ارمله حسن شاهين
مقعد.... وسالم بالجانب الايمن مقابل لها... وحياة بجواره وبجانبها ورد ابنتها التي تاكل تارة بيدها وتارة تاكل من يد حياة .....
كان سالم ياكل بهدوء وهو ېختلس النظر نحو زوجتهالتي لم تضع في فمها الى معلقتين من الارز
من وقت ان جلسوا على مادة الغداء.....
ترك الملعقة التي ياكل بها ...ثم امسك بملعقة التقديم وبدأ يضع بعض الارز ولحم في طبق حياة
لم يبالي سالم بوجود احد معه على نفس المادة..
قال لزوجته بأمر ...
ممكن تاكلي وتسيبي ورد تاكل براحتها ...البنت اتخنقت من تحكماتك في الاكل....
نظرت له حياة ومطت شفتيها بعدم رضا قائلة..
دي مش تحكمات ياسالم ده خوف عليها..انت مش شايف ورد عمله ازاي دي رفيعه اوي ياسالم ولازم
....
يعني هي طالعه رفيعه لمين ما ليك ...انت
عارفه انت لو تزيدي شويه هتلاقي ورد هي كمان زادت...
نظرت له بشك وهي ترفع حاجبيها..
ياسلام .....طب هو اللي واضح من كلامك كده انك مش عجبك عودي الفرنساوي....
...
بصراحه عودك ياوحش لا يقاوم بس انا كل اللي عايزه منك انك تاكلي وتهتمي بنفسك... وزي ماانت خاېفه على ورد من قلة اكلها... انا كمان خاېف عليك من انعدام اكلك ياملاذي....فهمتي....
ناصع واكثر حياة من أسمها بذاته..... العشق يفعل المعجزات العشق يولد حياة جديدة على يد سالم... سالم الذي حنانه....و اهتمامه ....وعشقه لها جعلها تتذوق نعيم الدنيا الحقيقي في قربه وفي أحضانه الدافئة....
بدأت تضع الطعام في فمها وتمضغه...
نظر هو لها بتراقب وحب... ولكن وجدها متذمره وهي تمضغ الطعام للحظة كاد ان يسألها ولكن كانت هي الأسرع حين اشارة الى مريم وقالت بهدوء...
حتة جبنه قديمه من جوه ...عشان نفسي فيها من صبح وبصراحه نفسي مش جايه للأكل ده...
أبعدت الطبق من امامها على مضض وهي لا
تقدر حتى على النظر الى محتواه.......
نظرت لها الجدة راضية وهي تسألها باستغراب
من امته وانت بتاكلي الحوادق ياحياه....
وضعت مريم الطبق امامها وبعد الخبز الساخن...
الون الأصفر يوازن لونها رمال الصحراء او اغمق قليلا....
بدأت تاكل منه بشهية مفتوحة تحت أنظار سالم المراقب افعالها باهتمام..... إجابة حياة عليها
قائلة بحيرة....
ولله ما
عرفه ياماما راضية انا عن نفسي مستغربه بس نفسي رايحه ليها اوي وريحتها مش مفرقاني
من الصبح.....
ابتسمت الجدة راضية وهي تنظر الى سالم
ماشاء الله معقول.... ممكن تكون حامل ياحياة...
اتسعت بنيتيها بعدم تصديق وهتفت بجملة
سريعة متهورة..... أشعلت قلب سالم الذي كان
قد نبع داخله فرحة عارمة اثار حديث راضية منذ قليل.....
حامل مستحيل طبعا.... لا مافيش الكلام ده انا اوقات كده نفسي بتروح على حاجات غريبه انا مش ببقى بكلها من الأساس .....
أكملت راضية طعامها بإحباط وهي تنظر الى أبنها
رافت الذي بدوره حول انظاره الى أبنه الشارد
وكأنه كور نفسه في عالم اخر عنهم......
كان سالم شارد في حديث حياة الغريب والذي وللأسف آلام قلبه من هذي الجملة الأولة التي
نطقة بسرعة وعفوية....حامل مستحيل طبعا
لم تكن العفوية شيئا سيىء الى انها صنفت في بعض الأوقات بطباع السيئه فقط لأنها عفوية حديث صادق لم يتزين قبل الخروج للبشر لذلك جملة حياة العفوية لم تكن إلا الصدق بأنها لا ترجح فكرة الانجاب منه.....
هل بعد كل شيء مزالت لا تشعر بالأمان بتجاهه مثلما قالت لريم عبر الهاتف في اول زواجهم
كانت تتحدث بكل هذي العفوية والإصرار عن رفض فكرة الإنجاب منه.... لكن السؤال الأهم هنا....
هل تاخذ شيئا ما يجعلها تتحدث بكل هذه الثقة والحسم الذي من الواضح أنها تفرضه عليه وتحرمه منه بكل انانية.....
كور يده پغضب من وسوسة شيطانه له بكل هذا المكر في الأحاديث ولتفكير والشك بها ولكنه....
داخله كان يقسم بصدق.....
