الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ملاذي وقسۏتي بقلم دهب عطية

انت في الصفحة 25 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

الفراش بهدوء وبنيتاها شاردة به
تبتسم تارة وتخجل تارة أخره وكانت يداها
لا تفارق هذه العقد الذهبي الذي أهداه سالم لها مررت أصابعها على الاسم المحفور عليها
ملاذالحياةللتتذكر حديث سالم صباحا قبل
ذاهبه للعمل.......
دخلت بهدوء وفي يدها صنية عليها أطعمة الإفطار
رفعت عينيها عليه لتجده يقف امام المرآة يمشط شعره الغزير وعيناه شارده في مكان اخر.......
وضعت صنية الطعام على طاولة الصغيرة في الغرفة...
سارت على أطراف أصابعها بخبث وهي تقترب منه
هتف سالم بمراوغه ......
كده ياوحش عايز تخضني ينفع برده.... 
كركرة حياة بضحك وهتفت بإحباط...
وحش إيه بقه هو انا لحقت ....شكلك مكنتش سرحان ولا حاجه وبتشتغلني...... 
نظر لها بمكر وهو يسألها بعبث.......
وانت كنت ناوي تعمل إيه ياوحش....... 
كادت ان تعلق وسط ضحكتها على هذا الإسم الغريب والذي اول مره يناديها به.... ولكنها
ردت ببراءة..
كنت ناويه اخضك بس...... 
طب نزلني بقه ياسالم....... 
نظر لها بلؤم..
ولمقابل........ 
هاااا مقابل إيه مش فهمه..... تطلعت عليه بعدم فهم....
لا... ازعل بجد ركز معايا ياوحش شوية دلوقتي انا هنزلك على الأرض مافيش حاجه بالمقابل وأنت متشعلقه فوق كده..... 
حدقت به باستفهام ثم هتفت بجرأة باتت بها فقط
معه ولا.... 
رفع حاجبه الأيمن پصدمة سرعان ما اڼفجر ضاحكا
ابتسمت هي بحرج 
رد عليها بعد ان انتهى من ضحكاته الرجولية...
انت تفضلي إيه ياملاذي..... 
لم ترد عليه لكن رفعت بنيتيها الداكنة نحوه 
.... عايز افضل معاك لحد اخر نفس فى عمري.....
بعد شړ عليك ياحبيبي ربنا يخليك ليه ...
ويخليكي ليه...بحبك...
وانا بمۏت فيك....
طرق على الباب قطعهم. ذهبت حياة لتفتح باب الغرفة..... دخلت ورد بتزمر وعبس وجلست على حافة الفراش سريعا بحنق ...
راقبها سالم بستفهام....
جلست بجانبها حياة متسائلة بقلق ....
مالك ياحبيبتي زعلانه كده ليه...... 
مطت الصغيرة شفتيها قائلة بعبوس....
ماما انا زهقت من القعدة لوحدي.... انا عايزه اجيب سلمى صاحبتي هنا البيت تقعد معايا انا مش بشوف صحابي غير في الحضانه بس وزهقت من القاعده دي ....
مررت حياة يدها على شعر ابنتها قائلة بحنان أم
خلاص ياقلب ماما....خلي صحابك يجه
يقعده معاك ساعتين كل يوم عشان تلحقه تلعبو سوا... 
هتفت ورد ببراءة طفله تتحدث بمنتهى الصراحة...
مش بيوفقه ياماما .... اصل هم عندهم أخوات وبيلعبو معاهم ....ماما هو انا ليه مش عندي اخوات زي سلمى وميار صاحبي.... 
رفعت حياة عينيها بتوتر على سالم الذي كان يتابع الحديث باهتمام وحين وصل الحديث الى تلك النقطة صب انظاره على حياة باهتمام بانتظار
ردها على سؤال ابنتها الصغيرة........
تعلقت بنيتاها في قواتم عينيه المتأهب للقادم منها عادت بعينيها نحو ابنتها قائلة بتوتر......
قريب... ان شاء الله هيبقى عندك أخوات تلعبي معهم... 
