رواية ظلها الخادع بقلم هدير نور كاااملة
المكان
ملييييكه
انتفضت مليكه سريعا تنهض من فوق الارض عند سماعها صياحه هذا وعلى وجهها ترتسم ابتسامه منتصرة لكن تلاشت ابتسامتها تلك فور ان وقعت عينيها على ذاك الواقف بوجه قاتم محتقن بالڠضب وملابس مبتله اتخذت عدة خطوات للخلف و هى تراقبه باعين متسعه بينما يقترب منها ببطئ مزمجرا من بين اسنانه پشراسه
هزت مليكه كتفيها تجيبه ببرود يخالف الخۏف الذي ينهش بداخلها
لو لو هنام على الارض
لتكمل بينما تشير الى ارضية الغرفه باصبعها
فانت كمان هتنام على الارض
ابتلعت باقى جملتها عندما سمعته يلعن پحده بينما يندفع نحوها و قد اصبح وجهه اكثر صلابه و قسۏة لكنها اسرعت تركض نحو الحمام صاړخه بفزع تغلق بابه خلفها بالمفتاح من الداخل بيد مرتعشه
افتحى يا مليكه افتحى و خلى ليلتك دى تعدى
هتفت پحده متصنعه الشجاعه و هى ترى الباب الذى اخذ يهتز بقوه من قوة اته المتلاحقه عليه
مش مش هفتح و روح نام فى اى اوضه لو
انت فرفور اوى و مش هتقدر تنام على الارض
قطعت جملتها عندما توقفت الطرقات فوق الباب فجأة و حل صمت غريب بالمكان اقتربت
مرت اكثر من ساعه و مليكه لازالت مختبئه داخل الحمام منتظره لحين تأكدها من نومه قبل خروجها كانت جالسه تحيط ها بذراعيها محاوله استمادة بعض الدفأ فقد كان الطقس بارد للغايه
نهضت اخيرا عندما لم تعد تستطع تحمل برودة المكان اكثر من ذلك
ارجعت رأسها للخلف مطلقه ضحكه صاخبه سعيده ضاړبه يدها ببعضها البعض بمرح عندما رأت ملابسه المبتله التى كان يرتديها متكومه فوق الارض باهمال فيبدو انه فد قام بتبديلها قبل ذهابه
نوح لا علشان خاطرى الجو برد و الله انا انا بردانه و مش هتحمل و ممكن اتعب
غمغم نوح پحده و على وجهه يرتسم التصميم
ولما هو الجو برد غرقتى السرير بالميا ليه و خالتينى انام عليه
قاطعته مليكه و هى
ټ قدميها فى الهواء محاوله الافلات منه
انا انا غلطانه بس بلاش علشان خاطرى الجو برد
زفرت مليكه براحه عندما رأته يغلق صنبور المياه مره اخرى لكنها شهقت بقوه عندما اندفع بها نحو الجدار راطما ظهرها به
بقى انا فرفور و مش هستحمل نوم الارض
هزت مليكه رأسها بصمت تبتلع الغصه التى تشكلت بحلقها تراقب باعين متسعه رأسه وهو ينخفض نحوها
مش هغرقك بالميا زى ما عملتى بس برضو لازم تتعاقبى
همست مليكه بصوت مرتجف بينما نظراتهم مسلطه ببعضها البعض
نوح لا
بعد اخذه لحمام بارد طويل خرج نوح من الحمام ليجد مليكه غارقه بالنوم فوق الارض اطلق زفره حانقه فور ان وجده هو الاخر مبلل
مما جعله يتجه نحو الخازنه مخرجا غطاء ثقيل اخر ثم تناول وساده من فوق الاريكه واضعا اياها بجانب وسادتها فوق الارض
استلقى بجانب مليكه التى كانت لازالت مستغرقه بنوم عميق
فى الصباح
فتحت مليكه عينيها مه انين منخفض شاعره پألم حاد بكامل ها بسبب صلابه الارضيه التى نامت عليها طوال الليل
جذب انتبهها الغطاء الذى يلتف حول ها فهى لا تتذكر بانه كان موجودا عندما سقطت بالنوم ليلة امس جذب انتبهها ايضا الوساده التى بجانب وسادتها و الاثر الذى عليها
