الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ملاذي وقسۏتي بقلم دهب عطية

انت في الصفحة 22 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

حكيلك على موضوع الأرض اللي هيبني عليها مصنعه الجديد... 
نظرت لها بحزن....ثم تنهدت بتعب قائلة بمرارة..
من امته وسالم بيحكيلي على حاجه تخصه ياريم ... انت ناسيه يعني جوزنا كان إزاي..مطت شفتيها بحزن واكملت..
وهوه خلاص سالم قرار ينهي كل حاجه بينا .... 
نظرت لها ريم بعدم استيعاب
... ثم جلست ريم بجوارها على حافة الفراش وتساءلت بقلق...
أي معنى الكلام ده ياحياة ...انا مش فهمه حاجه... 
نزلت دموعها وهي تتذكر حديث سالم مساء ...
وبلعت غصة في حلقها بمرارة وهي تعيد كل كلمة نطقها أمامها پغضب وانفعال....
لماذا تبكي الان بكل هذا الندم الجالي عليهآ
الم تتشوق لهذا الطلاق من بداية ان عرض
عليها الزواج منه....
قد مر شهرين على هذا الرابط الذي جمعهم تحت سقف غرفة واحده لن تنكر انه خلق داخلها عدة أحاسيس عديدة مختلفة لم تتذوقها إلا بجواره..
حتى هناك ذكريات تحتوي على مشاعر دافئه ناعمة بداخلها تحثى بشوق دوما له كلما تذكرت....اهتمامه وحنانه المبالغ فيه...قسوته... وبرودة ردود أفعاله معها....العناد والتحدي من كلاهما....
لمساتهم مشاعرهم في عدة دقائق تساوي العالم بأكمله لهم....لكلا منهم ذكرة واحساس مختلف عن الآخر
هل بعد كل تلك الاحاسيس الذي تكن بها داخلها مزالت مهزوزة في إدراك حقيقة
فراقهم الذي سيتسبب بفوضة داخلها ولم تمر تلك المرحله مرور الكرام كما يظن كلاهما.........
ردي على ياحياة وكفايه سرحان ....انت قولتي ايه لسالم ولا هو قالك اي...... هزت ريم كتفها بخفه لتفيق من شرودها وهي ترمقها بنيتان تذرفان الدموع بعدم شعور منها.......
مسحت ريم دموع حياة بيدها قائلة بقلق...
مالك بس ياحياة... هو الموضوع كبير ولا إيه.... 
سالم هيطلقني ياريم .....هيطلقني........
ريم بقلق وذهول...
إيه اللي وصل الموضوع مبينكم لكده..... اوعي يكون عرف موضوع حبوب منع الحمل .....
لا .. هو مضيق اني خبيت عليه موضوع زيارة وليد ليه في شليه إسكندريه... 
ابتعدت حياة عنها وهي تمسح وجهها بحزن ...
نظرت لها ريم قائلة بخزي من نفسها...
انا آسفه ياحياة..... واضح ان انا كنت سبب المشكله اللي هتكبر بسببي ..... 
رفعت حياة عينيها عليها پصدمة.. ثم هتفت
پخوف من ان تخسر صديقتها الآن بعد هذا الحديث
المبهم عليها.....
نظرت لها حياة بارتياب واردات توضيح أكثر منها ... اخبرتها ريم كل ماحدث......
تنهدت حياة بعد انتهى ريم من الحديث قائلة بامتنان
الحمدلله..... 
نظرت لها ريم باستغراب...
أنت بتقولي الحمدلله على إيه مش فهمه... 
قالت حياة ...
كنت فكره..... انك متفقه مع وليد او ريهام.... مش عارفه الشيطان صورلي اني ممكن اخسرك وتصدم فيك...... 
فغرت ريم شفتيها وإتسعت عيناها قائلة پصدمة
انا ياحياة..... طيب مش هعتب عليك دلوقتي
لكن احكيلي ايه اللي وصل الموضوع مابينك أنت وسالم لفكرة الطلاق بسرعة ديه....... 