فاقت من شرودها على دمعه حزينة على وجنتيها
لا تعرف ماسببها ولم انحدرت على وجهها بكل هذا الوهن...... هي ستفعل هذا لأجله لأجل الحب الذي
تحمله لسالم هو يستحق ان يكون أب يستحق ان
يحمل إبن هي من تكون والدته.... ستفعل هذا



عن اقتناع يكفي اكثر من ثلاثة شهور تحرمه من كونه أب بهذه الأقراص ! هي من تمانع وتعلم ان هذا ذنب له سؤال عند ألله..... تعلم بالخطأ الذي فعلته ولكن مثل اي أنثى تمر بظروفها ستفعل اكثر من ذلك... ولكن انتهى الخۏف وبدأت العلاقة بينهم
تاخذ طريق آخر أكثر أمان وتفاهم ولن تنسى
الحب الذي ينبع داخل قلوب كلاهما! أشياء
كثيرة تغيرت وهي تعترف بذلك...
لن تكمل مابداته منذ عدة أشهر يجب ان تغير كل شيء لأجل حياتهم الجديدة معا!..
سالم وعشقها له يستحقون ان تفعل لأجلهم
الكثير..
وضعت يدها تحت الوسادة الكبيرة واخرجت علبة أقراص منع الحمل رمقتها بعينيها قليلا قبل ان تحسم أمرها وتفتح درج المنضدة التي بجوار
الفراش وضعت العلبة اسفل علبة زرقاء اللون
لا تعرف محتواها ولم تفتحها وضعت الأقراص اسفلها بإهمال وأغلقت الدرج سريعا لم يأتي في عقلها ان من الافضل التخلص منها للأبد!
لكنها لم تضع حسبان لتلك النقطة فقد كانت تظن ان القاها في مكانا آخر ينهي الأمر برمته..
فتحت القلب الفارغ الذي يحتل منتصف العقد الذهبي ذو فصوص الماس انيقة الشكل....
إبتسمت بعد ان اتى بخاطرها ملئ محتوى القلب من الجانبين بصورة ما......قفزت متوجهه
للاسفل حيث وجهت معينه.....
جلست خيرية والدت ريهام على الاريكة بجانب ابنتها وهتفت بتوبيخ.....
رجعتي ليه ياريهام من بيت سالم شاهين مش قولنا تفضلي هناك لحد مابنت البندر ديه تغور في داهيه..... 
عضت ريهام في أصابع يديها پغضب... وهتفت بعصبية مفرطة....
كنت جايه اخد كام هدمه ليه ورجعه تاني 
سألتها خيرية بشك.....
مالك يابت فيك إيه.... هو سالم عملك حاجه...
لوت شفتيها يمين ويسار وردت بسخط...
سالم هو فين سالم ده هو انا بشوف وشه من لأساس.....دا طول الوقت في مع بنت ال 
مسمست خيرية بشفتيها باستهجان..
خليك كده خيبه وميله... يعني بنت البندر تربية الملاجئ خدتوه
منك جتك ستين خيبه.... ده بدل
مترميها أنت في شارع وتبقي ست البيت وام
عياله...... بكره تملى البيت عليه عيال وأنت
قعده كده معايا زي البيت الوقف...... 
ردت عليها ريهام باستنكار ....
اجيب لمين عيال ....ما كل على يدك ياماا انا ارض بور....... 
وضعت خيرية يدها على فم ريهام وقالت پغضب
وطي صوتك ياميله... انت عايزه فوزيه وبنتها يشمتو فيه.... ما مية مره قولتلك لك بلاش السيرة دي تيجي على لسانك محدش يعرف بآلموضوع ده غير انا وانت.. دا حتى ابوكي واخوكي ميعرفوش راحه أنت تسيحي لنفسك
وبعدين ياختي اصبري لم تتجوزي ابن زهيره وساعتها هنتصرف في عيل ترميه ليه......
كل حاجه بتتحل بالفلوس ولعيال على قفى من يشيل.... اتجدعني أنت و وقعي ابن زهيره فيك لحد ميتجوزك ونخلص بقه... 
