الأربعاء 27 نوفمبر 2024

شحص اخر

انت في الصفحة 46 من 109 صفحات

موقع أيام نيوز

لم ترد و اغلقت هاتفها... ظلت تبكي بمفردها و تنظر لملفها... بعد ۏفاة والدتها عانت الكثير في حياتها لتكمل تعليمها بمفردها و فوق كل ذلك كانت تهتم بأختها الصغرى... مرت بعاقبات كثيرة في حياتها... سعدت لانها نجحت في دراستها و تخرجت... ظنت ان الامور ستتحسن مجرد ما تقبل في وظيفة... لكن لا... الأمور تتعقد أكثر من السابق !! 
مسحت دموعها بكف يدها الرقيق و ظلت تنظر لمفها لدقائق... 
والله ماشي يا ابن ناهد !! 
نهضت من الرصيف... ركبت سيارة أجرة... و بعد نص ساعة وصلت شركة يحيى... 
عمو أيمن ممكن كارت الاسانسير  
بس انتي مبقتيش موظفة هنا... 
رايحة اشوف صحبتي حبيبة 
حبيبة مشيت من ساعتين... 
والله يا سبحان الله... 
نظرت إليه وجدت كارت خاص بالاسانسير في جيب قميصه
سحبت منه الكارت و ركضت 
انا آسفة يا عمو أيمن... بس حرام اركب السادس على رجلي... 
بت انتي تعالي هنا !! 
ضحكت و اكملت ركض... فتحت على الاسانسير بالكارت و اغلقت الباب قبل ان يمسكها أيمن... بعد دقيقة وصلت للسادس... مشت امام الموظفين كلهم و هم تفاجئوا من وجودها... وصلت لمكتبه... امسكت مقبض الباب و فتحته بدون ان تطرق على الباب... نظر الجميع للفتاة التي فتحت الباب بتلك الطريقة و بما فيهم يحيى تفاجئ من وجودها... 
ازاي تدخلي بالشكل ده  
تقدمت منه نظرت له پغضب... أشار يحيى للجميع ان يخرج... و في لحظة خرجوا... 
ايه الډخلة دي يا رهف  
بدل ما تقولي نورتي... مفكر انك مش هتشوفني تاني  
رهف... جاية ليه  
ايوة صح انا جاية ليه امممم... يمكن مثلا عشان الاستاذ اللي قدامي طردني من هنا ظلم و اتهمني بالسړقة... و كمااان خلى كل الشركات ترفض توظيفي عندهم !! 
قولتلك يا رهف اتقي شړي... 
اعمل ايه يا عنيا  
اتكلمي عدل و بإحترام يا رهف بدل ما انادي على الأمن ياخدوكي من هنا... 
انت خليت فيها احترام بعمايلك دي !! انت ايه يا اخي مبتفهمش !! طول الفترة اللي غبتها انا شيلت الشركة دي بقرفها على كتفي انا لوحدي... كنت برجع البيت الساعة 4 الفجر كل يوم... انت مكنتش موجود... فايلات و راجعت و مضيت كمان... إشراف على السفن و اشرفت... الكارتين قفلتها بإيدي... صيانة المصنع تمت على ايدي انا... تعبت و جبت اخري... كنت فين انت هااا مكنتش موجود... و بعد ده كله مش عاجب و كماااان اطلع حرامية ضحكت بسخرية من نفسها انت وحش اوي... بحمد ربنا عشان طردتني... اصلا مكنتش طايقة وشك ده... لما تعرف الحقيقة ابقا شوف لو رجعت شركتك العره دي تاني... 
رمقته بنظرات غاضبة و ذهبت... أما يحيى على شكلها و هي غاضبة...
بعد اسبوعين... في مكان ما...
دخل يحيى بدون أن يطرق على الباب... رفع الطبيب يوسف رأسه و عندما رأى يحيى أمامه ابتسم... قالت السكرتيرة
والله يا دكتور حاولت امنعه يدخل و يستنى دوره بس دخل برضو... 
خلاص انتي اخرجي و اقفلي الباب... 
اومأت له و خرجت... أشار يوسف ل يحيى بالجلوس أمامه 
اتفضل... 
جلس يحيى و قال يوسف 
بقالك فترة مبتجيش... 
كنت مفكر اني كويس... بس طلع العكس... 
اممم... قولتلك انك لسه مخلصتش جلساتك كلهم... طبعا اعتمدت على كام جلسة و لما لقيت في تحسن خلعت بدل ما تكمل للآخر... 
قولت اكمل بنفسي... ادور على الحاجة اللي تسعدني... بس انا عملت العكس... انا دورت على الحاجة اللي بتجرحني... و فوق ده كله جرحت كل الناس اللي بتحبني و بعدت عنهم... 
قال آخر جملة و هو ينظر للارض بحزن... تنهد يوسف و قال 
اتفضل اقعد على السرير... 
اومأ له و اتكأ على السرير و نظر للسقف... جاء يوسف جلس على الكرسي الذي بجانب السرير... ارتدى نظارته و قال 
قولي كل اللي حاسس بيه... 
انا تايه... مش عارف بعمل ايه... بقيت بتهور دايما... و قاصد التهور ده خسړت صديقي... و عيلتي... رجعت لاحساس الوحدة اللي كنت عايشه زمان... بس فيه فرق... وحدتي زمان كانت نمط حياة مفروض عليا... اتحكم عليا اني اعيشه... 
و دلوقتي  
دلوقتي انا رجعت للوحدة برجلي... كنت عارف انا بعمل ايه... بس مكنتش واعي لعواقب أفعالي و مع ذلك كملت... كأن عيوني مربوطين بشريط أسود... كنت اعمى... ليلة وحدة بس... ليلة وحدة بس و كل حاجة كنت بمكلها ضاعت مني... 
ضاعت عشان ايه  
عشان انتقم... اڼتقامي بدل ما يريحني... خلاني اتوجع اكتر و أكتر... 
عشان مش قادرة تنسى يا يحيى... 
طب انسى ازاي ماشي انا غلطت بس الصدمة اللي عيشتها من 3 سنين لسه مأثرة فيا... مش عارف انسى ازاي اصلا... 
ابدأ من جديد مع نفسك... ارمي كل حاجة ورا ضهرك... اسمع اللي هقوله ده... انت عندك 30 سنة صح  
اه... هتم ال 31 النهاردة الساعة 12
45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 109 صفحات