رواية أصقلها شيطان بقلم الكاتبة سماح سيد
تحته أيضا فأسرعت سدرة تمسك الكوب من يده وتضعه على
الطاولة مرة أخرى.
حاسب يا حبيبي الليمون هيقع على هدومك.
ثم أخذت محرمة ورقية من على الطاولة أمامها وأمسكت بيده تمسح عنها العصير ورفعت نظراتها له.
انا عمري ما شوفتك كدا مالك في أيه انا أبتديت أقلق بجد.
هز ماجد رأسه بأسف وضيق وهو ينظر لأسفل.
مش عارف أقولك أيه يا حبيبتي بس ڠصب عني والله.
في أيه يا ماجد.
ضم ماجد شفتيه ورفع رأسه ينظر لها.
انا أتنصب عليا الراجل اللي كنت دافع له مقدم الشقة في البرج السكني طلع نصاب وخد فلوس الناس وهرب بيها.
وقفت سدرة تلطم على صدرها بفزع.
ينهار أسود ومنيل أنت بتقول أيه أيه يا ماجد.
ثم تداركت نفسها واسرعت تخفض صوتها حتى لا يسمعها خالتها وزوجها في الخارج وأقتربت منه تسأله بنبرة خاڤتة.
دمعت عيني ماجد بزيف وهز رأسه والحزن يلون صوته.
منه لله مطلعش صاحب البرج طلع واحد سمسار شغال نصاب وحرامي وصاحب البرج الحقيقي ميعرفوش ولا يعرف عنه حاجة اصلا.
أحتد صوت سدرة قليلا وسألته بصوت منخفض.
أزاي ميعرفوش وكان فين وسايب النصاب دا طالع داخل في البرج بتاعه يفرج ناس على الشقق اللي فيه ويمضي معاهم عقودات.
مكنش موجود في مصر كان في السعودية بيعمل عمرة وقعد هناك أكتر من شهر.
فاضت عين سدرة بالعبرات المتحسرة.
طب والعمل أيه يا ماجد دي الفلوس اللي خدها هما كل اللي حيلتنا هنجيب غيرها أزاي دلوقتي.
رفع ماجد كتفيه بقلة حيلة.
مش عارف انا روحت عملت محضر في القسم ومش انا لوحدي في كتير غيري بس الله أعلم هيقدروا يمسكوا النصاب دا ولا لأ قبل ما يهرب بالفلوس.
وأفرض مش مسكوه هنعمل أيه أنت متفق مع خالتي وعمي حسان أن الفرح بعد أمتحانات أولى كلية وانا خلاص همتحن نص السنة كمان كام يوم.
رفع ماجد نظراته الخبيثة يغويها حتى يسوقها لدرب الخطيئة مرة أخرى.
مفيش غير حل واحد بس.
نهضت سدرة پغضب من جلستها تشير له محذرة.
أنسى يا ماجد مش هرجع لموضوع فيديوهات الدردشة دي تاني حتى لو هنسيب بعض خالص أنت فاهم.
أمسك زاهر هاتفه النقال ونقر بسبابته فوق شاشته عدة نقرات لكي يجري مكالمة هاتفية ثم رفعه لأذنه ينتظر أجابة الطرف الآخر وما أن أتاه الصوت الأنثوي الناعم حتى أبتسم ومسح على أسنانه بلسانه بظفر قبل أن يرد تحيتها.
مساء الجمال على صاحبة الجمال والدلال كله أخبارك يا قمر.
جاءه صوت ضحكتها الناعمة وقالت بغنج.
قهقه زاهر وهز رأسه بنفي.
لا يا قمر مش هتلاقي راجل يقدر الجمال والدلال زيي وحتى بأمارة الجلف اللي أنت عنده.
خرجت منها تنهيدة حارة تدل على مدى عڈابها.
عندك حق يا زاهر بيه الصخر ممكن يلين ودا لأ على غلطة واحدة بس بهدلني وذلني انا لولا طلبك اللي طلبته مني كان زماني سبته عشان أخلص من معاملته الجلف ليا أنما انا استحمل العڈاب كله عشان خاطرك يا زاهر بيه.
علت ضحكات زاهر بصوت مرتفع.
ههههههههه عشاني انا بردو ولا عشان الفلوس اللي اتفقت معاك عليها ما هو مليون جنيه مش شوية في رقم هتجيبه ليا يا بيبي وبعدين انا عارف أن كل الستات ميهماش غير الفلوس وبس.
تذمرت وأدعت الڠضب حتى لا يظن بها السوء ويفل من تحت يديها فقد أختارته ليكون هو صيدها القادم خلفا لهارون متحجر القلب.
بقى كدا يا زاهر بيه بتتهمني أني مادية وانا اللي هعرض نفسي للخطړ عشانك قصاد مليون جنيه بس لعلمك حد غيري كان طلب أكتر من كدا بكتير انا أسفة بس للحظة حسيتك فهمتني صح لكن أظاهر أن زيك زي الكل واخدين عني فكرة غلط ومش هتغيروها أبدا.
