الأربعاء 27 نوفمبر 2024

غيوم بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 39 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز


لخص الحياه كامله فعندما نشعر بالامان نستطيع الشعور بالحب وبالرغبه وبمباهج الحياه جميعها...
علمت الان ما ينبغي عليها فعله في حياتها القادمه كى تعيد التوازن اليها فكتبت رساله اخري الي عمر تكمل ما بدئته الرساله الاولي التى ادت غلطة ارسالها قبل ميعادها بيوم واحد الي العديد من الاحداث الرائعه ...
تدابير القدر تدخلت وصممت حادثتها بشكل مهما حاول الانسان تخطيطه لم يكن ليصل الي تلك النتيجه ابدا 

اما الان فسترتدى الفستان الجديد لتحضر به زفاف شقيقها وشقيقتها...فستان اسود جديد مثلها تماما ..سترتديه اليوم وهى تعلم انه يحمل تصميم نوف التى ابدعت في تصميمه وارسلته اليها لتعوض اخر اسود رفضت ارتداؤه بتكبر ...
اشفقت كثيرا علي نوف ولكن ليس بيدها شيء وتمنت ان تصادف صاحبة القلب الملائكى الحب الحقيقي يوما ما ولكن بعيدا عن عمر .... 
وكأنهم لا يزالوا لا يصدقون معجزة بقائها علي قيد الحياه ...دخولها
الي الزفاف الفخم وهى تتمسك بيد عمر كان معجزه بكل ما في الكلمه من معنى عندما شاهدوها تطعن في القلب
كانوا اكيدين من ۏفاتها ولكن من رحم المۏت ولدت الحياه ...وليس حياه واحده فقط بل اثنتين...
خالها سعيد ترك المهجر نهائيا وعاد بأولاده بعد حادثتها ..علم انه يخسر كثيرا وخصوصا ان والدته اصبحت في فترة العد التنازلي وان ما فاته بعيدا عنها كان كثيرا جدا ..وبعودة فريده الي الحياه وعودة سعيد.. شريفه كانت وكأنها عادت الي الوراء سنوات فكانت في اتم صحه وعافيه في الزفاف ..
رؤيتها للسعاده الخالصه ترتسم علي وجوه العرسان اسعدتها هى الاخري ونظرت الي عمر بتفاؤل ..ۏفاة والدها منعتها من اقامة حفلة زفاف كبيره وعمر اليوم حرص علي اهداء العرسان اكبر قاعة زفاف ...
حتى يوم فرح اسيل لم يكن الفرح خالصا مثل اليوم فقد انقشعت اخيرا كل الغيوم وسطعت الشمس لتظهر قوس قزح يلون ايامهم القادمه بأروع الالوان .. عروستان خلابتان في ثوبهما الابيض الرائع زينتا القاعه ليس فقط بجمالهما المميز ولكن ايضا بسعادتهما التى رجت القاعه بأكملها ... 
والجميع وجه انظاره الي احمد ليقولوا ... عقبالك ..الدور عليك من كان ليتخيل ان تمر سبعة سنوات ويتغير فيهم الحال وينعم احمد بكامل صحته والفضل لعمر ..لديه عمل جيد في مكتب محاماه شهير وصحه جيده جيدا والاهم قلب ناصع البياض ... 
العديد من الاعلانات المتتاليه تلت اعلان خالهم استقراره النهائى في مصر وتركه للمهجر ... كأسيل التى تمسكت ببطنها بخجل وهى تنتنظر منهم ان يفهموا بدون الحاجه الي كلماتها وتختفي خلف زوجها من الخجل ... 
اما عمر فنهض فجأه وامسك الميكرفون ليعلن علي الملاء ...تجربته في انقاذ فريده اعطته حافز ...في بلده يستطيع العطاء وانقاذ الارواح حتى لو الدخل لم يناسب طموحه ومكانته كطبيب... انتباه يا عيله ..انا قررت مش هسافر هكمل حياتى في بلدى وسط عيلتى ...مش ممكن اكون السبب في دموع رشا هى جايه معايا مجبره وانا خلاص يا رشا مش هسافر 
لا شيء يماثل تجمع العائله ...تذكرت ايام طفولتها عندما
كانوا يجتمعون في المصايف ...اعتادوا قضاء اسبوع سنويا في الاسكندريه في فيلا كبيره تجمع الجميع علي شاطىء البحر مباشرة ... يسهرون سويا ويتناوبون النوم لقلة الاسره ويجتمعون في حديقة الفيلا الصغيره يجهزون للشواء كل ليله.. واليوم شعرت بنفس شعورها في الماضى .... 
ان اوان اعترافها لعمر بحبها ...حذرها من قبل من نطق تلك الكلمه لكن الان لا يشبه بأي شكل ما كانا عليه منذ
اسابيع فقط .... 