غامت
عيون حياة مرة اخرة بحزن أعمق... ثم
قالت بخفوت هحكيلك...... 
يجلس في مكتبه شارد الذهن..... لا يصدق انه قرار الفراق بينه وبينها..... هل هو قادر.... ام مجرد حديث في لحظة انفعال فقط........ لن يتركها ولن يجرأ ولكن يهددها حتى تغير هذا العناد حتى تبدي بتمسك واصلاح زواجهم الذي أصبح على حافة الهاوية ېهدد بسقوط ان تم إهماله أكثر من ذلك... هو على يقين ان المرأة اذا إرادة العيش مع رجلا تحت اي ظرف بينهم ستفعل المستحيل لتصلح العلاقة وتحارب لدوام استمرارها..... وهذا ما يألم رجولته ان حياة لا تحارب بل لا تحاول بتاتا
بفعل اي شيء لأجل استمرار زواجهم وكان الأمر
برمته لا يعني لها !..
تنهد وهو يقنع نفسها انه يجب الإنتظار قليلا ليرى
آثار كلماته عليها ان كانت تريده ستفعل مثل اي امرأة
تحافظ على زوجها وبيتها من الهدم أمام عينيها وان كانت لا تريده حتما سترحب بقرار الطلاق !...
قد ترك لها زمام الأمر في هذا الشيء وعليها ان تخبره عن اختيارها الذي لن يظهر إلا بالافعال.....
أنتبه لفنجان القهوة يوضع امام عينيه الشاردة ..
رفع عيناه على هذا الرجل الكبير المتقدم في العمر يعمل في المصنع ساعي خاص بمكتب لإدارة باكمله ...
ابتسم له سالم قال بامتنان...
تعبتك معايا ياراجل ياطيب... ونزلتك انهارده من بيتك في ايام عيد واجازه..... 
ابتسم العجوز قائلا بحب واحترام لرب عمله..
ولله العظيم يابيه مازعلان... ماانت عارفني مش بحب قعدة البيت خالص...... وبعدين دا انت جمايلك مغرقاني انا عمري ماهنسى وقفتك جمبي انا وعيالي ومساعدتك لينا و.... 
قاطعه سالم بعتاب...
عم حسين احنا قولنا إيه... عيالك اخواتي الصغيرين وبعدين بلاش كلامك ده.... انت راجل طيب وربنا بيحبك وكان شيلك الأحسن وانا كنت مجرد سبب 
ربنا يكرمك يابيه....... ويطول في عمرك... ويكرمك
بذرية الصالحة قادر ياكريم يارب...... 
شاردا سالم وهو يبتسم بحزن .....وعيناه تأكد دعاء الرجل بأمل جديد..... يتمنى طفل يهون عليه فراق شقيقه الصغير حسن يتمنى طفل يحسن علاقته بملاذه العنيد...... ولكن ليس كل مايتمنه المرء
يدركه !.....فالكل قصة بداية باختيار القدر
ونهاية باختيار البشر !...
صدح الهاتف الارضي الموضوع على سطح المكتب
رفع السماعة...... ثم استمع الى الطرف الأخر
تحدث بعدها بعملية...
تمام دخليه... وهاتلي الملف ال.. معاك.... 
رفع عينيه وتأهب لهذا الاجتماع الحاسم والخاص ببناء مصنعه الجديد....
____________________________________
معقول ياحياة... بعد كل



الكلام ده وطلعتي من لاوضه وسبتيه كده عادي..... 
اومات لها ببلاها....ثم قالت بانفعالا حاد..
امال اعمل إيه يعني..... اتذلله عشان ميطلقنيش....... 
زفرت ريم بضيق ...قائلة بتوبيخ لها...
حياة أنت بجد هتشليني..... أنت اللي يسمع كلامك كده يقول إنك مش عايزاه ....ولي يشوف عياطك وزعلك من نص ساعة يقول بټموت في اللي خلفته...اركزي كده وفهميني أنت ...عايزه سالم يطلقك ولا لا ..واهم من دا كله انت بتحبيه زي ماواضح ادامي ولا لاء... 
