سليم
عيلتكوا نفر نفر يالا اقفلي ..
الفصل السابع عشر
في الحقيقة اود ان اعترف لك اننى احمل بجسدى روحين .. أنت تظهر في.. وأنا انت .. نحن نختبئ كل في الآخر كلما اشتقنا انفردنا بذاتنا لنأنس
نهال مصطفى
طيب والله كويس انك محضرة شنطك وحاجاتك وفرتى الوقت
اردف مجدى جملته وهو يدلف من باب شقته ليجد امامه حقيبه صغيرة وأخرى حقيبه يد وصفوة تجلس في منتصف الصاله عاقدة ذراعيها واسهم الشړ والڠضب تنبثق من عينيها مجدى بهدوء ليجلس امامها قائلا
رفعت حاجبها بسخريه قائله
ودا مين اللي قرر كده !!
ارتسم مجدى معالم الجديه قائلا
انا اللي قررت .. ويلا اتفضلى عشان مش عاوزين نتاخر .. بكرة الصبح لازم اكون في الشغل ..
وقفت امامه معانده
طبعا مش هيحصل ولا هسافر معاك ولا عاوزه اشوف وشك بعد النهارده .. ولو سمحت طلقنى وكل واحد فينا يروح لحاله !!
وبعدين انت مين عطاك الحق تقفل عليا اصلا !! انا غلطانه انى وافقت علي الهبل والجوازه دى من الاول اكبر غلطه انا عملتها في حياتى ... بص مختصر الكلام كده لو مطلقتنيش هخلعك !!
توقف فجاة مستديرا إليها بجسده وثغره متبسم قائلا
لاحت إليه بكفها بعشوائيه بوجه مكتظ قائله
انا بتكلم في ايه وانت بتتكلم في ايه !! هو انا الجاريه اللى جابهالك جدك !! سفر مش مسافره!! هطلقنى دلوقتى يامجدى بيه ..
شرع مجدى في نزع ثيابه امامها بمكر محاولا الاقتراب منها قائلا
وانا معنديش اي مانع اطلقك .. بس لما اتجوزك الاول !! قولتى ايه ! موافقة !!
انت مچنون !! لا طبعا مستحيل ولو فكرت تقرب ..
قهقهه مجدى ساخرا علي ارجحه عيونها وتصاعد وهبوط انفاسها قائلا بغمز
وانا مستحيل اطلق .. ويلا من غير مناهده كتير لان كلامى انا اللي هيمشي ياصفوه فاقصري الشړ احسنلك !
تحك قدميها ببعضها بغل وڠضب مطلقه زفيرا قويا في وجهه لتتركه وتغادر الشقه نهائيا هاربه من اسهم انظاره .. تنهد مجدى بتحد
المكان عجبك !!
اردف عماد جملته وهو يجلس فوق مكتبه بشموخ لنورا الغائصه في بحور مكتبته المليئة بكثير من الكتب قائله بانبهار
اي الجمال .. بجد انا نفسي افضل هنا مخرجش ابدا انت قاريء كل الكتب دى !
ابتسامه خفيفه اعتلت ثغره قائلا بنبره خافته
تقدري تقولى انى قاريهم كلهم ..
ووواااووو بجد يابختككككك ..
تراجع للخلف متقلبا في مقعده بانسيابية كانه يخفى شيء ما بداخله قائلا
نيرة الله يرحمها كانت مچنونة كتب وقراءة كان الشوبينج عندها تنزل تجيب كتب وبس طول الوقت ماشيه بالكتاب في ايديها
واليوم اللي كنت ارجع فيه متاريف من ضغط الشغل كانت تاخدنى من ايديا كده ونقعد انا وهى مع اكتر كتاب قراته وعجبها .. كنت وقتها انسي كل هموم الدنيا .. بحب كل الكتب اللي كانوا سبب في ابتسامتها وضحكتها طول الوقت ..
تركت نورا مابيدها بهدوء ثم اقتربت منه قائله بثغر متبسم وقلب ېحترق من نيران الغيره لتجلس امامه ومتكئه علي سطح مكتبه لتردف
كلامك بيخلينى اندم انى متعرفش علي شخصية زى دى بحياتى !!
تبسم بحزن ليقول
زرعت فيا كل ورود روحها وسابتنى ومشيت !!
رفعت نورا عينيها بخجل لتقول
ودى حاجه مفرحانى جدا .. حاسة انك تشبهها اوى !
تنحنح عماد وهو يتقدم بظهر للامام قائلا
بيقولوا
.. انت مقولتليش انفصلتى ليه عن جوزك ..
شوكة علقت بحلقها محاولة محو ذكريات الماضي قائله بحزن
لسه كنت بتقول ان نيره زرعت فيك كل الورود وسابتك ... هو كمان زرع فيا بس زرع شوك وصبار ومكنش قدامى حل غير انى اختار حريتى بمقابل كل حاجه املكها !!
