الإثنين 25 نوفمبر 2024

جواز اضطراري هدير محمود

انت في الصفحة 8 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز


دكتورة مش بالأيد
احساسي أقوى وأصدق من الترموتر
سخيف أوي على العموم شكلك بقيت كويس
كمان بالشكل يعني الحرارة بالاحساس وكويس ولا لأ بالشكل أممم هل ده الطب الحديث أنتي متأكدة أنك دكتورة 
لأ سباكة
قالتها وانصرفت وهو ابتسم لكلمتها الأخيرة فها هي قد استخدمت كلمته التي دوما يقولها لها
أما هي ف توضأت وصلت ونامت حتى الساعة الثامنة صباحا قد اعتادت النوم المتقطع بسبب عملها نهضت ودخلت المطبخ حضرت غداءا سريعا له ثم بدلت ملابسها وقبل أن تنزل دخلت غرفته للاطمئنان عليه وجدته في ثبات عميق لم يشعر بدخولها اقتربت منه ووضعت يداها على جبهته فوجدت أن حرارته تبدو طبيعية وملامحه أكثر استرخاء ف خرجت وأغلقت الباب خلفها بهدوء واستقلت سيارته إلى المستشفى الجديد وهناك ذهبت للإدارة وأخبرتهم بحضورها ثم تعرفت على الدكتورة نور التي استقبلتها بترحاب قائلة