حاولت حياة الفرار منها لتغير مجر الحديث بحرج...
اي لازمة الاسئله دي كلها ياريم عندك حل يعني ...ولا فضول وخلاص....
نظرت لها ريم بخبث قائلة ...
الحل اللي عندي متوقف على الاجابه الى عند حضرتك .....
نظرت حياة لها بحرج ....لعدة دقائق ثم هتفت بنفاذ صبر بعد نظرات الأخرى المنتظرة أجابه حاسمةمنها
ايوه مش عايزه يطلقني .....وااه اكتشفت امبارح
لم حسيت ان ممكن نبعد عن بعض واني مش هبقى مراته تاني اكتشفت اني ....اني ....
نظرت لها ريم بسعادة واتسعت عينيها بفرح
وقالت
بهيام ..ها قوليها ونبي ....
نظرت لها حياة بريبه...
مالك يابنتي انتي اټجننتي ولا إيه .....
مسكت ريم يدها وتنهدة بهيام أعمق....
اصل وانت بتكلمي عن الحب والفراق.... افتكرت قصة حبي بالفسدق فقولت اعيش شويه احلام اليقظه بتاعتي.... 
إبتسمت حياة بسخرية عليها وعلى حالة ....
واضح كده اننا فقر...
مطت ريم شفتيها بسأم...
دي واضحه من زمان..هو في حد بيعيش في نجع العرب وحاله بيتعدل يعني....
عندك حق...طب وبعدين هنعمل إيه...
عادت ريم لحماسها وهي ترمق حياة بخبث
ثم قالت بمراوغه...
كل حاجه في ايدك..... بقولك اي احنا بعد ايام العيد هننزل نشتري شوية هدوم من المول اللي لسه فاتح جديد... في قمصان ڼار هتعجبك اوي غمزة لها ريم بعبث....
نظرت لها حياة وقالت بحرج....
اي الإنحراف ده ياريم....مالها قمصان النوم بسالم.
يهبله ماهو ده اللي هيخلي سالم ينسى فكرة الطلاق نهائي.... شوية تغبير في شكلك ولبسك الجديد.... ابن عمي مش بس هينسى فكرة الطلاق لا دا احتمال يحبسك في لاوضه ومتطلعيش منها تاني .... ذهبت ريم من امامها بعد هذا الاقتراح الوقح....
صاحت حياة بحدة وخجل ....
اااه يامنحرفه..... وانا اللي فكراكي بتكسفي من خيالك ... 
_____________________________________
دلف سالم من باب المنزل الكبير ليجد الجميع يجلس في صالون البيت ....الجدة راضية.... وحياة وابنتها وريم وريهام أيضا......
تنحنح بخشونة ....
سلام عليكم...... 
ردد الجميع السلام...... إلا حياة كانت تتطلع عليه بحزن تحاصر عيناه السوداء بجرأة واهتمام لم تعهدهم من قبل... اما سالم فرفع عينيه عليها
لثواني واسبلهم بصعوبة عنها..... ملاذه مهلكة وكالمغناطيس تجذبه إليه ... وهو لايريد الانجذاب
ولشعور بالضعف مره آخره معها..
يجب التعامل معها بطريقة جديدة ليرى ردة فعلها على هذا.... وهل الفراق هو هدفها ام ستحاول إصلاح
ما
________________________________________
دمر بينهم ...
ابتسمت راضية قائلة بحنان....
حمدل على السلامتك ياولدي..... دقايق البنات يجهزوه الغدى..... 
نظر الى حياة التي مزالت عينيها عليه....
قال بنبرة ذات معنى لها ....
لاء انا مليش نفس... اتغدم أنتم.. ثم صمت برهة وتساءل بعدها...
امال فين الحاج رافت..... 
ردت الجدة بحرج عليه ....
عند وليد في المستشفى....... 
اشتعلت عينا سالم پغضب من تذكر اسم هذا الوغد
ابن عمه أومأ لها باقتضاب وهو يصعد بعدها
لغرفته.......
لكزة ريم حياة قائلة بضيق
حياة اطلعي لسالم..... 
