بقلم سارة مجدي
سنة دلوقتى هتستنا أيه و لأمتى
قال الرجل كلماته بصوت عالى مقاطع كلمات رمزى التى توحشت نظراته و ضړب الأرض بعصاته و قال
جوازي و مراتى و إن ربنا يرزقنى بالخلفه أو لأ أمر يخصني أنا بس محدش له دخل بيه
ثم أقترب خطوتان من الرجل و أنحنى يهمس أمام وجهه و قال
هو العيل ده هيشيل أسمك أنت و لا أسمى أنا
شعر الرجل ببعض التوتر و القلق و قال بصوت مرتعش
يبقا أنت بتتكلم بصفتك أيه
قالها رمزى و هو يعود ليقف باعتدال و عاد يضرب الأرض بعصاته و قال
خليك فى حالك و بدل ما أنت شاغل نفسك بخلفتى روح شوف إبنك بيعمل أيه ... و لمه من الكباريهات
و تحرك خطوتان ليعود بنظره إلى العمال بالأرض و أعطى ظهره للرجل الذى رحل دون كلمة أخرى ... و بعد عدة ثوان نفخ رمزى الهواء الذى بصدره بقوه و هو ينظر إلى السماء و ردد
عاد إلى المنزل و على وجهه إبتسامته التى ترتسم من تلقاء نفسها حين يراها .... تجلس فى بهو المنزل تتابع لعب أطفال تلك الخادمة التى تعمل لديهم
يعلم ما بداخلها و لا يقل ألم قلبه عن ألم قلبها ... لكنه يثق فى قضاء الله و يرضى به
أقترب منها و هو يضرب الأرض بعصاته لتنظر إليه بابتسامتها التى تجعل قلبه يضرب بقوه و كأنه شاب صغير يقع فى الحب لأول مرة
وحشتيني
لتتلون وجنتيها بالأحمر القانى خجلا ليتوجه هو إلى السلم صاعدا إلى غرفتهم
لتلحق به و هى تقول
أخبار الأرض أيه
كلها خير و الحمد لله ... و شكل هدية السنادى هتكون غالية اوووى
قال ذلك بصوت يحمل الكثير من المرح لتربت هى على كتفه و قالت بصدق
ربنا ما يحرمنى منك يا رمزى ... ربنا يقدرنى و أسعدك و أقدر أحقق لك إللى بتحلم بيه
وجودك فى حياتى نعمة كبيرة من ربنا .... و لازم أشكره عليها ليل نهار .... أى حاجه تانية كله بأوانه و كله نصيب
أبتعد عنها ينظر إليها بابتسامة عاشق ولهان لتلك الأمرأة التى ملكت قلبه و سكنت روحه
... ثم أخرجت له جلباب مريح و توجهت إليه كان هو قد خلع حذائه و جلبابه و دلف إلى الحمام و حين خرج وجدها تقف أمامه و بين يديها الجلباب أخذه منها لتقول و هى تغادر الغرفة
و أغلقت الباب خلفها ليعود يردد من جديد و هو يضع يديه فوق خافقه
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة
إنك سميع الدعاء
الفصل الثالث
تقف داخل الغرفة التى ستشهد على مۏتها بعد لحظات الغرفة التى ستجمعها بأكثر إنسان تكرهه فى تلك الحياة كانت تعلم جيدا ما ستراه معه و ما ستمر به من ذل و هوان ... و معاملة سيئة و قاسېة تعلم جيدا أن القادم فى حياتها أسوء بكثير من كل ما مر بها سابقا و أن أصلان سيتفنن فى محاولاته لكسرها
من يرى لحظات حياته الأخيرة
لأول مرة تفكر هل الأنسان فى لحظاته الأخيرة يفكر فى التوبة أو يفكر فى إنتهاز تلك اللحظات فى شىء سعيد و مميز و لكن متى كان هناك فرصة للمحكوم عليهم بالمۏت بالعودة إلى الحياة و لو للحظات عله يجد مهرب ... و أيضا ما هو خطأها الكبير حتى تتوب منه بما أذنبت و كيف يكون كونها فتاة ذنب من الأساس
أخذت نفس عميق ... أن قلبها يرتجف خوفا لكنها أبدا لن تسمح له أن يكسرها مهما فعل بها .. هذا هو طموحه الكبير و هى أبدا لن تجعله يشعر بلذة الأنتصار بكسرها و ذبحها
أنتفض جسدها على أثر أنفتاح باب الغرفة فجأه ...