رفع عماد حاجبيه بفضول
قائلا
مش فاهم !!
هو انا لازم احكى ..
هز كتفيه باستسلام قائلا
لو دا هيوجعك بلاش منه مع انى حابب جدا اعرف مين الغبي اللي يسيب شخصيه زيك !!
تبسمت ابتسامه زائفه لتقول بعد تنهيده طويله
كان مدير الصيدليه بتاعتى .. حاول يقرب منى كتير لكن انا مكنتش متقبلاه .. دخل لماما من حتة اننا صيادلة بقي وهنقدر نعمل مشاريع ومصانع يعنى ماديات وكده .. ماما اقتنعت واقنعت بابا واتجبرت انى اوافق .. بعد فترة اكتشفت انه بقي شخص تحكمى عصبي انانى خنيق .. مكنتش استحمل نفسه في البيت ويوم ما طلبت الطلاق ساومنى بين حريتى والصيدليه اللي تعتبر الهديه الوحيده من بابا .... وادى حكايتى .....
رمقها بعيون مشفقه قائلا
واتجبرتى انك تتجوزينى كمان !! الدنيا جايه عليك اوي مش مديالك مساحه تختاري حياتك !
بلعت غصة كلماته قائله
بس انا راضيه باختياراتها مهما كان ..
ابتسم عماد قائلا
انت تستاهلى كل خير فعلا ..
شعرت بالحرج امامه ومن اسهم نظراته التى ترعدها حبا لتقول بجسد مهزوز
هقوم بقى اعيش مع الكتب دى !!
اومئ عماد ايجابا بينما دار بمقعده ليجري اتصالا هاتفيا قائلا
ااه ياسمير معاك .. اكتب كده الاسم ورايا .. حيدر نصر الله عتمان .. _ثم صمت لبرهه تابعتها ايماءه خفيفه
_ مممممم وهو كذالك ياباشا .. هستنى تليفونك في اقرب وقت .
سعت الباشا حمزه بيه معتز ... ليك وحشه والله
اردف سليم جملته وهو يدلف باب مكتب سياده النقيب حمزه معتز بمركز ابو تشت .. وقف حمزه مرحبا به بامتنان
سليم بيه الهواري بجلالة قدره في مكتبى المتواضع !!
اتفضل اتفضل .. اي ريح طيبة اتت بك الي هنا ياولد الهواري ..
تنهد سليم بكلل وهو يجلس امامه قائلا
الهوي غلاب ياصاحبي والله ..
ابتسم حمزه قائلا
لا دا شكل الموضوع كبير .. تشرب ايييه !
اي حاجه ياحمزه مش هتفرق ..
ضغط حمزه علي الجرس فدخل العسكري ضاربا التحيه العسكريه قائلا
اوامرك يافندم ..
اجابه حمزه بثغر متبسم
اتنين لمون يابنى شكل ولد الهواري اعصابه تعبانه ..
انصرف العسكري فتبسم سليم وهو ينظر إلي حمزه قائلا
طالب مساعدتك ياباشا ..
انت تأمر امر ياسيدى ..
تحدث سليم اليه باهتمام وحرص كان حمزه يستمع إليه بتركيز شديد وبعده عدة دقائق قطعهم دخول العسكري ثم استئنف سليم حديثه الذي اختتمه بجملة
هااا ياباشا .. معايا ولااا!!
اتكىء النقيب حمزه بظهره للخلف قائلا
معاك .. بس الموضوع في قلق عليك انت ..
متقلقش علي بس .. ربك هيسترها .. انا حبيت اجيلك بنفسي عشان الموضوع مش هينفع في التليفون .. ومافيش غيرك هيساعدنى .
تنحنح حمزه پخوف ليقول
اتفقنا ياسليم .. اول ما تظبط اللي اتفقنا عليه .. رن وسيب الباقي عليا ...
وقف سليم برسميه وهو يصافح حمزه قائلا بامتنان
سلامى لحمزه باشا الخياط ..
وقف حمزه ممتنا له قائلا
حمزه الخياط مابيقبلش سلامات كده .. دا عاوز زياره وتروح تسلم عليه بنفسك انت وحرم سليم الهواري الجديده بقا ...
ضحك سليم راجيا
ياخى من بؤك لباب السماا .. هستاذن انا بقي ..
جدى انا عاوزه اطلق .. ومعنديش رجعه في قرارى
اردفت صفوة جملتها بعاند امام راجح الهواري الذي تلقى طلبها ساخرا ليقول لها
ليه ياصفوة !!
زفرت بضيق
البيه وانا مستحيل اكون علي ذمته ساعه واحده ..
