الأربعاء 27 نوفمبر 2024

سراج الثريا "كامله" للكاتبة سعادمحمد سلامه

انت في الصفحة 17 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


لا يفهم سراج نواياها البغيضة أخفتها لديها يقين أن ثريا لن تحصل على قلب سراج هي مجرد زهوة أو رغبة شعر بها نحوهابسبب إنقاذه لها حين حملها بين يديه ربما آثارت رغبة بداخله سرعان ما ستزول بالحصول عليها عناده واضح أنه ليس عشقا والتأكيد على ذلك هو إصراره على إقامة حناء وليلة عرس يعرضها لتلامز وتغامز النساء أنها ليست عروسا بكر 

غامت عينيها بلمعة يقين ورسمت بسمة قبول أمام النسوة حتى لا تثير انظراهن نحوها ويتركن النظر الى ثريا يحرقنها بتلك النظرات
سرعان ما غامت نظرة عينيها بنظرة غل وحقد حين رأت تلك السخيفه رحيمة تحمل إيناء الحناء وذهبت نحو ثريا تبتسم لها بادلتها ثريا البسمةلأول مره ترا تلك السيدة لكن شعور بالألفة نحوها بجعلها تبتسم لها رغم ضيقها من ذاك الموقف البغيض 
إنزاحت والدة ثريا جلست مكانها رحيمة وجذبت يد ثريا قائله بإصرار وهي تنظر نحو ولاء بنظرة كيد وإغاظه قائله 
مرت سراج واد أختى رحمة الله يرحمها الليله بعمل بوصيتها إني أحني مرته بيدي 
كادت تعترض ثريا لكن رغما عنها تركت يديها 
ل رحيمة التى رسمت لها الحناء بعنايه ثم نهضت تحمل إيناء الحناء وقامت بحركات راقصه تشغل عقل النساء عن التدقيق بالنظر نحو ثريا أثارت حقد ولاء بعد ان نجحت بإلهاء النساء لبعض الوقتوركزوا بالغناء والرقص غير منتبهين للعروس مما جعل ملامحها تنفرج قليلا 
لكن عادت لمعة عين ولاء بعد ان هدأ الصخب وعادت تلك النظرات لكن 
رأفت رحيمة ب ثريا التى تجلس بين النساء تشعر كآنها مسختهن يتغامزن ويتلامزن عليها سبب آخر كي يزيد حقد وكره قلبها ل سراج هو من وضعها بهذا الموقف السخيف الغليظ على قلبها 
كآن رحيمة شعرت بها نهضت واقفة وسحبت يد ثريا وجذبتها كي تنهض معها كانت نجاة لها نهضت معها بطواعية سارت خلفها الى أن توقفن أمام صنبور المياةوقالت لها 
الحنه نشفت إغسلي يدك 
إمتثلت ثريا وغسلت يديها كان آثر الحناء واضحا بيديها تبسمت لها رحيمة وجذبتها معها وذهبن الى تلك الغرفة الصغيرة التى تستخدمها ثريا غرفة مكتب المحاماة 
كان الباب الآخر مفتوحا قبل أن تسألها ثريا عن سبب مجيئهم الى هنا كان الجواب هو دخول سراج الى الغرفة عبر الباب الخارجي عبس وجههابينما تبسم سراج ل رحيمةالتى جذبته من يده نظر الى ثريا 
كانت عابسة بوضوح رغم ذلك كانت جميلة بزي الحناءكآن عبوسها اعطاها جمالابالتأكيد تخفض وجهها ليس حياء منها فهو على يقين هي لا تمتلك ذلك 
بينما هي حقا أخفضت وجهها ليس حياءا بل كي تكبت دمعة عينيها التى من الجيد أنها مازالت متماسكة بين أهداب عينيها لا تود النظر لاي أحد كل ما تود أن تنتهي الليلة لكن جذبت رحيمة يدها اليسري كذالك يد سراج اليسرى 
ثم ضمتهما بين يديها للحظات ثم أبعدت يديها عنهما وضعتها بصدرها وأخرجت علبة صغيره كانت تشبه علب الحلوي الصغيرة وشعرت بغصه وهي تفتحها تنظر الى ما بداخلها قائله 
كانت آخر أمنية ل رحمة هى تزور الكعبة وإتحققت قبل مۏتها بفترة صغيرة 
وجتها بعد ما رجعت 
عطتني صندوج صغير وجالت لى 
ده أمانه عنديك يا رحيمة انا عارفه عمري هيبجي جصير 
دى دبل جبتها من الحجاز لولادي التلاتة 
امانه عندك تعطي لكل واحد منيهم الدبلة
اللى مكتوب عليها إسمهكمان فى تلات دبل دهب تبجي لعرايسهم 
