الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه بقلم ايمان حجازى

انت في الصفحة 42 من 122 صفحات

موقع أيام نيوز


من تلك الذكريات وعادت تنظر الي ادهم الماثل امامها بعد سبع سنوات ...
تصنع البرود امامها وانها لا تعنيه شيئا .. علي الرغم من ان كل خليه بجسده تشتاق لها .. فشل خلال تلك السنوات ان يعشق او يري غيرها .. مرحها وجنانها وجمالها وبرائتها

لم يفارقاه خلال تلك السنوات لعڼ قلبه الذي يشتاق لها ولكن اقسم ان لا يعود اليها مره اخري وان ينفض كل شعور بالشوق اليها .. اغمض عينيه وفتحهم مره اخري وهو يهز رأسه ثم وجه حديثه اليها ببرود اي يا دكتوره!! .. مش ناويه تيجي تشوفي الچرح .. ولا انتي مبقاش يفرق معاكي چرح حد !! 

تداركت يمني المغازي الخفي خلف كلماته تلك ولم تعلق..اتجهت اليه يمني بيد مرتجفه ولسان متلعثم قائله وريني دراعك .. واتفضل هنا ..
اتجه ادهم الي الفوتي مره اخري وعزمت هي الاخري ان تتصرف علي هذا المنوال وانها ايضا لم يعد تكن له اي مشاعر ..
قامت بتطهير جرحه مره اخري ثم شرعت في خياطته الي ان انتهت منه ووجهت حديثها اليه في ثبات هكتب لك علي مضاد حيوي تاخده عشان الچرح يلم بسرعه وطبعا تتغذي كويس مع زياده نسبه البروتين في الاكل .. 
اومأ لها ادهم رأسه ايجابيا في برود وهو يأخذ روشته الدواء . ثم نظر لها نظره اخيره لم تفهمها يمني ولكنها بادلته بنظره حنونه نادمه .. ثم تركها وغادر المشفي .. تركها تبكي بشده وهي تتذكره ولم تصدق انه منذ لحظات كان بين يديها مره اخري .... بعد سبع سنوات ...
كان عبدالله يجلس بغرفه
النوم الخاص به بتلك الفيلا القديمه التي جمعت بينه وبين تلك الاميره التي سلبت عقله وقضي معها اجمل ايام حياته .. كان جالسا علي سريره وبيده اللاب توب الخاص به والذي وجده مع كل الاغراض الخاصه به وب مرام كما هي لم يتغير بها شئ .. بعد ان اتم شحنه واعاد تشغيله مره اخري ظهرت امامه صورتها .. دق قلبه سريعا واخذ يتحسس ملمسها علي الشاشه حيث كان مصممها كصوره خلفيه علي الجهاز ..ظل يتذكر ايامهم سويا واخذ يفتح جميع ملفات الصور كي يملي عينيها من جمالها مره اخري وهو لا يدري اين هي الان وماذا تفعل .. وهل حقا تشتاق اليه ام ذهب حبه هباءا معها ومحيت تلك الذكريات من ذاكرتها ولم تعد تتذكره .. اخذ يقلب جميع الصور التي جمعتهم ويتذكر مكان ومناسبه كل صوره منهم وهو يبتسم بشوق شديد .. اشتاق اليها من كل اعماق قلبه ولكنه يدرك علي انه و الرغم منه .. يظل هو من اختار الفراق ومن ابعدها عنه.. 
سمع صوت طرق علي باب الحجره التي يقطن بها .. فأعتدل في جلسته وهب واقفا بأتجاه الباب يري من تجرأ ودخل المنزل فتح الباب بقوه والذي لم يكن مغلقا بل كان مواربا قليلا فدهش من زيارته له مره اخري قائلا في تعجب وهو يري هويه القادم .. ادهم !!!!.. دخلت ازاي !! 
نظر له ادهم نظره خاليه من التعابير وردد بنبره حزينه سايب البوابه الكبيره مفتوحه وباب الفيلا مفتوح وحتي باب الاوضه ده ومستغرب اني دخلت !! .. 
ابتسم عبدالله علي الرغم منه قائلا اي ده بجد !! .. يمكن مخدتش بالي .. تعالي تعالي 
دلف ادهم الغرفه فأسرع عبدالله الي اللابتوب وهو يغلقه فبارد ادهم قائلا سيبه يا عبدالله ... انا عارف انت كنت بتتفرج علي ايه .. انا شاهدت علي كل حاجه زمان يعني مش غريب
ترك عبدالله الشاشه مفتوحه علي تلك الصوره القوتغرافيه التي تجمع بينه وبين مرام حينما كانو في شرم الشيخ .. كانت تنم عن حب جارف بينهما وسعاده بالغه تحيط بهما ..
ابتسم ادهم قائلا كانت بتحبك قوي يا عبدالله .. 
ضحك عبدالله شذرا في سخريه معاك حق .. كاانت ..
تابعه ادهم في نظره خبيثه طيب وانت اي عرفك ! .. مش يمكن تكون لسه بتحبك ومستنياك ..
نظر اليه عبدالله في خبث متبادل قصدك ايه بالظبط ! .. انت تعرف حاجه عنها.... ادهم!!!
اسرع ادهم قائلا في نفي لا طبعا مش قصدي ..انا معرفش عنها حاجه .. لكن اذا انت لسه بتحبها وعايزها ممكن تكون هي كمان عايزاك ايه عرفك ! 
تمتم عبدالله في شجن عايزاني ! .. بأماره ايه ! .. باماره ما بعدتها عني بأيدي وخذلتها وقطعت كل حاجه ممكن ترجعها ليا بأبشع الطرق.. لا طبعا بعد اخر حاجه حصلت اكيد نسيتني وعاشت حياتها 
ومين أكد لك الكلام ده !!
أطلق عبدالله تنهيده مريره حتي لو مش متأكد يا ادهم ... اخر حاجه عرفتها من حمدي الله يرحمه عنها انها بقت حاجه كبيره ومشهوره قوي ووصلت لمركز كبير وكمان قالي ان في مفاجأه هيقولهالي عنها لما يزورني المره الجايه بس هو مجاش.... تفتكروانت بقه بعد كل ده انا الشخص المناسب ليها دلوقت
وليه لا !
لأنها حاليا دكتوره عالميه مشهوره الكل عارفها وانت عارف ان اهم حاجه عندها حاليا هي سمعتها وانا اهوه زي ما انت شايف متهم ومچرم وزي ما بيقولوا رد سجون... ارتباطها بشخص زيي مش هيضيف لها حاجه

