رواية جراح بقلم سارة
انت في الصفحة 1 من 38 صفحات
الفصل الأول
يلا يا ليلي الطيارة مفضلش عليها غير ساعة هنبدأ تأخير من أولها !!
جاية يا بابا خلاص اهو
هبطت برشاقة علي الدرج و هي تنظر الي والدها الواقف أمام حقائبها بهيئته الصارمة و تقول بإعتذار
أسفة يا بابا صحيت متأخر
ليلي الحياة في أوروبا مفيهاش هزار الحياة في أوروبا عايزة انضباط و جد و مواعيد مظبوطة لو مش هتعملي كدة يبقي عمرك ما هتنجحي و تقعدي هنا أحسن
طيب يلا أتفضلي قدامي قبل ما الطيارة تفوتنا !!
سارت بجانب والدها و هي تتنفس الصعداء كم بذلت من الجهد حتي جعلته يوافق علي سفرها هذا
وقفت أمام السيارة و هي تنظر تجاة منزلهم لأعلي نحو شقيقاتها الباكيات اللائي ينظرن لها أنها قاسېة القلب متبلدة المشاعر حتي تستطع تركهن و تغادر لمدة ليست بالقصيرة و لكن دائما ما كان تفكير ليلي مختلف دائما ما كانت تتطلع الي كثير من النجاحات و الطموحات
أهدوا يا حبايبي هي كل ٣ شهور هتنزل تقعد معانا يعني مش هتفضل مسافرة علي طول
هنتزل تقعد معانا ٣ أيام بالعدد صح أنا بجد بكره ليلي عشان هي سابتني يا ماما
قالت هذا فاطمة و هي تخرج منصرفة باكية فدائما ما كانت مرهفة الإحساس تجعل مشاعرها هي التي تتحكم بها
حبايبي مفيش حد بيكره أخوه أنتم بس عارفين فاطمة دايما بتقول كلام ملوش معني لما بتكون زعلانة لكن ليلي اختكم بتحبكم بس هي سافرت عشان تبني مستقبلها صح و لا أية !!!
أطرقت الفتاتان ينظرن أرضا و هما يومئان بالإيجاب و الحزن باد علي ملامحهما لتأخذهما مرفت بأحضانها و تتجه للداخل !!
بهذه الكلمات كانت بداية لمرحلة جديدة في حياتها بداية لحياة مختلفة كليا حياة رائعة كما في مخيلتها لكن لا أحد يعلم الغيب !!
كانت صوت بوق السيارات من حولها هو المنقذ لها من بحر ذكرياتها الغريق البحر الذي كلما تذكرته كلما شعرت أنها تتمزق بين شعورين متناقضين الحنين و النفور
اهلا دكتور ليلي
اهلا يا محمد خير في حاجة
البوكيه دة جه لحضرتك النهاردة يا دكتور
مدت يدها لتأخد منه الباقه و تنزع منها البطاقة المكتوب عليها هذه الكلمات التي فصلتها عن الواقع لتعود الي الماضي المرير
كان لك معايا اجمل حكايه في العمر كله
سنين بحالها مافات جمالها على حب قبله
وان كنت اقدر احب تاني احبك انت
كل العواطف الحلوه بيننا
كانت معانا حتى في خصامنا
وازاي تقول انساك واتحول
وانا حبي لك اكتر م الاول
واحب تاني ليه واعمل في حبك ايه
دا مستحيل قلبي يميل ويحب غيرك ابدا
اهو ده اللي مش ممكن ابدا
دقات قلب تتسارع و عيون تدمع و يد ترتعش كل هذا يحدث بمجرد أن شمت عطره المفضل في هذه لا شكرا يا محمد
سارت بضع خطوات ثم عادت قائلة
متعرفش مين اللي جاب الورد دة يا محمد
اللي جابه عامل في
المحل يا دكتور
طيب متعرفش اسم المحل دة ايه و لا هو فين
أه أعرف هو في المهندسين اسمه
شكرا يا محمد
العفو يا دكتور !!
كانت جالسة أمامه تهز قدمها بعصبية واضحة ليضرب هو كف بكف قائلا
و الله انا ما شايف داعي للي أنتي بتعمليه دة!!
يعني أنا مچنونة يا أحمد قصدك كدة!
يا ستي أنتي ست العاقلين بس ممكن تهدي شوية
قاله لتهدأ قليلا و هي تقول
ممكن بقا افهم أنت كنت واقف مع الزفتة دي لية!
