قصة سيدنا اسماعيل عليه السلام
حال وعلى كل حال.. وربما استعذب الابن أن ېموت ذبحا بأمر من الله.. ها هو ذا إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله. لا نعرف أي مشاعر جاشت في نفس إبراهيم بعد استسلام ابنه الصابر.
ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا إسماعيل راقد على الأرض وجهه في الأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح. وإذا إبراهيم يرفع يده بالسکين.. وإذا أمر الله مطاع. فلما أسلما استخدم القرآن هذا التعبير.. فلما أسلما هذا هو الإسلام الحقيقي.. تعطي كل شيء فلا يتبقى منك شيء.
عندئذ فقط.. وفي اللحظة التي كان السکين فيها يتهيأ لإمضاء أمره.. نادى الله إبراهيم.. انتهى اختباره وفدى الله إسماعيل بذبح عظيم وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد هم المسلمون. صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين. عيدا يذكرهم بمعنى الإسلام الحقيقي الذي كان عليه إبراهيم وإسماعيل.
عاش إسماعيل في شبه الجزيرة العربية ما شاء الله له أن يعيش.. روض الخيل واستأنسها واستخدمها وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقة وتعميرها. استقرت بها بعض القوافل.. وسكنتها القبائل.. وكبر إسماعيل وتزوج وزاره إبراهيم فلم يجده في بيته ووجد امرأته.. سألها عن عيشهم وحالهم فشكت إليه من الضيق والشدة.
قال لها إبراهيم إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه.. فلما جاء إسماعيل ووصفت له زوجته الرجل.. قال هذا أبي وهو يأمرني بفراقك.. الحقي بأهلك.
وتزوج إسماعيل امرأة ثانية.. زارها إبراهيم يسألها عن حالها فحدثته أنهم في نعمة وخير.. وطاب صدر إبراهيم بهذه الزوجة لابنه.
وها نحن الآن أمام الاختبار الثالث.. اختبار لا يمس إبراهيم وإسماعيل فقط. بل يمس ملايين البشر من بعدهم إلى يوم القيامة.. إنها مهمة أوكلها الله تعالى لهذين النبيين الكريمين.. مهمة بناء بيت الله تعالى في الأرض.
كبر إسماعيل.. وبلغ أشده.. وجاءه إبراهيم وقال له يا إسماعيل.. إن الله أمرني بأمر. قال إسماعيل فاصنع ما أمرك به ربك.. قال إبراهيم وتعينني قال وأعينك. فقال إبراهيم فإن الله أمرني أن ابني هنا بيتا. أشار بيده لصحن منخفض هناك.
صدر الأمر ببناء بيت الله الحړام..