سلسله الأقدار بقلم نورهان العشري
ناحيتنا و مبقناش نشوفه زي الأول كان بيقضي وقته كله معاها و خلته يقطع علاقته بينا و بالصدفه أكتشفنا أنها تعرف وليد الجلاد و دا أكتر واحد بيكره حازم و لما قولتله مصدقنيش و فكر إني بكرهها و من مدة قريبه بدأ يبان أنه مش على طبيعته لحد ما أكتشفت أنها جرته لسكه الأدمان
أنهت قصتها الوهميه و التي بها أحداث يشوبها بعض الصدق و هي تناظرهم بثبات أهتز قليلا أمام نظرات سالم الغامضه و لكن أتت زمجرة سليم لتجعل الاطمئنان يغزو قلبها بأن خطتها سارت بشكل صحيح
الحقېرة نهايتها هتكون علي إيدي
أنهي جملته و إندفع كالثور لا يري أمامه بينما ناظرها سالم مطولا قبل أن يقول بنبرة جافه بها ټهديد مبطن
متأكدة من كلامك دا !
أبتلعت ريقها بصعوبه قبل أن تقول بنبرة حاولت جعلها ثابته قدر الإمكان
إحتدت عيناه قبل أن يقول بلهجه فظه متوعدة
انتي أدري
اهتزت نظراتها و كذلك نبرتها حين قالت بإرتباك
تقصد إيه
سالم بلهجة قاسيه تشبه قساوة عيناه حين قال
أدعي ربنا يكون كلامك صح عشان لو طلعتي بتكذبي !!!
لم يكمل جملته بل ترك المهمه لعيناه التي أجادت بث الذعر بقلبها الذي إنتفض الآن عائدا بها إلي الوقت الحالي و هي ترتعب من بطش ذلك الرجل الذي أعطت كل الحق لحازم في أن ېخاف منه فهو يبعث الرهبه في النفوس و
لم يخلق الكمال أبدا علي الأرض فهي دار فناء خلقنا بها لنشقي و نمر بإختبارات عديدة حتي نستحق الفوز بالجنه و بالرغم من أن قلوبنا لم تشتهي العڈاب أبدا إلا أنه كتب علي أولئك الذين ا
صباحا كان الوضع هادئا خصوصا من جانب جنة التي أتخذت الصمت منهجا منذ البارحه و أن حاولت فرح الحديث معها تصطنع النوم حتي تهرب لا تعرف إلي أين قد يوصلها ذلك الهروب و لكن لم تكن تملك خيار آخر فما تواجهه أكبر بكثير من قدرتها علي التحمل
يوجد دواء للروح المعذبه حتي تشفي أم ستظل جريحه متألمه لبقيه حياتها !
كانت فرح تشعر بالإختناق من هذا الصمت المحيط بهما و الذي يتنافي مع كل ذلك الضجيج برأسها فبلحظه إنقلبت حياتهما رأسا علي عقب و لا تعلم ماذا عليها أن تفعل و شقيقتها بقدر ما تشفق عليها فهي غاضبه منها و بشدة و لكن لا تستطع الحديث فحالتها لا تحتمل شيئا آخر
زفرت بقوة قبل أن تلتفت إلي شقيقتها قائله بنبرة هادئه نسبيا
أنا هروح أجيب حاجه سخنه أشربها من الكافيتريا أجبلك معايا
هزت جنة رأسها بالرفض و هي تقول بنبرة مبحوحه
أومأت برأسها و توجهت إلي الخارج و هي تحاول أن تتنفس بشكل منتظم و تهدء من توترها قليلا حتي تستطيع التفكير برويه
كان سليم يطالع الجياد بنظرات ضائعه و ملامح باهته كبهوت كل شئ حوله فرائحه المۏت تحيط به في كل مكان و الحزن ينخر أنحاء جسده و لا طاقه له برؤيه أحد و لا الحديث مع أحد و لكنه مجبر علي الوقوف بين الجموع ليأخذ واجب العزاء الذي كان ثقيلا عليه كثقل شاحنه ضخمه تمر فوق قلبه فللآن عقله لا يستوعب ما حدث و فقدانه أخاه و لكن مشهد الناس من حوله يذكره بفجيعته الكبري التي يحاول تناسيها بشتي الطرق حتي يستطيع التنفس بسهوله و لو لثوان
