لعبه العاشق بقلم يسرا مسعد
قائلة بثقة ودقات قلبها تتسارع
.. أبدا المكان متغيرش
أفسح لها الطريق مرحبا بها
.. اتفضلي
دخلت وطالعت الغرفة الصغيرة التي لم ينالها أي تغيير درجتان للأسفل وتصبح بمنتصفها ثم تقودها لمدفئة حجرية قديمة تقتات على الأخشاب لتشع الدفء في الغرفة بمواجهة برودة رياح الخريف التي يحملها نسيم البحر من الشرفة الواسعة العبة والطاولة المستديرة داخلها تحمل فوقها شمعدانا أثريا من الفضة والشموع مضاءة وبعضها متناثر في الأركان وعلى السور المنخفض ابتسمت والټفت له بنعومة وقالت
ابتسم هازئا وقال
.. أنا زي ما أنا متغيرتش وأنت زمان مکنش بيهمك لا ورد ولا شموع
واستطرد بمكر
.. مکنش بيهمك غيري
أطلقت ضحكة ساخرة
.. كنت هبلة فعلا لازم اعترف
حمل لها فنجان من الشاي الساخن وقدمه لها وقال معترضا
.. کنت بريئة براءة الحب والأحلام
.. في دي أنا فعلا اتغيرت خصوصا أني أخدت أعظم درس على إيديك
حرك لها المقعد المبطن بقماش القطيفة لتجلس وجلس أمامها قائلا بسخرية
.. مافيش داعي للشكر ولو أن أنت كان عندك الإستعداد
وضعت الفنجان وقالت بمرح
وضع الفنجان وقال بهدوء
.. لا إزاي ده أنا حتى مستنيكي من ساعتها
قام وشمر عن ساعديه وشرع بإنهاء طعام العشاء الذي كان يعده بنفسه وقامت هي وراءه لتمد له يد المساعدة قائلة
.. أنا ححضر السلاط
لم يعترض ودفع لها بسلة الخضروات لتقوم بالعمل ثم قال بلطف
قالت بحنين
.. اشتقت لبلدي
أجاب غیر مصدقا
.. ولو أنك زمان کنت مشتاقه تسافري بأي شكل
هزت رأسها نافية وقالت
.. كنت مشتاقه إني أسيب البلد ونهرب سوا نبعد عن الكل بس أنت طلعت أذكى مني
ضحك هازئا
.. لا الصراحة الأذکی کان أمين الزهري
وضعت السکين بعدما انتهت من التقطيع وقالت بنبرة حزينة
أطفأ الموقد وشرع بإعداد الأطباق وقال بعد وهلة
.. مکنش مذنب كان حقه ولو كنت مكانه كنت هعمل زيه
ضحكت بهسيترية حتى ظن أنها فقدت عقلها وفکت خصلات شعرها ثم قالت
.. سوري بجد بس أنت ألعن منه على الأقل هوا كان بيعمل أي حاجه عشان يحميني أنا وبس أنما أنت بتعمل كل حاجة عشان تحمي كل حد في حياتك
.. حتى لو ممكن يأذيك
هز رأسه متفکها وصب الطعام وتذوقه تحت ناظريها ثم مد لها بالطبق وعيناه لاتحيد عنها قائلا
.. بون آبتی ومتقلقيش أنا دوقت المكرونة قدامك بس الشاي
وترك جملته معلقة في الهواء وسار بطبقه للشرفة وسارت خلفه وعيناها تلمعان بجزل ثم جلست أمامه بهدوء قائلة
.. زیاد بدأت ترجعله ذاكرته
شرع في الأكل وقال بإحتقار
.. ودي حاجه تتنسي شركة قيمتها ملايين تروح منه في ستريب بوکر
أطلقت ضحكة ساخرة وقالت
.. تخیل مش معقول أنا كمان ولا ملايين الدنيا تخليني أعملها
ثم استطردت بقوة
.. ولا عملتها .
ركز أنظاره عليها والتمعت عيناه بمكر وقال
.. برافو یا داليا بس يا تری ممكن تلعبيها لو كنت أنا الخصم
زمت شفتيها وتركت الشوكة جانبا وقالت بإستهزاء
.. وأنا اللي كنت فاكراها دعوة عشا بريئة.
قال
.. اللعبة لسه مخلصتش يا داليا
وأردف بتهدید
.. ومش هنخلص إلا لما الشركة ترجعلي .
مدت يدها لكوب الماء وارتشفت منه القليل وقالت
.. وأنا هرجعالك يا جاسر بس بشرط
التمعت عيناه وقال
.. أيه هوا
دفعت بخصلات شعرها للخلف وقالت بدلال مفرط
.. نتجوز
وهكذا ألقت قنبلتها بشفاة قرمزية وبقي هو يحملق بها حتى ارتعشت شفتاه بابتسامة غامضة
عادت للمنزل منذ يومان وتقبل هو عودتها شاردا حتى أنه رحب بأبنائه بهدوء بالغ وصدقت أمها فالبعد جفاء بالفعل وقفت تنظم الأزهار التي تحملها كل صباح لركنها المميز في هذا القصر الشاسع أزهارا تزرعها بنفسها وتحرص دوما على الإعتناء بها ولكن أزهارها ضعيفة لا تتحمل برودة الخريف وتقلب أجواءه أزهارها مثلها لم تعد قادرة على تحمل الصعوبات التي تمر بها تتمنى لو تنقشع الغيوم وتعود الشمس لتسيطر على سماء الأرض هي مخلوقة صيفيه بل هي أقرب للربيع من يقول أن الشتاء مطر وفنجان قهوة وصوت فيروز لایدری نعمة الشمس ولا جمال دفئها وصفاء شعاعها وحرارة الجو الصافية بفضلها وأما عن صوت فيروز فهو يشع شتاءا وصيفا فلم عساها تتمتع به فقط تحت وطأة زمهریر.
.. صباح الخير
نبرة صوته الدافئة أرسلت لجسدها القشعريرة فالتفتت له وتركت الأزهار هامسة
.. صباح النور
جلس لطاولة الطعام ليتناول فطوره الذي حمله من المطبخ في هدوء ثم قال
.. الولاد فين مش سامعلهم صوت
تابعت عملها بأصابع متوترة وأجابته متوقعة منه الزجر
.. طلعوا رحله للمكتبة تبع النادي هعدي عليهم الساعة ۱۲ أخدهم.
ابتسم لها على حين غرة
.. كبروا وبيطلعوا رحلات دلوقتي
ابتسمت له بصفاء وقالت
.. وسليم ماشي الصبح عمال ينبه على سلمى تمسك إيده وماتبصش على حد
أطلق ضحكة عالية وبعدها ساد الصمت بينهما وظل