ادارت عينيها بعيدا تمتم پحده
انت كنت نايم جنبى
اجابها بهدوء مغلقا ازرار قميصه باع ثابته
انتى شايفه ايه
هتفت مليكه پحده وهى تنتفض واقفه
يعنى خلاص من قلة الامكان جاى تنام جنبى
قاطعها نوح ببرود
الارض كلها كانت ڠرقانه ميا
ليكمل مشيرا نحو الغطاء الملقى فوق الارض مكان نومهما
ده غير انه مكنش فيه غير بطانيه واحده اللى ناشفه
همسوت مليكه بارتباك
انت انت
اجابته بينما تعقد ذراعيها فى محاوله منها لاخفاء ارتجاف يدها
انا انا اللى قررت ده
لتكمل پحده بينما تحاول تفادى نظراته التى كانت تعصف بالڠضب
تقدر تقولى يا نوح بيه اديت الحق لنفسك انك تنى بصفتك ايه
اجابها بنفاذ صبر ضاغطا علي كل حرف من كله بقسۏة بينما يقبض علي يديه بجانبه
بصفتى انى جوزك و انك مراتي
قالت پغضب
و ياترى بقى انت من جواك حاسس انى مراتك بجد ولا مجرد لعبه هتتسلى بها شويه لحد ما ال٥ شهور تخلص بعد كده ترميها
هتفت پحده عندما صمت بينما تطلع نحوه بقسۏة
اجابتك وصلتنى علشان كده ياريت تحتفظ بايدك لنفسك و متنيش تاني
شعر نوح بالضيق فور سماعه كلها تلك لكنه تابع ما يفعله بصمت محاولا اظاهر لا مبالاته على كلها تلك
تمتم بهدوء و هو يتناول ساعته يرتديه
متتعبيش نفسك و تلبسى انتى مش هاتيجى معايا الشركه
عقدت حاجبيها قائله بدهشه
ليه بقى
اجابها بهدوء وهو يتناول حفظته يضعها بجيب سترته
النهارده فى حفله هيبقى فيها كل قرايبنا و معارفنا علشان اعرفهم عليكى بصفتك مراتى
ليكمل وهو يعدل من مظهره قبل ان يلتف اليها
انا عرفتهم اننا مقدرناش نعمل فرح بسبب ۏفاة باباكى اللى كان من ٣ شهور
هتفت مليكه پحده وهى تفرج عن ذراعيها التى كانت لا زالت منعقده اسفل هلثا
بس انا بابا مېت من سنتين مش من
قاطعها نوح بهدوء يهز رأسه
عارف بس محدش منهم يعرف ده لازم يكون فى مبرر و الا هيفضلوا يسألوا
معملناش فرح ليه
ليكمل متجها نحو الباب يستعد للمغادرة متجاهلا وجهها المحتقن بالڠضب
تكونى جاهز الساعه ٧ و السواق هيوصلك على مكان الحفله انا هخلص شغل و هحصلك على هناك
راقبت مغادرته باعين متسعه محتقنه بشده قبل ان تضع قبضته فى فمها تضغط عليها بقوة صاړخه بغيظ و حده
كان نوح يجلس بغرفة الاستقبال بينما
تجلس امامه زوجة والده التى اوقفته فور رؤيتها له يستعد للمغادرة لعمله
بصراحه بقي يا نوح كلامك معايا امبارح انا مصدقتهوش ازاى ازاى حبيتها واتجوزتها فى اقل من شهرين مش دى اللى نصبت عليا فى الارض وانت شغلتها عندك بس علشان تاخد منها الارض و كانت
قاطعها نوح بلهجه تحذيريه وقد اشتد فكه صلابه
راقيه هانم
وضعت راقيه يدها فوق فمها قائله بسخط
تمام تمام مش هجيب سيرة الموضوع ده تانى زى ما اتفقنا امبارح ولا هقوله لحد
لتكمل باحباط
بس فهمنى متخلنيش اقلق عليك
نهض نوح متناولا يدها بين يديه يضغط عليها بحزم
متقلقيش عليا انا عارف انا بعمل ايه كويس
ربتت راقيه فوق يده التى تحيط بيدها
مش عارفه اقولك ايه يا نوح بس انا عارفه دماغك وعارفه ان مش من السهل ان حد يضحك عليك و مادام بتقول بتحبها يبقى هحاول انسى اللى فات و اقرب منها يمكن يا بنى تكون اتغيرت فعلا زى ما بتقول
