بقلم ايمان حجازي
دون أن يجيبها وردد بجديه
أنا كنت جايب أكل كتير جوه ومعلبات وعصاير ! راحوا فين
توترت بثينه وقالت
راحوا فين يعني أنا معرفش حاجه عنهم ما يمكن تكون البت دي كلتهم أنا مالي !
عمار پغضب
مسمهاش بت مفهوم وتاني مره متمديش ايدك علي حاجه مش بتاعتك مش جايبها بفلوس أبوكي !
بثينه وهي تتصنع البكاء
ثم لمحت بعينيها زينه التي فتحت باب الغرفه ونظرت اليهم
متزعلش يا حبيبي هعملك اللي إنت عايزه وأعملك أحلي اكل وتحت أمرك أنت وضيوفك بس متضايقش كده انت عارف إني ممكن اعمل أي حاجه عشان أشوفك مبسوط
تعجب عمار بشده مما تلقيه علي مسمعه من كلمات معسوله لم يدري بما يجيبها فأخذ ينظر إليها بإحتقار ودهشه إلي أن استمع لصوت زينه تقول وهي تقف علي باب المنزل
ولم تترك له مجالا للحديث حيث شعرت بالأختناق الشديد من ذلك البيت ومن يتواجد به وهبطت دموعها عنوه وهي تهبط درجات السلم
في حين نظر عمار الي بثينه قائلا بقرف
ده اللي كنتي قاصداه صح كتك القرف عليكي وعلي حركاتك الۏسخه اللي زيك عمرك ما هتنضفي
نفض يديها بعيدا عنها قائلا
تلميلي حاجاات زينه اللي هنا عشان هنمشي النهارده وهسيبهالك
تمشي فين يا عمار ده انا مصدقت انك بقيت معايا وبعدين حركات إيه اللي قصدك عليها أنا مش فاهمه
أمسك عمار برقبتها قائلا پغضب
إستعباط مش عايز ! مفهوم انتي بتضايقيها ليه بتشتميها ليه بتاكلي أكلها ليه عاايزه منها إيه
بثينه پغضب شديد
عشان حاساها هتاخدك مني ومش مصدقه أي حاجه من اللي انت قلتها قبل كده عنها عشان اللي بشوفه غير كده في معاملتك معاها قولي انت بتعمل معاها كده ليه
للمره المليون إنتي مالك هو أنا ليكي اصلا عشان تاخدني منك وإذا كنتي مفكره اني جيت هنا عندك وانتي ساعدتيني فده مش معناه انك مثلا تعنيلي شئ لأ ده لأنك
عليكي ليا كتير وأولهم انك مش عايشه في الشارع وقاعده في بيت مكنتيش تحلمي بيه فياريت تشغلي نفسك بأي حاجه تانيه غيري
ثم أشار إليها بجديه قائلا
تركها عمار وذهب مسرعا يخرج من الباب خلف تلك التي خرجت أيضا تاركا بثينه في صډمتها التي وقعت علي رأسها وها هو يقول لها بكل بساطه مؤكدا أكبر مخاوفها
الكوتشي طلع مقاسك مريحك
زينه بإقتضاب
متشغلش بالك
لا يعلم بما تفكر بعدما رأت ذلك المشهد السخيف الذي مثلته بثينه أمامها ولكنه هو من شعر بالضيق لرؤيتها شئ هكذا
صعد الي السياره وكذلك هي في صمت وتحرك بها أراد كسر ذلك الصمت فنطق
تحبي نروح نتغدي في مطعم الأول !
زينه بإقتضاب
متشغلش دماغك بيا يا باشا لو انت حابب تاكل براحتك أو ابقي ارجع كل مع حبيبتك أو أعمل اللي انت عايزه الأمر لا يعنيني في شئ وبما إني مش هينفع اروح البيت يبقي توديني علي أقرب بنك عشان أسحب فلوس خليني أرد لك فلوسك واعرف أصرف نفسي
عمار
أنا مطلبتش منك فلوس ولو قصدك علي الحاجات اللي جبتها عادي اعتبريهم سلفه لشغلك بما إني اخترت إنك تكملي معايا
شعرت بضيق شديد حينما لم يكترث لأول كلامها عن حبيبته واجاب علي النصف الأخر من الحديث فعادت تكرر
أنا مش قاعده في بيت حبيبتك تاني يا أما ارجع بيتي يا إما تشوفلي مكان تاني لحد ما نخلص شغلنا مع بعض
انتبه عمار للمره الثانيه أنها تذكر لقب حبيبته فكان يضحك بداخله ولكنه استطاع رسم الجديه والامبالاه قائلا
كده كده هننقل مكان تاني النهارده انتي ناسيه اللي أحنا اتفقنا عليه ولا إيه
زينه بسخريه غاضبه
يا حرام ! هتسيب حبيبتك لوحدها كده
عمار بجديه
وضحك مكتوم
متشغليش بالك بيها وعايز أقولك حاجه بس أنا مبحبهاش ولا بحب حد ولا أنا بتاع حب أصلا تمام
زينه وهي تهز أكتافها بتبرم
وانت ليه تقولي حاجه زي دي أنا ميفرقش معايا أصلا ولا في دماغي !
