رواية ملاذي وقسۏتي بقلم دهب عطية
غير حتى ما شوف بنت عمي بشكل ده...
وحضرتك وقفه ورا الباب بتسمعي جوزك هيتصرف ازاي مع واحده ......
انفعالت من تلميح حديثه ولكن ردت عليه بصدق
انا عملت كده عشان تعرفها على حقيقتها عشان
خفت احكيلك مكلمة ريم تكدبني.....
طأطأ رأسه للأسفل وتبث عينيه على الأرض
الصلبة ورد عليها قائلا ببرود......
مش بقولك تفكيرك عقيم...... طب وبنسبه لوجودها معايا في المكتب وعرضها الجبار ليه ...تفتكري رفضت عرضها بقلة ذوق ولا بشياكه.....
قلبها بحديثه اللعېن..... همست باسمه ليتوقف
سالم.......
نهض وكد حضر الانفعال في كل خلايا به
وهدر بحدة مزقتها......
سالم إيه ..... لا
سبيني اكمل سبيني اقول ان
مراتي مش فارق معاها وجود واحده في مكتبي بتعرض عليه بدون مقابل ..مع العلم ان مراتي على خبر بكل حاجه من لاء ولا موضوع الثقه اللي مش قادره تستوعب اني بثق فيها
لسه فاكره اني ممكن اكدبها عشان ريهام او غيرها
طب ليه هكدبك لو فعلا مش بثق فيك زي مانت شايفه كده.... اتجوزتك
ليه هعترفلك بالمشاعر اللي بحسها ناحيتك بسرعه ديه ليه ...لو فعلا مش بثق فيك وهكدبك...ليه خليتك في حياتي وتمنيتك ام ولادي ......دا انت في مكان مفيش واحده قدرت توصله.... ضحك بسخرية....
وفي لاخر بتقوليلي خاېفه تكدبني....و زعلانه من اني بقول على تفكيرك عقيم بالعكس دا انا اختارت أقل كلمه من كلام كتير لو قولته ممكن يوجعك بجد ....
اطلعي نامي .....وبلاش أرجع اشوفك فى وشي
عشان معملش فيكي حاجه أندم عليها بعد كدهتريث برهة قبل يرمقها بحدة ثم خرج وتركها بعد ان رمى توعده
المخيف عليها ..
وقفت صامته كالجسد بلا روح..... و روحها غادرت
مع من تركها بعصبية ورحل...
ادخلي يابت .....ينهار اسود مين اللي عمل في وشك كده ياريهام.....هتفت خيرية بعبارتها وهي
اوعي يكون سالم اللي عمل فيك كده....
اومات لها بسخرية ....بمعنى ومن غيره
خبطت خيرية على صدرها پغضب...
وليه يعمل فيك كده ابن زهيرة
اخبرتها ريهام ماحدث....
صاحت خيرية پقهر....
ااه يابن الطب ويمين بالله ماانا ساكته لعمليه دي لازم اب.....
بترت ريهام حديثها بحنق...
وطي صوتك يامااا لو ابوي صحي وشافني كده هيبقى فيها سين وجيم ومش هخلص وساعتها
مسمست خيرية بشفتيها بامتعاض ومزالت تحتفظ
بڠضبها من سالم من ما فعله بوجه ابنتها....
لازم ابوكي يعرف لازم يعرف عمايل ابن اخوه فيك ..
ولم يروح يسأل سالم ليه عملت كده في بنتي
ساعتها سالم هيقوله على كل حاجه ....
هتفت خيرية بيقين خبيث ...
سالم مش هيفضحك انتي بنت عمه....
بس هيفضحني ادام ابويه ووليد لانهم اهلي واهله وانا مش عايزه حد يعرف اللى حصل ده ...
خبطت خيرية على فخذيها پغضب قائلة...
ااه ياناري ....ھموت وعرف مين بس اللي قال لي بنت الملاجئ دي على الموضوع دا احنا لسه كلامنا فيه مبردش....كلمتك بنهار وكنت بتنفذي بالليل مين بس اللي لحق يقولها بسرعه دي .....
اغمضت ريهام عيناها بتعب وهي تتحدث لإنهاء النقاش فجسدها اصبح ثقيل ولا تشعر بنفسها
بعد هذه الليلة اللعېنة......هتفت پحقد وتوعد
بعد مرور عدة ساعات في ركوب الخيل على الصحراء الخالية مع هذا الجو البارد ليلا ......
دخل من بوابة القصر بجسد ثقيل متعب ...
ولكن رغما عنه يفكر في هذه العنيدة الغبية ....غبية وستفقده يوما بسبب هذا الغباء الذي تحيا به .....ولكن بعد تفكير علم أنه أيضا تمادى معها حياة فعلت هذا لأجله حتى ان كان بطريقة خطأه... لكنها فعلت هذا لابعاد ريهام عنه وحتى يكتشف حقيقة ابنة عمه الغير مرئيه عليه لكنها لا تعلم ان تلك الحقيقة الذي كان يخفل عنها عمدا
حتى لا يزعج والده وجدته بنفوره الزاد الأبناء عمه...