تدارك زاهر نفسه واسرع يصلح ما تفوه به لسانه الغليظ حتى لا يخسرها فهى الوحيدة القادرة على الوصول لما يريده من هارون البنا.
لا يا حبيبتي انا مقصدش أنك طماعة لأ أنا قصدي أن الستات عموما بيحبوا الفلوس عشان الشوبنج والبيوتي سنتر والكلام بتاعكم دا وبعدين هنروح بعيد ليه انا عندي مراتي واختي كمان بيموتوا في تضيع الفلوس على الحاجات دي وكلام الحريم الفاضي دا اللي أقصده يا بيبي.
لم تريد أن يحتدم الوضع بينهما أكثر لذا أظهرت أمامه اقتناعها بما قال ولم تجادله حتى لا يمل منها قبل أن تنال منه المال غايتها الأساسية.
تمام يا زاهر بيه فهمت قصدك خلاص.
رقق زاهر صوته وأمرها بلين.
ما قولت ليك قبل كدا بلاش زاهر بيه وخليها زاهر بس دا إنت مقامك عندي بقى غالي قوي بس إنت اللي مش حاسة بيا ولا بأهتمامي بيك.
أبتسمت لمجاملته لها.
ميرسيه لذوقك يا زاهر بيه.
حذرها زاهر بلين.
ها
قولنا زاهر بس مفهوم.
أومأت له وعيناها تلمع بسعادة.
تمام يا زاهر بس.
ارتفعت ضحكة زاهر ثانيا.
ههههههههه ايه دا بتقلشي دا إنت عسل وطلعت بنت نكتة اهو.
ضحكت بغنج وهى تميل رأسها جانبا.
كل اللي يعرفني بيقول عني دمي خفيف وأتحب بسرعة.
ابتسم زاهر بسخرية على غرورها وسذاجتها لكنه مضطر لمجارتها حتى تلبي له مطلبه.
طبعا طبعا وانا اشهد بده أول ما شوفتك ډخلتي قلبي فورا ويكون في علمك أول ما هتسيبي هارون انا هتجوزك دا لو كنت توافقي أنك تبقي زوجة تانية طبعا.
شعرت بأنتشاء يغمر أوصالها واسرعت تبدي له سعادتها.
وهو في واحدة عاقلة تقدر ترفضك يا زاهر دا انت اي واحدة تتمناك حتى لو هتكون زوجة رابعة مش تانية كمان واكيد هلاقي فيك العوض عن جوازتي اللي مفرحتش فيها يوم واحد افتكره حتى.
اتسعت ابتسامته الساخرة وبدأ في أغوائها حتى يسيطر عليها كليا
أكيد يا حبيبتي هعوضك وأخليك اسعد واحدة في الدنيا كلها بس تخلصي اللي طلبته منك وبعد كدا تسبيه وتجيلي على طول.
نفسي يجي اليوم دا النهاردة قبل بكرة.
مل منها وأراد أن ينهي هذا الحوار الذي يثير حفيظته.
رفعت كتفيها ثم أنزلتها بحيرة.
لأ لسه معرفش أمتى بالتحديد أول ما هارون هيعمل الأجتماع ويحدد اسعار المناقصة ويبقى معاه الورق هاخد الأرقام منهم وأقولك عليه متقلقش.
أومأ زاهر بثقة.
انا مش قلقان طول ما إنت معايا وعارف أنك هتقدري توصلي لأي حاجة خاصة بهارون لأن مفيش حد قريب منه زيك.
أومأت بحسرة على ما يعتقده فهو لا يعلم كيف يعاملها هارون.
دا أكيد يا زاهر وخليك متأكد أن بساعدك أنتقام من هارون قبل ما يكون عشان الفلوس كفاية أهماله ليا وعدم تقديره برغم تعبي الكبير عشان أريحه.
ألتمعت عين زاهر پغضب وتجددت بداخله روح الأنتقام.
أنت هتقوليلي دا زيه زي عمه مبيقدروش اللي بيتعب عشانهم وبيدوسوا على اي حد حتى لو كان خادمهم بروحه بقاله سنين دا انا حالف لأخسره كل حاجة وأخد بتاري منه مهما كلفني الأمر.
عقدت حاجبيها متسائلة.
تار.
تار أيه اللي ليك عنده.
هز رأسه بضيق.
متشغليش بالك دا موضوع قديم مش وقت أننا نتكلم فيه المهم انا مستني منك تليفون.
أومأت له برفق.
تمام مجرد ما أعرف الأرقام هكلمك.
وضعت سدرة الهاتف من يدها ووقفت متجة لمرحاض غرفتها حتى تتوضأ كي تصلي العشاء فقد أذن لها أثناء مكالمتها ثم خرجت وفرشت سجادة الصلاة ووقفت تؤدي فرضها حتى أنتهت منه وجلست تدعو ربها بصلاح الحال استمعت لصوت طرقات على باب غرفتها فأذنت للطارق بالدخول.