ان كانت فعلا تتناول شيئا ما لحرمانه من اقل حق
له منها كم يقال طفل من صلبه..... ان كانت تفعل فهي وضعت نفسها امام قسۏة من لم يغفر
لها يوما فعلتها تلك معه !......
وضعت يدها على يده وابتسمت له بحب متأملة
وجهه الرجولي الشارد....
مالك ياسالم.... في حاجه مضايقك.....
هز راسه لها بلا ثم أكمل طعامه بصمت لا يريد
لهذا الشيطان التحكم به لا يريد ان يدمر ملاذه
بشك مشين وأفكار حمقاء فطفل سياتي يوما ما
وسيستحوذ عليها معظم الوقت.... سياتي
يوما ما لحياتهم لما العجلة والشك إذا !.....
يعلم انه يفر من الحقيقة او يكذبها ولا يريد البحث خلفها فاذا بحث واكتشف مايخشى تصديقه متاكد بعدها بل يثق انه سيدمر كل شيء وهي اول الأشياء التي ستنال الدمار حتما !.....
بعد ثلاث ساعات...
وقف وليد في مكان ما بعيد عن ضوضاء هذا الفرح الشعبي..... اتى عليه أيمن قال بجدية..
تحب نعمل إيه ياوليد بيه نخطفها ونجبهالك هنا مكتفه.....
اشعل وليد سجارته قال بأمر خشن..
لاء مش لدرجادي..... انا هحل الموضوع ده بنفسي أنت تاخد رجالتك وتمشي دلوقت... وتستنى مني اتصال كمان ساعتين عشان عايزك في شغل مهم لازم يخلص قبل مالنهار يطلع علينا......وكمان الصبح لازم تدور على البت اللي كانت بتكلمها في تلفون تعرفلي عنوان بيتها فين .....
هز ايمن رأسه بإيجابية....
اللي تامر بيه ياباشا..... بعد اذنك....
ذهب ايمن من امامه...... دلف وليد الى سيارته
وعيناه متربصة على المكان الذي ستخرج منه خوخة الآن...
بعد دقائق.... كانت تسير خوخة على رصيف الطريق الذي كان فارغا من البشر وسيارات تسير فيه بسرعة كان يسير بسيارته خلفها ببطء وتراقب وعقله ينسج له الف سيناريو بشع لتخلص منها .....
نظرت خوخة خلفها بتوتر وارتجف قلبها وهي ترى
مراقبة هذه السيارة منها ببطء وتتابع سيرها
بإصرار...... وقبل ان تلتفت لترى من بها.... وجدت
السيارة تسرع لتقف امامها مصدرة سرينة عالية
جعلتها تغمض عينيها پخوف.....
خرج وليد من سيارته ناظرا إليها ببرود ...
مستمتع بملامحها الطاغي عليها الخۏف وجسدها
الذي كان يرتجف بزعر واضح .... همس لها ببرود
مافيش حمدال على سلامتك ياوليد.....
فتحت عينيها ببطء وهي لا تصدق أن السيارة المراقبة لها منذ قليل بتسلط ليست إلا سيارة وليد ولكن لم فعل ذلك ولم هو هنا الان...
ايه
بتبصي عليه كده ليه هو انا كنت بايت فحضنك ولا حاجه دا احنا بقلنا اكتر من شهر ونص منعرفش حاجه عن بعض ...اي ده دا انا نسيت
ان احنا حتى مشفناش بعض من وقت اخر زياره
في المستشفى.... هو أنت زعلتي مني ولا إيه
ياخوختي......
بلعت ريقها پخوف لا تعرف لما كل هذا الارتباك ولكن حين تنظر الى عينيه الشيطانية الماكرة ...تتذكر معاد مقابلتها لسالم شاهين ولاموال التي ستحصل عليها.. تتوتر وخشيت ان يعلم وليد بغدرها له من خلال عينيها الزئغة خوفا....
تأهبت للحديث وهي تقول بتبرير...
انا كنت الفتره دي مشغوله وامي كانت تعبانه فا معرفتش ازورك و......
لم يسمح لها بالمزيد..... قال بنبرة هداه...
صدقه ياخوختي..... بس انا من رايي نكمل كلمنا في حته تانيه.... تعالي اركبي......
صعد السيارة وشغل وقود سيارته منتظر صعودها
كانت تسير للوصول الى سيارته ببطء وكأن احساسها بتذوق المۏت كان الأصدق وسط كل تلك المشاعر المتفجرة داخلها.....
دلفت الى السيارة وانطلق
هو سريعا بها....
وقف في مكان شبه خالي من الحياة حتى السيارات معډومة من المرور في
هذا الطريق نظرت له خوخة پخوف وسائلة بخفوت ....
هو احنا هنا ليه ياوليد.....
خرج وليد من السيارة واغلق الباب ليقف بمسافة بعيدة قليلا عن سيارته
يوليها ظهره وكان ضوء مصباح السيارة بتجاه ظهره مباشرة ....