عمار
اه ما أنا خدت بالي فعلا
ارتسمت علي ملامحه إبتسامة غريبه من نوعها غير مدرك أن مشاعره تسحبه معها الي طريق لا يفضله ولكنه مقيد الحريه
وعلي الناحيه الأخري في قصر أبو الدهب
كان يجلس كل من شريهان وتهامي علي سفره طعام العشاء كل منهم يفكر في وادي غير الأخر
كانت تنظر له شړي بين الحين والآخر في
تردد وحيره وهي لا تدري كيف تخبره بأمر سفرها لا تعرف ما حالته
المزاجيه لتقبل ذلك الأمر ولكنها ترغب به بشده لذلك قررت أن تبذل قصارى جهدها لإقناعه خرج صوتها مسترسلا
أبيه !
نظر اليها تهامي وهز رأسه لها إبتلعت ريقها وتركت الشوكه من يديها قائله
أنا
قطع حديثها دلوف عزت إليهم مهمونا وجلس بجوارهم دون الحديث نظرت إليه شريهان قائله
say good evening at least
قول مساء الخير علي الاقل
لم يجيبها عزت ونظر الي تهامي الذي قال
ايه اخبار اكرم
عزت بسخريه شديده
ويفرق معاك في إيه علي العموم محصلوش حاجه هو ماټ بس !
تهامي بلا مبالاه
من النهارده تشوف غيره احنا عندنا شغل بكره مش عايز غلطه زي ما اتفقنا تخلص اللي انت رايحله وترنلي اجيلك
انتبهت شريهان الي حديثهم فرددت بتساؤل
انتو هتمشوا إنتو الاتنين وهتسيبوني لوحدي
تهامي بتعجب
يعني إيه هنسيبك لوحدك هو إنتي صغيره
شريهان بتردد
لا بس أنا حابه أغير جو الفتره دي شويه
إبقي اخرجي براحتك بس مفيش سهر نهائي
اوك هخرج بس مش هنا أنا حابه اروح مع صحابي اسبوع شرم كلهم هيروحو وانا كمان عايزه اروح
داخل قصر الحسيني
وصل عمار بصحبه زينه فأستقبله عبدالله ورحب بهم بحفاوه وكذلك استقبلت مرام زينه واتخذتها بجوارها لتبادل بعض أطراف الحديث الجانبيه لحين اعداد سفره العشاء
ناقش عمار مع عبدالله بعض الأمور الخاصه بخطته وأظهر له كل ما أحضره من معلومات تخصها وكذلك أخرج له كافه الاوراق التي جهزها بالأدله الموثوقه والتي زيفها له أدم بسهوله بحكم مجاله في عالم المخابرات ليصبح كل شئ جاهزا بأستثناء بعض الاكواد التي سيظهرها لزينه لفك شفراتها لتسهل عليه مهمته في مراقبه كل شئ يخص أولاد أبو الدهب
أخبرتهم أحدي الخادمات بأن السفره جاهزه تعلل عمار بعدم شعوره بالجوع ولكن أصر عليه عبدالله فلم يعارضه كثيرا
التم الجميع علي السفره بعدما هبط كل من أدم وحمدي وسيف ليشاركونهم الطعام أيضا وكذلك رحبو بالضيوف
جلس عمار بجوار زينه التي كانت
تشعر الجوع الشديد وبنفس الوقت احست بالخجل لتواجدها مع تلك العائله التي تعرفت عليها لأول مره ولا تدري كيف ستأكل أمامهم علي الرغم من شعورها بالألفه والمحبه لمرام التي شعرت بتواضعها علي الرغم من مركزها العالي ومكانتها بالمجتمع
كانت أعين حمدي تراقب زينه ونظرات عمار لها فغمز لأخيه سيف بطرف عينيه والذي لم يلبث ثوان حتي نظر إليهم أيضا كتم كل منهم ضحكاته وشرعوا في تناول الطعام
تناول عمار بضع لقيمات في حين اخذت زينه تتناول الكثير من شده جوعها وهي لم تكترث بنظرات عمار التي تراقبها بشغف ولا بتلك الأعين التي تراقبهم سويا فكان أيضا عبدالله يراقب نظراته لها وكأنه يؤكد لنفسه ما قاله لمرام ليله الامس في مشاعره تجاهها وكذلك مرام نظرت له بإيماء وأبتسام
وكذلك حمدي وسيف الذين كانو يخططون في فعل شئ لهم لڤضح مشاعره واثارتها أكثر
اخذت زينه تأكل پشراسه حتي توقف الطعام بحلقها أبتلعته بصعوبه وأخذت تسعل وبسرعه شديده ناولها عمار المياه قائلا
بالراحه يا بنتي
تناولت منه المياه بفتور مردده
شكرا
بعد الطعام جلس عبدالله مع عمار وزينه وانضم إليهم أدم وهو يخرج لهم اللابتوب ويعطيه لزينه قائلا لعمار
دي الاكواد اللي تتدخلك المملكه بتاعتهم بس مستحيل حد يقدر يفتحها بالتالي أنا من رأيي انك تدخل بقه علي رجليك وتكتشف كل حاجه بنفسك لما تعاشرهم وقعدتك بقه تطول معاهم وتترفد من شغلك و
قاطعه عبدالله
أدم !!