غامت عينيها بإحباط وحقد من ناحية حياة التي
خطفت منها حلم طفولة ولمراهقة وشباب... حلم
ترآه صعب المنال قلب سالم شاهين ترآ هل سهل
الحصول عليه ........
راحتي فين ياريهام ركزي معايا.... انت مش بتقولي ان سالم بيرجع من شغل بليل في ساعة
متأخره .... 
نظرت الى امها قائلة بتوجس...
مش في كل الأوقات..... 
خدي ياريهام.....مدت والدتها لها علبة أقراص
غريبة الشكل...
اي ده يامااا ... نظرت نحو الاقراص بريبه..
ده منشط بياخدوه الرجاله عشان..... 
همست لها ببعض الكلمات بخفوت وسردت أيضا مخططه للعين وعلى ابنتها تنفيذه .....
اتسعت عينا ريهام پصدمة وهي تهتف بغباء
ولم أحطها ليه في العصير.... والبس ادامه هدوم مكشوفه بشكل ده...... ما هو ممكن يحاول يعمل
معايا و..... 
مطت خيرية شفتيها بتهكم.....
هو ده المطلوب يقرب منك.... تقومي أنت مقطعه هدومك وتسبيه يقرب اكتر منك وساعتها ټصرخي
وتلمي البيت عليك...... ساعتها بقه راضية
هتعمل إيه لم تلاقي حفيدتها معمول فيها كده
من سالم حفيدها كبير العيله.. نظرت لابنتها بلؤم....
هتفت ريهام بذهول من هذا المخطط الذهبي...
هتغصب على سالم يتجوزني طبعا ...... 
شهقت بصوت مكتوم من كانت تسمع حديثهم بصدفة....
أبتعدت ريم عن المكان الذي كانت تقف به.....
وهي متسعت الأعين.... لا تصدق ما
سمعته
من المفترض أنها أم ماذا تنصح ابنتها
ماذا أعطت لها أقراص ا ......
انا لازم اكلم حياة......
ريم..... ياريم الاكل ياريم هيتحرق انت فين وضعت الهاتف في جيب بنطالها
الجينز مرة
آخرها وهي ترد على امها بزفير حانق....
جايا ياماما.... جايه..... نظرت الى ساعة معصمها وهي تهتف بتوتر.....
لسه بدري...... ساعتين ساعتين بظبط وهكلمها
يارب ألحق ... 
دخلت حياة صالون المنزل بتلك العباءة
بألوان ناعمة على الابصار.... كان شعرها الاسود الناعم يتمايل بحرية على ظهرها الممشوق.......
ماما راضية السكر بتاعنا.. بيعمل إيه من غيري.. 
هتفت حياة وهي بحب....
ربتت راضية بحنان على يداها قائلة بخفوت...
أهوه ياحياة قعده بسمع قناة الناس بيقوله احديث حلوه اوي قعدي ياحياه هتستفيدي
اوي.... 
ربنا يزيدك ايمان ياماما..... جلست على الاريكة بجانبها وظلت تعبس قليلا في ذراع المقعد قبل ان تهمس بتردد...
ماما راضية هو أنت مش معاك صور ل.. لسالم
اصلي مش لقيه ليه صور هنا و دورت
وملاقتش... 
نظرت لها راضية بطرف عينيها بخبث وقالت بلؤم..
وعايزه صوره لسالم ليه ياحياة مش كفايه عليك الأصل...... 
احمرت وجنتيها بشدة ...وقالت بتبرير
هو يعني كنت عايزه اتفرج على صور ليه
مش اكتر يعني ا...... 
بترت حديثها الخجول وهي تقول ببساطه...
البوم الصور هتلاقيه في اوضتي في درج التسريحه... حاولي تقصي الصوره حلو



عشان تملى قلب السلسلة...... 
ضحكة راضية لخفوت بعد ان فغرت حياة شفتيها بدهشة....... قالت حياة پصدمة
يالهوي ياماما راضية أنت دايما قفشني كده مينفعش اعمل حاجه من وراك... 
ردت عليها وهي تبتسم بخبث...
اي رايك عجوزه بس اروبه..... 
...
بحبك اوي اوي.... ياماما راضية...... 
