أو يمكن بسبب التكييف 
أخذت الكوب وتوجهت نحو شرفة الجناح فتحتها ثم ذهبت نحو ذلك السياج تنظر أمامها لتلك الأمواج الضائعة من بعيدأغمضت عينيها تود أن تصفي ذهنها وتشعر بالهدوءلكن فتحتها بإتساع حين شعرت بيدي جاسر وإقترابه منها يضع رأسها بين خصلات شعرها التى تمردت بسبب ذلك الهواءشعورها فى هذه اللحظة غير مفهومتود أن تنسي خداعه وتظل قريبة هكذا منهوكذالك شعوره يود لو عاد الزمن وظل 
الجاسرمروض الخيول العاشق لمهرته اللطيفة وذكري أخري مرت بخاطره ذكري كان من الممكن أن يفقد حياته بسببها 
أغمض عينيه يود النسيان فقط يود أن يشعر بنبضات قلبها التى تنبض أسفل يديهبتأكيد هي الأخري تشعر بنبضات قلبه التى ټضرب ظهرها 
عادت تغمض عينيها تودأن تخبره أنها لم تتخلي لحظة واحدة عن غرامها به لكن الحياة أحيانا تفرض التضحيات
التضحيات التى كان هو جزء منهالو كانت إقتصرت على تضحيتها بالمزرعة ما كانت فكرت كما حدثلكن أحيانا لابد من أولويات لكن منعها كبريائها كذالك شعورها بالخذلانلو كان جاسر ما قدم ذلك الإيصال لها وما تحدث بأي شآن خاص بالمزرعة كانت الآن ستكون بأسعد أوقاتهم معا كذالك قطع ذلك صوت رنين هاتف جاسر رغما عنه نحى إحد يديه عن خصرها وأخرج هاتفه نظر له ثم قام بالرد لينهي الإتصال قائلا
تمام نص ساعة هكون فى المكان اللى قولت عليه سلام 
مازالت يده على خصرها لكن إستدارت بوجهها له وضع الهاتف بجيبه ورفع يده ينحي خصلات شعرها التى تتطاير وإقترب من إحد وجنتيها وضع قبلة هامسا 
مش هغيب كتير قبل الساعة أربعه هكون هنا 
قطعت إسترسال حديثه بإظهار عدم إهتمامها قائله 
براحتك 
نظر لعينيها بصفاء قائلا
الإعلان هيتصور يوم واحد أو يومين بالكتير وبعدها 
قاطعته مره أخري بنفس الكلمة 
قولتلك براحتك 
لوهله شعر بأن هنالك هدف برأس تاج من طريقتها الغير مبالية لكن لم يبالي لان برأسه هدف لاحقا رحلة لهما فقط بالبحر بعيدا عن أي منغصات سيجعلها مفاجأة لها 
غادر جاسر وظلت تاج واقفة لبعض الوقت عقلها إتخذ القرار ولا تراجع 
بتلك الشقة البسيطة 
وضعت آخر طبق للطعام وقبل أن تنادي تبسمت حين دلف صهيب الى المطبخ يتثائب قائلا 
صباح الخير يا ماما 
إبتسمت له وقالت بذم 
برضوا سهران لوش الفجر وصاحى مش عارف تفتح عينيك 
جلس على مقعد خلف
الطاولة قائلا 
شغل يا ماما وبعدين انا تقريبا خلاص إتعودت عالنظام ده أنام تلات اربع ساعات كفاية أوي 
جلست والدته وتحدثت بذم
لاء مش كفاية لازم تنتبة شويه لصحتك أنت بتجهد نفسك أويلو كنت أعرف أن إستقالتك من الشركة اللى كنت بتشتغل فيها قبل ما يطلع فى دماغك فكرة المكتب الهندسيهتجي على حساب راحتك بالشكل ده كنت عارضتكإنت مبقتش بتفكر فى أي حاجه غير الشغل وبسإمبارح كان عيد ميلاد أخوك حتى مفتكرتش تبعت له رساله تهنيهكمان شوف شكلكخسيت كتير أوي 
ضحك قائلا
أنا بعتت لاخويا هدية ومعايدة كمانوبالنسبة لشكلى إيه مش عاحبك العضلات اللى عندىخلاص هقطع إشتراك فى الچيم اللى على ناصية الشارع 
وكزته بكتفه پغضب أمومي قائله
بتتريق عليا عشان خاېفه عليكأنا نفسي أطمن عليك زي ما إطمنت على أخواتك كدهكل واحد فيهم مبسوط مع مراته وعياله 
