الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصه جديده

انت في الصفحة 17 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

وعايز أفتح صفحة جديدة مع بعض كلنا بنغلط وبنتوب لكن ما نكررش الغلط أنا اللي بيني وبينك مش ډم أبوك وبس أنت أخويا الكبير اللي بحبه وبحترمه مهما حصل أخويا اللي لو حصلي حاجة هتسند عليه صديقي اللي أحكي له وأفضفض له لما تضيق بيا الدنيا كلمة أخ معناها كبير قوي مش هيحس بقيمتها غير اللي مالهوش أخوات
امسكت رقية يد جاسر وأخبرته
إحنا بنحبك يا جاسر وعايزينك تبقي كبيرنا من بعد أبونا الله يرحمه وتبعد عن كل حاجة حرام عشان ربنا يبارك لك عارف يوسف لسه مكلم محامي كبير هيمسك لك القضية ولما عرف التفاصيل قال لينا دا قتل دفاع عن النفس دا غير إنك كنت كمان سکړان
نظر جاسر إلى شقيقه بندم يشعر به منذ أيام فسأله
وبرغم اللي عملته معاك جاي تقف جمبي
اقترب منه وأجاب
عشان أنت أخويا
فتح جاسر ذراعيه فارتمى يوسف بينهما في عناق أخوي لن يتزعزع مرة أخرى لاسيما بعد أن ابتعد جاسر عنه وأخبره
انت فعلا طلعت أحسن مني في حاجات كتير وأوعدك هصلح أي حاجة انكسرت ما بينا أولهم هطلق مريم وتاني حاجة هرجع لك حقك في ورث أبونا ويا رب ربنا يسامحني على أي حرام عملته وانت كمان يا يوسف يا ريت تسامحني
من غير ما تطلبها أنا مسامحك يا جاسر 
الفصل الثامن عشر والأخير
عندما تبتهج الوجوه بلقاء من لهم الوجدان يسر تكفي الابتسامة في التعبير عن ما يزخر القلب من غلا وحب لهم وفي بعض الأوقات تسبق الابتسامات دمعة الفرح لترقص على خد كاد أن يجف ويذبل من
طول الفراق وتصطدم الأجساد بعضها ببعض لتولد حرارة الشوق وتتلامس كفوف الأيدي لتعبر عن مشاعر الروح
قام جاسر بطلاق مريم غيابيا قبل جلسة النطق بالحكم عن مدي سعادتها عندما استلمت من المحضر وثيقة الطلاق فكانت كالطير الأسير الذي أطلق سراحه فأطلق جناحيه
في سماء الحرية
لن يقطع يوسف الوصال بينهما فكل حين وأخر يطمئن عليها وعلى أحوالها ريثما تنتهي شهور العدة الثلاث لديها ويتم ما يريده كليهما
واليوم في قاعة المحكمة يقف جاسر خلف القضبان في توتر وقلق وخوف لكن
تكفي نظرات شقيقه إليه تشد من آزره وعندما نادى الحاجب بصوت اهتزت إليه جدران القاعة
محكمة
خرج القاضي والمستشارون ليسرد أوسطهم صيغة مقدمة النطق بالحكم بالصيغة المعتادة والتي اختتمت بالحكم النهائي
لقد أقرت المحكمة ببراءة جاسر يعقوب عبد العليم الراوي رفعت الجلسة
أطلقت راوية الزغاريد التي دوي صداها في الأرجاء وبعد انتهاء الإجراءات الروتينية خرج جاسر ليجد والدته وأشقاءه في انتظاره وبينهما أمنية التي كانت لا تترك أي زيارة إلا وتذهب لتطمئن عليه وتعد له الطعام
حمد لله على السلامة يا جاسر
ابتسم لها بنظرة لأول مرة تراها ربما هذا حب جاء بعد صبر طال أمره أجاب قائلا
الله يسلمك يا أمنية ربنا ما يحرمني منك ولا من وقفتك معايا اتحملتيني وصبرتي علي كتير
أخبرته بنبرة تفيض من ينبوع فؤادها العاشق إليه
عشان بحبك واللي بيحب حد بيستحمله لحد ما يتغير للأحسن
عانقها وربت عليها بحب وود
ربنا يقدرني وأسعدك
ابتعدت عن صدره وحدقت إلى عينيه لتبوح له بأسرارها
أنا عندي ليك سرين الأول هو أنا البنت
اللي كانت بتكلمك على الفيس بوك وكانت هتقابلك بس محصلش نصيب
غر فاهه بتعجب
هو انتي!
هزت رأسها بنعم وقالت
بصراحة كنت وما زالت بحبك من زمان
سألها بفضول الهر
ويا ترى إيه السر التاني
اقتربت من أذنه بشفتيها وهمست إليه
أنا حامل
ناولني كاس كمان يا بني