ڠصبا سالت دمعة عينيها بمآساةسريعا جففتها بيديها وتبسمت حين ضمھا سراج وقبل رأسهابينما تفاجئت ثريا بفعلة سراج تلكلكن لم تبالي بالتأكيد هي لديها مكانة خاصة لديه فهي مقام أمه الثانية رفعت رحيمة وجهها وتبسمت ل سراج وأعطته إحد الخاتمين قائله
خد لبس عروستك الدبلة 
نظر سراج الى الخاتم ثم الى رحيمة التى تبسمت له بإيماءة
تحثه على فعل ما طلبتهتنهد بوضوحكاد 
لكن لم تعطيه رحيمة فرصة للإعتراض حين قالت
مش إنكتب كتابكم تبجي مرتك ومش حرام تمسك يدها 
ڠصبا عن ثريا إنفلتت شفاها بضحكه تهكمت بداخلها فعن أي حرام تحدث هذا الحقېر بنظرها بنما لاحظ سراج بسمة ثريا إغتاظ منها وبلا إنتظار جذب يدها اليسري مره أخري وقام بوضع الخاتم فى بنصرهالكن تحدثت ثريا
الدبلة واسعة عليا 
تبسمت رحيمة قائله
مفيش مشكله سراج يبجي ياخدها للصايغ يضيجها على مجاس صباعك وبكره بعد الچواز والخلفه هتربربي ومش بعيد تضيق عليك وجتها 
ضحكت ثريا ڠصبا 
ظن سراج انها ضحكت من حديث رحيمةبل هي كانت ضحكة حسرة فى قلبها 
بينما مدت رحيمة يدها بالخاتم الآخر ل ثريا قائله
لبسي سراج الدبلة وبلاش يدك ترتعش 
تبسم سراج متهكما وهي ترعش يد تلك الوقحة 
بلا إعتراض أخذت الخاتم منها وتماسكت وهى تضعه بينصر سراج بصعوبة لضيق الخاتم قليلا 
ضحكت رحيمة قائله
هي بالعكسدبلتها واسعه وإنت دبلتك ضيجهإن شاء الله ربنا هيعوضكم ببعض 
تهكمت ثريا هي لم تعد تنتظر عوضا بعدما نالت من خيبات أمل 
بينما سراج أومأ غير مبالي هو لا ينتظر سوا شئ واحد من ثريا وهي تعلمه جيدا 
ب دار العوامرى 
بعد إنتهاء الحناء 
بالمندرة 
جلست ولاء تزفر نفسها پغضب ساحق قائله 
لاه واللى غاظني أكتر رحيمة بتتصرف كآنها أم العريس جدام النسوان بس أجول إيه كله من سراج معرفش سبب لإكده لو عاشجها كنت عذرته حساه بيعمل إكده عناد فينا 
أومأ عمران يشعر بحسرة قائلا
ومعرفش ليه بيعندمع إن كان الف بنته من أعيان تتمني منه إشارة وهو 
قاطعته ولاء بلوم عليه
لو واحد غيره كان إتعظ منك زمان عملت إكده وفى الآخر 
توقفت ولاء بعد أن أصابت هدفها وهي 
تذكره بما لم ينساه يوما أنه كان فعب مثل سراجوتمسك بالزواج من من دون المستوىلكن هنالك فرق بيهمهو كان عاشق عن حقسراج ليس مثله والدليل حين تجادل معه قبل أيام وحاول إقناعه بالعدول عن ذلك الهراءبل الغباء
بالعودة الى صباح ثاني تلك الليله الذى أخبرهم فيها بقرار زواجه من ثريا خلال أسبوع 
كان الوقت باكرا 
شعر عمران بآرقب سبب شبه عدم نومه طوال الليل نهض وخرج من غرفته ذهب الى غرفة سراج فتحها كما توقع سراج قد إستيقظ
ويمارس بعض التمارين الرياضيهتوقف عنها يلهث وهو ينظر الى والده لديه يقين عن سبب مجيئه الى غرفته بهذا الوقت الباكرفالبكاد الشمس أشرقتتفوه بلهاث
صباح الخير يا أبوي 
أومأ له عمران قائلا
كفايه تمارين لحد إكدهوتعالي نجعد نتحدت إشوي 
ترك سراج تلك التمارين وذهب خلف عمران وإنتظر أن يجلس أولا ثم جلس خلفه 
زفر عمران نفسه بضجر قائلا
بص يا ولدي أنا مش هلف وأدورإنت تنسي الحديت الماسخ اللى جولته عشية إمبارح 
رغم فهم سراج لكن راوغ سائلا
أني مش فاهم قصدك حديت إيه اللى ماسخ يا أبوي 
نظر له عمران قائلا بنهي
حديت جوازك من بت الحناوي دي مش من مجامك ولا من مجام نسب عيلة العوامري وإن كان عالأرض أنا أقدر أجبرها تتنازل عنها ڠصب عنها بلاش تتعس نفسك بجوازة 
قاطعه سراج 
بس جوازي من ثريا مش هدفي الأرض وطالما تقدر ترجع الأرض منها ليه معملتش إكده من زمان 
زفر نفسه بضيق وضجر مفسرا 
مش راضي أفرض عليها ڠصب عشان الناس متجولش إني بستجويبستقوي على ست 
لكن إنك تتجوزها عشان إكده لاه 
نظر له سراج قائلا 