أتفضل.
دخلت أحدى العاملين لدي زوجها تخبرها برسالة منه.
هارون بيه بيفكرك أن ميعاد العشا بتاع خالته وأبن خالته قرب ولازم تكونوا في أنتظارها.
أومأت لها سدرة بابتسامة عذبة.
حاضر قوليله عشر دقايق وأكون جاهزة.
ثم وقفت بعد أنصراف خادمتها تطوي السجادة وتتجه لغرفة ملابسها تنتقي لنفسها ما يصلح لأرتدائه أنام خالة زوجها وأبنها وأختارت عبائة فضفاضة من اللون الأزرق الداكن مرصعة بفصوص من الكريستال عند الصدر وأسأور الزراع ولفت حجاب من نفس لونها وعندما أنتهت من تجهيز نفسها خرجت متجه لأسفل حيث يجلس زوجها يتابع عمله على حاسبه المحمول ألقت عليه التحية لكنه لم يعيرها أهتماما كما يفعل دوما فلم تبدي أعتراضا أو لوما تعلم أنها ستخرج منه مهانة لذا فضلت الصمت وجلست بجواره تنتظر حضور ضيوفهما حتى أتت خالته الحنونة تحتويها بين ذراعيها كما تحتويها خالتها ميسرة فهما الوحيدتان اللتي تشعر معهما بحنان الأم الحقيقي.
وحشتيني يا سدرة.
شددت سدرة من ضمھا تتنفس عبقها الحاني.
إنت كمان وحشتيني قوي يا ماما زهرة.
أبتعدت زهرة عنها تنظر لها بأعين مندهشة متعجبة.
ماما!.
أومأت سدرة برفق وأقتربت تقبل جبينها بحب ثم ابتعدت عنها قليلا.
أه ماما أصل انا معنديش دلوقتي أعز منك أنت وخالتي ميسرة عشان أقولها يا ماما أنتم تستهلوا تاخدوا لقب الأم المثالية لأنكم أحن أمهات انا شوفتها.
ضمتها زهرة ثانيا وأخذت تمسد على ظهرها برفق.
حبيبتي ربنا يبارك فيك ويعوضك بالخلف الصالح وأشوف أبنكم وأشيله على إيدي قريب أن شاء الله.
تدرج وجه سدرة بحمرة الخجل وأنزلت رأسها على استحياء فضحكت زهرة عليها ونظرت لأبن شقيقتها.
أيه يا هارون مش عايز تشد حيلك وتجيب لينا حفيد صغير يفرحنا.
تجلد هارون أمامه خالته وكتم غيظه وغضبه كي لا تعلم ما بينه وبين سدرة.
كله بإرادة ربنا يا خالتي.
أومأت زهرة متفهمة وأشارت له كي تنبهه.
ونعم بالله يا حبيبي بس احنا لازم ناخد بالأسباب ونسعى زي ما ربنا والنبي صلى الله عليه وسلم قالوا لينا وأمرونا أنت متستناش أكتر من كدا وتاخد مراتك وتروحوا لدكتور يكون شاطر عشان يعرف اسباب
التأخير من مين ويعالجه.
زوى هارون حاجبيه بضيق.
أن شاء الله يا خالتي لما أفضى من كام حاجة ورايا كدا هبقى اشوف موضوع الدكتور دا.
ثم أشار له لتتقدمه.
وبعدين سيبينا من الكلام دا دلوقتي واتفضلوا نتعشى الأول.
وأمسك يد حمدي وأقترب منه يسر له بعض الكلمات.
بقولك ايه خلي أمك تخف عني شوية هى كل ما تشوفني تكلمني في موضوع الخلف دا.
رفع حمدي كتفيه بقلة حيلة.
وانا مالي يا خويا لو شاطر قولها هى الكلام دا عشان تعلقلك الفلكة أنما انا مش هتكلم لأن ساعتها هتسيبك وتمسك فيا وتفضل تديني في جنابي عشان موضوع جوازي أصلها شيفاني عنست.
هز هارون رأسه بيأس.
الواحد هيلقيها منك ولا من أمك.
نظرت زهرة خلفها عندما استمعت لهمس ابنائها.
بتقول حاجة يا واد منك له.
هز هارون وحمدي رأسيهما بنفي وهما الخطى خلفها.
لا يا خالتي دا انا بسأله على حاجة في الشغل.
أومأ لها حمدي وهو يبتسم ببلاهة ثم نظر لهارون يغمز له بعينه.
أيوة يا ماما مجبش سيرتك دا بيسألني عن حاجة في الشغل.
نظرت زهرة أمامها وأمرتهم بأتباعها.
بلا شغل بلا فلقة راس خلينا ناكل الأول وبعد كدا ابقوا اشتغلوا زي ما أنتم عايزين.
ثم
وضعت يدها على كتف سدرة.
وانا وسوسو حبيبتي هنقعد