كانت تستمع لصوت أنفاسه و تشعر بوقفته المتحفزه عند الباب ... تشعر بنظراته التى تكاد تخترق جسدها و عظامها
لكنها لم تلتفت إليه و لم تظهر إهتمام لوجوده رغم خۏفها الداخلى الذى يكاد يؤدى بحياتها و قلبها الذى يرتعش كطفل صغير نائم بالشارع
أنتفض جسدها للمرة الثانية حين أغلق الباب بقوه أقترب خطوه واحده فقط و قال
مبروك ياااا ...
صمت ثم أقترب خطوة أخرى و قال
مش قادر أقولها ... أصل انت مينفعش تكونى عروسه
ظلت على وقفتها ليكمل هو
دلوقتى هتعرفى مقامك الحقيقى
ألتفتت إليه تنظر إلى عينيه بثقه و قالت
أنا عارفة مقامى كويس و عارفة قيمتى يا أبن عمى
ليبتسم إبتسامة جانبية و رفع حاجبه الأيسر و هو يقول
أنت ملكيش قيمه أصلا ... أنت نكره ... أنت أتخلقتى مخصوص علشان تكونى طوع أمرى مكانك تحت رجلى كل أملك فى الدنيا أنك ترضينى و دلوقتى هيبقا كل هدفك أشوفك ست حقيقيه فى سريرى بدل ما أزهق منك و أرميكى و أروح أشوف ست حقيقيه تليق بيا
مش هتقدرى عليا و هاخد إللى أنا عايزه مهما أنت قاومتى ... همتلك جسمك و روحك هتبقى ملك يمينى يا قدر ... أنا قدرك يا قدر
لتتوقف تماما عن الحركة أصبحت و كأنها چثة هامده لم تغمض عينيها لكنها ظلت تنظر إلى كل ما يفعله بها تريد أن تحفر ذلك المشهد فى عقلها و عينيها علها تستمد منه القدرة على الإنتقام كانت تراه و كأنه حيوان مفترس يغرز أنيابه بها دون رحمة أو شفقة و أيضا لا يحترمها فهو يتناول وجبته بازدراء ... يأكل كما أسد أراد أن غزال و حصل فى الأخير على فأر صغير
قلبها يبكى روحها تصرخ و لكنها صامته تماما لم تتحرك لم تبكى حتى أنفاسها تخرج بطيئة و مؤلمة
حين أنتهى منها نظر إليها پغضب قوى جعله يصفعها عدة صڤعات و هو يصفها بأقذر الألفاظ و الصفات فهو يشعر أنه لم يحقق هدفه لم يكسرها لم يرى نظرة إنكسار و ذل ..
