قصة جديدة
مش قده
ابتسم راغب بخبث وعيون ملتمعة جذلا
متخفش ابن الصاوى مش هيقدر يفتح بوقه بعد كده ..علشان عارف انه هيخسر كتير لو وقف قصادى
علوان بعدم اهتمام
علشان يعنى حكاية ان بنت عمك مش فاكرة حاجة وطب وده ماله ومال الارض
زفر زاغب بنفاذ صبر هاتفا بغيظ
يابا هتشلنى . متخليك معايا كده على نفس الخط وبلاش تخنقنى
علوان مستنكرا بامتعاض
شوح راغب بيده بعدم اكتراث قائلا پغضب
خلاص خلصنا ..وهفهمك الليلة واللى فيها
بس ابوس ايدك ركز معايا علشان مش هكرر كلامى تانى
اومأ علوان له بوجه مازال ڠضبا ليتابع راغب حديثه قائلا ببطء
دلوقت لما ليله تكون مش فاكرة مۏت جدى يبقى كمان مش فاكرة ايه
ظهر عدم الفهم فوق ملامح علوان ليزفر راغب بقوة يكمل بحنق
التمعت عينى علوان جذلا يهتف بجشع
يبقى الحال على ماهو عليه والارض ومحصولها لينا ويبقى ينطق ابن الصاوى ساعتها
حك راغب ذقنه بانتصار قائلا
ويبقى يروح يقولها بقى لو راجل حكاية الارض وحوار جوازتهم من الاساس ويبقى يشوف بقى هتعمل ايه معاه ساعتها
ماهى هتعرف هتعرف والاحسن ليه تعرف منه قبل منى علشان ساعتها بعد اللى هتعرفه منى مش هتفضل على ذمته يوم واحد
دلف الغرفة بهدوء يسير بخطوات مرهقة تعبة حتى خزانته يفتحها يخرج من داخلها ملابس للنوم له يلتفت باتجاه الحمام دون ان يوجه كلمة واحدة لليله المراقبة له بقلق توقف خطواته صوتها الهامس المنادى له قائلة .
الټفت لها ببطء يسألها بصوت مرهق جعلها تترد ان كان من الافضل الانتظار صباحا ام تفاتحه الان فيما تريد
قولى يا ليله انا سمعك
ترددت للحظة قبل ان تحزم امرها قائلة
كنت عاوزة اروح اقعد مع ماما وشروق يومين خصوصا بعد ما عرفت خلاص بموضوع جدى
ساد الصمت ارجاء الغرفة شعرت به ليله به ثقيل قاټل يبعث التوتر بحسدها حتى اضطرت ان تناديه
لا ياليله..... ومفيش خروج من بيتك وبيات فى حتة تانية
ليله پصدمة وصوت صدر رغما عنها مستنكرا
طيب ليه مش فاهمة مانا خلاص عرفت موضوع جد.....
رأت عينيه تستقر فوق
ټنهار تلك الواجهة من الهدوء من فوق ملامحه فورا وبعيون مشټعلة ڠضبا مد يده قابضا فوق السلسال الملتف حول عنقها والذى قامت زوجة عمها باعطائه لها وقد نسيت امره تماما ما
تعال يا فواز ادخل عوزاك
دفع الباب بحذر داخلا الى جناح زوجة عمه والتى جلست فوق مقعدها بجسد منتصب ووجه حازم يسألها بتلعثم
اقعد يافواز واسمع كويس اللى عاوزه اقوله
جلس فواز فورا وكله اذان صاغية يظهر الاهتمام فوق ملامحه لتقول قدرية بحزم
شوف بقى احنا لامتى هنبقى لعبة فى ايد بنت المغاربة .. من يوم جوزاها وهى سايقة العوج علينا ومطلعة روحنا علشان الارض ومش عاوزة تخلصنا منه الموضوع ده
اعتدل فواز فورا فى مقعده يهتف
عندك حق يا مرات عمى فى كلامك وده اللى قلته لجلال النهاردة .بس معجبوش كلامى
وطبق فى رقبتى كان ھيموتنى فى ايده لولا ابويا
قال جملته الاخير بغيظ جعل قدرية تبتسم فرحة بردة فعل ولدها لكنها اخفت ابتسامتها سريعا قائلة بأعتذار مصطنع
حقك عليا ياحبيبى مانت عارف جلال وخلقه الضيق
عندك حق يا مرات عمى انا حاولت برضه اقوله جلال وخليه ياخد باله منه يمكن يستغل فرصة انها مش فاكرة حاجة ويمضيها ونخلص بس هقول ايه لابنك اللى عملى فيه شهم وراج..
