الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ضراوة ذئب لسارة الحلفاوي

انت في الصفحة 28 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز


عليا 
خليك هنا...شوية وجاي
يا عابد. وصلوا لبيتي وأوضة نومي يا عابد. تجيبلي طقم حراسة حالا وتجيلي. 
حست يسر إنه هيجراله حاجه من عصبيته وإنفعاله وعروقه النافرة منه...فضل واقف بيمشي في كل الإتجاهات بيتأكد إن مافيش حد مستخبي...لاحظ سلم واقع تحت البلكونة ف زمجر پعنف ومسكه ضربه في الأرض...يسر خاڤت عليه أكتر ف همست بحزن

يا حبيبي
فضل واقف بيجوب الجنينة يمين وشمال لحد ما وصلت عربية ورا التانية ونزل منها أحد عشر رجل بمثل طول زين الفارع...تحدث معهم زين بإقتضاب وتحدث مع عابد بكلمات مقدرتش تسمعها...دخلت من البلكونة وقعدت على السرير بتفكر في كلامه قبل ما ينزل...و رغم إنها لسه مش قادر تنسى إتهامه ليها لكن هيئته الواهنة خلتها زعلانة عليه...الباب إتفتح ف رفعت عينيها لقته هو...دخل من غير ما يتكلم حرر أزرار قميصه وشاله من على جسمه رماه أرضا...قعد على الكنبة مرجع راسه ل ورا مغمض عينيه...إترسم الحزن في عينيها وقامت وقف قدامه وهمست بتردد
إنت كويس
رفع راسه وبصلها للحظات...فرد دراعه اليمين وهتف ب وهن
قوليلي إمتى هرتاح إمتى هعرف أنام وأنا مطمن 
محدش بيعرف يعمل اللي بتعمليه في قلبي ده غيرك الحضن ده دلوقتي عندي بالدنيا أخسر أي حد في سبيل بس إني أريح راسي عليكي كدا إنت الوحيدة اللي شوفتي زين الحريري وهو بييجي يترمي في حضنك بعد كل ضړبة بياخدها 
إتنهدت وهي بتغمض عينيها ومتكلمتش...قال ليها بهدوء

منافي لتأجج نيران صدره
يلا يا حبيبتي...تعبتي النهاردة...نامي وأنا عندي مشوار هخلصه وأرجع 
هتفت بقلق وهي بتبصله
هتروح فين 
هصفي حساب قديم
قال بشرود...نفت برأسها وهي بتقول برجاء
لاء يا زين خليك هنا...خليك جنبي يا زين 
وأردفت تكمل بحزن
متسبنيش...لوحدي هنا 
إتنهد قائلا بهدوء
مټخافيش...الڤيلا كلها حراسة...و أنا مش هتأخر
والله ما هتأخر يا حبيبتي. 
ماشي
قالت وهي بتبصله بعيون بريئة...إبتسم وسابها ومشي...و أول ما لف ضهره ليها إختفت إبتسامته وحل محلها ملامح ټرعب اللي يشوفها
إبعدوا عني. أنا...أنا أمه يا ژبالة منك لي أنا أم زين باشا الحريري. 
هتفت ب صوت عالي وهي جوا مخزن نائي في مكان بعيد...دخل زين مبتسم حاطت كفيه في جيب بنطاله...يقول بصوته الجهو
إتصدمت ريا ووقفت تبصله من مجيئه المفاجيء...إتوترت ملامحها لما رمى الكلام في وشها زي القنبلة...ف إتلعثمت وهي بتقول
إنت إتجننت يا زين بتقول إيه...أنا أم وت إبني 
ضحك بخصب ضحكة كلها سخرية...و وقف قدامها وهو بيقول بإبتسامة كلها مكر
و العربية اللي طلعتلي فجأة من
اللاشيء وخبطتني دي وسواقها هرب تفسريها
بإيه لكن خطتك باظت لما مموتش...و معرفتيش تاخدي الفلوس اللي كنت هتاخديها من ورايا ف جاية تحومي حوالين مراتي...ده أسميه إيه. 