ومين اللى قال إني بتجوزها عشان إكده مش يمكن فى سبب تاني 
تسأل عمران
وإيه هيكون السبب التاني 
أجابه سراج وهو يركز بالنظر الى عينيه
واضح إنها وراثة يا أبوي 
ثريا 
توقف للحظة قبل أن يعاود القول بتلميح 
عجباني وداخلة مزاجي 
فهم عمران تلميح سراج أن ثريا لا تفرق عن والدته وهو لا يفرق عنه لكنه لم يبوح بعشقها طريقة حديثه تثبت أنها مجرد إشتهاء لا أكثر 
إنتفض عمران واقفا پغضب قائلا بإمتثال 
إنت حر أنا جولت أنصحك متنساش إنها ارملة واد عمتك اللى لما تعرف جلبها هينجرح مهما كان كانت مرت ولدها الوحيد 
خرج عمران مسرعا يشعر پغضب لكن سرعان ما هدأ وهو يعاود طريقة سراج فى الرد عليه تيقن ان ثريا ليست أكثر من نزوة وقت وهو ليس ساذج ليقع بفخها ليعثر منها على ما يريد وتنطفئ زهوتها لديه دون خسائر 
بينما نهض سراج وتوجه ناحية شباك الغرفة داعبت قسۏة آشعة شمس الشروق عيناه لوهله أغمض عيناه ثم فتحها وعاد ينظر أمامه من بعيد كان هنالك طيف سرعان ما إختفيلم يهتم بذلك وزفر نفسه وعاود مره أخري لممارسة تلك التمارين الشاقة 
عودة
عاد عمران من ذلك على ذم ولاء ل زوجة عمران قائله بتوبيخ
جيبالي شرباتفرحانه جويروحي هاتيلي جهوة سادةراسي هتتفرتك 
إمتثلت زوجته لذلك تكبت دمعة عينيهابينما لم يبالي عمران بذلكوظل الصمت لدقائق الى أن دلفت إيمان تحمل صنيه صغيرة بين يديها وتوجهت نحو عمتها قائله عن قصد
أمي فى ستات لسه فى الدار بتبارك فرحانين بحنة أخوي سراج قولت أجيب لحضرتك القهوة عشان أكيد الصداع واجع راسك 
تبسم عمران لها بمودة بينما زغرت لها ولاء بضيق تلك الصغيرة تثير ڠضبها الذي إزداد الى شياط حين إدعت إيمان رعشة يدها وهي تمد يدها بصنية القهوة وعمدا سكبتها على فخذ ولاء التى إنتفضت واقفة پغضب تسب إيمان التى إدعت بالكذب انها لم تقصد وبررت ذلك كثيرا تثير ڠضب ولاء تخطئ أمام عمران الذى إحتوى الموقف قائلا 
حصل خير معليشي يا ولاء خلاص يا إيمان روحي هاتي أي دهان مرطب لعمتك 
وافقت إيمان وهي تعتذر بكذب قبل ان تخرج من الغرفه ثم وقفت على جانب الغرفة تركت عنان ضحكاتها ردا على إستقلال ولاء من شآن والدتها 
بينما قسۏة آلم فخذ ولاء جعلها تقول پغضب 
يوم أسود من أولهمن الصبح أصحي على نواح أختك على ولدها وجباحة أرملته اللى هتتجوز من العيله ودلوك على حړق الجهوة 
تنهد عمران قائلا
هدي أعصابك يا ولاءبلاش تتعصبي إكدهجلبي حاسس إن الجوازة دي مش هتستمر كتيروسراج هيزهق منيها زي ما غيث ندم ولو مش عمره الجصير كان طلجها قبل ما تكمل أربعين يوم اللى زي ثريا ميعمرش 
بمنزل ثريا
كعادتها حين تشعر بآرق تجلس خلف ذاك الشباك تسند يديها فوق الحرف تضع رأسها فوق يديها تنظر نحو ذاك القمر الذى أصبح يتقلص حجمه لإقتراب نهاية الشهر وبداية شهر آخر كان رغم ذلك هلال بازغا 
تذكرت ليلة حنائها الاولى 
كان هنالك أمل بقلبها وقتها لكن سرعان ما إنطفئ مثل ذاك الهلال الذي ينطمس أسفل بعد السحاب قبل أن يبزغ مره أخري ذكريات مريرة تمر برأسها كذالك همس وتلامز النساء يطن بأذنيها مواقف تفرضها عليها الحياة التى لا تعلم تسير بها الى أين مثل تلك الثريات التى تحاوط الهلال تسير بلا معرفة لأي إتجاه منها من يقترب من الهلال ويشكل منظرا رائع وأخري تنطمس خلف السحب المظلمة هكذا مثلما يفعل معها القدر 
ب دار العوامري 
نظر سراج الى ذاك الخاتم الذى ببنصر يده حاول خلعه لكن لضيقه إستصعب ذلك تركه دون محاوله أخري يستطيع خلعه بسهوله
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 85 صفحات