تنهد قائلا
يا ماما سبق وقولتلك مش بفكر فى الجواز قبل ما المكتب الهندسي يبقى له مكانه كويسه 
بضجر منها سألته
وده هيبقى إمتى إن شاء الله لما يكون بقى عندك أربعين سنهوفيها إيه يعني لما تتجوز هتعطلك فى إيهبالعكس دى يمكن تبقى غاويه سهر زيك كده وتسهر جنبك وعلى راحتك 
تبسم صهيب قائلا
او يمكن تضايق وتقول إنى بفضل الشغل عليهاوبعدين أنا ليه حاسس فى الفترة الأخيرة إنك مركزة أوي فى موضوع إنى أتجوزفى واحدة معينة فى دماغك 
تفاجئت من قوله وتوترت قائله
بصراحة أهأخت مرات أخوك بنت ناس ومحترمةوإنت شايف أختها مع أخوك وكمان معاملتها ليا كويسه الحمدللهإيه رأيك 
ضحك قائلا
إنت بتحكمي بالمظاهر يا مامامش شرط عشان مرات أخويا كويسه معاك تبقي أختها زيها 
توقف للحظة وشرد ب فايا لمعت عينيه ببسمه ثم نظر لوالدته قائلا
بلاش تستعجلي يا ماما وسيبي كل حاجه للوقت الله أعلم يمكن فى لحظة أخد القرار وأقولك هتجوز 
تبسمت له قائله
بجدقولى لو فى واحدة معينة وأنا 
قاطعها قائلا
لاء مفيش يا مامابس الله أعلمالجواز قدر يمكن يجي فى لحظة وتظهر صاحبة النصيب 
اومأت والدته رغم عدم إقتناعها لكن لن تلح عليه أكثر الآن بينما لمعت عيناه وبداخله أمنية غريبة أن يلتقي ب فايا صدفة اليوم 
بشقة والدة آسر 
كالعادة تكون زيارة عابرة لوقت قليل تأدية واجب فقط 
لكن اليوم إختلف ذلك بعدما 
سمع الإثنين رنين جرس الشقة 
نهض آسر ليفتح وقف للحظات متصنما حين رأي أمينة التى تبسمت بحياء قائله 
إزيك يا آسر أنا كنت جاية ل طنط عشان أديها الكتالوج دهكنت خدته منها عشان فيه رسومات تنفع للاطفال فى الحضانة 
نظر الى ذلك الكتيب وسرعان ما تذكره هذا الكتيب كان لهكان به رسومات يهوى تقليدهالمعت عينيه بحنين الى ذلك الصبي اليافع الذي كان يعتقد أنه سيصبح رساما يملئ الكون بالألوانلكن إكتشف حقيقة الالوان أنها خادعة واللون الحقيقي هو الأسود فقطتنحي جانبا وهو يشعر بغصة قوية فى قلبه 
يدرك أن إختياره فى النساء كان ضائعا 
أغرم ب أمينة لكن كان عشق مغمور فى قلبه فقط وأخذ طعڼة أول سهم حين علم أنها ستتزوج من قريب لهم كان بينهما قصة حبوهو كان مجرد صديق الطفولةثم ظهرت ميسون صدفة وتعلق بها ظن أنه مغرم بها الى أن إقترن ب تاج لا ينكر إنجذابه لهاولولا رفضها لتحويل الزواج بينم من على الورق الى زواج فعلي لكان أكمل معاها الطريقربما بالامس علم سبب رفضهاهي كانت ومازالت مغرمة ب جاسرعكسه هو الآخر أخطأ حين وضع ميسون أمامها كخطيبته ربما هذا كان سبب أيضا
ثلاث نساء مروا بحياته
إثنين تمنيهنوواحدة فرضت نفسها عليهوهو مازال ذلك الضائع حتى أنه سئم من التمنيلكن حين عادت أمينة تمرد
قلبه وبدأ يخفق بإشتياق لماضي ذلك الصبي قبل أن يرا والدته لكن حذره عقله 
أفق فهي متزوجة 
تبسمت والدة آسر ل أمينة ورحبت بها أعطتها أمينه ذلك الكتيب وإستأذنت لإنشغالها ببعض الأعمال 
ظل آسر ينظر لها الى أن غادرت الشقة 
حتى سمع تنهيدة والدته قائله بآسف 