في حياتها بالعكس.. ده ممكن يهد كل اللي هي وصلتله في لحظه... زي ما هي شافتني اناني وبعدت واتخليت عنها.. مش هبقي اناني تاني وارجعلها عشان ادمرها...
عبدالله انت مش متهم ولا مچرم .. انت كنت بتدافع عن نفسك وعن بنت عمك .. قولي كده لو كانت مرام هي اللي مكانها وواحد قټلها كنت هتعمل ايه ! 
اسرع عبدالله وهو يميل اليه قائلا في حده وڠضب كنت هدبحه مليون مره بمجرد تفكيره بس أنه ممكن ېلمس شعره مرام 
يبقي
بلاش تبقي ظالم وتحكم علي نفسك بالظلم .. بلاش تظلم نفسك انت كمان .. انا عندي يقين ان لو مرام عرفت الحقيقه.....
الحكايه كلها مش متعلقه بمرام يا ادهم .. انا عارفها وعارف تفكيرها كويس.. وعارف هي عايزه ايه!.... لكن متعلق بيا انا .. انا جرحتها وخذلتها وبعدت عنها بأبشع طريقه ممكن تتخيلها .. مش ممكن اقبل اني ادمر لها حياتها بأنانيتي مره تانيه
حبك ليها دلوقت بقي انانيه يا عبدالله!
ثم تذكر يمني وقال شاردا انا مش عارف انتو بتفكروا ازاي !! .. كل واحد عاجبه دماغه ومقتنع باللي بيعمله وفي ستين داهيه اي حد تاني مش فارق معاه قلبه اللي اتكسر زمان وحتي لما بيرجع تاني وبيبقي في فرصه لجبر الكسر ده مبيستغلهاش.. بيدوس اكتر عليه عشان يحطمه مليون الف مره وكأنه هوايه ومتعه !
الټفت اليه عبدالله ومن لكنته التي تبدلت مع شروده مالك يا ادهم !! .. قصدك ايه بكلامك ده !! 
نظر اليه ادهم قائلا في حزن .. بعدين يا عبدالله .. انا جيتلك بس عشان مقدرتش اكون لوحدي .. خليني معاك هنا النهارده وبكره الصبح عندي مشوار مهم قبل ما نروح الشركه او النادي 
وقاطعه رنين هاتفه فوجد المتصل عمر زميله فأجابه علي الفور اي يا عمر .. اي الاخبار 
كله تمام يا باشا .. العيال دول في الحجز دلوقت بعد ما اتعالجو .. مش مستنيين بس غير انك تيجي وتحقق معاهم زي ما امرت..
تمام يا عمر ياريت يبقو في حجز انفرادي لحد بعد بكره لاني بكره مش هقدر اشوفهم ..
طب ما تسيبني انا يا باشا اجيلك الخلاصه بتاعتهم ..
لا يا عمر دول بالذات انا اللي هشوفهم ..
تحت امرك يا باشا انا دلوقت دوامي انتهي ومروح علي البيت ..
ماشي يا عمر بيه .. اتفضل ..
اغلق ادهم الهاتف وجلس يستريح علي مقعد عريض وهو يتذكرها .... الي ان غلبه النوم....