خرجت باقدام ثقيلة ترفعهم من على الارض
بصعوبة.......نظرت الى ظهره الذي يوليه إياها
سائلة مره اخرة بتردد....
انت مش بترد عليه ليه ياوليد احنا هنا ليه في المكان المقطوع ده.....
الټفت لها في لحظة وهو يرفع يده امامها لتنظر پصدمة الى هذا السلاح الذي يشهر به أمام وجهها...
قال وليد ببرود ...
أنت كده أكيد عرفتي احنا هنا ليه صح....
ارتجف جسدها پخوف وهي متسعت الأعين پصدمة....
أنت بتقول إيه انا مش فهمه حاجه.... انت ھټموټني بجد.. طب ليه.....
ضحك بقوة وسخرية....وعيناه تنبع شرارة من الشړ الشيطاني نحوها و الذي جعلها تيقن ان الحياة انتهت بنسبه لها في تلك الدقائق المعدودة.....
اجابها وليد بسخط....
انت بتسالي ليه..... طب اسمعي كده....
شغل المسجل الذي بينها وبين بسنت.... لتسمع
حديث كلتاهما عن المسجل ولاموال الذي ستاخذه من سالم مقابل تلك الحقيقة الذي حتما ستجعل حبل المشنقة يتطوق عنق وليد.........
بعد ان انتهى المسجل قالت پخوف وهي ترجع
للخلف پخوف....
ااانا...... انا........ ياوليد كنت......
التوت شفتاه بامتعاض وهو ينظر لخۏفها بتسلي
وتشفي.... استند بظهره على سيارته وقال ببرود
كملي ياخوخه انا سمعك... التسجيل ده متفبرك صح وأنت فعلا مش مسجله ليه حاجه... صح
كلام ده
تصلبت قدميها فالارض ولم ترد عليه وبدات تفرك في يداها بتوتر وجسدها لم يتوقف للحظة عن الانتفاضة خوف من القادم.....
هدر بها بصوت عال...
متردي يابت التسجيل ده متفبرك.....
اقتربت منه ومالت عليه وهي تقبل يداه ودموع ټغرق وجنتيها وقالت بتوسل ...
ابوس ايدك ياوليد ارحمني بلاش ټموتني انا اهلي يضيعه من غيري......
مسك شعرها بقوة ليرفعها من على كف يده
لتواجه عيناه الحمراء ڠضبا ذات للهيب الشياطين
رد عليها بشړ..
متقلقيش ياخوختي على اخواتك وامك هم هيزروك في نفس الليله....
تقصد إيه...... سألته بتوتر
قلب عيناه بملل وهو يرد عليها بفتور غريب
يعني أنت خونتيني وسجلتي ليه اعترافي پقتل
حسن وأنا اكتشفت خېانتك يبقى طبيعي هحاول اتخلص منك ومن دليل اللي معاك ومن اي حاجه تخصك فمهتي يا..........خوختي.....
اڼهارت خوخة وهي تتوسل له پبكاء وخوف..
لا بلاش ابوس ايدك بلاش امي وخواتي الصغيرين هم ملهمش ذنب موتني انا انا اللي خۏنتك هم ملهمش ذنب ابوس ايدك.. ايدك بلاش امي واخواتي...
نفضها بعيدا عنه بنفور وقال باستعلاء وهو يهندم ملابسه...
اي يابنتي الافوره ديه... قرمشتي الهدوم...
نظرت له بزهول وكره كره نابع داخلها بفيض....
شهر سلاحھ امام وجهها الشاحب وهو يقول ببرود...
بصراحه أنت خدتي اكتر من وقتك وانا مش فاضي خالص للهبل ده .....
نظرت له پصدمة ولكن في لحظة تحركت قدميها لتركض من امامه بسرعة حتى لا تصاب من هذا
السلاح المھددة به..... ولكن بعد اربع خطوات
كانت تستقبلها الارض القاسېة تستقبل جسد
بلا روح فقد هربت روحها سرعان ما اخترقت
رصاصة سلاحھ جبهتها من الوراء.....
اقترب منها بعد ان سكن جسدها في مكانه...
ليقلب في ملابسها ليخرج كل متعلقات تثبت
هويتها حتى هاتفها المحمول اخفاه في جيب
بنطاله .....
صعد سيارته وهو يشغل إذاعة السيارة ويدندن باستمتاع وكان المۏت وازهاق الارواح بات الاسهل لديه ولافضل في بعد الأحيان......
خرجت حياة من المرحاض وهي تجفف شعرها
بعد ان اخذت شور بارد...... وقفت أمام المرآة
لتكمل تجفيف وتمشيط شعرها الأسود...و تطلعت
الى صورتها عبر المرآة وصورة سالم الذي يجلس خلفها نسبيا على حافة الفراش يريح ظهره
للوراء ممسك هاتفه بين يداه يعبث به باهتمام.... ظلت تتأمله بحب وهيام من هذه الوسامة الرجولية
الذي يتميز بها حبيبها عن غيره ....
لكن شد بنيتاها وتركيزها عليه انه يجاهد