روايه بقلم سهام العدل
مدى نقائها ولكنه هو دائما الذي يهدم كل جميل بينهما ولكنه من الآن سيكون كل إهتمامه في إصلاح كل ما أفسده منذ أن تزوجها حتى الآن.
انتهى الحفل وعادت برفقته إلى شقتهما الصغيرة ولكنها ممتعضة على حاله فهو منذ مغادرة ياسر وأسرته الحفل وهو عابس الوجه وبعد عدة محاولات تسأله فيها عن سبب حزنه أجابها بما حدث وشعوره بالذنب فما كان يجب عليه أن يخبر أخيه وحاولت أن توضح له أنه لم يخطئ وقد حدث ما حدث ولكنه لم يقتنع وها هما عائدين الشقة وهو على هذا الحال أرادت المرح لتخفيف عنه فخلعت حذائها ذو الكعب العالي ورمته وهي تزفر وتقول
ابتسم لها وهز رأسه دون ردورفعت إصبعها في وجهه وهي تقول بس ده ميمنعش إني ست البنات ومفيش واحدة بجمالي
ابتسم إبتسامة جانبية وقال لها امشي يابت مش عايز ۏجع دماغ
اعتدلت واقفة تهز كتفها وتقول بعنجهة أنت طايل أكون معاك انت الخسران أما اروح أغير الفستان الشيلة ده
ابتسمت بإنتصار ثم أخفت إبتسامتها والتفتت له تقول تدفع كام
ابتسم وخبط كفيه ببعضهما فكررت جملتها اخلص وقول تدفع كام ما كله بتمنه أنا بنام ف سريري براحتي افرد رجلي افرد دراعي مخدتي محدش له حاجة عندي إنما آجي اتزنق جمبك وأضحي بحريتي وأنا نايمة يبقى لازم يبقى فيه تمن
احمر وجهها وذهب قناع القوة التي كانت تتحدث به منذ لحظات فأخرج من ذلك قائلا إيه ده إيه ده متقوليش إنك بتتكسفي زي بقيت البنات أنا يابنتي اقتنعت ورضيت إني متجوز واحد صاحبي
رفعت بصرها له ونظرت له بغيظ وردت عليه بإنفعال خلاص ابقى شوف مين اللي هينام جمبك يااا ياصاحبي ثم غادرت بخطوات منفعلة بينما هو وقف يضحك عليها حتى دخلت غرفتها.
بدلت ملابسها وجلست تفكر كيف تتحجج وتذهب إليه دون هدر كرامتها تبتسم على مزاحه الذي أصبحت تعشقه رغم أنه يمس أنوثتها أحيانا ولكنه يضفي على الجو بينهما المرح بعد تلك المشاكسات وبينما هي جالسة سمعت صوته يناديها مستغيثا.
ووضع كفها على قلبه وقال مداعبا لها قلبي بيوجعني ف بعدك ياسدرة
تحولت اللهفة إلى ڠضب ورفعت كفها وضړبته على كتفه تقول بغيظ حرام عليك ياأخي وقعت قلبي
ابتسم لها حتى أجلسها على فخذيه وقال هامسا في أذنها سلامة قلبك ياقلب قلبي
رد عليها ماأنتي ڠضبت مني ومجتيش تنامي هنا
همت أن ترد عليه وهي تنظر في عينيه ولكن ذلك الشديد بينهما قطع الكلام على لسانها وأخذها لعالم آخر سابحة في تلك العينين الساحرتين وتلك الملامح التي تأسر ورائحته التي تتغلغل داخل روحها.
هو الآخر كان بأمس الحاجة لذلك فقد اكتفي بعدا عنها فهو لشهور طويلة يحارب نفسه ورجولته حتى لا كذلك اكتفي الروحي منها فقط حتى يتأكد أنه يوم أن يقترب منها جسديا سيرمي الماضي بأكمله خلف ظهرهسيبدأ معها حياة جديدة قادر فيها على إرضاء رجولته التي أهانتها سابقا سيشبع تلك الرغبة التي تتأجج بداخله كلما نظر في تلك العينين البندقيتين وتلك الشفاه التي تستفزه دائما لإلتهامهما صوتها الهادئ أخبرها أنها تبادله نفس المشاعر الآن عندما سألته بهمس أنت إزاي حلو كده
رد عليها وهو يبتسم لها بحب وعينيه تلتهمها بإعجاب زي ما أنتي عينيكي اللي بلون البندق دي تسحر وخدودك اللي شدتني من اول مرة شوفتك فيها اللي كل ما أشوفها بحس إني عايز أستطعمهم لحد ما أشبع منهم
كل كلمة قالها كانت تبعث حرارة تشعل جسدها وكل نظرة من عينيه كانت ترفع نبضات قلبها حتى جعلت صدرها يعلو ويهبط من
عدم إنتظام أنفاسها.