شعر بيد قويه تسقط فوق كتفه فعرف صاحبها علي الفور فقد كانوا ثلاث اضلع لمثلث العائله التي تعتمد عليهم كليا و الآن فقد المثلث أحد اضلعه فإختل توازن الضالعين الآخرين و لم يتبقي لهم سوي الإستناد علي بعضهم البعض حتي لا يسقطا و يسقط معهم الجميع
تحدث سالم بهدوء لا يشعر أبدا به
الهروب عمره ما كان حل يا سليم
فطن سليم إلي ماذا يرمي أخاه فأخذ نفسا طويلا قبل أن يقول بنبرة متحشرجه
مش هروب يا سالم أنا بس بحاول افهم أنا واقف وسط الناس مستنيه يطلع من أي مكان ييجي يقف جمبنا زي ما أتعودنا نكون جمب بعض إحنا التلاته
أطبق
سالم جفنيه يحارب دموعا تقاتله بضراوه حتي تظهر للعلن فقلبه لم يعد يتحمل ذلك الألم الرهيب الذي يعصف به و لكنه مجبرا علي التماسك في حين إنهيار الجميع من حوله لذا أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بتأثر
دا قضاء ربنا و قدره و إحنا مؤمنين بالله
سليم بقله حيله
لا إله إلا الله أنا مش معترض والله بس مش قادر أصدق عقلي مش مستوعب
سالم بفظاظه
عشان كدا بتغلط يا سليم !
ازداد عبوس ملامحه و هو يقول بإستفهام
تقصد إيه
سالم بتقريع خفي
إلي حصل في المستشفي غلط و مينفعش يتكرر تاني !
زفر سليم بحدة قبل أن يقول پعنف مكتوم
غلط ! و إلي حصل لحازم علي أيدها كان صح !
سالم بخشونه و قد إسودت عيناه من الڠضب
مفيش حاجه من إلي حصلت كانت صح ! بس مينفعش نعالج غلط بغلط اكبر
سليم بحنق
يعني أخويا ېموت بسببها و أسيب الهانم تعيش حياتها عادي
سالم بنفاذ صبر
إيه عرفك أنها السبب في إلي حصله
سليم باندفاع
البنت إلي قالت
قاطعه سالم پعنف
تعرف منين أنها مبتكذبش معاها دليل شفت بعينك إلي يخليك تصدقها !
زفر سليم بحدة و لم يجيب ليواصل سالم حديثه الصارم
إحنا مش ظلمه
يا سليم لازم نتأكد قبل ما نخطي أي خطوة أرواح البني آدمين مش لعبه في إيدنا
إزداد غضبه من حديث أخاه فصورتها المدمرة لازالت عالقه بذهنه منذ البارحه و الظنون تتقاذفه بكل الجهات فتارة يشعر بشفقه خائڼه تتسلل إلي قلبه تجاهها و تارة يشعر بأنه يود لو يذهب ېحطم رأس تلك الحقېرة التي تسببت في فجيعتهم لذا قال بهياج
و هنتأكد امتا و إزاي و علي ما نتأكد هنعمل معاها إيه
سالم بغموض
كل شئ بأوانه و خليك متأكد إني مش هسيب تار حازم و لو بعد مليون سنه
أوشك
سليم علي الحديث فأوقفه سالم بنظرة محذرة و هو يضيف بصرامه
هتبعد عن طريق البنت دي و مش هتتعرضلها أبدا و دا قرار غير قابل للنقاش
أبتلع سليم غصه صدئه بداخل
حلقه و أجبر نفسه علي الإيماءة بالموافقه فلن يدخل في صراع مع شقيقه لأجلها و سينتظر ليتأكد من تورطها و حتي يقمع ذلك الرجاء الأحمق بداخله الذي يطالبه بعدم أذيتها
في المشفي تحديدا أمام الباب الرئيسي شاهدت فرح العديد من الصحافيين يقفون أمامه و كأنهم ينتظرون وصول أحدهم فاړتعبت من أن يكون الأمر يخص شقيقتها و قد إسترجعت حديث ذلك المتعجرف عن إهتمام الصحافه بشؤونهم فأخذت تدعي الله بداخلها بأن يكون حدثها خاطئا و ألا يكون أولئك الأوغاد يريدون مقابلة شقيقتها حقا