صمت أدم إحتراما لوالده في حين رمقه عمار بلامبالاه ناظرا لزينه قائلا
أنا واثق في زينه هي تقدر تعمل أكتر من كده وانا نادر لما بثق في حد
نظرت إليه زينه بتعجب ولكن شعرت بقلبها ينبض علي أثر تلك الكلمه تناولت اللابتوب في إهتمام وهي تنوي أثبات صحه ما قاله عنها وأنها تستحق تلك الثقه وكذلك لأخراس كل من يقلل من شأنها
استغرقت بعض الوقت والكل يراقبها بتوتر شديد وترقب مريب وكذلك علامات وجها التي كانت تتغير بين الحين والآخر إلي أن صړخت دفعه واحده
عاااااااااااااا !!!
أخذت تهز رأسها كعادتها حينما تنتصر علي فعل شئ ما قائله
يا معلم يا معلم
ولكن سرعان ما تداركت الموقف وتوقفت عن ما تفعله معتذره
عن ذلك الاحراج نظر اليها عمار بشغف وفخر شديد ثم عاود ينظر الي أدم بتحدي ولكن أدم لم يكترث لتلك النظرات واستأذن منهم في الذهاب لعمله رتب عمار بصحبه زينه الخطوات القادمه التي سيتخذانها سويا فتعاونت معه زينه أيضا في إطار العمل لا اكثر
غمز حمدي لسيف فنهض معه وذهبا الي موضع جلوس زينه وعمار وكذلك والدهم ووالدتهم
حمدي موجها حديثه لزينه
دا أيه ده يا أنسه زينه ولا أقولك زينه أفضل من غير أنسه
ردد عليه سيف
أنا من رأيي برضه نرفع الألقاب وخلاص وكل واحد ينادي علي التاني بأسمه ولا انتي رأيك إيه يا زينه
زينه بإبتسامه قائله
لا طبعا قولولي زينه بس عادي !
حمدي مره أخري
لا بس بجد يعني وانا نادر لما بعجب بذكاء حد انتي عبقريه وعجبتيني جدا
شعرت زينه ببعض الخجل والتوتر ورددت
ده من زوقك تسلم
أضاف سيف أيضا
تعرف يا حمدي أنا من رأيي برضه اننا ممكن نستفيد منها كتير أوي في شغلنا لو كلمنا أدهم بيه عن ذكائها ده ممكن معانا في المخابرات من غير نقاش
حمدي بإنبهار وكأن الفكره أعجبته قائلا
تصدق فكره حلوه واهوه نبقي صحاب وزمايل شغل كمان
كان عمار يراقبهم والحمم تتطاير من عينيه وهو يري أنه غير قادرا علي التدخل حيث أنها لا تعنيه في شئ ولكن ذلك صوت عقله أما بداخل صدره كان له رأي أخر وهو يخبره بأن يخطتفها من بينهم بعدما يفتكهم ويقطعهم إرباا كان سيف وحمدي يراقبانه أيضا ويرو تبرمه وضيقه الذي أصبح واضحا كالشمس أمام أعينهم والذي ذاد من حنقه هو استرسالها معهم في الحديث دون اعتراض
لم يستطع كتمان ما بداخله أكثر من ذلك فنطق وهو يكز علي أسنانه ناظرا