اخرجت رسالتها من حقيبة السهرات السوداء الصغيره التى تحملها ... ستعطيها لعمر الان فالوقت مناسب جدا لطى صفحة الماضى ...استقالتها واعتذارها الرسمى عن البعثه بالتأكيد سيصلا في اقرب وقت الي رئيس القسم وعميد الكليه وقرارها اصبح رسمى فور ارسالها لتلك الرساله الهامه التى اعادت ترتيب اولوياتها بها ...
اخر رساله ستعطيها لعمر وهى التى سوف توصل اليه ما تشعر به في داخلها ...
تطلع الي الرساله بتوتر ...قال هامسا .. القهوه كفايه ولا اطلب سم
ضحكت بدلال لم تمنحه اياه من قبل جعله يفقد الباقي من عقله وقالت .. الشربات يكون تمام...
انتظر حتى ارتشف اول رشفه من قهوته ...انه لا ېدخن بإنتظام لكنه الان بحاجه الي حړق
شيئا ما يساعده علي اخراج توتره ..كان يعلم ان تلك الرساله هى الفيصل في حياته ... اشار الي النادل الذى حضر
علي عجل.. هاتلي سېجاره حالا 
فريده نظرت اليه بعتاب لكنها تغاضت عن طلبه ...سيكون لديها الوقت في المستقبل اذا اراد الله وستمنع عنه ذلك الاذى ولكنها الان تتمنى ان يقرأ رسالتها التى فشلت في ايصال ما فيها من مشاعر بلسانها ....
قال بسم الله الرحمن الرحيم وفتح الرساله التى فيها نتيجة اختبار حياته كلها
قرأ بترو وبعينيه فقط فلم يجرؤ علي النطق ...
سأثبت لك اننى احبك 
الي سندى وسبب تمسكى بالحياه ...اكتشفت ان الرسائل طريقه مثاليه للتعامل معك ..ربما تأسرنى جاذبيتك ويغيب عقلي عندما تكون بقربي فأتلبك وتغادرنى لباقتى الطبيعيه لاعود طفله تتلعثم امامك كما كنت افعل دائما وانت تعلمنى الكلام ..
لاربع سنوات كامله وانا اراجع تصرفاتى واؤنب نفسي.. ليس لاننى فقدت حبك كما تظن ..بل كنت اؤنب نفسي لانى كنت من الغباء بحيث لم ادعك تعلم اننى احبك وحرمت نفسي من متعة التعبير ..التعبير عن حبك متعه خالصه تتركنى في حاله من النشوى تفوق تناول المخډرات بمراحل .. واحتاج فقط الي الوقت كى اثبت لك اننى احبك واستحقك ..
لن اقبل ان اعود واستقبل حبك الا اذا كنت ندا لهذا الحب ..وانا ندا له ولكن احتاج فقط لاثبات ذلك ..سأقضى الباقي من عمري في محاولة اظهار حبي لك ..خلال السنوات القادمه سيحل دوري انا في العطاء ...
العشق له اصول تعلمتها جيدا واهم اصوله هى المساواه ..لا يوجد في الحب قانون يفرض علي طرف العطاء بلا مقابل كما كنت تفعل ..لكن الامر المدهش انك معى انا لم تكن تعطى بلا مقابل ..فقط كنت اعجز عن ايصال ما اشعر به لاننى كنت اخشي من فقدان الهويه التام معك ..انت بنفسك اخبرتنى يوم عقد قراننا اننى احبك بطريقه تختلف عن طريقة حبك لي .. الحق كان معك ..كنت فقط احتاج الي الشجاعه للاعتراف بذلك وحينما ادركت ذلك للاسف كان الاوان قد فات فقد اكتشفت انى احبك في اليوم الاخير من عدتى وانا انتظرك بشوق لتعيدنى اليك كما كنت تفعل دائما .. انت احببتنى بطريقه جعلتنى انانيه وغبيه فلم ابادر انا بالاعتذار عن كلمات نطقتها فقط بلسانى دون قلبي لاخرس حيه كانت تريد سماع تلك الكلمات .. فقط نطقتها لاخرسها وامنعها من قول المزيد ..كنت اريدها ان تقتنع اننى اعنى تلك الكلمات فتكف عن بخ سمها ..ضعفي وسلبيتى وغبائى جعلونى اخسرك ولكننى وعيت درسي ومن الان سأحارب لاجلك ..من اجل الاحتفاظ بك وسأغرس اظافري في وجه اي انثي تحاول الاقتراب منك..قطتك الجديده شرسه لذلك اخبرك من الان كى تأخذ حذرك .. عندما تقترب من المۏت جدا كما اقتربت انا تتغير كل قناعاتك ..تصبح انسان جديد بفكر عميق ..اريدك بكل ما فيك بصفاتك السيئه قبل حسناتك ..