وصلت إلي غرفة شقيقتها بالأعلي فوجدت فتاة محجبه ترتدي ملابس فضفاضة تتنافي مع وجهها المزين بشكل متقن و كانت تترجي الحرس حتي يسمحوا لها بالدخول و هم يرفضون بشدة فاقتربت منهم قائله بإستفهام
في أي
فتحدث أحد الحراس قائلا بإحترام
الأنسه مصرة تقابل جنة هانم
إرتفع إحدي حاجباها حين سمعت لقب هانم الذي أضافه بعد إسم شقيقتها و قد لمست إهتمام أثار إندهاشها من ذلك المغرور و لكنها تجاهلت شعورها و نظرت إلي الفتاة قائله بشك
أنتي مين و عايزة تقابلي جنة ليه
إرتبكت الفتاة لثوان قبل أن تقول بتأثر
انا روان صاحبة جنة و عرفت بالحاډثه إلي حصلتلها و جيت جري عشان أطمن عليها و هما مش راضيين يدخلوني
ناظرتها فرح بتقييم قبل أن تقول بجفاء
بس جنة محكتليش عنك قبل كدا
الفتاة بثبات
يمكن عشان لسه متعرفين علي بعض من قريب
هزت فرح رأسها قبل أن تقول بإستفهام
وأنتي عرفتي إلي حصل لجنه إزاي
أجابتها بهدوء
أتصلت علي موبايلها فردت عليا الممرضه و قالتلي إلي حصل
بدا عذر معقول و لكنها لا تعلم لما لم ترتح لتلك الفتاة فقالت لها بتهذيب
شكرا علي سؤالك وأنك كلفني نفسك و جيتي لحد هنا بس جنة للأسف نايمه و مش هتقدر تقابلك دلوقتي
الفتاة بحزن
يا خسارة كان نفسي أشوفها و أطمن عليها أوي طب ممكن أبص عليها حتي و هي نايمه و أخرج علي طول
إحتارت فرح في أمرها كثيرا و لكنها وافقت علي مضض لتتخلص منها فقالت بملل
تمام أتفضلي
فتحت باب الغرفه و دلفت للداخل تتبعها الفتاة التي ما أن رأت جنه حتي إرتسم حزنا زائفا علي ملامحها و هي تقول بتأثر مصطنع
يا حبيبتي يا جنه دي شكلها متبهدل أوي
شاهدت دموع الفتاة التي تساقطت علي خديها و لم تجيبها بل ظلت تناظرها و كأنها تخترقها من خلف ستار نظاراتها طال تأملها و طال صمت الفتاة و التي تنحنت قبل أن تقول بخفوت
ممكن لو سمحتي أدخل الحمام أغسل وشي
إبتسمت فرح ابتسامه بسيطه و قالت بود
طبعا طبعا أتفضلي
توجهت الفتاة الي الحمام و الذي كان يقابل سرير جنة فما أن دخلت حتي أخرجت آله تصوير صغيرة نوعا مخبئه بين ملابسها الفضفاضه و قامت بمواربه باب المرحاض بمساحه كافيه لعدسه آلتها حتي تلتقط صورة جنة النائمه بعمق مبعثرة الهيئه
ما أن التقطت صورتان حتي فتح الباب
فجأة علي مصرعيه و ظهرت فرح التي علمت بأن هذه الفتاة تخبئ شيئا ما و قد ظنت بأنها يمكن أن تكون صحافيه متخفيه و قد صدق ظنها فقامت بجذب آلة التصوير پعنف من بين يدها و هي تقول پغضب مكتوم
كنت شاكه إنك وراكي حاجه
جفلت الفتاة من ما حدث و أخذت توزع نظراتها بين فرح و يدها الممسكه بآلة التصوير الخاصة بها و لكن قطع نظراتها يد فرح التي إمتدت تجذبها من يدها پعنف تجرها إلي الخارج و الفتاة تتوسل إليها حتي تتركها و تعطيها الكاميرا الخاصه بها و ما أن وصلوا الي الخارج حتي دفعتها فرح بقوة و هي تصرخ پغضب
أنتي بني آدمه معندكيش إحساس و لا ډم وصلت بيكي القذارة أنك تلعبي علي مشاعر الناس عشان تكشفي سترهم
حاولت الفتاة التقرب من فرح و هي
تقول من بين بكاءها
أنا والله مقصدتش أرجوكي إديني الكاميرا بتاعتي
هنا تدخل أحد رجال الحراسه قائلا لفرح بإحترام
عن إذنك يا فرح هانم اتفضلي
أنتي و إحنا هنتعامل معاها
تفرقت نظرات فرح بين عينان