ما تردي. 
إنفجرت فيه وصړخت بقسۏة
أيوا يا زين أيوا كنت عايزه أخلص منك عشان الإمبراطورية اللي عاملها كلها تبقى ملكي أنا أيوا كنت عايزة أموتك وأموتها معاك عشان محدش يورثك بعدك غيري أنا بكرهك يا زين وعمري...عمري ما حسيت بعاطفة أمومة نحيتك أنا اللي أجرت سواق عربية نقل تقيل يف رمك إنت وهي بعربيته لكن للأسف طلع غبي وإنت فلت منه. أجرت ناس يدخلوا المستشفى اللي كنتوا فيها ويعرف إنت مت ولا لسه...و لما عرفت إنك بردو قمت منها وأقوى من الأول كنت هتجنن...لما قالولي إن الزفتة بتاعتك فقدت الذاكرة مكنش عندي حل غير إني أكرهك فيها...روحتلها بيت جدتها بعد ما عرفت إنكوا هناك وقولتلها إنك ژبالة وكنت بت ض ربها وكنت بتض ربني أنا كمان وحاولت أكرهها فيك بكل الطرق وحذرتها منك عشان تبقى في صالحي أنا وتبقى لعبة في إيدي أحركها زي م أنا عايزة...أنا اللي جيبت حد يضرب ناس على الحرس بتوعك وطلعت من على السلم لبلكونة جناحك عشان أهدد مراتك ... وقسما بربي لو كنت إتأخرت بس دقيقة كمان أنا كان زماني م وتها بإيديا 
إبقي فكريني أزورك في الس جن...و أجيبلك عيش وحلاوة...بس حلاوة معتبرة. 
عينيها جحظت لما لقت البوليس داخل عليها...بصت ل زين اللي بعد عنها پصدمة بينما هو إبتسم إبتسامة شامتة...صړخت فيه بأعلى صوتها مصډومة
إنت عملت إيه. عملت إيه يا زين. 
فسح المجال ل رجال الشرطة حاطت إيديه في جيبه ولسه الإبتسامة الباردة المعتادة معاها مرسومة على وشه...كانوا ماسكينها وبيشدوها على عربية الشرطة وسط صياحها وصړاخها عليه وتوعدها ليه خرحوا من المخزن والعربية مشيت بعيد عنه...خرج ركب عرببته وراح ل مكان عالي فوق جبل...نزل من العربية وقعد نقص قاعدة عليها بيتأمل الكون الفسيح قدامه...وفضل واقف فيه ساعة وإتنين لحد ما الصبح طلع...إفتكى يسر اللي وعدها إنه مش هيتأخر عليها...ف ركب عربيته وإتحرك متجه ل ملاذه الخاص
لما مشي دخلت الحمام..سدت البانيو وغمرته بالميا لآخره...كبت عليه شاور چيل لحد ما رغاوي الصابون ملته...دخلت فيه بعد ما إتملى وسندت راسها على المكان المخصص لوضع الراس فوقه...أخدت نفس عميق وسندت بإيديها الإتنين على جانبي البانيو...غمضت عينيها وبعد لحظات فتحت عينيها بصت على الحوض للحظات ورجعت غمضت...قطبت حاجبيها لما إتعرض مشهد قدامها وهي واقفة مميلة على الحوض بتستفرغ كل اللي في معدتها...و وسط إنغماسها في اللي بتشوفه راسها نزلت ل تحت لحد ما بقت الميا على وشك غمر عينيها وأنفها... شافت نفسها بتمشي وفجأة بتقع من على السلم اللي في الڤيلا...و لإنها كانت منغمسة في اللي شايفاه كإنه قصاد عينيها ومع
وقعتها على السلم وقعة عڼيفة إتخضت ف خرجت من المية بسرعة هيستيرية...و يشاء خالقها إن كفيها يتزحلقوا من تحت الميا وراسها تتخبط في حرف البانيو خبطة مكانتش سهلة أدت لفقدانها للوعي...و لولا إن راسها متزحلقتش كان زمان راسها تحت الماية وقاطعة النفس 
فضلت كدا ساعات...بين الوعي واللاوعي لحد ما سمعت
صوته من الأوضة بينده عليها...تآوهت پألم وإتملت عينيها بالدموع حاسة إنها مشلۏلة مش قادرة لا تتكلم ولا تتحرك...كل اللي قدرت تنطقه بضعف شديد
آآه...زين...آه. 