نظرت لها حياة بتسأل
ليه يعني...... 
زفرت ريم بقلة صبر ثم قالت بهمس....
بدأت اټشل.... يابنتي الراجل لسه جاي من الشغل قرفان وتعبان.... وعشان حضرتك مزعلاه مش
عايز ياكل يبقى لازم تصرفي وتقنعيه ينزل
ياكل.... غمزة لها بمكر
مطت حياة شفتيها قائلة بتبرم ...
ربنا يستر من نصايحك المهببه..... خدي بالك من ورد لحد مانزل ......
اكتفت ريم بايماءة بسيطة لها..... لتصعد حياة الدرج وهي تمسك قلبها بين يداها......
أطرقت على باب الغرفة التي استلقى بها سالم البارحة بعيدا عنها...... فتح باب غرفته 
......نظر
لها ببرود قائلا..
في حاجه ياحياة..... عايزه حاجه...... 
... صمتت قليلا تجمع افكارها المشتته من اثار معاملته الجافة معها...
بلعت ما بحلقها وهي تقول بحرج
انت مش هتاكل ياسالم..... 
دلف الى الغرفة مره اخره وتركها تقف على عتبت الباب ورد بفظاظة..
واضح انك مخدتيش بالك اني قولت تحت اني مش عايز اكل....... 
دلفت الى الغرفة واغلقت ألباب.... ثم سألته بصوت ناعم...طب ليه مش عايز تاكل... انت خرجت النهارده الصبح من غير اكل و
اي سر اهتمامك ده....هتف لها ببرود وهو يمشط شعره امام المراه.
اقتربت منه وزمجرة بصوت متذمر ....
هو لازم يكون في سر وار أهتمامي بجوزي.... 
ابتسم ساخرا وهو يميل براسه نحوها قليلا..
جوزك.. اي ده هي لسه وصله عندك اني جوزك... 
اقتربت منه اكثر لتقف امامه قائلة بضيق
من سخريته..
سالم انت بتعمل كده ليه معايا..... 
نظر لها ببرود او بالأصح القناع الذي يحاول التخفي به من التي تحرقه الان من قربها ونظرت عينيها الحزينة...وايقونة صوتها الناعم..
تنهد بضيق يخفي نيران شوقه لها ...
إنت عايزه ايه بظبط ...... أبعد عينيه عنها بضيق...
.....
وحشتني ياسالم..... 
فغر شفتاه باندهاش وتطلع عليها پصدمة ...ثم سرعان ما ابتسم بخبث ورد عليها ب
شكرا...... 
نظرت له پصدمة وضيق قائلة بدهشة..
نعم..... هو المفروض ان ده رد.. 
...
بنسبه ليك ياملاذي هو ده الرد المناسب ...
.
مرت عدة ثواني معدودة قبل ان يبتعد عنها ببرود
تارك اياها



بحالة صدمة ومهانة لانوثتها أمامه...وكأنها
في حلم وردي اللون فاقت منه على كابوس ذو
قواتم مريعه...
وقف عند الفراش وارتدى تيشرت الخاص به بهدواء ممېت لروحها المنكسرة من فعلته......
أسبلت بنيتيها على الأرض بحرج من برودة
معاملته وطريقة اذلاله لها
وكانه مصمم على قرار طلاقهم
هكذا ظنت ولم تحسبه عقاپ لها حتى يعود لها
حتى تعيد التفكير في علاقتهم المتعثرة في
ذكريات الماضي.... 
رفع عيناه عليهت ببرود وكانه لم يفعل شيء منذ قليل معها... ياريت تقولي ليهم يحضر الغدى
لحسان جعان.......
خرج من غرفته وتركها تنظر له بزهول وحزن..
مرر يده على شعره بقوة وهو يتمتم داخله بضيق
هنرجع ياحياة والله العظيم ماهطلقك وهنرجع ...بس قبل مانرجع لازم اكون في نظرك جوزك...جوزك ياحياة..... مش اخوه....
_____________________________________
بعد مرور عدة أيام...
اوقف السيارة امام مبنى راقي الشكل
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 40 صفحات