طرقت باب المنزل بعد فراق خمس سنوات بعدتها عنهم او هروبها ايضا ممن يفطر قلبها بينهم علي الرغم من اشتياقها لهم جميعا .. فتحت لها سيده في الخمسين من عمرها والتي كانت بأنتظارها بالفعل منذ ان علمت بقدومها الي مصر مره اخري بعد ان اخبرتهم من قبل عبر المكالمات الهاتفيه انها ستستقر في الأردن حيث موضع عملها كمديره اعمال طبيبه مشهوره عالميه واستقرارها معها حيثما تتواجد .. زوجه عمها مديحه بشوق ولهفه وطيبه قلب وعيون تترقرق بها العبرات منه وهي تسأل عن اخبارهم واحوالهم جميعا ازيك يا عمتو وحشتوني كلكم عامله ايه وعمي عامل ايه ! 
اجابها السيده مديحه في حب وترحاب احنا كلنا كويسين يا غاليه يا بنت الغاليين .. كده يا ايمان .. هننا عليكي يا بنتي تبعدي عننا كل المده دي!! .. وكمان عايزه ترجعي ومتشوفيناش مره تانيه !!
اجابتها ايمان بأنكسار انتي عارفه اني ڠصب عني يا عمتو .. انتي اكتر واحده كنتي قريبه مني وبعتبرك والدتي بعد ما اهلي توفوا .. حتي الشخص الوحيد اللي حبيته انتي عارفه كان رده ايه .. يبقي ايه اللي هيخليني استني .. استني عشان اشوفه متجوز واحده تانيه ويخلف منها وافضل انا اعذب في نفسي .. كان لازم حد يمشي .. وهو ملهوش ذنب فمشيت انا 
الي قلبها مره اخري تفضلي عشاني انا يا ايمان .. عشان عمك وعمتك اللي بيحبوكي وبيتمنولك الرضا .. عشان حقك وورثك يا بنتي 
انتي عارفه يا عمتو ان كل ده ميفرقش معايا ... وحتي مكنتش عايزه ارجع عشان مشوفهوش مع ... مع مراته .. 
وكزتها عمتها في عتاب وانتي مفكره اني جوزتهاله .. ورحمه امك الغاليه ما ادخل واحده تانيه البيت ده غيرك ابدا .. ولو هو عايز يتجوز .. ياخدها ويبعد عننا 
تراقص قلب ايمان فرحا من حديث عمتها واخبارها بان حبيبها لم يتزوج بعد ولكن عاد الحزن مره اخري يسيطر عليها وهي تتذكر رفضه لها وباتت تعلم انه
حتي وإن لم يتزوج غيرها فهو لا يحبها ولا يميل اليها ابدا .. فحاولت ايمان تغير الحديث قائله .. انسي الكلام ده وقوليلي هو عمي فين !! 
عمك يا بنتي كان هيبات في الشركه النهارده عنده شغل كتير متأخر لكن لما قلتله انك جايه قال هيسيب كل حاجه ويرجع .. تلاقيه مسافه السكه وجاي !
وقبل

ان تكمل حديثها وجدت باب يوضع به مفتاح كي يتم فتحه .. مجرد سماع مديحه ذلك الصوت حتي تابعت اهو عمك وصل اهوه يا ايمان 
ولكنها صدمت حين وجدته ليس بعمها ونهضت من مكانها ورددت بصوت مرتجف وقلب ينتفض..
عمر !! 
في مساء اليوم التالي كان عبدالله يقود السياره بدلا من ادهم بسبب حرج اذرعه متجهين الي الهدف الذي سيقوم عبدالله بتأمينه كما اخبره
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 122 صفحات