قصه جديده
تريد أن تثير غيظ رشا التي يبدو من أسلوبها في الحديث أنها لا تنوي خيرا من وراء هذه المقابلة
لا طبعا يا طنط ده أنت الخير والبركة.
أخبرتها رشا أنها علمت بأمر تواصل شادي معها بعدما فحصت هاتفه ورأت الرسائل المتبادلة بينه وبينها.
كانت لهجة رشا حازمة وصارمة للغاية فقد صرحت بشكل واضح أنها ترفض هذه العلاقة وأمرت آية أن تنهي كل شيء من جانبها وتبتعد عن شادي لأنها لا تريد له أن يتزوج بامرأة سبق لها الزواج كما أنها لم تنس الإهانة التي تعرض لها ابنها قبل عدة سنوات على يد عماد.
تنهدت آية بارتياح لأنها لم تخبر شادي بحقيقة قتل ياسين في هذه الرسائل لأنه إذا علمت رشا بهذا الأمر فلن تصمت أبدا وسوف تقوم بإبلاغ الشرطة.
اصطحبت آية رشا إلى أحد المحلات المتواضعة التي تقع في منطقة شعبية وتقوم بإعداد عصير القصب وطلبت منها أن تجلس وتنتظرها على إحدى الطاولات الخارجية للمحل حتى تقوم بإحضار كأسين من العصير.
عادت آية إلى الطاولة التي تجلس عليها رشا وهي تحمل الكأسين وناولتها الكأس الذي وضعت به الزرنيخ.
شربت رشا العصير ولم تشعر بوجود أي شيء مريب لأن هذا السم لا يؤثر على طعم المشروب الذي يدس بداخله.
ممكن أفهم بقى يا آية أنت عايزة تقولي إيه بالظبط عشان أنا اتأخرت ولازم أمشي.
كبحت آية الابتسامة التي كادت تظهر على شفتيها وهي تشاهد الكوب الفارغ وهتفت بهدوء شديد
أنا مقدرة يا طنط شعورك كأم وعارفة أنت قد إيه بتحبي شادي وعايزة مصلحته وأنا كمان بحبه أوي بس لو حضرتك مش عندك استعداد تقبلي بالموضوع ده فأنا موافقة أني أبعد عن ابنك عشان أرضيك.
وهو الكلمتين دول مكانش ينفع يتقالوا بسرعة بدل ما تخليني أجي معاك هنا لمحل عصير القصب!
ابتسمت آية قائلة بود مزيف يخفي أسفله الكثير من البغض والحقد
يا طنط أنت سافرت النهاردة وقطعت مسافة طويلة عشان خاطر تشوفيني وأنا مينفعش أخليك تروحي من غير ما أعزمك على حاجة بسيطة وأعمل معاك واجب يخليك فاكراني على طول لأن دي هتبقى اسمها قلة ذوق.
غادرت رشا وعادت إلى قريتها في المساء وهي تشعر ببعض الإعياء فقررت أن تنام وترتاح ولكن ظل التعب ملازما لها في اليوم التالي فقررت أن تذهب إلى المستشفى حتى يتم فحصها ومعرفة سبب مرضها المفاجئ ولكنها سقطت في الشارع ولفظت أنفاسها الأخيرة أمام أعين الجميع.
رأت مروة بعدما عادت من الحمام برفقة شيماء أمارات الضيق مرتسمة على وجه هبة فسألتها مستغربة تبدل حالتها المزاجية
مالك يا هبة وشك مقلوب كده ليه يا حبيبتي!
مفيش يا مروة أنا حاسة أني تعبانة وعايزة أنام شوية لأني سهرت إمبارح لوقت متأخر ودماغي مصدعة جامد.
لم تفصح لها هبة عن السبب الذي جعلها تتضايق حتى لا تجعل صديقتها تغضب فهي تعلم أن مروة صارت تكره أي شخص تربطه صلة قرابة بآية.
عادت هبة إلى المنزل وهي تشعر بالضيق الذي نتج عن حالة التشتت التي أصابتها بعدما رأت أحمد أمامها وجها لوجه فهي لم تكن تتصور أن تسقط أسيرة لكل هذا الكم من الضياع