هى ذبحت من الوريد إلى الوريد و دون أن تخرج صوت واحد أو تحاول حتى الدفاع عن نفسها لم يسمح لها أحد بأن تحقق ما تريد و لن يسمحوا
دثرت نفسها جيدا و أغمضت عينيها
و هى تتمنى أن لا تفتحها من جديد أن يكون هذا الألم الذى تشعر به آخر شىء فى حياتها هى لم تعد تحتمل أكثر من ذلك
أخذ نفس عميق و غادر السرير و توجه إلى الحمام عليه أن ينزل الأن و يرى جده و ينهى ذلك الأمر و لا مانع من التمتع قليلا بها
أبتسم الحج رضوان حين وقعت عينيه عليه و قال بسعادة
أهلا بالعريس ... صباحية مباركة
أبتسم أصلان و أقترب يجلس بجانبه و قال بفخر رجولى
هى مباركة فعلا يا جدى
ليربت الحج رضوان على قدمه بسعادة ثم قال بأندهاش
وااه فين مداسك يا ولدى
لينظر إلى جده و أبتسم إبتسامة صغيرة و هو ينادى على قدر بصوت عالى ... التى حضرت سريعا رغم كل الألم الذى بداخلها و ېمزق روحها و ألم جسدها من لها إلا أنها دائما تبدوا ثابته و جليديه
وقفت أمامه صامتة و ثابتة ليقول هو بأمر
أطلعى هاتيلى جزمتي من فوق
أومئت بنعم و غادرت القاعة وهى تبتسم بحزن و بداخل عقلها تفكر ها هو يكمل ما بدأه .. عليها أن تعتاد على كل تلك التصرفات عليها أن تحتمى بالبرود الذى غلفت نفسها به طوال عمرها فى هذا البيت حتى تستطيع العيش و الأحتمال
كانت قبل ذلك بقليل تقف فى المطبخ تقوم بمهامها اليوميه ... ألا يكفى ذبحها يوم أمس .. على يد إبن عمها ... عدوها اللدود ألا يكفى أنها طوال حياتها تعيش داخل دائرة القهر و الذل
و
أكتملت تلك الدائرة .. بأمتلاكه لها .. و كأنها شئ يباع و يشترى لا روح فيه و لا تشعر
دلفت إلى الغرفة لتجده قد وضع حذائه اما إحدى الكراسى بصوره واضحه أنه كان سيرتديها و لكنه تعمد عدم فعل ذلك أخذته بعد أن أخذت نفس عميق و غادرت الغرفة
عادت إلى القاعة الكبيرة و قبل أن تدخل سمعته يقول
نروح بكره بقا الشهر العقارى علشان نوثق الورق ده
حين قال جدها مؤكدا
أيوه يا ولدى ... و بكده تكون أنت المالك الوحيد لكل أملاك عيلة الزيني
أغمضت عيونها و هى تشعر بالقهر .. إلى متى هذا الظلم ... إلى متى
ستعيش هذة الحياة الظالمة المؤلمة ... أخذت نفس عميق من جديد و دلفت إلى الغرفة و دون أن يتحدث جلست أرضا أمامه و ألبسته حذائه و غادرت الغرفة سريعا ... لم يهتم بها و كذلك جدها
مر أسبوع كل يوم شقاء كامل بالنهار و عڈاب أليم فى المساء ... فى النهار هى خادمة البيت أجمع و فى المساء هى جاريته الذى يمارس عليها كل أنواع العڈاب و القهر و الذل ... حتى ذلك الصباح
أستيقظت قدر كعادتها قبل الفجر و غادرت الغرفة بعد أن أخذت حمام تغسل عنها التى تجعلها تكره نفسها وتوجهت مباشرة إلى المطبخ و لكن أذان الفجر قد رفع و لم تسمع صوت جدها حتى الأن .. أقيمت الصلاة و أيضا لم يغادر غرفته خرجت من المطبخ و توجهت إلى غرفته طرقت الباب عدة طرقات و لم تسمع صوت ... فتحت الباب و دخلت بهدوء و هى تنادى
جدى ... جدى ... أصحى يا جدى أتأخرت على صلاة الفجر
لم يتحرك أو يظهر عليه أنه أستمع لها ... أقتربت أكثر و ربتت على كتفه أيضا لم يستجيب أمسكت يديه لتجدها بارده بشده جحظت عيناها و أرتعشت يديها و هى تضعها على عنقه لعدة ثوان ثم أبتعدت سريعا و هى تشهق بصوت عالى وتراجعت للخلف عدة خطوات هى ليست حزينه على ۏفاته و لكن رهبة المۏت ... و ياليت الناس تعلم عظمته
أغلقت باب الغرفة و ظلت تهمس ببعض آيات القرآن .. ثم توجهت لغرفة أصلان فتحت الباب و دلفت لتجده يجلس على السرير ممسك بهاتفه ظلت تنظر إليه ليرفع عيونه ينظر إليها باستخفاف و قال
مش عايز أفطر
جدى
قالتها دون أن تهتم لكلماته ... ليقطب جبينه و هو يقول
مالوا جدى ... و وشك أصفر كده ليه
لتشير إلى الخارج و قالت
جدى .... جدى
لم ينتظر أن تكمل حديثها ليتحرك سريعا و غادر الغرفة و دلف إلى غرفة جده لتقف هى عند الباب تنظر