الإثنين 25 نوفمبر 2024

قصه جديده

انت في الصفحة 12 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز

منى ...يا الله عمر ذبحها بكلماته ...انها هى الانانيه وليست هو ...هى كانت تعلم جيدا ان خالتها لم تكن تتدخل في حياتهم لكن من فرط سعادتها كانت تريد ان تري الاحفاد ..والدتها نفسها تمنت اليوم نفس الامنيه ..وعمر الخلوق لم يحرج والدته ولم يحرجها هى ...لقد تصرف بذكاء متقد ... الحفله انتهت في وقت متأخر ...الطعام كان راقي بدرجة مذهله وقائمة الاسعار كانت لا تصدق ... التخت الشرقي الراقي عزف ابدع الالحان والمكتبه الغنيه بأروع المؤلفات اضافت اثراء ثقافى علي المكان ...كان بالفعل مقهى النخبه المثقفه ... لابد وان تعترف مع نفسها انه مكان يشرفها امام صديقاتها ..مقهى يونيك قريبا سيصبح اشهر مقهى في البلد .... فريده انتهزت فرصة انصراف معظم الحضور ...من عمر الذى كان يوليها ضهره .. قالت بصوت هامس ... مبروك ..عمر استدار علي الفور ...عيناه امتلئت بالشوق ... سألها بلهفه ... عجبك المكان ... فريده هزت رأسها بالايجاب عمر تطلع اليها بحب ثم قال ... طيب يلا نروح ... انت وحشتينى اوى ...لحظات الانسجام قاطعتها فاطمه التى قالت بوقاحه... ايه مش هتوصلونى ..الوقت متأخر ...عمر كتم لهفته علي فريده وقال بأدب ... طبعا..... ........................................................................................... 
من الممكن ان يفهم الحب المطلق علي انه ضعف .. فريده استغلت حب عمر لها لاقصى درجه ...مع مرور السنوات فريده تعودت علي تدليل عمر لها وتغاضيه عن وقاحتها وبرودها ...تقدمت في دراستها بدرجه ملحوظه حتى انها ارتفعت في ترتيبها في السنة الرابعة والخامسه واصبحت من العشر الاوائل ....اعتادت علي تلبية عمر لكل طلباتها واعتبرته عبدا خاضع يتمنى لها الرضى ...في بعض الاحيان عمر كان يغضب ويعتزلها لايام لكنه كان من نفسه يعود ليراضيها ....الان عندما تتزكر رفضها منحها نفسه لها والتعلل بالانشغال في المزاكره تحتقر نفسها اشد احتقار ... عمر تحمل ما يكفي لسنوات وظل حبه يغطيها علي الرغم من اخطائها ... مقهاه الجديد نجح نجاح باهر وافتتحوا فرع اخر له تولي مصطفي ادارته بالكامل ...لذلك اصبح عمر المسؤل الوحيد عن الفرع الاصلي ومع عمله الصباحى في الفندق اصبح منهك تماما ... كان بامكانها مساعدته بعض الشيء في ادارة شؤن المنزل لكنها كانت تتصرف بلا مبالاه وتترك له التصرف في كل شيء ....عمر لم يعد لديه وقت للطبخ في المنزل فأصبح يعتمد علي طباخ المقهى لاحضار الوجبات اليوميه الي المنزل...عمله ليل نهار لتحقيق طموح فريده لم يترك له أي وقت للممارسة الرياضه فازداد وزنه بدرجه ملحوظه في السنه الاخيره ... وعندما طلب منها عمر مره في عطلتها ان تطبخ له بنفسها رفضت بوقاحه وتعللت بأنها لا تعلم كيف تطبخ... فريده ....فريده فين قمصانى ... مش لاقي ولا قميص.... فريده اجابته بلا مبالاه... فين ... اكيد في الدولاب عمر نظر اليها پغضب ... لا يا فريده الدولاب فاضى وانا لازم انزل الشغل حالا اعمل ايه ... فريده تزكرت ان الخادمه المنزليه لم تحضر منذ اسبوع وعمر طلب منها قبل سفره الي دبي في رحلة عمل ارسال قمصانه الي المغسله وهى نست تماما ....لاول مره عمر يطلب منها الاهتمام بعمل منزلي وهى تجاهلت طلبه ..فريده حاولت الاعتذارلكن نظرات الڠضب الواضحه علي وجه عمر كانت تنذر بالانفجار..هى كانت تعلم جيدا ان القميص لم يكن سبب غضبه الرئيسي لكن رفضها له بالامس كان المحرك الاساسي لغضبه ... 