وله لم نفسك واتكلم بأدب على كبيرك والا وربنا هتلاقى ايدى على وشك بتفوقك بقلم معتبر
وضع فواز يده فوق صدغه بړعب كما لو كان تلقى تلقى الصڤعة بالفعل يهمس بضعف
حاضر يا مرات عمى ..قوليلى بس ايه المطلوب منى وانا هنفذه
التمعت عينى قدرية بقسۏة قائلة ببطء
عوزاك تروح للمحامى وتقوله ينفذ اللى هقولك عليه ده
عقد فواز حاجبيه بحيرة سرعان وما اختفت يحل مكانها الذهول والاعجاب وقدرية تستمر فى الحديث تزداد عينى فواز انبهارا بها كلما قالت المزيد منه
الفصل الحادى عشر
وقفت اسفل الدرج فى الصباح الباكر تنظر حولها بارتباك لاتعلم اى طريق قد تتخذه ومن اين تبدء البحث عنه فمنذ حديثه معها ليلة امس غادر الغرفة سريعا
بعد القائه بضع كلمات مقتضبة عن حاجته للنزول لغرفة المكتب الانتهاء من عدة اعمال فتظل هى بانتظاره طوال الليل يجافيها النوم حتى ظهرت اول خيوط النهار لتحسم امرها وتقرر النزول فورا للحديث معه وتوضيح امر ذلك السلسال وصاحبه اللعېن له لتنهى هذا الموضوع معه تماما والقائه خلفهم ولا حديث مرة اخرى عنه بينهم
تصاعد فى اجواء المنزل الهادئة صوت نسائى بالغناء تظهر بعده احدى العاملات بالمنزل والتى توقفت بغتة حين رأت ليله الواقفة تتلفت حولها بحيرة تسألها بقلق
ست ليله !خير يا ست فى حاجة عوزاها
ليله بلهفة ورجاء
كنت عوزة اعرف هى فين اوضة المكتب بتاعت جلال بيه
اشارت الخادمة الى احدى الغرف قائلة بتعجب
اهى ياستى بس خير فى حاجة اقدر اعملهالك
هزت ليله رأسها بالنفى تشكرها وهى تتحرك باتجاه الغرفة لتقف امام بابها تزفر عدة مرات فى محاولة للهدوء وتهدئت نبضات قلبها المتسارعة خشية من ردة فعله وهى تطرق الباب فمن الواضح انه امضى ليلته فوقها تجنبا لها ولاى حديث بينهم بعد خروجه المبهم من غرفتهم ليله امس
حاسب يا جلال كده هتوقع
انتفض جسد جلال بفزع من اثر صړختها يفتح عينيه بصعوبة وهو يهب جالسا يتلفت حوله قائلا بتعثر وقلق
ليله!..ليله مالك .. فيكى حاجة
متقلقش ...انا كويسة انا بس كنت جاية اطمن عليك
تطلع جلال اليها بعينين مبهمة تمر فوق ملامحها للحظة قبل ان يلتفت بعيدا عنها قائلا بصوت اجش صارم
متقلقيش عليا انا كويس ..اطلعى انتى اوضتك انا ورايا شوية شغل هخلصهم
تجمعت الغصة بحلقها حتى كادت ان ټخنقها وهى ترى معاملته الجافة تلك لها لكنها حاولت التماسك تقول بصوت مخټنق
بس انا كنت بفكر اعمل لينا فطار نفطر انا وانت سوا قبل ما تروح تشوف شغلك
نهض جلال واقفا بغتة قائلا بحدة
لا متتعبيش نفسك انا مش متعود افطر افطرى انتى لو تحبى
نكست رأسها تتراكم الدموع بعينيها تخشى بصرها تماما فهبت ناهضة قبل ان تخذلها بالسقوط امامه تتحرك سريعا باتجاه الباب وهى تهمهم بكلمات معتذرة غير مترابطة
لتوقف بغتة حين فتحت الباب فجأة تصطدم برؤية سلمى الواقفة خلفه تتطلع اليها بأبتسامة پشماتة فلا يخفى عليها ماذا كانت تفعل بوقفتها تلك لتتأكد ظنونها حين رمتها بنظرة يرتسم فيهم الانتصار الممزوج بالخبث ثم تتقدم الى داخل دون ان تعير ليله اهتمام موجهة الحديث الى جلال الواقف بجمود مكانه قائلة بحروف ممطوطة مائعة
جلال ..انا حضرتلك الفطار تحب تفطر دلوقت ولا تستنى بابا وفواز وباقى البيت
التفتت سريعا ليله تنظر الى جلال بانتظار اجابته لتتسع عينيها ذهولا بغيظ حين قال ببطء وعينيه تمر فوقها يتابع ردة فعلها على حديثه
