علي حافه الهاويه. سما سعيد
اليوم اجازة
آيات هامسة عيان
وبعد ثوان وجدوا إياد يغادر حجرتة ويتوجة اليهم
انقبض قلبها بشدة وهى تراة يقترب اليهم
بوجهة البشوش الشاحب بعض الشئ
فأبتسم بدر قائلا حمد الله ع السلامة
ايوة كدا قوم وفرفش وبلاش الرقدة دى
فسألتة رقية قائلة هاة ياحبيب ماما حاسس بأية دلوقت مش احسن
عندما سمعت صوتة المرهق وهو يقول الله يسلمكم
احسن الحمد لله انا بقيت كويس عن الصبح
فقال بدر بجدية طب اسيبكوا انا بقى واروح اصلى الظهر بالجامع
وبعد مغادرة والدة طلب إياد من والدتة ان تعد لة بعضا
من حساء الخضار الساخن
فنهضت آيات على الفور لكى تعدة هى وتترك رقية تستريح
وانة يحب ان يتناولة من صنع يديها
فغادرت رقية الى حجرة الطهى لتعد الحساء الى ابنها
فاغتنم إياد فرصة تواجدهم بدون رقيب فتحدث اليها قائلا
كويس اننا بقينا لوحدينا
فذاد انقباض قلبها اضعافا بعد سماع جملتة
فأردف إياد حديثة قائلا بصوت خفيض لكى لا
تستمع والدتة لما سيقولة
وعرفت انة مش مسافر وهو حاليا قاعد عند رمزى زميلة
فتنهدت آيات بإرتياح وشعرت بالطمأنينة عندما
علمت بنواياة الحسنة فإستغفرت بداخلها ومن ثم تحدثت قائلة
اة ماانا عارفة كل حاجة
إياد باندهاش عارفة طب عرفتى منين
آيات بنبرة حزينة هو عرفنى قبل ما يمشى وقاللى انة هيرجع بعد ما يهدى
اومأت آيات بالايجاب دون النظر الية
فقد كانت تتجنب ان تلتقى عينيها بعينية
فيكفى صوتة الذى يجعل خفقاتها تتلعثم ونبضاتها تتسارع
فتنهد إياد بعمق ومن ثم قال ربنا ييسر الامور
ومن ثم اسطرد مستفهما طيب ياترى اتصل بيكى ولا حاجة
ابتسمت آيات بفتور قائلة لاء لاسف متصلش لانى معنديش موبايل
ف الزمن دة مش شايل موبايل
دى ملك بنت اختى اللى عندها ست سنين معاها اي فون
فأبتسمت آيات بفتور من خلف نقابها قائلة اوامر اخوك الله يهدية
فتيقن إياد مقصدها وقال اةةة بس بس انا كدا فهمت
الاستاذ مانعك من الموبايل حتى التليفون الارضى منع دخولة شقتة
ومن ثم اومأ بالنكران وهو يقول كل دة بسبب الغيرة
آياد منافيا بإستياء لالاء متوصلش لكدا
آيات بحنق لاء وصلت وانت عارف كويس
كاد ان يرد عليها الا انة تلعثم وغص لعابة وانتابتة
حالة من السعال الشديد
وعندما وجدتة آيات بتلك الحالة
نهضت على الفور والتقطت كوب الماء المتواجد آعلى المنضدة
التى تتوسط الحجرة وقامت بإعطاءة إياه واثناء تناولة
كوب الماء من بين يديها تلمست آناملة بأناملها دون قصد منة
ففزعت وانتابتها قشعريرة تمددت الى طول عمودها الفقرى
ابتسم اليها بود بعد ان ارتشف نصف الماء
المتواجد بالكوب الزجاجى وشكرها بشدة
فإغمضت عينيها بقوة واصرت على اسنانها بإمتعاض
ومن ثم تحدثت بخفوت مؤلم قائلة بعد اذنك والف سلامة عليك
إياد بصوت مبحوح الله يسلمك اتفضلى
هرولت من امامة بخطى واسعة ودلفت الى حجرة الطهى
