الأحد 24 نوفمبر 2024

قصه جديده

انت في الصفحة 26 من 87 صفحات

موقع أيام نيوز


أحمد إيه اللي جابك عندنا هو أنت مش ناوي بقى تحل عننا وتسيبنا في حالنا!
كتم أحمد ابتسامة شامتة ملحة كادت تظهر على شفتيه وتحدث ببرود تعمد من خلاله أن يغيظها
إزيك يا حماتي الغالية عاملة إيه يا حبيبتي أنا جاي عشان أشوف خطيبتي ممكن لو سمحت تروحي تناديلها وتعرفيها أن أنا جيت.
كزت أسماء على أسنانها وتوجهت نحو غرفة ابنتها حتى تخبرها بقدوم خطيبها وهي تقاوم رغبة ملحة تدفعها لخدش وجه أحمد الذي يتعمد استفزاها في الآونة الأخيرة خاصة بعدما عارضتها هبة وأصرت على أن تتم الخطبة قائلة أنه إذا لم يحدث ذلك فسوف ټؤذي نفسها.

خرجت هبة على الفور من غرفتها عندما علمت بوجود خطيبها وجلست أمامه في غرفة الصالون أمام عيني أسماء التي ساقت نفسها مجبرة نحو المطبخ حتى تعد فنجان شاي لأحمد.
لم يمض سوى بضع دقائق قبل أن تعود أسماء إلى غرفة الصالون وهي تحمل فنجان الشاي وكأس من الماء تعمدت أن تسكبه على أحمد أثناء تقدميها له بطريقة جعلتها تبدو لا تقصد القيام بذلك.
معلش يا أحمد مكنتش أقصد أوقع الكوباية عليك.
شعرت هبة بالإحراج من تصرفات والداتها التي تظن أنه لا يفهمها أحد ونظرت إلى أحمد باعتذار ولكنها تفاجأت به يبتسم بمكر ويقول
ولا يهمك يا حماتي ده تصرف طبيعي من أي واحدة كبرت في السن وبقى عندها رعشة في إيديها.
ازداد شعور أسماء بالغيظ لدرجة جعلها تتمنى لو أنها قامت بسكب فنجان الشاي بدلا من كأس المياه.
استغلت هبة ابتعاد والدتها وعودتها إلى المطبخ حتى توبخ أحمد الذي هتف بسرعة مدافعا عن نفسه
قبل ما تقولي أي حاجة يا هبة أظن أنت شوفتي كويس أن هي اللي بدأت ورمت عليا المية وأنا عملت نفسي أهبل ومش فاهم حاجة عشان خاطرك وكده يبقى عداني العيب وقزح.
صوت مالك وهو يخبرها بمدى سعادته بهذه الخطبة كان كفيل بجعل ذهنها يعود إلى الحاضر مرة أخرى.
هتفت هبة بسعادة مصطنعة
وأنا كمان يا مالك مبسوطة أوي أننا اتخطبنا لبعض.
ابتسم مالك وتأمل وجه هبة للحظات قبل أن يقول
أنا بوعدك دلوقتي أني هحاول على قد ما أقدر أني أسعدك وأخليك مبسوطة.
داخل حجرة صغيرة في منزل بسيط ومتواضع يدل على توسط حال ساكنيه من حيث الإمكانيات المادية كان يسير شاب في الثلاثين من عمره ذهابا وإيابا وهو يمسك بهاتفه قبل أن يلقي به على السرير وهو يتمتم بعصبية
أنا بقالي يومين بحاول أتصل بيها وهي مش بترد مع أني منبه عليها مليون مرة أنها تخلي الموبايل جنبها وترد عليا أول ما أكلمها.
زفر بسأم بعدما سمع صوت والدته التي كانت تصيح بصوت عال
تعال يلا يا شادي افطر معانا قبل ما تروح تصلي الجمعة عشان أول ما تيجي من الصلاة  تروح تبيض شكارة الأرز بدل ما أنت قاعد طول النهار في أوضتك وماسك الموبايل ومفيش وراك لا شغلة ولا مشغلة.
كظم شادي غيظه هاتفا بنزق وهو يتوجه إلى الصالة حيث تجلس والدته
حاضر هبقى أروح أعمل الشكارة بعد ما أجي عشان أرتاح من الزن بتاعكم.
مصمصت والدته شفتيها قائلة باستنكار
إيه اللي مزهقك عليا على الصبح أنا قايلة قدامك بقالي أسبوع على موضوع الشكارة ده.
صاح بسخط قبل أن يدس شطيرة الفلافل داخل فمه
طيب ما تقولي للمحروسة بنتك تروح تعملها ولا هي على إيديها نقش الحنة.
نظرت والدته للأعلى وهي تردد بحسرة
عوض عليا عوض الصابرين يا رب الواحدة بتبقى نفسها تجيب ولد عشان تتسند عليه لما تكبر وفي الأخر بيجي المحروس وبيكون قاعد طول النهار في البيت زي النسوان وعايز أخته هي اللي تشيل كل حاجة فوق دماغها.
لم يكترث شادي كثيرا لحديث والدته التي كانت توبخه بشكل ضمني لأن باله كان مشغولا بالسبب الذي جعل حبيبته لا تجيب على اتصالاته.
الحسړة وخيبة الأمل هذا ما شعر به رضا بعدما علم بخطبة ابن أخيه الذي لم يكلف نفسه ويقوم بدعوته وكأنه شخص غريب عنه ولا يعد بمنزلة والده.
استغربت أماني التي كانت تجلس أمام زوجها على مائدة الإفطار من وجوم ملامحه وعدم تحدثه بأي كلمة منذ خروجه من غرفته وهذا الأمر أصابها بحيرة شديدة جعلتها تسأله
مالك يا أبو أحمد فيك إيه!
رفع بصره نحوها وتأمل وجهها
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 87 صفحات