الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية بقلم ياسمين رجب

انت في الصفحة 51 من 208 صفحات

موقع أيام نيوز

بسبب الطعام ام مجرد رؤيتها امامه انسته الدنيا بما فيها وجعلت شهيته تتقبل كل شيء
اخيرا انهي طعامه وسط نظرتها المسلطة عليه بتبصيلي كده ليه قالها عمار وهو يتفصح ملامحها
مرام بضحك  اصلك كنت بتقول عمرك ما اكلته بس مشاءالله طلعت شكلك عجبك الفول 
ارتفع صوت ضحكاته وهو ينظر إليها وهتف بجدية  بصراحة انا اول مره احب الاكل مش علشان طعمه بس علشان معاكي لان في ناس كده بيفتحوا النفس على كل حاجه 
اصابها الخجل من حديثه فا اشاحت ببصرها في الجهة الاخري تدري ابتسامتها 
بينما هو نهض من مجلسه ومد يده اليها يالا بينا علشان متتاخريش على جامعتك 
وضعت يدها في يده وانطلقا الاثنين سويا يسيروا على اقدامهم لا يهتمون لطول المسافة فقط يهتمون لمشاعرهم هي في داخلها تتمني ان تجعله اقوي هذا لذلك ستبقى بجواره مهما حدث 
اما هو في داخله كل سعادة الدنيا بما فيها هذه اللحظات التي امضها بجوارها
اخيرا وصلت امام جامعاتها نظرت إلى يدها التي لم يتركها بعد وهتفت قائلة  ايه ناوي تاخد ايدي معاك
هتف بضحك والله لو عليا اخدك انتي بذات نفسك 
قائلا  خلي بالك
من نفسك
لم تعرف بم تجيب فهو دائمآ يجعلها مغيبة اماما عشقه اكتفت بالصمت واخفضت بصرها وهمست حاضر خلي بالك انت كمان نفسك 
عمار  حاضر يالا ادخلي بسرعة 
انتقلت نظرتها بينه وبين يدها الذي مازال 
لتصدر منه ضحكة خفيفة وهو يتركها قائلا  والله نسيت 
تركته وانصرفت إلى الداخل بينها ظل يتابعها إلى ان غابت عن عينيه و بدأ هو مسيرته في البحث عن اي عمل تجول بين المطاعم والمقاهي محلات الملابس لم يترك مكان الا وبحث به حتى وصل إلى احد اسوق الخضار ينتقل ببصره بين الناس حتى وقع بصره على رجل قد بلغ عليه الشيب بالعقد الخامس يحاول حمل بعض
بعض الاكيس المصنوعة من القماش المعروفة بالشيكارة او الزكيبة موضوع بها
خضار بكمة كبيرة بدون تفكير توجه اليه وقام عنه قائلا  تحب انزلها فين يا حاج
الرجل  لا يا ابني ده شغلي 
اردف بتعجب  ازي يعني تشيل كل ده
الرجل  اكل العيش مر يا ابني شيلني ربنا يحميك لشبابك 
عمار  طيب خليني اساعدك
الرجل  كفاية شهامتك دي كأنك ساعدتني 
تقدم منهم رجل في اواخر العقد الربع من العمر المدعو جابر
جابر ولدك ده يا عم عوض 
عوض  ياريت والله اتمني لو عيل من عيالي بس يكون عنده ربع شهامته بس اهي الدنيا 
جابر خير يا اخينا عايز حاجه شكلك ابن ناس مش وش پهدلة 
عمار  ابدا انا كنت بدور على شغل وشفت الرجل الطيب ده كنت حابب اساعده رفض وقال ان ده شغله
جابر بسخرية  انت تساعده ليه
مش خاېف على هدومك تتوسخ
عمار  انا مبقاش يفرق معايا ومستعد دلوقتى اساعده
٤٢٦ جابر  طيب متشتغل انت كمان وبالمرة هتاخد فلوس 
عمار هو انا ينفع اشتغل هنا
جابر  طبعا وانت وشطارتك بقي وهنا باليومية على قد ما تنزل خضار بيكون اجرتك عليه ولو طلعت قد الشغلانة وعجبت الحاج عبد العزيز صاحب الشغل يبقى انت كده بقيت من رجالته
عمار  اقدر ابدأ شغل من امتي
جابر من دلوقتى لو تحب كل الي عليك هتنزل الخضار الي في عربية النقل دي وتدخلوا المخزن 
في اقل من دقيقة خلع قميصه وظل بملابسه القطنية التي تبرز عضلات جسده تصلب جابر امامه فهو شاب بم العمر قوي كيف له ان يعمل هنا هيئته توحي بأنه من طبقة الاغنياء 
عمل بكل قوة ونشاط رغم ثقل الاكياس إلا انه كلما تذكرها عمل بجهد اكبر جاء وقت الغداء ارتاح الجميع وما زال هو علي حاله ينقل الخضار إلى المخزن 
اخيرا انهي عمله فقد عمل طوال اليوم لم يريح جسده لدقيقة واحدة فكان الارهاق والتعب تملك ثائر جسده غادر إلى المنزل وانعم جسده بحمام دافئ ثم اخرج هاتفه وهو ينظر إلى كمية المكالمات التي لم يرها تنهد بتعب ونهض متجه إلى الشرفة حتى يحدثها 
ارتفع صوت رنين الهاتف فنظرت الي صاحب
الرقم واجابت بسرعة  كنت فين قلقتني عليك 
عمار معلش يا حبيبتى ما اخدتش بالي 
مرام  طيب احكيلي عملت ايه 
رغم التعب الذي كان به إلا انه تحمل على نفسه ولم يشعرها بذلك بدأ في سرد يومه ولكن لم يخبرها بأنه وجد عمل انقضي عليهم الوقت ومازال يتحدثون إلى أن اعلنت الثانية صباحا 
في الصباح الباكر كانت الساعة اعلنت السادسة نهض من نومه وعلامات التعب تتمكن من ثائر جسده تجاهل هذا الارهاق ونهض واتجه إلى عمله الجديد بعدما ترك لها رسالة تنص على  حبيبي صباح الورد انا اسف كان لازم امشى بدري ومقدرتش اصحيكي او ارن عليكي علشان مقلقكيش عارف انك نايمه متاخر وانا كان لازم امشى بحبك  
تابع عمله بكل نشاط 
كانت اعين الجميع عليه وبالاخص الچنس الناعم من بينهم سيدة في اوائل الثلاثين توفى زوجها
50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 208 صفحات