واستأذنت من والدة زوجها ان تصعد الى شقتها
فأذنت لها رقية بكل محبة
داخل شقة مصطفى العطار
نزعت نقابها وعباءتها وظلت تزرع اروقة حجرتها هرعا
وهى تفكر فيما حدث منذ قليل
لماذا شعرت بكل تلك المشاعر لماذا تندفع تلك الهواجس
وتقفز الى مخيلتها نظرت الى اناملها التى تلمست اناملة
ومن ثم هرولت مسرعة وقامت بغسل يدها بالماء والصابون
وهى تشعر بالنفور ظلت تبكى وتبكى بدون توقف
خرجت وتوجهت الى حجرتها وظلت تفكر
لماذا راودها ذالك الحلم المفزع
هل لكونها ظلت بداخل المرسم الخاص بة ليالى طوال
ام لانها صرحت بينها وبين حالها انها تحبة وقد تمنتة زوجا لها
هل هذا هو السبب لا بل تكاد تجزم انة انظار ما
اعصار ما قبل العاصمة فتمتمت بخفوت قائلة
انا مش ممكن اقعد ف البيت دة بعد النهاردة
انا بنهار بنهار ومحدش حاسس بية
انا لازم امشى مش هستنى لما البيت دة ېخرب بسببى
مفيش حد فيهم يستاهل اللى هيحصل
هتفضل لامتى شخصيتى مخفية عنة
ولو عرف هكون السبب پتمزيق العلاقة بينة وبين اخوة
ومن ثم اسطردت مرتبكة وال والحلم اللى حلمتة دة
اللى من ساعتها وانا حاسة انى مش على طبيعتى
وخصوصا وانا بتكلم معاة
مشاعر غريبة بټقتلنى ف كل لحظة كل اما بسمع صوتة
كل اما ببصلة كل اما بشوف ابتسامتة كل اما بيتكلم معايا
لاء لاء خلاص انا همشى من هنا انا لازم اطلق
وابعد عن البيت دة واعيش ف حالى
انا مش ممكن اغلط ف حقهم ومستحيل اغلط ف حق نفسى
فحانت لحظة الحسم لقد حسمت آيات آمرها وهذا ما يجب ان يحدث
حتى تبتعد عن وساوس الشيطان
فاانتم تعلمون جيدا كيف يكون الشعور
حينما نترك اللهب بجانب البنزين فى مكان واحد
وحتى لو لم يكن بمكان واحد واننا نتخذ كل الحرس
فوجود هذان الاثنان بمنزل واحد حتى مع وجود العائلة
يخلفان ورائهم الكثير من القلق والريبة
وهذا ما لا تودة آيات فلقد قررت الفرار من وساوس الشيطان
فلذلك قررت الابتعاد والانفصال عن زوجها
ولو كان ذلك سيوقعها بمأذق اخر
وهو الوقوع بين براثن زوج والدتها
جال بخاطرها اشياء كاد عقلها ان ينفجر من كثرة التفكير
ولكن القدر ارغمها واجبرها على ما سوف تقبل علية
يالا هذا الزمن السحيق الذي يهوى بنا الى اعماق اعماقة
وفى ليلة ما كانت آيات تجلس ببهو الشقة
ظلت تفكر بحالها وترتب افكارها لتكون جاهزة عند عودة زوجها
واثناء شرودها سبحت فى النوم
افاقت من غفوتها على انامل تداعب خصلات شعرها
ففتحت عينيها الحمراوان الذابلنان بفزع
ولكنها بعد ثوان التقطت انفاسها
عندما وجدتة يجلس مقتربا اليها على حافة الاريكة
فتحدثت الية قائلة اخيرا رجعت يامصطفى
انحنى مصطفى وقبل جبينها وهو يقول بحب وحشتينى اوى يا آيات
فأبعدتة عنها ونهضت فنهض وضمھا بشوق الى صدرة
هبطت دموعها بغزارة وعندما شعر بذلك ابعدها عن احضانة
ومن ثم قال انتى بتعيطى لية
