لعبه العاشق بقلم يسرا مسعد
عميقا وتظاهرت بهيئة باردة فأيا ما كان يحمله جاسر لها لابد وأنه يحمل صفة ڼارية وهي ستنجو منها بالبرودة التي ستزرعها في عروقها تظاهرت بالإنشغال في أوراق واهية لم تلتقط عيناها أبعد من سطورها الأولى وهو يقتحم الغرفة دون إنذار وخطوات البلهاء التي تتقافز خلفه وصوتها يتعالى من ورائه ورغم ذلك وصل خاڤتا مرتعشا لآذانها بكلمات لا قيمة لها في عالم جاسر سليم
صرفتها بإشارة من يديها وهي تتهادي في مشيتها نحوه حاصدة رغما عنه نظرة إعجاب فجابهته بنظرة واثقة وإبتسامة واسعة كلمات معدودة
.. جاى تباركلي
ربما يكون تغير بقدر يسير منذ أن هجرها ولكنه لازال متمتعا بتلك الطلة الساحرة والساخرة في آن واحد وكبرياءه تعتلي رأسه شامخة ونبرة صوته قادرة على تخدير حواسها أجمع
عبست بدلال وقالت بلوم
.. تعزينى ! أنت مش واخد بالك أنه فات أوانه خلاص
ضحكته أذابت عظامها وخشونة نبرته أعادت تكوينها على نحو أشعث
.. ااه بالنسبة لوالدك !بس لاء مش عشان كده ولو أن الرحمة تجوز على الجمع
استجمعت شتاتها وعقدت حاجبيها وقالت حانقة
.. أومال جاي تعزيني ليه
.. ده اللي هتعرفيه قدام
تراجعت بضعة خطوات للخلف واتكأت بإغراء على سطح مكتبها الزجاجى وقالت بدلال
.. جاسرأنت جاى تهددنى وفي أول يوم أقعد فيه على مكتب مدير الشركة! مالكش حق بعد الغيبة الطويلة دي
لمعت عيناه وهو يلتفت لها
اقترب منها بخطۏرة بخطوات فهد فاقتربت منه بدورها وقالت وهي تتلمس كتفه بنعومه
.. يسعدني جدا اكون تحت عينيكبس ماتفكرش أبدا إني ممكن تاني أرجع تحت إيديك
ابتسم لها وقال مستنكرا وهو يزرع الوردة بين طيات خصلاتها بيد خبيرة
.. ليه ما كنت كده زمان
سارت رعشة قاټلة بطول عمودها الفقري فقالت بجمود قبل أن ټنهار أمامه وتفقد تماما ماء وجهها
وهمت بصرفه ببرود ولكنه لم تلمح سوى ظله يختفي سريعا من أمامها راقبته ساخرة لطالما كان بارعا بالإختفاء من حياتها بلمح البصر ولكن ما هي إلا ثوان معدودة حتى وصل لهاتفها الشخصي الذي لا يعرف رقمه سوى نخبة ضئيلة جدا من المحيطين بها رسالة فضغطت على الزر بأنامل مرتعشة
وسقط قلبها من بين أضلعها فهو لازال يذكر لقبه الذي كان يتودد به إليها
كان يجوب أورقة الشركة دون هدى يطرق أبواب موظفيه ويبتسم لهم أو يزمجر بهم على حسب تقلب حالته المزاجيه على مر ثلاث ساعات متصلة ماضيةوكاد أن يرتطم بمدام هدى رئيسة قسم الحسابات فتراجع للخلف مغمغا بأسف تقبلته منه مدام هدى على حرج قائلة
.. خير يا باشمهندس فيه حاجه حضرتك تؤمر بحاجة !
برقت عيناه وهو يواجهها وقال
.. أطلبي درية من فضلك وشوفيها فين
أومأت براسها وعادت له بعد ثوان
.. مبتردش غريبه
عبس وعقد حاجبيه أنها لاترد على مكالمات الجميع إذالقد ظن أنها تتجاهل إتصالاته المتكررة وهو يريد الإطمثنان عليها فمنذ أن تركها أمام شركة آل الزهري منذ ثلاث ساعات كاملة والقلق يتأكله وأمرا أخرا يرفض الإعتراف بهفحرفيا هي الآن بوكر زير نساء مخضرم وهيثتها المتزمتة التي طالعته بها هذا الصباح فوجىء بأنها قد غيرتها تماما قبل أن تترجل من سيارته رغم أن كل مافعلته كان بسيطا للغاية فقط فكت جديلتها وأرسلت خصلات شعرها حرة على ظهرها ومنحت شفتيها مباركة من أحمر شفاة بلون الفريز الشهي وتركته ېحترق بأمنية لوكان بإمكانه تذوق طعمه عاد لغرفة مكتبه بالطابق الثاني تاركا سكرتيرته مترنحة بصوته الصارم بجملة مفاداها
.. أول ما درية توصل تجيلي مكتبي
عادت سكرتيرته الحسناء إلى مكتبها وعلى وجهها إبتسامة حالمة وهي مفتونة تماما بتغير حالة رئيسها بعد رحيل زوجته الشابة عن الحياة
الساعة تعدت منتصف الظهيرة وقررت المرور على صغيرها بحضانته وحمله باكرا للمنزل بدلا من أن ينتظر عودة أخيه الأكبر من مدرسته ليقله هو فسار صغيرها إلى جوارها وهو سعيد تماما بتلك المفاجئة يقفز من حين لاخر فڼهرته أمه قائلة
.. أيهم بطل تنطيط
نظر لها الصبي بشقاوة وهو يقول
.. ماما أنت حلوة أويمكنتيش كده الصبح
التفتت له ضاحكة وهي تقول
.. ياسلاام وكنت وحشة على كده الصبح
هز رأسه نافيا وهو يقفز مرة أخرى
.. لاء بس شكلك كان مدايق الصبح
ضحكت وهي تمسك به من جديد
.. ماشى يا أبو نص لسان لو مابطلتش تنطيط أنا هشيلك
جري الصغير منها وقد اقتربا من باب العقار وهو ېصرخ ضاحكا بلهو
.. طب امسكيني الأول
اتسعت عيناها وكذلك خطواتها وهي تحاول اللحاق بصغيرها الذي اصطدم بجارهم الطبيب الطيب فتوقفت لتعتذر له
.. أنا آسفة جدا
والتفتت لصغيرها الذي توقف أخيرا أمام باب المصعد وقالت مؤنبة
.. كده يا أيهم تعالى اعتذر من الدكتور حالا
ابتسم لها نبيل وقال
.. حصل خيريالا هات الأسانسير يا أيهم
هز أيهم رأسه الكثيف طائعا واستدعى المصعد وتوقفت أمه إلى جواره وتنحنح نبيل قائلا
.. راجعين بدري النهاردة !
رفعت له رأسها بدهشة فهي كانت لا تعلم أن جارها المتيم بها يراقب تحركاتها