قصه جديده
وصاحت وهي تجلس بالوحل
لا دا أنا أكيد فيه حد بيدعي عليااااااا
اعتدلت واقفة ونظرت حولها
متمنية ألا يراها أحد بتلك الحاله لكن يا لحظها المشؤم! خرج يوسف أمامها وكأنه قد ظهر من العدم فهو أخر شخص تتمنى رؤيته الآن وقف أمامها بهيئته الجذابه يرمقها بنظرات متعجبه قطب حاجبيه قائلا باستفهام
إيه إلي عمل فيك كدا!
فعلا يا محلاها عيشة الفلاح!!!
ابتسم يوسف على سخريتها ونظر لها متفحصا ملابسها المتسخه وهو يقول
إنت اتبهدلتي خالص!
لوت شفتيها لأسفل وهي تنظر لكلتا يديها وتنظر للكلب الذي يقف حائلا بينها وبين عودتها للبيت ثم نظرت ليوسف قائلة بصوت يوشك على البكاء
______________________________
وفي المساء جلس يوسف مع والدته وأخته لفرز ما تبقى لإكمال جهاز أخته نظر ليسر قائلا بجديه
شوفي يا حببتي لو عايزه أي حاجه أجيبهالك
عقبت يسر برضا قائلة
لا يا چو تسلم إنت جايبلي كل حاجه بزياده
تنحنحت يسر وسألته للمرة العاشره على التوالي
المحظوظه إلي ربنا جعلك من نصيبها
وكالعادة قبل إجابة السؤال يقاطعه شيء قاطعه طرقات على باب شقته وصدوع صوت جرس الباب
عاليا قام على الفور يفتح ليظهر عمه أمام الباب ويقول بأمر
يلا عشان هنروح نسهر عند نسايبك شويه
عقب يوسف متعجبا من طلب عمه
نسايب مين! لا مش هينفع
رد عمه بحزم
يلا يا يوسف أنا اديت الچماعه ميعاد ومستنينا
هنروح عشان نعزمهم على كتب كتاب يسر
زفر يوسف بحنق فقد بدأت تحكمات عمه ومن الواضح أن المعاناه قد بدأت من الآن ردد يوسف بقلة حيله
حاضر يا عمي هغير هدومي وأنزلك
وبعد فترة دخل يوسف لذالك البيت للمرة الثانيه رحب به الجميع على عكس المرة السابقه وجلس نوح جواره يريد أن يفتح معه كلام بعد أن لاحظ صمته وتجنبه لمشاركتهم الحوار فسأله بنظرة ساخره وهو يرمقه متفحصا
عقب يوسف بجديه وهو يعدل من جلسته قائلا
أنا معيد في كلية آداب
اعتدل نوح في جلسته وأنزل رجله من فوق الأخرى فقد ظن أنه بدبلوم أو يعمل بأي صنعة مثل نقاشه أو سباكه أو كهرباء لكن لم يعتقد أنه معيدا بالجامعة عقب نوح قائلا باحترام
دا احنا نقولك يا دكتور بقا
لا قولي يا يوسف عادي احنا نعتبر من سن بعض
تحدث نوح معرفا نفسه قائلا
أنا خلصت طب بيطري وناوي أفتح عيادة هنا في البلد
ردد يوسف قائلا ما شاء الله
تذكر يوسف صورة فرح وطريقة كلامها وأنها أنهت دبلوم زراعه وربطها بكلام أخيها وتعليمه ووسامته وهتف قائلا
بس الظاهر إن العيله بتاعتكم بتهتم بتعليم الولاد وبتهمل في تعليم البنات
عقب نوح معترضا
لا طبعا بنات العيله كلهم معاهم تعليم عالي حتى ماما أصلا معاها كلية تربيه
تنحنح يوسف وسأل وفهيمه
قطب نوح حاجبيه وسأله متعجبا
هي فهيمه مقالتلكش... على فكره إنت ممكن تكون عارف فهيمه
تذكر يوسف صورتها بالقسيمة الزواج وقال
لأ معتقدش أنا شوفت صورتها في القسيمه و....
قاطعه ضحكات نوح الذي عقب موضحا
لا دا الصوره دي....
كان على وشك أخباره بحقيقة الصوره لكن قاطعه جده حين قال
خد الأستاذ يوسف يا نوح واطلعوا فوق عشان يقعد مع فهيمه شويه
وقف نوح قائلا
حاضر يا جدي
نظر ليوسف قائلا
اتفضل معايا يا دكتور
حاول يوسف أن يتهرب من هذا اللقاء قائلا
خليها مره تانيه عشان...