فدفعتة برفق وهى تقول بصوت مبحوح من فضلك ابعد عنى
فقال مصطفى بإستياء انتى لسة زعلانة منى
خلاص بقى ميبقاش قلبك اسود
حاول ضمھا ثانيتا فمنعتة بيدها فقطب مصطفى جبينة ومن ثم تحدث قائلا
انتى بتبعدينى عنك لية هو انا موحشتكيش
لم تجيبة فقد تزرف الدموع بصمت
فتحدث مصطفى بحنان قائلا شكلك لسة زعلان خلاص ياستى
متزعليش وانسى كل اللى فات
وانا هعوضك عن قساوتى معاكى وهتشوفى مصطفى جديد
فأنفرجت شفتيها المبللة بدموعها وتحدثت قائلة خلاص مبقاش ينفع
ضم مصطفى حاجبية بعدم استيعاب ومن ثم قال
هو اية دة اللى مبقاش ينفع
آيات بحزم وحزن شديد مبقاش ينفع انسى
مبقاش ينفع استمر اكتر من كدا
انا لسة مصرة على رأيي ومش هتنازل عنة
رمقها مصطفى بذهول وهو يقول يعنى اية مش فاهم
نظرت آيات الية وقالت بصرامة يعنى انا عايزة اطلق
زم مصطفى شفتية ولم يقوى على الاجابة ماذا دهاها
لقد تركها لاسبوع كامل وهو على يقين بآنة بعد عودتة اليها
سيجدها ردعت عن طلبها وغفرت لة ما فعلة بها
ولكنة ادرك نبرة الصرامة بصوتها والحسم ف نظراتها
نظر اليها بإمعان ومن ثم تحدث قائلا تطلقى انتى اتجننتى !!!!!
تحولت نظراتها الى الجدية وهي تقول لاء دا عين العقل
كدا خلاص كل شئ انتهى انا استنيت لحد ما تيجى
ومش همشى من هنا الا وانت مطلقنى وبالثلاثة
فزع ولقد توقف ضخ الډماء الى قلبة ليتوقف عن خفقاتة لجزء من الثانية
عندما تلفظت بتلك الجملة
شعر بوايل من الطعنات القوية تفتك بقلبة وبدون ادنى رحمة
فتحدث بإستهجان قائلا لالالاءء انتى اكيد جرى لعقلك حاجة اطلقك ازاى !!
آيات بصرامة هو اية اللى ازاى تطلقنى يعنى ترمى علية اليمين
مصطفى بحنق دا مش ممكن ابدا استحالة دة يحصل
آيات بإمتعاض لية هتجبرنى اعيش معاك بالعافية ولا اية !!!!
انت هتطلقنى واظن دة حقى
فتعنت مكابرتا قائلا استحالة انفذلك طلبك
اعتملت المشاعر بداخله وثارت واضطرمت شكوك عميقة لدية
فتحدث بتبرم قائلا عايزة تطلقى وتعيشى حياتك
عايزة تتجوزى واحد غيرى يهنيكى ويقدملك اللى مقدرتش اقدمهولك
فابتسمت بشحوب قائلة يااااااة تانى ظلم انت مبتحرمش
فأمسكها من ذراعيها وهو يقول ظلم انا بظلمك طب تقدرى تقوليلى اية
هو سبب طلبك للطلاق اذا مكنش دة هو السبب
كان يصوب اليها نظرات الوجوم الحادة ينتظر إجابتها
فأكتفت آيات بقول السبب انى مبقتش قادرة استحمل
تلاشت ملامحة الواجمة وتبدلت الى الاستجداء
فتوسل اليها وقد غسقت عينية بعبراتة الاليمة وهو يقول
لية كدا بس داانا بحبك انا وعدتك انى هتغير
عشان خاطرى وحياتى ادي لعلاقتنا فرصة تانية
انا خلاص قربت اخف وهكون جدير بيكى
فنظرت الى ملامح وجهه المتملقة وقالت
يامصطفى الله يخليك متصعبش علية الامور
امعنت النظر الى عينية وقد ذرفت دموعها التى تناشد انسانيتة
وعطف قلبة ليرأف بحالها وقالت طلقنى يامصطفى