قالها حمزة الذي يرتشف الخمر إلى حد الثمالة كلما يفكر أنه تم إيقاعه في شړ أعماله على يد أبناء يعقوب فيشعر بالقهر والمرارة لذا قرر أن يخوض الاڼتقام بنفسه دون اللجوء إلى المجرمين أخرج من جيبه الخلفي سلاحا ناريا قد اشتراه منذ يومين بعد قراره الأحمق وهو التخلص منهم وسيبدأ بيوسف
جاء إليه رجل همس إليه بشيء ما فنهض على الفور وغادر الملهي استقل السيارة المستأجرة وانطلق بها نحو مقر الشركة حيث موعد خروج يوسف منها في هذا التوقيت لكن كان للقدر رأي آخر فأثناء سيره في الطريق الرئيسي المؤدي إلى الشركة قاطعته شاحنة خرجت من تقاطع لم ينتبه إليه ولأنه ثملا عجز عن تفادي التصادم وفي غضون ثواني كانت سيارته رأسا على عقب بعد أن تدحرجت بالقرب من مزلقان قطار قادم من على بعد وضجيج صفيره جعله ينتبه إليه اتسعت عينيه وهو يصيح ړعبا والقطار يدهس سيارته وهو بداخلها
وصل خبر هذه الحاډثة البشعة إلى سعاد والدته فأطلقت صرخاتها للعڼان واللحظة الأكثر صعوبة عندما ذهبت لرؤية جثمانه لم تر سوى أشلاء وبقايا چثة وكأنه ألقي به داخل مفرمة
فأصبحت قعيدة على كرسي متحرك بعد أن أصابها شلل نصفي تتوقف أمام قبر ابنها تخبره بما قامت بخفيه منذ واحد وعشرين عاما
سامحني يا بني اللي أنا عملته زمان في رقية مرات يعقوب أديني حصدته أضعاف انفطر قلبي عليك وبقيت عاجزة عشان أتعذب باقي عمري وأتحرمت منك زي ما حرمت ابنها منها
بعد مرور ثلاثة أشهر
وختام تلك الليلة الرائعة هو أن اجتمع العاشقان من جديد و قلوب سقاها الحب من الوريد وعاد الوصال بين الأخوة والأحباب كما كان يعقوب يريد
و بعد عدة شهور أخرى وضعت أمنية مولودها وأسماه جاسر على اسم شقيق يوسف كما وضعت رقية مولودها والذي أسمته يعقوب وتمنت أن يصبح مثل والدها يتميز بدماثة الخلق
بينما يوسف ومريم اليوم ينتظرها أمام بوابة الجامعة خرجت فوجدته ينتظرها متكأ على مقدمة السيارة يبتسم إليها من خلف نظارته الشمسية سألها
طمنيني سيدة الأعمال بتاعتنا عملت إيه
تعلقت في ذراعه وأخبرته بفخر
امتياز طبعا
مبروك يا حبيبة قلبي أنا بقى محضر لك مفاجأة هتعجبك قوي مش كنتي عايزة
تعرفي بقالي شهرين كنت ببات كتير برة ليه
رفعت أحد حاجبيها وأجابت بمزاح
يا ريت وأحسن لك عشان أنا لو صدقت الشكوك اللي جوايا مش هيحصل كويس
ضحك من عشقها وغيرتها الچنونية فقال
لا اطمني قدامي يلا اركبي وهتعرفي كل حاجة لما نوصل
ترددت في إخباره لكن لم تستطع أن تخبئ هذا الخبر الذي علمت صباح هذا اليوم
يوسف
أجاب وهو يقود سيارته
قلبي
أنا حامل
توقف فجأة وكاد كليهما يرتطم في الزجاج الأمامي سألها بسعادة عارمة
بتتكلمي
بجد
هزت رأسها بالإيجاب
لسه كنت عاملة اختبار الصبح وقولت أقولك مع خبر النتيجة
ألف مبروك ليا وليكي ويطلع ذرية صالحة وبارة بينا
وبعد
قطع مسافة من الطريق ليست ببعيدة دخل بالسيارة في منطقة صناعية توقف أمام مبنى يحوطه سياج مرتفع يقف حارسان على بوابته كلاهما يرحب به
نورت يا يوسف بيه جاسر بيه وعم عرفة في انتظار حضراتكم جوا
عبرا البوابة فارتفع التصفيق والصفير من العمال وعلى رأسهم العم عرفة جميعهم في انتظار تلك اللحظة اقترب جاسر الذي يرتدي ثيابا رسمية من شقيقه قائلا
الناس اتحمصت في الشمس عشان مستنينك يا يوسف بيه كل ده تأخير!
رفع يده بدفاع مازحا
الحمد لله أنا نازل من بدري مريم هي اللي أخرتني كالعادة
حدقت مريم إليه بوعيد فضحك وها قد جاءت اللحظة المنتظرة تقدم رجل يحمل وسادة من المخمل الأحمر يعلوها مقص أخذ جاسر المقص وعاونه شقيقه في قطع الشريط الحريري ثم إزاحة الستار عن لافتة كبيرة علي مقدمة المبني الكبير مدون عليها
مصنع أبناء يعقوب لصناعة المنسوجات القطنية 
تمت بحمد الله

16  17 

انت في الصفحة 17 من 17 صفحات