تدخل سليمان مقاطعا بأمر
لا تانيه ولا تالته يا يوسف روح معاه
زفر يوسف بقوه ووقف ليسير بجواره وصعد الدرج في صمت كان شاردا هل سيراها الآن وتكمل حديثها عن حديقة الحيوان الخاصه بها! قطع حبل أفكاره صوت طرق نوح باب شقتهم ثم فتحه وهو يضرب كفيه معا ويقول بنبرة مرتفعة
معايا ضيوف يا أهل الدار... يارب يا ساتر.... يا ستير يارب
_________________________
على جانب أخر كانت تجلس في غرفتها تتسلى بأكل حبات العنب وهي تشاهد فيلم كوميدي وتضحك من قلبها إلى أن سمعت صوت أخيها الذي تجاهلته فما بالها بالضيوف! فستقدم والدتها الضيافه أكملت مشاهدة الفيلم حتى قاطعها دخول والدتها للغرفه وهي تلهث قائله
قومي بسرعه عريسك بره
هبت فرح واقفه پصدمه وقالت
يالهووووي بره فين! طيب أستخبى فين ولا أهرب منين
رمقتها والدتها بغيظ وهي تقول
تهربي ليه!
إلبسي عشان تقابليه.....
تهربي ليه! إلبسي عشان تقابليه...
ضر بت فرح صدرها پصدمه وقالت
أقابل مين يا شهناز!
رمقتها الأم بغيظ قائله
دقيقه واحده وتكوني لابسه وقدامي في المطبخ عشان تدخلي بالعصير
خرجت الأم وتركتها تكاد تلطم وجهها من هول المفاجأه وهي تردد
يا حيوااااان قال ادخلك بالعصير ياخي طفحته
خطړ لها فكرة فابتسمت بفخر وارتدت إسدال الصلاه ثم خرجت متسلسلة كاللص حمدت ربها أن والدتها قد انشغلت بالمطبخ وباب غرفة الضيوف مغلق فمرت وهي تسير على أطراف أصابعها فتحت باب الشقه بهدوء شديد ثم أغلقته بخفوت وركضت لأسفل لتبحث عن أي مكان تأوى إليه وتتخفى لحين مغادرة هذا المجهول لفت نظرها ذالك السلم الخشبي الذي يؤدي إلى سطح غرفة الحيوانات الزريبه المسقف بأعواد قش الرز وبعض قطع الخشب صعدت مسرعة وجلست على القش منتظرة انصراف ذالك الأحمق كما نعتته..
______________________________
على جانب أخر مر ما يقرب من نصف ساعة تعرف فيها نوح على يوسف وارتاح له ولحديثه دعاه نوح لحضور حفل كتب كتابه فوافق يوسف وقبل الدعوه استأذنه نوح ليرى ما خطب فرح فقد تأخرت فهو يعرفها جيدا فحتما تفكر بمصېبة ما وعند خروجه من الغرفه كانت والدته تدخل من باب الشقه متذمرة من أفعال ابنتها المتهورة الخرقاء كانت تتأفف بشده سألها نوح بخفوت
فين فرح!
ردت والدته بتهكم
أختك الحلوه هربت... دورت عليها في كل البيت مش عارفه أوصلها
اندفع نوح مرددا
يا بنت الجزمه...
انتبه لما قال ورفع يده قائلا
لا مؤاخذه يا ماما
عقبت والدته بحسره
إنت خليت فيها ماما دا إنتوا خلفه تجيب الشلل
نظرت تجاه الغرفه التي يجلس بها يوسف وأشارت إلى بابها قائله
شوف بقا هتعمل ايه مع الراجل الي قاعد جوه ده
زم نوح شفتيه بحنق وقال
ماشي يا فرح والله لأوريك
نظر لوالدته قائلا برجاء
ادخلي يا ماما سلمي عليه
ولطفي الجو كدا بأنها تعبانه ولا حاجه على ما أجيلك...
زفرت الأم بحنق واتجهت صوب الغرفه تحمل بيدها أكواب العصير وهي تتمتم
منك
لله يا فرح!!
اتجه نوح نحو غرفتها وأخذ ألبوم صورها من بداية عمر يوم إلى اخر صورة إلتقطتها بعيد الأضحى الماضي وهي بعمر الشباب...
على جانب أخر دخلت شهناز بالعصير وبعد التحيه عرفته بنفسها وعرفها بنفسه وأعجبت باحترامه وأدبه وعندما رجع نوح استأذنته وغادرت الغرفه لتكمل بحثا عن ابنتها المعتوهه جلس نوح جواره وهو يقول مبررا
أنا مش عارف أقولك إيه بس فرح تعبانه شويه ومش هتعرف تقابلك
قطب يوسف حاجبيه باستفهام قائلا
مين فرح!
عقب نوح قائلا
فرح فهيمه... أختي إلي هي زوجتك المصون اسمها في البطاقه فهيمه بس احنا بنناديها فرح
اعتلى وجهه الصدمه وهو يدعو بكل جوارحه أن يكون ما ظنه صحيح قاطعه نوح قائلا بابتسامه
دا ألبوم صورها عشان صورة كتب الكتاب دي أنا الي مفبركها... كنت بحاول أطفشك بصراحه
فتح نوح الألبوم وأعطاه ليوسف