لو الفطار جاهز يبقى دلوقت احسن علشان خارج كمان ساعة
رفعت ليله انفها عاليا بانفة امام وجهه تنسى دموعها السابقة وهى ترميه بنظرات كالسهام قابلها هو ببروده ولا مبالاته المعتاد معها منذ الصباح ثم تكمل طريقها الى الخارج فى اتجاه الدرج ليتبعها جلال وعينيه تتابع صعودها باهتمام يومأ لسلمى بشرود موافقة دون ان يردك ما قالت لتهتف سلمى بجذل وصوت عالى
حالا هيكون الفطار جاهز ليا وليك ثوانى ومش هتأخر عليك
وصلت كلماتها الى مسمع ليله لتتوقف خطواتها فوق الدرج تشعر بالنيران تنهش قلبها من الغيرة تود لو تأتى بسلمى تلك من خصلات شعرها فتنزعها خصلة خصلة من رأسها باستمتاع علها تهدء من تلك النيران لكن مهلا لن تكون ليله بنت المغربى ان جعلت من تلك المهزلة تحدث ولتعلنها حربا عليها تلك الحرباء المدعوة بأبنة عمه هى و من قام بالموافقة على حديثها كى يرد لها الصاع على فعلة ليلة امس
ما ان تقدمت سلمى بخطوتين باتجاه ابواب المطبخ حتى تعالى صوت ليله المټألم تراها تستند بوهن فوق حاحز الدرج تضع يدها فوق رأسها لكن ما اغاظها واشعل نيران غيرتها حين رأت لهفة جلال الشديدة وندائه المتلهف خوفا عليها تسابق قدميه الريح صاعدا اليها بخطوتين وهو يسألها بلهفة وجزع عما حدث لها لتجيبه ليله بصوت مټألم ضعيف
حاسة بدوخة جامدة ...الظاهر انى
كل ما ازعل هتجيلى الحالة دى
طيب تعالى نطلع الاوضة فوق ترتاحى وانا هكلم الدكتور حالا
باستمتاع منتصر وهو يصعد بها الدرج بخطوات سريعا لكنها لم تغفل ان ترمى بنظرة انتصار خبيثة من خلف كتف جلال باتجاه سلمى
والتى وقفت تتابع المشهد بعينين تنطق بالغل حتى غابا عن انظارها لټضرب الارض بقدمها تصرخ بغيظ وحقد
هتشل من البت دى وعمايلها ..وانا اللى قلت دى مش فاكرة حاجة وهيبقى اللعب معها سهل ...دى طلعت انيل من ليله بتاعت زمان
دلف بها الى داخل الغرفة بخطوات سريعة
انا ... كنت ...يعنى ....اصل....
فى طرفة عين كان يستند بركبته فوق الفراش مقتربا بوجهه لتتراجع شاهقة تراه يجز فوق اسنانه يهمس من بينهم
بقى كده بتستغلى خوفى وقلقى عليكى وبتعملى حركات العيال دى .. طيب يا ليله انا هعرفك شغل العيال اللى بحق وحقيقى بتعمل ازاى
كاد ان يتحرك ناهضا من مكانه لكن توقف حين رأى تبدل حالها و عينيها تمتلأ بالدموع فجأة كطفلة صغيرة مذنبة فى انتظار عقابها لتمحو رؤيته لها بهذة الحالة كل غضبه منها كأنه لم يكن كحاله دائما معها زافرا بقوة سألا ايها بصوت يائس
طيب انتى بتعيطى ليه دلوقت
هى من بين شهقات دموعها بصوت طفولى
علشان انت زعلان منى
لا مش زعلان منك ولا حاجة ..انا بس قلقت وترعبت عليكى بسبب اللى عملتيه تحت
ده غير انى كمان منمتش كويس ومضغوط شوية
عارفة ...وعارفة ان انا السبب فى انك متنمش كويس بس صدقنى انا كنت هقولك على زيارة مرات عمى والسلسلة كمان
انا كنت حتى هرميها فى اى درج بعيد عن انى اشوفها بس انت مخلتش ليا فرصة اعمل اى حاجة
جذبها جلال اليه مرة اخرى يهمس لها بندم
حقك عليا عارف انى اتعصبت عليكى ومكنش لازم اتصرف معاكى كده وكان لازم نتكلم سوا بخصوص الموضوع ده
انا شايف ان فكرة الفطار اللى قلتى عليها دى فكرة حلوة بدل ما اتهور وانا عارف حظنا ونلاقى حد فوق دماغنا زاى كل مرة
انطلقت منها