خسارة أمينة حظها قليل الحقېر اللى كانت متجوزاه راح إتجوز عليها واحدة من الكويت طبعا طمع عشان يتجدد إقامته هناك ولما خيرته إختار الكويتية قليل الأصل نسي نفسه بس كويس إن ممعاش منه ولاد أهو أحسن ما كانت تنشبك بيهم بس هي طول عمرها بتحب الأطفال 
إنتبه آسر الى حديث والدته لينبض قلبه بشدة لكن كيف لم يلاحظ خلو يدها من خاتم زواجها لمعت عيناه ببسمه لكن سرعان ما خفت ذلك اللمعان حين تذكر أن كل الفرص تضيع فهو متزوج حتى وإن كان زواج عقل بالنهاية زواج سئمت ملامحه وإتخذ قرار الفرار 
بعد الظهر
بأحد المطاعم الفخمة 
تبسمت ميسون بدلال وهي تجلس مع ذلك العميل الذي ينظر لها بنظرة ذو إعجابوهي تبتسم له بمغزي دلال قائله 
الارض دي فى منطقة جديدة مفتوحة للإستثمار مسألة وقت قليل والسهم هناك هيضاعف تمنة أضعاف مضاعفة لو مش عارفة أنك محتاجها للمشروع بتاعك مكنتش وافقت آسر على بيعها لك بالسعر ده أنا أعتبر خسرانه 
تبسم لها قائلا 
عمولتك محفوظة طبعا وده مش أول تعامل بينا ولا هيكون الأخير 
تبسمت له بدلال قائله 
طبعا هيكون بينا تعاملات مستمرةبس عرفت إن لك قطعة الأرض اللى جنب أرض المشروع اللى شركتنا هتنشأه هناكإيه ناوي تبني هناك إيه 
راوغ بالأجابة عن تعمد
لاء أنا شاريها إستثمار لو جالي فيها سعر أعلي هبيعهاالمنطقة هناك لسه مش واضح معالم المستقبل فيهامش معقول هنشأ مشروع فى مكان زي ده قريب من البدوإنت عارفه أطباعهممينفعش الغلط معاهموقت الجد الغلطة عندهم پضياعسبق وكان ليا صديق إشترا أرض هناك وحصل مشاكل مع البدو وسطو على الأرض وأخدوها ومعرفش ياخد حق ولا باطل معاهم وضاعت فلوسه اللى دفعها 
لمعت الفكرة برأس ميسون وهي تتخيل لو حدث ذلك مع تاج وإنتهي ذلك المشروع وخابت أمالها العظيمةتبسمت
قائله
لو جبت لك مشتري للأرض ديهتديني عمولة قد إيه 
تبسم بشبه امل قائلا 
اللى تطلبيه طبعا 
تبسمت بطمع قائله 
تمام إنتظر إنى أجيب لك مشتري لها فى أقرب وقت 
فى حوالى الثالثة والنصف ظهرا
بالجونة
دخل جاسر الى الجناح ذهب نحو غرفة النوم مباشرة تفاجئ بعدم وجود تاجإستغرب ذلك وظن أنه ربما خرجت للتنزه أو لتناول الغداء بمطعم الفندق أخرج هاتفه وقام بالإتصال على هاتفها إستغرب فى البداية أنه خارج نطاق الخدمة قرر أخذ حمام بارد يزيح عن جسده الأرهاق ربما تعود بذلك الوقت بعد قليل جلس على أحد المقاعد وجذب هاتفه وقام بالإتصال عليها سمع رنين الهاتف تبسم وهو يسمع صوتها سائلا 
إنت فين يا تاج انا رجعت الفندق ملقتكيش 
أجابته ببساطة وترقب 
لسه نازلة من الطيارة فى مطار القاهرة 
لوهلة ظن أنه ربما سمع خطأوعاود سؤالها بإستخبار 
بتقولي فين 
أجابته بتأكيد 
فى مطار القاهرة لسه يادوب نازلة من الطيارة 
نهض واقفا يشعر پغضب ساحق قائلا 
إزاي وليه سافرتي بدون ما أعرف 
أحابته 
إنت مشغول وأنا كمان عندي أشغال هنا فى القاهرة وقولت مش لازم أعطلك ولا أعطل شغلي كمان 
إجابتها أثارت عصبيته أكثر وتعصب قائلا 
إرجعي لهنا تاني يا تاج 
بعناد حدثته برفض 
قولتلك عندي مشاغل مهمة هنا خلص إنت أشغالك براحتك هقفل الموبايل عشان داخلة على صالة
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 26 صفحات