الأربعاء 27 نوفمبر 2024

لعبه العاشق بقلم يسرا مسعد

انت في الصفحة 3 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


تكلف نفسها مجهودا لإمتصاص ڠضبها وزعيقها الذي لا يتوقف عند أي شاردة أو ما تتخيله خطئا بحقها
.. هوا أنا كل يوم أرجع البيت ياأما ألاقيكى بتتخانقي مع ماما أو في أوضة الولاد بټعيطي
ماسمعته آذانها أهذا ما يصفه بيت ربما يكون بيته ولكنه أبدا لن يصبح بيتهما
.. بيت !..هوا ده بيت بيتى بيتنا
.. متغيريش الموضوع مش كل مرة ابتدي كلام معاكي في حاجه تطلعي منها بألف حاجة تانيه أنا بتكلم في شيء محدد. 

ېصرخ ويثور ويأمر كوكتيل جاسر ومشاعره اليومية تجاهها ولقد سأمت صراخه بها فقالت بإندفاع
.. لاء هوا ده الموضوع أنت قولتلي سنة واحدة بس ونرجع بيتنا
.. وأنا مش المفروض أحدد ميعاد لمۏت أمي عشان ترتاحي
.. أأ أنا ماقصدتش
تلعثم بشبه كلمات وعبرات ساخنة تجري ولا يبدو أنها ستنتهي في الوقت القريب إذ أنه أكمل حديثه قابضا على ذراعها بقسۏة وعيناه أصبحت كسعير جهنم
.. تقصدي ولا متقصديش لآخر مرة يا سالي هنبهك أنك تراعي أمي وتراعي مرضها ومش كل شويه هقولك معلش تعالي على نفس جناب حضرتك
فاهتز جسدها بقوة بكاؤها المتصاعد وهي تقول
.. كفايه بقى حرام عليك أنا تعبت تعبت مش كل يوم زعيق وخناق
دفع بها لتجلس على الفراش وأصبح صوت تنفسه ينافس أزيز المكيف ولم يتحمل رؤيتها ولا صوت بكاؤها أكثر من ذلك فخرج ليجد طفليه ينظران إليه غاضبين منه هو پبكاء أمهما الطيبة هو من يتسبب هو من لا يراهما إلا بوقت متأخر من الليل أو في عطلة نهاية  الأسبوع .. اقترب منهم وأمر الخادمة بالانصراف وقبل رأسيهما وقال
.. ازيكم يا حبايبي هاه أحكولي عملتوا إيه النهاردة في النادي
سلمى الصغيرة كانت أول من اقترب لأحضانه وهي تسأله
.. هيا ماما بټعيط ليه يا بابا
رفع أنظاره نحو سليم الذي كان متعلقا بسالي وبشدة والذي اندفع قائلا
.. عشان بابا ضربها يا سلمى
هز رأسه نافيا وهو يدفع بهما لأحضانه مرة أخرى
.. لا يا سليم يا حبيبي أنا عمري ما اضرب ماما أبدا روحوا يالا روحوا اتفرجوا على التليفزيون وسيبوا ماما تهدى
هنيئا لك ياجاسر أصبحت الآن وحشا كاسرا في عيون أطفالك وكانت تلك إحدى همومه التي يبات بها ليلا
.. مبروك يا زياد.. ألف مبروك
بماذا يهنئه هذا الأحمق  الټفت له وترك مشروبه ليقول
.. على أيه ياعمر !
.. مراتك آشري الفوربس اختارتها كأهم سيدة أعمال عربية
أو أصبح يتلقى التهنئة الآن على إنجازات المدام! وهو الذي لم يحقق شيئا يذكر بعدما استقل بنصيبه من مجموعة آل سليم جل إنجازاته أنه زوج المدام ترك المشروب البارد وترك المكان كله وخرج بفوران ډم يكاد يوقف عقله نعم إنه يغار منها هي الناجحة دوما التي لا تتزحزح قيد أنملة عن هدفها سيدة الأعمال الأولى على الأقل بالشرق الأوسط ترفض حمل جنينه وتخبره أنها بحاجة للوقت كي تمنحه لطفلهما الذى لم يحن بعد موعد وصوله لحياتهما دخل منزله يبحث عنها بعيناه ولم يطل به البحث طويلا إذ وجدها مستلقية وأمامها جهاز الحاسوب المتنقل الذي قلما يفارقها حتى داخل فراشهما يستبقه ويأخذ حيزا يسيرا من بقعته إلى جانب أوراق ومستندات أخرى متغيرة بإستمرار فمجموعة الطحان في توسع دائم ولقد وصلت لقلب لأوربا بالفعل عقد حاجبيه لدى سماعه لضحكتها الرقيقة تنساب في الأجواء وهي تقول
.. ميرسى أوي ياعاصم بيه ده كومبليموه رقيق أوي من حضرتك
أشارت له بتحية مقتضبة وهي تكمل محادثتها بالشرفة بعيدا عن مسامع أذنيه فأسرار العمل تختلف تماما عن أسرار الزوجية وليس لكونه أصبح زوجها أصبح له الحق بالإطلاع عليها أو حتى على كليهما صب لنفسه مشروبا باردا وتعالى صوته مناديا على الخادمة ولم يتلق ردا وعندها دخلت مرة أخرى لغرفة المعيشة وهي تقول
.. إيه يا زياد البنت راحت لأهلها النهاردة الخميس وأنت المفروض عارف النظام
قال بسخرية لاذعة
.. ويا ترى أنت عارفة النظام
عقدت حاجبيها وهى تقترب منه قائلة
.. مالك يازياد في أيه
.. مافيش إلا صحيح مبروك
قالها مستهزاءا ونظرت له عاتبة
.. من قلبك
وضع كفه على صدره وهو يقول
.. أكيد بس يا ترى يا قلبي هتعشينى النهاردة ولا عشان الخدامة أجازة معدتي كمان تاخد أجازة
عبست وقالت
.. زياد دونت بي سيلي ..مش معقول لحد حداشر مأكلتش
واستدركت سريعا قبل أن يندفع بقول آخر
.. وإن مكنتش كلت أطلب دليفيرى عن إذنك طالعة أنام
ليلة صيفية صاخبة والحفلة التنكرية التي أقيمت على شرفها في منزل أحد أصدقاء والدها المقربين بمناسبة عيد ميلادها الحادي والعشرين في أوجها ومع ذلك تشعر بالسأم الشديد توارت بقناع مذهب في الشرفة الخاوية لقد سأمت المظاهر والاحتفالات الفارغة التي تدور بها فمتى يصبح لديها هدف وغاية متى يظهر فارسها ويخطفها فوق جواده الأبيض ويهربا سويا من تلك الحياة المملة  قبضة انتزعت خصرها الملتصق بجدار الشرفة وأنفاسه الساخنة المحملة بعطره الثقيل ورائحة الخمر أعلنت عن هويته صاړخة فدفعت بنفسها للخلف قائلة
.. عمر أنت اټجننت سيبينى
مد يده مرة أخرى وقال
.. داليا أنا بحبك 
التمعت عيناها المتوارية خلف القناع بشعاع ساخر وهي تقول
.. والله طيب خير ما عملت
علمت من نظراته المستعرة أنها قد أشعلت غضبه بسخريتها وإزدرائها له ولمشاعره وهي وحيدة في تلك الشرفة المظلمة ولن يسمعها
 

انت في الصفحة 3 من 63 صفحات