الله يخليك خلينى امشى من هنا انا اللى فية مش ف حد
خلاص لحد كدا وعشرتنا انتهت لو كنت بتحبنى يبقى نفارق بعض بالمعروف
وصدقنى انت هترتاح وانا هرتاح ارجوك اتوسل اليك
ارمى علية يمين الطلاق وارحمنى
من اللى انا فية ارجوك
ومن ثم التقطت انفاسها المرهقة بعد طول مجادلاتها معة
ضاقت نفسة بالهموم وفقد صبرة وضجر قلبة
فتحدث بحزن قائلا طب طب ادينى فرصة تانية واوعدك انى هتغي
ولكنها احتجت بإصرار وهى تنظر الية بإستجداء قائلة
لاء خلاص مش هقدر اكمل استحالة ارجوك بقى متتعبنيش ان
فقاطعها پعنف قائلا ياااة للدرجة دى مش طيقانى وعايزة تطلقى
شكلك شيفالك شوفة
ابتسمت بأستخفاف وهى تقول برضوا انت مصر
ذمها مصطفى بنبرة هوجاء قائلا طبعا ما واحدة زيك اتحرمت
من حقوقها كل الشهور دى
لازم تدور على حد يشبعها ويكمل نواقصها
وعندما شاهد اندهاشها تحدث قائلا متقلقيش ومتزعليش
انا مش بتهمك بالخېانة بس بتهمك بالفجر والشھوانية
دفعها بقوة حتى سقطت على المقعد ومن ثم تحدث وهو يبتعد عنها
انا مش هطلقك وهسيبك متعلقة لا طايلة سما ولا ارض
فضرخت بة اخيرا غير مكترثة بكلماتة المؤلمة قائلة
وانا مش عايزة افضل تحت رحمتك بعد النهاردة
طلقنى بقى طلقنى
رمقها بإشمئزاز وهو يقول كلى ف نفسك طلاق مش هطلق
وهتفضلى على زمتى لا طايلة
متجوزة ولا مطلقة
ومن ثم جذبها متجها بها الى حجرتها دفعها بداخلها
بمنتهى القسۏة واحكم اغلاق الباب
فظلت تصرخ تناجى عطف قلبة ولكنة
مضى الى حجرتة واغلق بابها پعنف
آيها الخاضعون للقدر
دوما يحدث ذلك ف الذى يستكين لما يملية علية القدر
ويمنح تضحياتة يمنح معها حياتة وروحة وكيانة بأكملة
وتتحول هذة الاعضاء الى ملكية خاصة الى المخضوع الية
فإتخذوا حذركم قبل التنازل بما انتم مقبلين علية
واعلموا جيدا وكونوا على يقين بأنة يستحق تلك الټضحية
البارت الثانى والعشرون
آيها القدر آرفق بى
وكفانى منك آوجاعا قد آحرقت فؤادى
داخل شقة مصطفى العطار
جاء صباح اليوم التالى دلف مصطفى الى حجرتها بعد
ان فتحها بواسطة المفتاح فوجدها قابعة فوق فراشها منكمشة على حالها
تضم ركبتيها مقابل صدرها تحتضنهم بمرفقيها مطآطآة رأسها الى اسفل
وجهها شاحب وجسدها مثقل بالهموم وجفنيها حمراوان
من فعل البكاء والسهر طوال الليل
اقترب اليها ومد يدة يتلمس كتفها لكنها نهرتة بقوة وهى تصرخ بصخب
ابعد عنى متلمسنيش انا مش طايقة ايدك تلمسنى
حتى مش طايقة عنيك تبصلى
فتنهد وهو يرفع احدى حاجبية ومن ثم قال بتبرم
اممممم انتى لسة برضوا على حالك
صړخت بوجهة قائلة ايوة وهفضل على حالى كدا لحد ما اموت انت فاهم
امسكها من شعرها بقوة حتى تأوهت من فعلتة ومن ثم تحدث بإزدراء
مش بقولك انتى شيفالك شوفة وهى السبب ف طلبك للطلاق
فهتفت بقوة وهى تحاول الافلات من قبضتة قائلة اوعى بقى سيبنى
مش كل مرة تستقوى علية انا زهأت