أزيك أنا نور زميلتك في قسم الجراحة
وأنا مريم
أهلا بيكي يا دكتورة مريم أنا فرحانه أوي أن أخيرا جابوا معايا واحدة دكتورة بدل دكتور خالد اللي وشي ف وشه طول اليوم
هو مفيش غير دكتور واحد بس في الجراحة
لا طبعا في بس أنا وخالد في أوضة واحدة وأنتي هتبقي معانا صحيح احنا مش بنقعد كتير عشان زي ما أنتي عارفة قسم الجراحة مبنريحش كتير بس عل العموم إن شاء الله تتبسطي في الشغل معانا
أكيد بإذن الله
صحيح هو أنتي قريبة دكتور أدهم
أه بنت عمه
سبحان الله أنتي شكلك حبوبة كده مش زيه
هو أدهم صعب أوي كده
هو معانا احنا بس كده
قصدك ب احنا مين 
قصدي الستات
طبعا مهو أنتي أكيد بنت عمه وعارفاه
لأ للأسف
أنا معرفش أزاي هو دكتور نساء والغريب أنه شاطر والستات بتجيله مخصوص
لأنه مجتهد وبيركز في شغله
أوعي تزعلي مني عشان اتكلمت عنه كده
مفيش زعل ولا حاجه
سيبنا بقا من دكتور أدهم خلينا فيكي أنتي متجوزة بقا 
كنت ..دلوقتي مطلقة
حد يسيب الرقة والعسل ده
ميرسي بس كنا مختلفين كتيير والنصيب انتهى لحد هنا
عقبالي ما شكلي أنا كمان هحصلك
ليه بعد الشړ ربنا يهديلك الأحوال
طيب تعالى أما أعرفك على روميوالجراحة
قصدك مين 
دكتور خالد
طرقت نور باب المكتب قبل أن تدلف إلى الداخل ثم بدأت بالتعارف قائلة 
دكتورة مريم هتكون زميلتنا في قسم الجراحة وهتقعد معانا هنا في الأوضة
هب دكتور خالد من مجلسه واقفا وابتسم بكل ود وكأنه يعرف مريم منذ سنوات ومد يده لمصافحتها قائلا 
أهلا دكتورة مريم المستشفى نورت
فأشارت مريم بيدها في الهواء وكأنها تسلم عليه إشارة منها إنها لا تسلم على الرجال ثم قالت بابتسامة مجاملة شكرا يا دكتور
فهم خالد مغزى أشارتها ف سحب يده وأكمل حديثه قائلا احناأكيد محظوظين أنك هتشتغلي معانا
بنفس الابتسامة شكرا
لأ بجد على الأقل تريحينا من نور ومشاكلها بدل ما هي مصدعاني بالكلام على جوزها وحماتها
ردت نور أيه يا دكتور خالد نور بقت وحشة دلوقتي
أجابت مريم على الفورهو بيهزر معاكي يا دكتورة
تجاهل خالد نور وحديث مريم معها ونظرلها متسائلا 
وياترى بقا دكتورة مريم متجوزة ولا هتكون متفرغة للشغل
ردت نور بدلا منها لأ مطلقة
شعرت مريم بالحرج الشديد من هؤلاء الفضوليين اللذان انشغلا بالحديث عن أمورها شخصية التي لا تعنيهما ف نظرت إليهما محاولة تغيير مجرى الحديث
وهنا بقا طبيعة الشغل أيه 
رد خالد قبل أن ترد نور الشغل هنا حلو حلو أوى هو صحيح في ضغط شوية بس هترتاحي هنا أوى
أجابت نور حلو أيه الشغل هنا مبيخلصش طول الوقت حالات حالات خصوصا زي ما أنتي عارفة أننا المستشفى الوحيدة في المنطقة ف كل الحالات الطارئة بتيجي هنا
ردت مريم بابتسامة أكيد ضغط الشغل هنا مش هيبقا زي المستشفى اللي كنت فيها هنا المستشفى استثماري ومش كل الحالات تقدر تيجي فيها أما المستشفى اللي كنت فيها حكومي والحالات الطارئة مكنتش بتخلص يعني لو ريحنا طول اليوم نص ساعة يبقا كده اليوم فاضي
رد خالد ليه هو أنتي كنتي تشتغلي فين 
مستشفى قريبة من رمسيس والعباسية
على العموم كويس أنك جيتي معانا هنا احنا هنحاول نريحك على قد ما نقدر قالها خالد برقة
لم ترتاح مريم لطريقة حديثه فقد صدقت نور أنه روميو وملزق أوي كمان
وإذا ب خالد يسمع أسمه في ميكروفون المستشفى دكتور خالد مطلوب في الاستقبال 
طيب بعد أذنك يا دكتورة مريم
أجابت نور دكتورة مريم بس اللي بتستأذنها ونور خلاص ماشي يا دكتور
انصرف خالد وترك نور ومريم بمفردهما نظرت مريم ل نور قائلة 
هو مش أوفر شوية
ههههههه هوه أوفر كتيير هو خالد كده بس هوه طيب و رومانسي أوي يعني نحنوح بطبيعته زي ما دكتور أدهم كده بطبيعته على فكرة أنا وخالد كنا زملاء في الجامعة ثم استطردت بابتسامة ماكرة على فكرة خالد كمان مش متجوز أصله لسه ملقاش اللي تخطفه زي ما بيقول
ربنا يختارله الخير على العموم أنا مش بحب اتكلم في خصوصيات حد
قصدك أيه متكلمش معاكي يعني
لأ مش قصدي كده قصدي يعني ديه حياته متجوز أو لأ ده شيء ميشغلنيش ف حاجة ..
ظلا حتى أذان الظهر بلا حالة واحدة شعرت مريم بالملل الشديد ف هي غير معتادة على الجلوس بلا عمل هكذا أستأذنت نور لتذهب وتتوضأ وتصلي الظهر ..صلت ثم تذكرت أن تطمئن على أدهم هي أصلا لم تنساه كان
بالها مشغول عليه طيلة الوقت كيف سيتصرف وهو بحالته تلك قامت واتصلت به ف البداية لم يجيبها ظنت أنه مازال نائما لكنها وجدته بعد ثوان يتصل بها مجددا
أسفة صحيتك من النوم
لأ كنت صاحي بس الموبيل وقع لما جيت أرد
أيه فطرت 
لأ هقوم أفطر
على العموم الفطار جنبك على الفوتيه افطر وخد الدوا
ماشي ..أيه أنتي يومك ماشي أزاي 