عقد جدها حاجبيه قائلا
ضړبك !! قولتى ايه يوصل مجدى لحاجه زى دى !!
تارجحت عينيها وبدى عليها بوادر الكذب
ماقولتش هو اللي همجى
وانا مستحيل اعيش معاه ولو سمحت ياجدى لو مطلقتنيش هيكون مابينا المحاكم ..
لطخ وجه الجد بدماء الڠضب قائلا
اخذي الشيطان يا صفوة .. واطلعى لجوزك ..
قطعهم مجدى قائلا
لا جوزها اللي نزلها ياجدى عشان يادوب نطير علي مصر دلوقت الشغل متراكم فوق راسي اد كده ...
يلا ياصفوة مع جوزك متهملهوش يابتى ..
اوشكت عيونها علي البكاء قائله
انا مش هطلع من هنا ولا هروح معاه في اي مكان .. والقاهره دى انا مش هعتبها مهما حصل واخر كلام عندى قولته ...
مجدى بهدوء مسك كفها وسحبها خلفه قائلا
عن اذنك ياهواري بس مش عاوز اوجع راسك هتكلم معاها لحالنا .
اخذها بعيدا عن الانظار ليقفها امامه قائلا
يعنى قلم امبارح مربكيش !!
لا ياافندى قلم امبارح فوقنى وكشف نوايا سعتك ..
كوره قبض يده محاولا تمالك اعصابه ليردف
صفوة .. لمى نفسك وقدامى علي العربيه يلا ..
زفرت بضيق
علي جثتى انزل القاهرة .. انا مش عاوزه اروح الله ! هو بالعافيه !!
رفع صوته پحده
صفووووووة ... معاكى دقيقتين وتكونى قاعده جمبي في العربيه والا مش هيحصل طيب ..
ثم تركها وغادر ليعد شنطه داخل السياره .. ضړبت صفوة الارض بساقيها بقلة حيله .. وفجاة الټفت لصوت مسدج علي هاتفها من رقم تحفظه جيدا
صفوة .. انا اسف وسامحينى ارجعيلى ياصفوة انا مش قادر اعيش من غيرك .. فات ٥ سنين علي غيابك وانا مش قادر انساك
زفرت پاختناق واوشكت عيناها علي ذرف دموع قلة الحيلة قائله
اووووف ماهى كانت ناقصاك انت كمان !!!!
فاقت علي صوت احد الخادمات قائله
ست صفوة مجدى بيه بيستعجلك
وبيقولك يلا ..
وقفت حائره كأنها علي شط بحيره مليئة بالتماسيح والبر غدار مليىء بذئاب بشريه تود ان تقضى عليها .. فماذا ستختار !!!
شوفتى يا وجدان !! شوفتى عيعملوا ايه في حفيدتك ! هيجوزونى ادهم يإما حلم ابويا ومستقبلى هيضيعوا وانا مش عارفه اعمل ايه .. قوليلى اعمل ايه حاسه كل حته في جسمى عتحرق فيا وانا معتدش مستحمله والله
اردفت وجد جملتها لجدتها الراقده بدموع منهمرة فوق وجهها تراقبها تلك العجوز بيعينها الاتى اوشكا علي الانفجار حسرة منذ مفارقة ابناؤها الحياه فلم يتبق لها الا حيدر .. حركت اصابع كفها ببطء وهى تراقب حفيدتها بحزن بالغ اكملت وجد حديثها
طيب اتصل بسليم واقوله الحقنى !! كده برميه في الڼار بيدى من ناحية عيلتى وعيلته ... حاسه حبل طويل بيتلف علي قلبى وبيخنقه ... ادهم لعبها صح هو وفايز ..
سعلت العجوز بوهن شديد وهى تعتصر عينيها علي حال حفيدها الغاليه علي قلبها ... مدت وجد انامله لتزيل دموع جدتها قائله بابتسامه خارجه من وسط خزان حزنها
طيب هونى عليا انا وانت هنبكى كده ! ماينفعش .. طب خلاص متبكيش وانا مش هبكى .. ابويا سبق وقالى لابد بقليل من الټضحيه كى تستكين القلوب .. وانا سكون قلبي في حياة سليم سالم ومبسوط هعوز ايه تانى ! حتى ولو كان بعيد يكفى انه تحت جلدى ساكن ..
وصلت ورد لاعتاب قصرهم بعدما عقدت اتفاقها مع سليم .. فأصبحت تلتفت حولها حاضنه بين ذراعيها سلة سوداء تحملها بجسد مرتعد حتى ارتطمت بأدهم ففزعت كالملدوغه في بهو القصر قائلة
ااا .. ااااادد ... اددددهمممم !!!
رمقها بخبث
مالك مش علي بعضك ليههه