ڠضبا شديدا احتله وبالاخص لانه كان مشتاق اليها بقوه بعد عودته من السفر ... هى نفسها لا تدري لمادا رفضته بالامس ووبخت نفسها بالنيابه عنه.... انها تتصرف بغرابه وبدون سبب ...لا بل ربما هى تعرف السبب جيدا ...السبب انها تسلم اذنيها لفاطمه التى تستطيع تقليبها علي عمر ببساطه وكأنها طفله غبيه لا عقل لها....فبعد ان علمت نتيجتها منذ يومين وفي اثناء سفر عمر وكان ترتيبها الرابعه علي كل دفعتها وفاطمه دأبت علي بخ سمها ...اسمعتها الاسطوانه المعتاده ... الرابعه علي الدفعه ... يعنى تستحقي دكتور ومن هيئة التدريس كمان وفي الاخر اخدتى سياحه وفنادق ... والله صعبانه علي يا بنتى ربنا معاكى ... بعد دقائق عمر غادر المنزل غاضبا وهو يرتدى نفس قميصه من الامس بالطبع فريده جمعت القمصان المتسخه والتى لاول مره لم يغسلها عمر بسبب سفره وارسلتها الي المغسله ولكن ربما فات الاوان علي تفادى غضبه .... لكن عودة عمر في الليل وهو يحمل اليها هديه بمناسبة نجاحها جعلتها تشعر بالحقاره ... 
عمر لم يعطيها الهديه مباشرة بل كتب بخطه علي ورقه ورديه تهنئه لطيفه وترك فستان اسود مغلف مع عطرها المميز وعلبة الشيكولاته الفاخره التى تحبها علي وسادتها ........................................................................................ فريده اجابت رنين جرس الباب لتجد خالتها منى تقف منتظره الدخول .. رحبت بها بلطف وادخلتها الي الصالون .... كانت مندهشه من زيارة خالتها فكيف وجدت الوقت لزيارتها وزفاف ندا غدا .... فور جلوسها منى بدات في الحوارات العاديه ...علاقتها بخالتها توترت كثيرا في الاشهر الماضيه. ..لم تعد العلاقه سلسه وطبيعيه كما كانت ... ربما فريده كانت السبب فهى اصبحت متحفظه بل ومتجمهمه في معظم الاحيان ... خالتها سألتها فجأه ... فريده مفكرتوش تعملوا تحاليل تشوفوا ايه سبب تأخير الحمل لحد دلوقتى فات اكتر من سنتين وانتم ولا في دماغكم ... فريده ارتبكت بشده وتلعثمت وهى تحاول تجميع الكلام .... لسه... خالتها ربتت علي كفها بحنان ولم تفتح معها الموضوع مجددا لاخر جلستها لكن فريده كانت غاضبه .. والدة عمر كانت تحدثها عن الاستعدادات التى يعدونها لزفاف ندا غدا ...الزفاف شغلها وانهك الجميع في الاستعداد له لكن فريده ظل فكرها مشغول وشيطانها يوسوس لها فلم تشارك خالتها فرحتها... السؤال الذى سبب لها الصداع ..لماذا والدة عمر تتدخل في حياتهم... 
فرغت جام ڠضبها في عمر عند عودته...هاجمته بدون مبرر فور رؤيتها له ... قالت له بوقاحه شديده ... عمر ...مامتك بتدخل في حياتنا ليه ... عمر نظر اليها بدهشه شديده ولم يستوعب ما تقوله فوالدته ابعد ما تكون عن التدخل في حياتهم ...كانت ايضا ابعد ما تكون عن شغل الحموات المدمر الذى يهدف الي الخړاب ...كانت والده حنونه متفاهمه مراعيه ... عمر نظر اليها پغضب وقال .. فريده في ايه ... مالها ماما... اجابته غاضبه .. سألتنى النهارده الحمل اتأخر ليه ... عمر حاول تهدئتها عادى يا فريده مجرد اهتمام ...اكيد طنط سوميه سألتك نفس السؤال ليه مكبره الموضوع .. بالفعل والدتها نفس السؤال مرارا ومع انها هى المذنبه وتعلم چريمة الحبوب جيدا لكن شيطانها اليوم كان حاضرا وبقوه... قالت پغضب عاتى ... مش من حقها تسألنى ...عمر نظر اليها نظره ناريه وقال.. خلاص يا فريده انا من حقي اسألك...