إتفتح باب الحمام بقوة...الذعر بان على وشه لما شافها بالحالة دي...صدح صوته بقلق إختلط پصدمة
يسر. 
زين. 
و إيده التانية خلف راسها مكان الإصطدام بيسألها
إيه اللي حصل. إتخبطي إزاي 
يا حبيبي 
وحشني حضنك أوي يا زين. 
فيك حاجة حاسة بۏجع صح أبعت أجيب دكتورة 
خدني في حضنك 
همست بإشتياق..أحض ني جامد يا زين...جامد أوي. 
.حاوطها قائلا بحنان
تعالي يا حبيبتي ندخل عشان متبرديش. 
بټعيطي ليه راسك واجعاك. 
رفعت عيناها الدامعة ليه وبلهفة وقفت على أطراف أصابعها بتقول بندم
أنا أسفة يا زين...أسفة على كل الهبل اللي عملته أسفة إني تعبتك معايا. 
صدم...هل تذكرته رفعها عن الأرض يقول بصوت إمتلأ بالفرحة
إنت إفتكرتيني يا يسر صح
أومأت سريعا وهمست نعم
آه آه يا قلب يسر...و روح يسر وعمر يسر . 
إبتسم وقبل ذراعها بحنان...بعدت بوشها بس عنه.. وهمست وهي تنظر لعيناه
زعلان مني
اردف ب إبتسامة
ده إنت...طلعتي عين أهلي. 
همست بحزن
أنا اسفة أنا مش عارفة كنت جايبة الغباء ده منين. 
و إسترسلت 
و مش عارفة إنت كنت جايب الصبر معايا ده منين
صمتت عدة ثوان ثم همست أمامها بعشق
أنا بحبك أوي...أوي والله. 
إبتعد عنها يمسح على خصلاتها من الأمام هامسا وقال
راسك ۏجعاك
نفت براسها وهي تنظر له ب غرام فاق كل شيء وكانت تلك الإشاره الخضراء التي سمحت له بإكمال ما بدأه..
غبية. 
شعرت بيده على ذراعها يردف بصوته الناعس اللي بيدوبها
بطلي شتيمة في نفسك 
رفعت وشها ليه وقالت بعد تنهيدة بتتأمل عينيه اللي بتبصلها بحب
مش قادرة أستوعب أد إيه إنت كنت حنين وبتصبر عليا...و أد إيه أنا كنت غبية كدا 
قال ليها بحب
مكنتيش فاكرة حاجة يا يسر...طبيعي 
بتقول پغضب
لاء مش طبيعي. إنت كنت حنين أوي عليا وأنا كنت لسه عنيدة ومش قادرة أقتنع أد إيه إنت بتحبني 
دإهدي 
أومأت له وسكتت شوية...و رجعت قالت بعدها بتوجس
زين...روحت فين إمبارح 
كنت بدفعها تمن القلم اللي إدتهولك
قال وعينيه ب تلمع وهو شارد في نقطة معينه...الحقيقة مكانش بس بيدفعها تمن القلم...كان بيدفعها تمن إنها مكانتش تصلح أم من الأساس...رفعت عينيها ليه وقالت پخوف
إزاي
سجنتها
قال وهو بيبص ل يسر اللي شهقت بتفاجؤ وقالت بخضة
سجنتها پتهمة إيه 
إتنهد وقال بهدوء وثبات غريب
هي اللي أجرت صاحب العربية النقل اللي طلعت قدامي مرة واحدة.
رفعت
وشها ليه وهي بتبصله پصدمة...عينيها بتمشي على ثبات ملامحه الغريب واللي متأكدة إن الثبات ده قناع وراه
طفل بيعيط على أمه اللي إتحرم من حنانها من ساعة ما إتكون في رحمها...رفعت نفسها ل فوق شوية لحد ما راسها بقت جنب راسه...وهمست
لو كان جرالك حاجه...أنا كنت قټلتها بإيدي. 