ربتت عليها راضية بحنان على منكبيها...
وانا كمان بحبك اوي ياحياة.... إنت وسالم وورد حته من قلبي ربنا يسعدكم ويديني العمر عشان اشيل عيالكم على ايدي.... ويعوض عليكم بذرية الصالحة...
ترقرقت الدموع في عيون حياة بمشاعر تنولد كل دقيقة في حب سالم وعائلته الذي هم عائلتها من يوم ان دخلت هذا البيت........
وضعت صورة سالم في جزء من القلب وجزء آخر
يحتل صورة صغيرتها...
.....
صدح هاتفها في تلك الاثناء معلن عن أتصال من زوجها......
فتحت الخط سريعا وهي تبتسم بسعادة..
قالت بعفوية..
سالم.... كنت بفكر فيك على فكره....... 
عارف عشان كده اتصلت..واكل عقلك انا صح.
هتفت حياة بتزمر على غروره...
انت مغرور اوي على فكره.. تريث برهة قبل ان تسأله بمكر.... طب انت بقه رنن ليه... 
عادي وحشتيني ووحشني صوتك... تحدث بمنتهى الفتور ..الفتور الذي لا يناسب هذا الحديث
العاطفي ..
بدأ قلبها الهائم به يخفق بسعادة وشتياق إليه....
سألها بصوت رخيم ساحر عبر الهاتف....
حياة.... هو انا وحشتك 
مسكت خصلة من شعرها وعبثت بها بين اطراف أصابها قائلة بمشاكسة.....
لا طبعا مش بتوحشني..... 
خالص..... 
ايوه خالص خالص... مش وحشني ... 
رد سالم بخبث ....
ممم طب انا هتاخر شويه في شغل بقه لحد مبقا
اوحشك.......ياوحش ...... 
نهضت من على الفراش بسرعة وقالت بعفوية مفرطه
لا.... ياسالم بالله عليك بلاش تأخير انت وحشتني اوي على فكره.. 
لا... تقيل ياوحش.... اڼفجر ضاحكا من عفويتها وجنون سرعتها في الحديث....
تلك الصراحه التي أوقات تتحول الى وقاحة بمعنى الكلمة...
تمتمت داخلها بتوجس على أفعالها الجديده والغريبة....
ربنا يستر انا عمري ماكنت كده 
تعترف انها كانت دوما مع حسن الخجولة الهدءه التي لا
تصارح عن مايدور في خلدها الى ببعض الكلمات البسيطة ولكن مع سالم...
مچنونة ...مشاكسة ...مشاغبة...قوية...عنيده وقحة...جريئة في ردة فعلها .....
في ثلاث شهور كانت تكتشف شخصية اخره داخلها غير الذي اعتادت عليها ولا تخرج هذه الشخصية الى امامه ومعه......
سأله عبر الهاتم بعذوبة صوت...
ساكته ليه ياملاذي .....
ابتسمت حياة لترمي دومات الافكار وترد عليه
بمزاح....
دوختني معاك شويه ملاذي وشوي ياوحش الاتنين مش راكبين على بعض على فكره ......
حك في لحيته قال بخشونة جذابه ...
على فكره أنت كدابه ........
انا كدابه طب ليه ....
عشان وحش او ملاذي ليقين عليك...
عارفه ليه...
ليه.....
رد عليها بتكبر.....
عشان من سالم شاهين ...ويبخت اللي سالم شاهين يدلعها ......
اڼفجرت ضاحكة لتقول وسط ضحكتها...
في دي بقه عندك حق ....بجد بمۏت في تواضعك... 
دي أقل حآجه عندنا ها مافيش بقه حاجه
تحت الحساب ..
لا طبعا فيه بس افضل لم تيجي يعني هتبقى أحلى.....
وجهت نظر برضه .....احكيلي ياحياة
ورد رجعت من الحضانه ...ولحج رافت
رجع من عند عيلة حسان ....
ردت عليه بهدوء قائلة.....
ورد كمان نص ساعة وجايه..وباب رأفت..
ها نويتي تعملي إيه ياخوخة..... قالتها
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 40 صفحات