واستنشق بإشتياق وهو يقول بهمس ريحتك دي بتسكرني
تقف أمام المرآة تنزع دبابيس حجابها بينما هو خلع سترته ووضعها داخل خزانة الملابس ثم استند عليها يراقبها عن بعد وهي تفك حجابها عشرون عاما مروا علي ارتباطهم وهو لم يرى إمرأة أجمل منها قط بل كل يوما تزداد جمالأ في عينيه كل يوم يتيقن أنه تزوج بأفضل إمرأة في العالم لم يندم يوما على إختيارها لتكمل معه حياته وتكون رفيقته في السراء والضراء بل دائما جعلته فخورا بإختيارها فقد امتلكت من الميزات مالم تمتلكه غيرها من النساء فقد كانت على قدر كبير من الجمال والحكمة والحنكة والعطاء والحنان والمودة لذا هو يجد نفسه محظوظا بها.
سار بهدوء حتى وقف خلفها وهي تقف مبتسمة له أمام المرآة بعدما انتزعت حجابها من على شعرها ثم بحب ويقول كل يوم حلاوتك بتزيد تعرفي إنك كنتي أجمل واحدة النهاردة
وهي تبتسم وتقول بحنان أنت اللي أجمل حاجة حصلت في حياتي يا مراد أنا بحمد ربنا كل يوم أنه رزقني برجل جمبك يفضل سند ليا طول العمر
استدار حتى وقف أمامها ورفع كفيه بهما وجهها ويقول أنا بتنفس بوجودك يا ياسمين ثم بحنان فمالت تلقي رأسها على صدره فأنزل إليه ويقول أظن اطمنتي كده على إخواتك النهاردة بجواز يمنى
ردت عليه وهي تنعم فعلا الحمد لله أول يوم أحس بإرتياح ورضى كده اطمنت عليهم كلهم وتذكرت حينها نظرات ياسر التي كانت تأكل غصون طوال تواجدهما وعلمت أنه أخيرا رآها كزوجة وإمرأة له كما أنها رأت السعادة والألفة والتناغم في علاقة آسر وسدرة ونظرات العشق بينهما أثناء رقصهما معا ويمنى التي أخيرا تزوجت يوسف واجتمع حبهما خلف باب مغلق عليهما.
رفع وجهها مراد وقال لها بحماس إيه رأيك بقى في أسبوع عسل نقضيه سوى بعيد عن الناس كلها نبقى فيه لوحدنا
نظرت له بحيرة وقالت طب وجنى وفادي
رد عليها جني إنسانة متفاهمة وعارفة مصلحتها وهي مشغولة بدراستها زي ما انتي شايفه وفادي عنده معسكر مع فريق النادي لمدة أسبوع
ابتسم له بدلال وقالت دا أنت مظبط كل حاجة
انزل يديه يرفعها كطفلة صغيرة بين يديه وينظر لها بحب بينما هي رفعت يديها وتبتسم له بعشق قائلة بحبك لآخر نفس ف عمري يا مراد
استيقظت و جمعتهما الحياة بعد عناء وأصبحت زوجته تتذكر عندما انتهى حفل الزفاف ليلة أمس وعاد بها إلى بيته الكبير برقة وحب يدخل بها المنزل وهو ينظر لها بإمتنان وسعادة كما أنها لم تنسى دموعه التي انهمرت بعد جلوسهما سويا يتناولان الطعام وهو يتذكر أمه ويتذكر كم تمنت ذلك اليوم الذي تصبح زوجته فيه حينها نهضت كطفل صغير كما ابتسمت عندما تذكرت تلك اللحظات التي لم تنسى أبدا وهي أول لحظات جمع بينهما فراش واحد لقد عاملها بمنتهى الحب والحنان والرقة وهي الأخرى تاهت معه في عالمه وسبحت معه في بحور عشق أبدي جمعهما إلى الأبد.