انا ابدا مكنتش ناوى افتح معاكى الموضوع ده لكن بما انك غضبانه اوي خلاص لازم نشوف ايه السبب .. فريده مازالت غاضبه وشيطانها يحتلها بالكامل اجابته بوقاحه ... لما الحمل بيتأخر لازم الراجل يعمل التحاليل اللازمه الاول لان غالبا السبب بيكون منه ... عمر فاجأها بقوله ... عملت من زمان يا فريده ومافيش عندى أي سبب يمنع الحمل ...سليم الحمد لله ...وانا راضي بيكى بأطفال او بدون لانى بحبك لكن انتى فاهمه حبي ليكى غلط ...انا بدأت اتعب يا فريده.. بدأت اتعب وازهق كمان ... يا الله لماذا اوصلت الامور الي تلك الدرجه ... ومع ذلك لم تتراجع عن موقفها...غادرت غاضبه الي غرفتها واغلقت الباب خلفها بقوه .... كيف يتجرأ عمر ويصيح فيها بهذه الطريقه المشينه ... بل ويتجرأ ويفصح عن شكواه ...الا يعلم انها تنازلت وقبلت به ... في اليوم التالي رفضت الذهاب الي زفاف ندا علي الرغم من كل محاولات عمر لاقناعها ...لم تكلف نفسها حتى بفض غلاف الفستان الذى اهداها اياه حتى لتشاهده بل علقته في الخزانه بدون اهتمام ....عمر كان اهتم بكل احتياجاتها للزفاف ولكن عندما حان وقت الاستعداد فوجىء بها تخبره انها مشغوله ولن تذهب ...لن تنسي ابدا حزنه يومها مهما حييت من عمر لم يكن غاضب بل كان حزين... طلب منها برفق مجددا مرافقته فأجابته بجفاف... عندى مزاكره انت عارف سنه سته صعبه وكل يوم له اهميته عمر الح ... فريده النهارده الخميس...وانتى اجازه بكره ...رفضت بوقاحه وقالت ... اسفه مش هقدر بمجرد نزول عمر بمفرده ندمت بشده هى نفسها لا تفهم سبب رفضها... منذ اسابيع وهى تتصرف بصوره غريبه غير مبرره وغير منطقيه تقوم بايلام عمر بقوه وبدون سبب ...تفتعل المشاكل مع والدته وشقيقاته ...بدأت البكاء بدون توقف ..فهى لم تفسد علاقتها بعمر فقط بل افسدتها بكل عائلتها واظهرت نفسها علي انها متكبره وضيعه جاحده وناكره للجميل...فات وقت الندم ومهما ندمت لن تصحح الغلطه القاتله التى ارتكبتها وبدون مبرر ... لماذا سمحت لشيطانها بټدمير حياتها ... بماذا ستنفعها كل شهادات العالم عندما تخسر كل عائلتها وتصبح مكروهه منبوذه ... هى فى طريقها فعليا لذلك بل وتجاهد وتسرع الخطى من اجل تحقيق الكره الكامل من كل المحيطين بها... لو كانت تستطيع لكانت ارتدت ملابسها وذهبت الي الزفاف فورا لكن لن تجنى سوى المزيد من الاحتقار...لاول مره منذ زواجهم عمر يقضى ليلته خارج المنزل وهو غاضب ...الان علمت انها دقت مسمار اخر في نعش زواجهم ... لماذا دائما تبدى عكس ما تشعر به ... لماذا لم تشعر يوما عمر بحبها له... او علي الاقل باهتمامها واخلاصها ....لاول مره تواجه نفسها وتسألها عن حقيقة مشاعرها ... غيابه عن المنزل المها بشده ...علمت ان حياتها من اليوم اتخذت منحنى مختلف للغايه عن حياتها السابقه ... علمت انها لن تعود مدللة كما كانت من قبل لكنها تجنى ما صنعته يداها .... مع شروق الشمس نامت من شدة البكاء وحيده منبوذه حتى والداتها كانت غاضبة منها فلم تتصل وتسألها عن سبب تغيبها عن الزفاف.... وسادتها اصبحت بحيره من الدموع والجميع احتفل ولم يسأل عنها احد ....
.........................................................................................
استيقظت السبت في العاشره صباحاعلي حركه غريبه في غرفتها لتجد عمر يضع ملابسه في حقيبة سفر صغيره ..غاب عن البيت ليومين كاملين والان يحزم اغراضه ...الصدمه اخرستها عمر سيترك المنزل ربما للابد الان ...كانت تعلم ان جريمتها كبيره لكنها لم تتخيل ان يصل عقاپ عمر لتلك الدرجه من القسۏه... قفزت من الخلف وسألته بفزع ... عمر انت رايح فين شعرت ...اكمل وضع ملابسه في
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 42 صفحات