ممل شوية أنا كنت واخدة على الشغل أكتر من كده وفي تلك اللحظة سمعت اسمها في الميكروفون دكتورة مريم مطلوبة في الاستقبال شكلهم سمعوني ف الشغل جه هقفل أنا هبقى أرجع أكلمك سلام
سلام
ذهبت مريم للحالة ولم تكن شديدة الخطۏرة قامت بإجراء اللازم ومضى اليوم بعدد حالات قليل وبعد انتهاء يوم عملها أثناء خروجها من المستشفى عرض عليها خالد أن يوصلها بسيارته لكنها أعتذرت وأخبرته بأن معها سيارة كان يصر على أن يوصلها ل سيارتها لكنها لم تعلم بماذا
تجيبه إذا سألها لما سيارة أدهم معها فقررت أن تخبره إنها لن تعود لمنزلها الآن لأنها ذاهبة للتسوق من إحدى الهايبر ماركت الموجود بجوار المستشفى وبالفعل ذهبت هناك وانتظرت نصف ساعة ثم عادت مرة آخرى لسيارتها وانطلقت عائدة إلى شقة أدهم الذي بادرها بالسؤال حينما رآها
أيه أتأخرتي ليه 
مفيش بس اضطريت أروح الهايبر ماركت اللي هناك
نظر أدهم متسائلا ليه يعني 
لأن دكتور خالد اللي معايا في القسم كان عايز يوصلني بعربيته ولما قولتله إني معايا عربية قالي خلاص هوصلك مكان ما أنتي راكنة وأنا خۏفت يكون عارف عربيتك ويسأل هي معايا ليه مهو الكدب ملهوش رجلين لازم تخليني أكدب يعني
وهو خالد ده يوصلك ليه أصلا هو أنتي لحقتي تعرفيه.. أنا عارفه خالد ده مبيضيعش وقت ومفيش ست بتعدي من تحت أيده إلا ولازم يشبك معاها وأنتي أيه بقا الواضح أنك سيبتيه وأديتله فرصة ل كده
رفعت حاجبيها بعدم فهم فرصة أيه اللي أديتهاله ! واحد زميلي وبيتكلم معايا وكنا خارجين في نفس الوقت قالي هوصلك قولتله لأ أنا مش مروحة دلوقتي شكرا فين بقا أديته فرصة ومعرفش إيه
وأيه يخلي واحد يوصل واحدة متجوزة أصلا 
هو مش أنتا قايلي أقول إني مش متجوزة
نعم ! أنا قولتلك متقوليش أننا متجوزين أنا وأنتي ..يعني أنتي قولتلهم أنك آنسة 
لا طبعا قولت الحقيقة قولت إني مطلقة
أأأأأأه قولتيلي بقا وطبعا خالد مصدق وقال واحدة مطلقة بقا وهتبقى على راحتها وعايشة لوحدها يعني سايبة ومش بس يوصلك لأ ده ممكن كمان يطلع يريحله ساعتين عندها ويرجع أخر فرفشة وطبعا أنتي بكلامك وطريقتك حسستيه ب كده معملتيش اعتبار لل راجل اللي أنتي متجوزاه أيه خلاص مش عارفة تبقي محترمة شوية وأيه من أول يوم كمان
كانت مريم تقف مصډومة من هول ما تسمعه من إهانات وتجريح من أدهم لم تتوقع قط كل تلك الكلمات الموجعة لكن سرعان ما لمت أشلاء كرامتها التي بعثرها وتركت العنان ل لسانها يخبره بما يستحقه ف نظرت له بكل عڼف وإباء قائلة 
أخرس خالص واحترم نفسك أنا مش هسمحلك تغلط فيا أكتر من كده أنا محترمة غصبن عنك وعن أي حد ومحدش يقدر يقول عني أي كلمة وحشة مين قالك
أن المطلقة لازم تكون ست مش كويسة أو ماشية على حل شعرها زي ما بتقول هي ذنبها أنها اتجوزت واحد مكتوب في بطاقته أنه ذكر لكن ولا يعرف حاجة عن الرجولة أكيد الناس كلها دماغها مش قڈرة زيك وشكاكين في كل اللي حواليهم مش عشان واحدة ۏجعتك توجع كل واحدة تقابلها أنا مش هشيل ذنب حد تاني أنا كمان اتوجعت أكتر منك وشايلة ۏجع محدش شايله لكن عمري ما حملتك الذنب لأنه مش ذنبك.. أنتا واحد مغرور ومعندكش احساس ولا ډم ودلوقتي بس عذرت الست اللي ۏجعتك لأنك أكيد أنتا اللي خليتها تعمل كده أنتا متتعاشرش أصلا ده أنا بنت عمك وعملت فيا كل ده أنا خلاص مش هقعد معاك تاني طلقني حالا طلقني مش هفضل على ذمتك ثانية واحدة
كان أدهم غير مصدق حديثها معه فقد كانت تتحدث پعنف وبهجوم شديد عليه ولهجة لم يسمعها منها قط ..لم يرد عليها ولم يجيبها لأنه لو ترك العنان لنفسه لضربها لكنه أقسم على نفسه منذ يوم زواجهم أنه لن يمد يده عليها مرة آخرى فحاول أن يتحكم في غضبه لكنها لم تصمت حاولت استفزازه أكثر فقالت بلهجة أكثر حدة 
لو راجل طلقني وإلا والله ل هنزل من هنا وهروح للمحامي وأرفع قضية خلع
قال متصنعا البرود والله وهتقولي عايزة تتخلعي ليه بقا
هقولهم حارمني من حقوقي الزوجية هفضحك هعمل كل حاجة ممكن تتخيلها أو حتى متتخيلهاش طلقني حالا
هنا خرج أدهم من هدؤه ونظر لها في عصبية قائلا أنتي طااالق روحي بقا اتجوزي اللي يديكي حقوقك الزوجية ما أنتو كلكم .....قال لها لفظ بذيء 
نظرت له پغضب شديد وكانت ستمد يدها لټصفعه ردا على أهانته تلك لكنه أمسك معصمها بقوة وقال لها ب عڼف 
قسما بالله لو مكنتش ماسك نفسي عنك لكنت علمتك الأدب صح
أفلت يدها وتركها ودخل غرفته وقبل أن تدخل هي الغرفة لتأخذ ملابسها سمعت جرس الباب يدق لم تعيره انتباه وما هي إلا لحظات حتى أتاها الصوت الذي تعرفه جيدا الصوت الذي جعلها تتصنم في محلها لا تعلم ما يتوجب عليها فعله الآن 
ترى من جااء إليهما وهل سيغير من وضعهما
 

انت في الصفحة 8 من 77 صفحات