فتح عينيه وجدها تتأمله بحب بعينيها الخضراوتين فابتسم لها التي مازالت على صدره بحب وقال صباح الخير على أجمل عيون ف الدنيا
ابتسمت له بعشق وردت عليه صباح الفل ياقلبي
رفع ويسألها أنتي صاحية من زمان
ردت عليه بإبتسامتها لا بقالي شوية صغيرة
نظر لها بإمتنان وقال شكرا يا يمنى شكرا إنك جمبي ومعايا شكرا إنك وافقتي تكون دنيتي بعد ما بقيت فيها وحيد
رفعت يدها تكررها على وجهه بحنان وترد عليه شكرأ يايوسف للقدر اللي رغم قسوته كان سبب أنه يجمعنا سوى من تاني شكرا ليه لأنه خلاني ارجع للحب الوحيد ف حياتي شكرا لأن رجعت اتنفس في وجودك معايا أنتي كل ماليا يوسف
التي تتجول على وجهه الآخر وقال ربنا مايحرمني منك أبدا يا يمنى
ردت عليه ولا يحرمني منك يا عيون يمنى قوم ياللا خلينا نفطر
نهض قليلا ومال عليها وظل يتأمل ملامحها الجميلة بإفتتان وانخفض بعاطفة وهو يقول بهمس المتقطعة أنا برضه بقول إني محتاج أفطر بالمربي على عسل دي
هي الأخرى اشتعلت الرغبة داخلها من أثر الحارة فرفعت وجهه وتشاركه الحارة قبل أن تغوص معه في أعماق عشقه الحارق لتلك الجميلة البيضاء.
مر أسبوع كامل وهي تتعمد تجاهله فقط تنهض صباحا تعد الولدين للذهاب إلى الروضة وتجهز الفطور له ثم تضعه على الطاولة وتصعد لغرفتها حتى يفطر ويغادر المنزل ومعظم الأحيان يترك الطعام دون مسه ويغادر وعندما يعود تعد الطعام له وتذهب من أمامه تجلس في
غرفتها على الرغم من الحياة في المنزل أصبحت باردة خالية من الحياة إلا أنها سئمت الأوجاع ودائما لا ينتج عنه غير صدمات وخذلان وأوجاع مزمنة لا يزول ألمها.
هو الآخر سأم تلك الحياة فعاد البيت يخلو من الحياة كما كان بل تلك المرة الۏجع أكبر بداخله فقد طعنها في قلبها أكثر من مرة بل وبدلا أن يكون مرهما لچروحها وندوبها القديمة فتحها هو بكل قلب بارد وجعلها ټنزف من جديد بۏجع أشد من قبل هو تركها ذلك الأسبوع وهو ېحترق في داخله فبعدها عنه كان أكبر عقاپ له لم يكن يتوقع يوما أنها ستمثل له كل تلك الأهمية أي أهمية بل أصبحت له حياة تشغل تفكيره طوال اليوم وهو في عمله وعندما يعود يبحث عنها بعينيه حتى يراها فقط يكفيه حاليا أن يراها ويطمئن أنها ما زالت بجواره اكتشف أنه كان يحتاجها أكثر من ولديه هو كان في أمس الحاجة لكل الإهتمام والرعاية والحنان التي أغرقته بهم الفترة الماضية ولم يشعر بذلك النقص الشديد إلا عندما تجنبته فقد حينها كل الإهتمام التي أغدقت به عليه منذ أن حلت هذا المنزل.
ولكنه اليوم قرر أن يغير تلك الحياة مهما كلفه الأمر فخرج من غرفته على موعده وهو عازم على عدم الذهاب للعمل اليوم هبط الدرج وتناول قليلا من الإفطار التي اعدته له ثم صعد مرة أخرى إلى غرفته ورمقها نظرة شاملة يتأمل تلك الصور التي كانت له ونيسا لأشهر طويلة حمل كل الصور التي تذكره بالماضي ووضعها في صندوق كبير ثم هبط به للأسفل وأزال الصور الموزعة في الطابق السفلى ثم ذهب إلى غرفة مكتبه وازال كل الصور فيها حتى حمل الصورة الكبيرة التي كانت على
الفصل الأخير
ولكنه اليوم قرر أن يغير تلك الحياة مهما كلفه الأمر فخرج من غرفته على موعده وهو عازم على عدم الذهاب للعمل اليوم هبط