حياة أخطأت ولكن على حسب تفكيرها تصرفت..
ابتسم ببطء حين تذكر صډمتها بعد ان قال عنها
عقيمة التفكير..... يعلم انها كانت تود حنون
وكلمات مواساة حانية منه بعد ان علمت
پحقد ريهام لها وترتيبه له حاډثة الدرج كان يود ان يبث الطمأنينة لها أنه دوما بجوارها وقادر على حمايتها من جميع من يحاول تفريقهم
البارت الثامن عشر
بعد مرور ساعة وفي منزل بكر شاهين...
نزل وليد من على الدرج يرتدي جلباب كحلي اللون
مصفف شعره للوراء ....ينفث سجارته بضيق وعيناه مسلطه على باب الخروج......
رايح فين ياوليد.....مش هتتغدى معانا سألته خيرية والدته وهي تضع طعام الغداء على المادة الكبيرة .....
نظر لها وليد ثم الى ريهام التي تجلس على مقعد
أمام الطاول المستطيلة....
لا مش عايز كلو أنتوا انا ورايا مشوار مهم.....
تحدث وهو يقترب من ريهام
مال عليها يسألها نفس ذات السؤال الذي لا يمل
من تكرره عليها من يوم ان خرج من المشفى.....
برضه مش ناويه تحكيلي سبتي بيت سالم ليه
وإيه السبب.......
لم تتوتر ولم تهتز لحظة واحدة أمامه في كل مرة يسألها نفس السؤال... اجابة بثبات وجمود تتميز
به دوما...
مفيش أسباب... اتخنقت من القعده في بيت عمك فرجعت بيت أبويه إيه غريبه دي.... وبطل كل شويه تسأل نفس السؤال ....
زفر بضيق.... فهو يعلم أنها لم تريح عقله بحديث صادق.....
تكذب عليه ويعلم ذلك... ولكن ماهو الشيء
الذي يجعل ريهام تدعي الكذب ....سأله عقله بتوجس..... نفض الأفكار بضجر وهو يخرج من
البيت فهو لديه الان موعد أهم من التفكير في
سبب مغادرة ريهام منزل رأفت شاهين....
اوقف سيارته في مكان شبه خالي من البشر تعتريه
رمال الصحراء والجو الصحرواي الطاغي من حولهم .....
وقف امامه هذا الرجل الذي كلفه وليد بمراقبة خوخة في تلك الحارة الشعبية الماكثه بها .....
ها عملت إيه يا ايمن ......
انا براقب اللي أسمها خوخه دي يجي من شهر زي ماحضرتك أمرت... وكمان راقبت رقم
تلفونها وسجلت كل المكالمات اللي عليه بعض ما رشيت صاحبي إللي حكتلك عنه ماهو ده يابيه شغال في شركة إتصالات وكمان هو اللي بيوصلي
كل يوم مكلمات البت ديه عن طريق النت...
زفر وليد بقلة صبر قال بضجر ....
ما تخلص ياخويه انت هتحكيلي قصة كفاحك اللي بتاخد عليها فلوس مني قد كده.... انا جيت اقابلك عشان أنت قولتلي في تلفون ان فيه حاجه مهمه حصلت إيه هو المهم اللي منزلني من البيت
عشانه... أنجز بقه...
اخرج ايمن هاتفه ومد يده قال وهو يتطلع على وليد..
اتفضل يابيه اسمع المكالمه ديه لسه صاحبي
بعتها ليه ظازه .......
مسك وليد الهاتف بتافف وفتح هذا المسجل لسماع محتواه.......
خوخة...
ايوه يابسنت وصلتي البيت.......
بسنت.....
ااه وصلت.... بقولك ياخوخه ..أنت خلاص قررتي تكلمي سالم بكره وتحكيله عن التسجيل ده..
خوخة....
ااه طبعا.... أنت نسيتي الفلوس ولا إيه....
بسنت....
لاء طبعا مش ناسيه... بس اوعي وأنت بتكلميها على تلفون يطلب منك تشغلي التسجيل ساعتها ممكن يعرف صوت الزفت اللي أسمه وليد وتروح علينا الفلوس.....
خوخة...
لا متقلقيش انا عارفه هعمل إيه كويس اوي وبعدين سالم أول مايعرف اني معايا التسجيل اللي هيعرفه مين هو إللي قتل اخوه وليه عمل كده هيوافق على طول يسلمني الفلوس وبعدين دول نص مليون مش حاجه يعني من اللي عنده..... سبيها أنت بس على ربنا....
بسنت...
يارب...ياخوخه.... الدنيا تضحك بقه في وشنا ولو مره واحده....
خوخة...
ان شاء الله يابسنت..... طب هقفل معاك انا بقه عشان نزله شغل في فرح كده قريب ويمكن أتأخر لنص اليل
بسنت
طب تمام هكلمك بليل....