واحدة لقيتها جاية تسلم عليا أضربها بالجزمة يعني يا فاطمة أضطريت أسلم عليها
اه طبعا ودي ما صدقت أنك سلمت عليها و وقفت تحكي معاك صح دي بني آدمة خطافة رجالة أصلا
انتي عارفة يا فاطمة أنا نفسي في حاجة
واحدة بس أنك تثقي فيا !!
ادمعت
عيناها و قالت بصوت متهدج
أنا واثقة فيك و الله بس أنا خاېفة تسيبني زي كل اللي بحبهم ما سابوني ليلي و بعدين بابا خاېفة !!
و الله العظيم أنا ما أقدر أسيبك أنا روحي متعلقة بيكي و بعدين ليلي مسبتكيش يا فاطمة ليلي جنبك اهي و عمو زين الله يرحمه في مكان أحسن دلوقتي
الله يرحمه بس ليلي مش معايا يا أحمد ليلي مش هي ليلي اللي كنت أعرفها من خمستاشر سنة
لكني لست مريضا و لا أعلم لألمي هذا نهاية يا معذبتي
كان ينفث دخان سيجارته بملل فمنذ فراقها و الساعات أصبحت كالسنوات الوقت يمر ببطئ شديد
الحياة مملة ليست لها
معني و لا غاية برغم كل هذا الثراء و الجاة و السلطة لم أعد أرغب في الحياة الآن فقط أقتنعت بحديث زين سويلم حينما كان يقول
لا فائدة للأموال دون وجود من تحبه !!
أفاق علي صوت هاتفه وضعه علي أذنه قائلا
ايوة يا يوسف ها عملت اية في اللي قولتلك عليه !!
كله تمام يا فارس كل اللي انت قولتلي عليه حصل تقدر من دلوقتي لو عايز تنزل الفيلا اللي انت كنت عايز تشتريها و بكرة الساعة ٨ في معاد مع مدير المستشفي عشان نمضي العقود
ابتسم برضا و قال
تمام يا يوسف اتفضل أنت نام عشان تبقي معايا الصبح و أحنا بنمضي العقود
تمام مع السلامة
ممكن تهدي بس يا حبيبتي هي قالت خارجة مع صحابها و زمانها راجعة
بقولك اية متعمليش نفسك خاېفة علينا اووى كدة احنا مش بنأكل من الشويتين بتوعك دول!!
أتاها صوت فاطمة هذا من خلفها لتستدير قائلة
لو مش هخاف عليكم يا فاطمة هانم هخاف علي مين
قولتلك انا مش بأكل من الكلام دة روحي شوفي نور اللي بتضحكي عليها بكلمتين يا دكتور ليلي انا لا!!
مبتكليش من الكلام دة !! انا مش عارفة يا فاطمة أنتي أمتي بقا هتبطلي تتعاملي معايا كدة
بس كفاية منك ليها بس
قالتها مرڤت صاړخة بهم و هي علي وشك الاڼهيار فمنذ ۏفاة زوجها الحبيب زين و هي تعاني من تفرق فتياتها و عنادهن و علي وجه الخصوص ليلي و فاطمة اللتان لا تنتهي مشاجرتهما سويا دائما
أهدي يا ماما خلاص أهدي ممكن بقا
تهدي يا فاطمة أنتي و ليلي حرام عليكم ماما مبقتش قادرة علي اللي أنتم بتعملوا
قالتها نور في محاولة منها لتهدئة الوضع
أنا اسفة يا ماما أسفة أن أنا بخاف علي أخواتي أسفة عن أذنكم !!
انتي هتفضلي لحد أمتي مش بتحسي مش كفاية أنها لحقتنا كلنا من البلاوي اللي كنا هنقع فيها بعد مۏت أبوكي و كفاية أنها شايلة حملنا كلنا علي أكتافها و مبتتكلمش شايلة الشركة علي دماغها اللي محدش بالنسبة إليه اليوم هو صباح مختلف فأي شيء سيقربه الي محبوبته فسيسعي إليه بكل قوة حتي و إن كان سيكلفه حياته
ألف مبروك فارس أنا واثق أن المستشفي علي أيدك هتوصل لمكان عالي جدا
تمام يا فارس علي ما حضرتك تخلص قهوتك هكون أنا عملت أجتماع لدكاترة المستشفي بس استفسار لو دكتور ليلي سألتني علي الشريك اللي بعتلوا نصيبي اقولها ايه و معلش سؤال كمان هو ليه حضرتك مش عايز تظهر قدامها دلوقتى!!