تملك اموال او لا تملك ..عدت سمينا او ظللت رشيقا لن يفرق معى ذلك .. فأنا اسعى خلف قلبك الذي لن اسمح له بحب اخري غيري
ابدا...
سنوات الفراق وتجربة المۏت جعلتنى فريده جديده ...فريده تحبك بلا اي غرض... فقط اريد ان اسمعك تقول حبيبتى كما كنت تقولها وانا في غيبوبتى ..اريد ان اعود مدللتك المحظيه فأنت دللتنى كطفلتك واحببتنى كعشيقتك واحترمتنى كوالدتك وحميتنى كأخى الكبير فلم اشعر بالامان الا في ...ثم عاقبتنى كطفله مشاغبه واعدت تربيتى من جديد...
ان اتخلي عن حلم زائف في مقابل حلم حقيقي مكسب لي ..
عمر انا
تخليت بكامل ارادتى عن عملي بالجامعه وعن بعثتى ...لا للمزيد من الشهادات التى لن احتاجها بعد اليوم فقد حصلت علي اعلي الشهادات في الكون وهى قسيمة زواجنا وشهادة ميلاد طفلنا الذى اعلم انه سيقاوم وسينجو بإذن الله...
من اليوم انا زوجه وام فقط ...زوجه كل همها ارضاء زوجها والاهتمام بمنزلها الذى سيكون جنتها ...سأنتظرك يوم ولادتى لتعيدنى الي منزلنا نفسه وسأعوضك فيه عن كل لحظات الالم التى عانيتها بسببي ...
اسمح لي بالابتعاد تلك الشهور واخطبنى فيهم من والدتى لنبدأ مجددا بدون أي ماضى قاسې ...ومن اليوم وحتى يوم ولادتى ان
لم تقتنع اننى احبك فقط لشخصك اذن لا تعود الي.. فحينها لن اكون استحق حبك ....
الان تجرأت ووقعت بإسم عزيز علي قلبى .... زوجتك
رسالتها
قلبت عقله وقلبت كيانه حتى انه جذب فريده من يدها ليعيدها الي الزفاف بدون ان يحاسب المقهى والنادل حاول اللحاق به قائلا ... الحساب يا فندم ...
ولكن مديره استوقفه قائلا ... سيبه ده عمر بيه شريك الفطيم اللي حاجز قاعة الفرح ....
وعمر تقريبا حملها من علي الارض وهو يسرع بها الي القاعه ليعلن 
للجميع بدون أي مقدمات ... انتباه يا جماعه انا كمان عندى اعلان ... انا خلاص قررت اصفى كل اعمالي في الامارات ومش بس كده هفتح مستشفي وكلنا نشتغل فيها ...عمر ومحمد وفريده وانا وحتى رشا ونور واى حد من العيله يحب هينورنا وهيساعدنا ...ثم نظر الي جدته وهو يقول وهنسميها مستشفي الشريفه ....ودى هتبقي مستشفي خمس نجوم في الخدمه وأسعار بسيطه جدا ...
فريده هزت رأسها برفض... عمر ..انا خلاص مش هشتغل ...انا من هنا ورايح ست بيت بس
كان دور عمر هذه المره ليهز رأسه ولكن بإستنكار ...امسكها من كتفيها بحنان وركز نظراته علي عينيها الحائرتين ... فريده انا عمري ما طلبت منك تسيبى شغلك ...نجاحك بيسعدنى ..احب اشوفك ناجحه وقويه..مع كل شهاده كنتى بتاخديها كنت بفرح كأنى انا اللي اخدتها ...
الجميع اختفي من حولهما ...فجأه اصبحا في عالمهما الخاص ... فريده يوم مناقشتك انا كنت سعيد جدا ...فخور بيكى وبنجاحك ...حتى علي الرغم انك كنتى بعيده عنى لكن انا دايما اتمنتلك الخير ... 
يا الله كم هو رائع عمر محب وحنون وقوي ...اى انثى غبيه لا تتمنى ان يكون هذا هو رجلها.... عمر انا استقلت خلاص والموضوع نهائى... حبيبتى مش شغلك هو اللي كان بيبعد بينا ..لا البرود اللي انتى كنتى بستخبي وراه هو اللي دبحنى ...يكفينى نظرة حب واحده اعيش عليها لاخر يوم في عمري...وبعدين يعنى انا هلاقي دكتورة اطفال اشطر منك فين عشان تعالج اولادنا ..انا مش هثق في أي دكتور غيرك ... عمر ... عمر انت فعلا عاوز الطفل ... ياه يا
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 40 صفحات