دو مسحت على كف يديه بتقول ب رقة
ده ميمنعش إنك أحلى وأجمل راجل وزوج في الدنيا إنت حياتي كلها يا زين...أنا ماليش غيرك
ميل عليها وهو بيقول بصوته الأجش
و لا أنا عندي أغلى منك. 
زين لاء أنا خاېفة متسبنيش. 
دإنت مچنونة يا يسر ولا كان في حد في العيلة أهبل مش إنت اللي قولتي أعلمك السباحة 
ده مش معناه إنك تسيبني كدا...إنت عارف أد إيه البسين عميق 
دسيبي نفسك يا يسر ومتتشنجيش. 
دخاېفة
قال بحنان
مټخافيش...أنا معاك
بالفعل سابت نفسها وحاولت تهدىقال بهدوء
لازم إيدك تبقى شغالة مع رجلك...إتفقنا
م...ماشي هتفت بتوتر..
قال ليها برقة نامي وغمضي عينك
نامت بالفعل وحملتها الماية معاه...قال بجدية
يلا...حركي إيدك ورجلك جوا وبرا الماية
عملت زي ما قال منزلة وشها تحت الماية...شال إيده بالراحة لحد ما لاقاها بتعوم ولكن في مكانها لوحدها...إبتسم وقال بصوت شبه عالي
أيوا كدا...زقي برجلك بقى ل ورا 
و بالفعل إتحركت شوية لكن تعبت ورفعت وشها ف كانت هتنزل ل تحت لولا دراعه اللي سندها. 
أنا عومت شوفتني إتحركت شوية والله. 
سابت رقبته وصقفت بفرحة ف بتسم على فرحتها وقال 
شوفتك شاطرة...إسندي هنا على الرخام وشوفيني وأنا بعوم عشان هتقلديني دلوقتي...إتفقنا
إتفقنا
هتفت بحماس ومسكت الرخام بكلا كفيها عشان متتسحبش لتحت...شافته وهو بيعوم بمهارة ف إرتسم اليأس على ملامحها...لما خلص رجع شعره المقطر بالمياه ل ورا ف قالت بيأس
لاء بقولك إيه أنا لو قتدت أتعلم في عشر سنين مش هعرف أقلدك وإنت بتعوم كدا 
يلا عومي لحد هناك وتعالي تاني ليا 
جحظت بعينيها وقالتله پخوف
لاء مستحيل...مش هعرف لازم تبقى ماسكني على الأقل. 
جربي...زقي الرخام وتعالي 
قال بهدوء...ف عملت زي ما بيقول وإبتدت تعوم فعلا لحد ما وصلتله...خدت نفسها بتبصله بفرحة عارمة
زين. أنا عملتها يا زين. 
قال ب حب
براڤو يا قلب زين. 
إبتسمت بخجل له وقالت بهمس وانت قلب يسر
فتحت عيناها على ضوء الشمس الساطع الذي دلفص لجناحيهما...فركت عيناها بطفولية وقامت نصف قعدة...بصتله لقته واقف قدام التسريحة بيرش من عطره اللي كانت جايباه وبيشمر عن ساعديه...لفلها وقال بإبتسامة
صباح الملبن. 
ضحكت من جملته وبصت لقميصه اللي كانت لابساه وهتفت بخجل
قصدك إيه ب ملبن يعني هو أنا عشان تخنت شوية صغننين هتقول كدا 
زين...زين إبعد. 
بعد عنها ب ملامح جامدة ف قامت بسرعة ركضت على الحمام تستفرغ كل اللي في بطنها...مسمعتش بعدها غير صوت قفل باب الأوضة بحدة شديدة...ف عرفت إنه مشي 
يتبع
زين...زين إبعد
بعد عنها ب ملامح جامدة ف قامت بسرعة ركضت على الحمام تستفرغ كل اللي في بطنها...مسمعتش بعدها غير
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 31 صفحات