قصه كنت معاها بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
سارقة يعرف صاحبتها فمن غيرها فاطمة ابنة شقيقته المشاكسة التي لا يتجاوز عمرها الست سنوات رفع حاجبيه بغيظ من فعلتها ولكنها رمقته بطرف عيناها قائلة بتذمر طفولي
زهقانة و عايزة العب يا خالو
هز محمد رأسه وضړب كف على آخر بقلة حيلة عندما وجدها بالفعل تقوم بتشغيل احد الالعاب التي ترغمه أن يحتفظ بها على هاتفه لينقض عليها مشاكسا يقبض على مقدمة ملابسها من الخلف
رفعت عيناها الشقية له وثأثأت
انت خالو... و مش تقولي لأ
واللهي ده أيه العشم ده يا اوزعه!
شهقت واستنكرت قوله
انا مش اوزعه... يا ابو رجلين طويلة
هز رأسه بلا فائدة و ضربها بخفة على جبهتها قائلا
بطلي لماضة احسن هعلقك في النجفة
مش ههون عليك يا حمود
قهقه محمد على شقاوتها وتلك الطريقة التي تحدثت بها ليوافقهاقائلا
ماشي يا اوزعه بس جيم واحد بس علشان تروحي تكتبي الواجب
قهقهت هي بحماس وجرت نحو الفراش تتوسطه تدعوه بمشاكسة
ماشي تعال بقى ألعب معايا
فما كان منه غير ان ينصاع لها ربما يلهي ذاته ويكف عن التفكير في صاحبة الفيروزتان البائسة
أحد المواقع التي يشرف على تنفيذها و وها هي
تقف امامها بكل ثبات وثقة تتأمل هيئتها بتدني تعمدته تحاول ان تجد ما يميزها عنها ولكنها واقفة الآن أمام امرأة تناقضها بكل شيء فهي ذات خصلات شقراء مموجة وعيون حادة ماكرة تلمع بالثقة وانف شامخ و منتفخة قامت بطلائها بلون قاني لم تجرؤ هي حتى أن تضعه لزوجها أما هيئتها فكانت ترتدي جيب قصير للغاية يظهر ببذخ وبلوزة بيضاء تلتصق عليها
تنهدت رهفوظلت تتمعن بها بشعور لا يضاهيه شيء قط فأسوء شيء من الممكن أن يحبط المرأة ويهدم كبريائها انها تضع ذاتها مقارنتا بأنثى أخرى لا تمت لطبيعتها بشيء و الأنكى أن زوجها مال لها رغم كم التناقض بينهم طال صمتها مما جعل منار تزفر حانقة من نظراتها الغير مبررة
في حاجة حضرتك
أجابتها رهف بنبرة واثقة وهي تجلس مقابل لها
رفعت منار نظراتها لها وأخبرتها ببسمة خبيثة
غلطانة...
أممم اكيد مطلقة ..... مش كده ......او ممكن عانس ياحرااااام
قالت أخر كلمة بأسف مصطنع وهي تمط فمها مما جعل الآخرى ترشقها بنظرات حاقدة مشټعلة لتسترسل رهف وهي تنظر لها بتدني واضح
على العموم في الحالتين حقك !!
لم تفهم منار إلى ماذا ترمي وسألتها بغيظ
حق ايه مش فاهمة وانت مين اساسا علشان تتكلمي معايا كده
احتدت نظرات رهف بشراسة قتالية هي ذاتها استغربت أنها تكمن داخلها واستطردت قائلة وهي تشرأب برأسها نحوها تتعمد أن ترهبها
حقك تستغلي أي فرصة علشان تعوضي حظك براجل زي جوزي
مهلا الأن تفهمت كل شيء فتلك هي زوجته الساذجة وقد تفهمت لم يتهرب منها ولذلك
أطلقت ضحكة صاخبة ثم أجابتها بكيد وهي تضع ساق على آخر
مش محتاجة استغل الفرص يا مدام .....وبعدين جوزك هو اللي هيتجنن عليا ومش ذنبي أنك مش مالية عينه
نخرت الغيرة قلبها ولكنها تمالكت ذاتها وردت بتدني أغاظ الأخرى وجعلها تطلق شرار من عيناها
لو مال ليك فهو معذور أصل الحاجة
الرخيصة بتبهر و بتزغلل العين لترفع سبابتها أمام نظراتها وتحذرها بجدية شديدة جعلت الآخرى تريد الفتك بها
القرار راجع ليك...ابعدي عنه أحسنلك علشان اللي بتخططيله ده مش هيحصل... خليك عاقلة ووفري على نفسك الفضايح والجرص
فااااااهمة ولا اعيد تاني..... قالت تحذيرها الأخير وهي تعتدل في وقفتها وترشقها بنظرة قاټلة متوعدة من عيناها حتى انها غادرت دون ان تعطي فرصة للآخرى أن ترد
لتصرخ منار بغيظ وتتوعد لها
يا أنا يا أنت يا رهف هانم
أما هي فبعد أن خرجت من مكتبها كادت تخور قدمها من شدة توترها ولذلك احتمت بأحد الأركان وأخذت تحاول أن تطلق زفرات متتالية كي تهدأ من روعها فيبدو أن قناع الشجاعة والقوة التي كانت تتقمصه سقط عنها وإن استعادت شيء من ثباتها هرولت للخارج وهي تحمد ربها أنها استطاعت أن تتخطى تلك اللحظة الحاسمة بحياتها
بحاول ابقى كويسة
كلمة مقتضبة ظهرت على شاشة هاتفه كإشعار مما جعله ينتفض مرة واحدة ويجذب