انتهت المكالمة بنغمة اخترقت أذنيه بقوة ألمته لا
لم يكن صوت نغمة تنبيه انتهاء المكالمة بل الحديث الذي أستمع له.... ماذا سالم سيعرف حقيقة قاټل شقيقه ومن سيخبره خوخة..
وعن طريق تسجيل سجل له بدون ان يلاحظ
خائڼة... والخائڼة عقابها المۏت !.... وهي من حكمة
على نفسها بذلك وهو أسهل شيء عليه ازهق الروح
عن جسدها...... يدور الحديث داخله بلا هوادة وشيطان يولي له الحل الأمثل
وما أسهل من ذلك على قلوب اتت لتفسد في لارض قبل
رحيلها المكتوب !...
أبتسم وليد بتهكم ثم نظر نحو أيمن قائلا بنزق..
انت عارف اللي اسمها خوخه دي فين دلوقت.
رد ايمن وهو ينظر في ساعة يده....
المكالمة من حوالي تلات ساعات يعني زمنها دلوقتي في الفرح اللي قالت عليه......
تسأل وليد وهو يصعد السيارة في محل القيادة.... وأشار الى ايمن بصعود بجانبه.....
معاك عنوان المكان اللي فيه زفت ده....
صعد أيمن بجواره إجابة بعملية.....
ااه اعرفه واحد من رجالتي مستنيها هناك... بيقوم بمرقبتها مكاني يعني لحد ماراجع.....
نظر له وليد مبتسم باعجاب من ذكاء وتفكير
هذا الايمن الذي يسهل عليه خططه الحاسمة....
برافو عليك يا ايمن ...هي دي الدماغ اللي تستحق
تشتغل مع وليد بكر شاهين..... هتف اسمه بغرور
ولكن شعر آن الاسم ليس بهيبة هذا السالم... هتف بخفوت ساخرا....
حتى الإسم متنمرد عليه .....
نظر له ايمن باستغراب
بتقول حاجه ياباشا.....
اشار له وليد بي لاواكمل قيادة السيارة
لمسار
معين........
.......................................................
يجلسون على سفرة الطعام ....ويجلس رافت على راس مادة الطعام و راضية بالجانب الايسار على اول مقعد.... وسالم بالجانب الايمن مقابل لها... وحياة بجواره وبجانبها ورد ابنتها التي تاكل تارة بيدها وتارة تاكل من يد حياة .....
كان سالم ياكل بهدوء وهو ېختلس النظر نحو زوجتهالتي لم تضع في فمها الى معلقتين من الارز
من وقت ان جلسوا على مادة الغداء.....
ترك الملعقة التي ياكل بها ...ثم امسك بملعقة التقديم وبدأ يضع بعض الارز ولحم في طبق حياة
تحت انظار رافت والجدة راضية الذين ينظرون لبعضهم بابتسامة ذات معنى .....
لم يبالي سالم بوجود احد معه على نفس المادة..
قال لزوجته بأمر ...
ممكن تاكلي وتسيبي ورد تاكل براحتها ...البنت اتخنقت من تحكماتك في الاكل....
نظرت له حياة ومطت شفتيها بعدم رضا قائلة..
دي مش تحكمات ياسالم ده خوف عليها..انت مش شايف ورد عمله ازاي دي رفيعه اوي ياسالم ولازم
تتغذى......
....
يعني هي طالعه رفيعه لمين ما ليك ...انت
عارفه انت لو تزيدي شويه هتلاقي ورد هي كمان زادت...
نظرت له بشك وهي ترفع حاجبيها..
ياسلام .....طب هو اللي واضح من كلامك كده انك مش عجبك عودي الفرنساوي....
...
بصراحه عودك ياوحش لا يقاوم بس انا كل اللي عايزه منك انك تاكلي وتهتمي بنفسك... وزي ماانت خاېفه على ورد من قلة اكلها... انا كمان خاېف عليك من انعدام اكلك ياملاذي....فهمتي....
ابتسمت بسعادة تشرق وجهها الذي أصبح
بدأت تضع الطعام في فمها وتمضغه...
نظر هو لها بتراقب وحب... ولكن وجدها متذمره وهي تمضغ الطعام للحظة كاد ان يسألها ولكن كانت هي الأسرع حين اشارة الى مريم وقالت بهدوء...
معلشي يامريم هعذبك معايا ينفع تجبيلي
حتة جبنه قديمه من جوه ...عشان نفسي فيها من صبح وبصراحه نفسي مش جايه للأكل ده...
أبعدت الطبق من امامها على مضض وهي لا
تقدر حتى على النظر الى محتواه.......
نظرت لها الجدة راضية وهي تسألها باستغراب
من امته وانت بتاكلي الحوادق ياحياه....
وضعت مريم الطبق امامها وبعد الخبز الساخن...
نظرت حياة الى الجبنة الحادقة ذات
الون الأصفر يوازن لونها رمال الصحراء او
اغمق قليلا....
بدأت