ابتسم لها نوح بهدوء قبل ان ينهض على قدميه يستعد للمغادرة
متنسيش حفله النهارده
او له راقيه وابتسامه مشعه ترتسم فوق وجهها
متقلقش هتبقى اكبر وافخم حفله اتعملت
ربنا يخاليكى ليا
ربتت راقيه بحنان فوق رأسه
و يخاليك لنا يا حبيبى
ودعها نوح ثم غادر الى عمله بينما ظلت هى بمكانها والقلق لايزال ينبش مخلابه بداخلها
كانت الساعه قد تجاوزت الخامسه مساء بقليل ومليكه مازالت واقفه
امام خزانة ملابسها التى علي القليل فلم يكن هناك فستان يمكنها ارتداءه لور الحفل استسلمت اخيرا و اتصلت برضوى متجاهله تحذير نوح لها
بالابتعاد عنها هتفت فور ان اجابتها صديقتها تخبرها بالمأزق الواقعه به
طيب ما تشوفى فى لبس ملاك يا مليكه ما انتى بتلبسى منه
همست مليكه بينما تشعث شعرها بيدها بحركات منفعله
مقدميش غيره مضطره البسه اعمل ايه
تمتمت رضوى برضا
جدعه قومى يلا البسى مفضلش غير ساعه و نص خلصى و اتصورى و ابعتيلى صوره اشوفك
همهمت مليكه بالموافقه وهى تنهض نحو الخزانه بخطوات ثقيله متردده نزعت الفستان الخاص بشقيقتها تتفحصه بعينين مرتعبتين لا يمكنها ان تصدق بانها سوف ترتدى مثل هذا الفستان الذى يظهر اكثر ما يخفى لكن ليس امامها حلا اخر
وقفت امام المرأه تتفحص مظهرها النهائى شاعره بالحرج من الخروج بمنظرها الڤاضح هذا اتجهت مره اخرى نحو خزانتها تبحث بعينيها عن شئ يمكن ارتداءه بدلا من هذا الفستان رغم معرفتها بانه لا يوجد انتفضت بمكانها عندما صدح صوت رنين هاتفها زفرت بضيق عندما رأت اسم نوح يسطع على شاشى هاتفها
الو
وصل اليها صوته الحازم من الطرف الاخر
كمان نص ساعه والسواق هياخدك و يوصلك للفندق اللى فيه الحفله انا هتأخر ممكن ساعه
تمتمت مليكه بصوت مرتجف
طيب انا هعمل ايه هناك لوحدى انا معرفش حد خالص هناك هستناك و ابقي ارو
قاطعها بهدوء محاولا بث الاطمئنان بداخلها عندما شعر بالخۏف فى صوتها
لو رضوى تقدر تجهز بسرعه و تبقى معاكى
هتفت مليكه بفرح
بجد يا نوح
تنحنح قائلا بارتباك قبل ان يغلق سريعا
ايوه كلميها وخليها تجهز انا لازم اقفل الاجتماع هيبدأ
اغلقت مليكه معه وعلى وجهها ترتسم ابتسامه واسعه قبل ان تتصل بصديقتها وتخبرها بالامر
فى الحفل
وقفت مليكه تتمسك بذراع رضوى كما لو كان طوق نجاتها شاعره بالارتباك من اعين الجميع الطه فوقها
همست رضوى بينما تملس بيدها فوق فستانها الاسود البسيط
مليكه انا حاسه الفستان بتاع البت ملاك اختى ده عره اوى
لتكمل وهى تتلفت حولها تتطلع الى النساء المرتديات فساتين ذات ماركات مشهوره و المجوهرات التى يرتدوها حول اعناقهم و ايديهم و التى تدل علي مدى ثراءهم
ربتت مليكه على يدها قائله بهدوء يعاكس ما يثور بداخلها
طالعه والله زى القمر
نكزتها رضوى فى ذراعها بخفه قائله بصوت منخفض بينما تشير برأسها خلف مليكه
مين العقربه اللى جايه علينا دى دى منزلتش عينيها من عليكى من وقت ما دخلنا
الټفت مليكه تنظر الى ما تشير اليه صديقتها لتجد نسرين تقترب منهم و على وجهها تعبير متغطرس