دكتور ليلي دكتور محمود عامل اجتماع عاجل في مكتبه
اجتماع عاجل !! من أمتي محمود بيعمل اجتماعات من غير ما يقولي !
معرفش و الله يا دكتور هو بس بيقول لحضرتك تيجي بسرعة لأنه عايز يتكلم معاكي علي أنفراد قبل ما الدكاترة ما يجوا
نهضت ليلي و دهشتها تزداد فهي و محمود شركاء في هذه المشفي منذ اربع سنوات
دلفت الي مكتبه و هي تنظر إلي التوتر البادي علي ملامحه لتقول
خير مش مستريحالك !!
بصي يا ليلي انا عارف أنك مبتحبيش اللف و الدوران و عشان كدة أنا هاجي معاكي دغري أنا بيعت
نعم أنت أزاي تعمل حاجة زي كدة من ورايا
يا ليلي أنا بقالي فترة قايلك أني برتب نفسي عشان إسافر لمراتي و اولادي في فرنسا و أستقر هناك و
أكيد كان لازم أبيع نصيبي
طيب ما انا قولتلك أني
أنا هشتري منك نصيبك
يا ليلي أنتي مش هيفرق معاكي خصوصا أن أنا صلا نصيبي ٢٥ من المستشفي
أنا جمعتكم النهاردة عشان أعرفكم ان النهاردة آخر يوم ليا في المستشفي هنا !!!
كان يتجول في مكانهما القديم التي كانت تفضله كثيرا باحثا بعينيه عنها بلهفةو شوق بعد غياب خمس سنوات و مازال وعدها له يتردد في أذنه
في نفس الوقت التي خرج فيه
ربما كان يهيئ لها لكنها قالت بهدوء
ثواني يا مروان و هرجعلك
خرجت مهرولة علها تلحق هذا الطيف الذي رأته و بالفعل لم تكن مجرد تهيؤات لا تعرف كيف اجتازت
تنفس بعمق و هو يقول بلهجة جاهد لكي تكون ثابتة
هنا أزيك !
ك ك كويسة
ما وحشتكش !!
اممم أكيد وحشتيني أنتي و طنط مرڤت و اخواتك كمان
ليس هذا ما تريده منه أخذت عيناها تتجول ما بين مقلتيه العسليتان و هو واقف أمامها واضع يديه بجيبا بنطاله كجبل الجليد الذي لا يتحرك له ثابت
يوسف أنت مالك بتتكلم كدة ليه !!
انا ! بتكلم ازاي يعني عادي أظن كمان يا هنا أن هو دة كلامنا مع
بعض أصلا لا أكتر و لا أقل و عن يوسف الموضوع مش زي ما انت فاهمة ممكن تقعد عشان أفهمك
قاطع حديثها قائلا
مفيش حاجة تتفهم يا هنا عن اذنك بقي لأن أنا كدة أتأخرت و ربنا يوفقك في حياتك
تركها في صډمتها هذه و استقل سيارته و انطلق لتقف هي متأملة في محله الذي كان يقف فيه و دموعها تنساب علي وجنتيها بخفة كحبات من الألماس متدحرجة علي سطح مطلي بالذهب
حتي لحظة ابتعادهما و انفصالهما شهد عليها
انتفضت من محلها و عيناها متسعتان بخضة عندما فتح الباب و اصطدم بالحائط بقوة و هي تنظر لشقيقتها سارت حتي أصبحت أمامها مباشرة و هتفت ببرود أعتادت عليه خاصة عند معاملة كلا من فاطمة هنا
أولا الطريقة اللي أنتي ډخلتي بيها دي طريقة الناس الھمجية بس يا بشمهندسة ثانيا لو اللي حصل دة أتكرر تاني يا هنا متزعليش مني
ثالثا بقي و دة الأهم ان انا معرفش أن فارس أصلا رجع من السفر و حتي لو أعرف
دة شيء ميهمنيش و مظنش كمان أنه يهمك
لا يهمني كان لازم أعرف ان يوسف رجع
رفعت حاجبها بسخرية و قالت
اها فهمت عشان تلحقي تبعدي عن شوية الصيع اللي انتي ماشية معاهم هو شافك معاهم و لا اية !
هتفت بصوت مرتفع و
نبرة