البعض يعشق
كويسة
قالت بهيرة بعيون غشيتها دموع التماسيح
الحقيقة يارحمة إن أنا مريضة بالقلب
كتمت رحمة بيدها شهقة كادت ان تخرج منها وبهيرة تستطرد قائلة
أنا كنت متابعة مع دكتور بس لما الدنيا ضاقت بية مبقتش أروحله وفى الفترة
الأخيرة بقت تجيلى نوبات دوخة وضيق نفس زي ما إنتى شايفة
قالت رحمة من خلال دموعها التى سقطت حزنا على والدتها
تظاهرت بهيرة بالإستكانة وهي تقول
كان المفروض أروحله من شهر أعمل باقى الأشعة والتحاليل بس للأسف مروحتش وشكل حالتى متأخرة يارحمة أو جايز قربت أمو
قاطعتها رحمة وهي تضع يدها على فم والدتها قائلة بجزع
بعيد الشړ عنك ياماما طول ما فيه أمل لحالتك يبقى مفيش يأس وأنا معاكى وبإذن الله هتقوميلنا بالسلامة ياحبيبتى
لكن يارحمة العلاج غالى و
قاطعتها رحمة قائلة بصوت قاطع
مفيش لكن أنا قلتلك طول ما فيه أمل يبقى هنمشى وراه ولو كلفنى علاجك كل حاجة بملكها هدفعها ياماما وأنا مبسوطة إنك موجودة فى حياتى
ربتت بهيرة على يدها قائلة بحنان زائف
يخليكى لية يابنتى
أنا هاخد هاشم أوديه لروحية عشان تاخد بالها منه وهتصل بيحيي وأجيلك عشان نروح للدكتور بتاعك دقايق بس مش هتأخر
اومأت بهيرة برأسها موافقة لتتجه رحمة لهاشم الذى يلعب بالكرة تحمله بين ذراعيها متجهة إلى داخل المنزل بينما تتابعها عيون بهيرة بإبتسامة ساخرة قائلة
مش قلتلك هابلة زي أبوكى
طرقت بهيرة جرس الباب لتفتح بشرى وتلمع عيونها وهي ترى مجدى الذى يحمل رحمة الغائبة عن الوعي لتفسح له الطريق بالدخول تتبعه بهيرة لتنظر بشرى خارج المنزل تتأكد من أن أحدا لم
يرهم أثناء دخولهم المنزل لتغلق الباب بهدوء وقد شعرت بالراحة لتشير لمجدى الواقف بهدوء ينتظر أن ترشده لحجرتها لتسبقه وهي تفتح باب الحجرة بحذر ليدلف مجدى
كدة تمام أوى إمشوا بقى بسرعة لإنى كلمت يحيي وأكيد قرب ييجى مش عايزاه يلمحكوا مفهوم
قال مجدى
وقلتيله إيه
قالت بشرى
زي ما إتفقنا قلتله إلحقنى يايحيي انا لقيت مراد مع واحدة فى البيت هو طبعا فضل يهدينى أكيد فاكر إنها أي واحدة
أومأ مجدى برأسه قائلا
تمام وأنا هكون قريب عشان لو إحتجتينى
قالت بسرعة
كويس
أوى يلا بقى إمشوا بسرعة
قالت بهيرة فى جشع
طب وفلوسى انا مش جبتها لحد عندك
قالت بشرى بحنق
يخلص بس الموضوع ده وكل اللى طلبتيه هتاخديه يلا بقى إمشوا عشان ألحق أظبط الدنيا قبل ما ييجى
غادر الإثنان لتدلف بشرى إلى الحجرة تخلع عن رحمة هذا الجاكت القصير التى تلبسه على فستانها ليظهر كل من كتفها و ذراعيها العاريتان ثم تلقى بالجاكت أرضا لتبعثر شعر رحمة الرائع بيدها تود لو قصته لها من غلها ولكن هذا ليس الوقت المناسب لتفعل ذلك نظرت إلى مراد لتسحب يده وتضعها على خصر رحمة لتبتعد ناظرة إليهما بإبتسامة راضية قبل ان تخرج من الغرفة وتحاول ذرف بعض الدموع وهي تنتظر قدوم يحيي بفارغ الصبر
دق جرس الباب لتسرع بشرى بفتح الباب وهي تتظاهر بالإنهيار التام ليقول يحيي بجزع
فين مراد يابشرى
أشارت بشرى بيد مرتعشة إلى حجرة النوم ليتجه يحيي إليها فأسرعت بشرى ووقفت بين يحيي والباب تقول فى جزع مصطنع
بلاش تدخل يايحيي صدقنى مش هتتحمل الصدمة ولا هتقدر تتقبل اللى أنا شفته
عقد يحيي حاجبيه قائلا
قصدك إيه يابشرى
قالت بشرى بحزن مفتعل
الإتنين اللى جوة دول أقرب الناس لقلبك والإتنين خانوك وخانونى يايحيي
إزداد إنعقاد حاجبي يحيي وهو يشعر بالتوجس فى قلبه ليقول بصرامة
إبعدى عن طريقى يابشرى
قالت بشرى
بس
هدر بها يحيي قائلا
قلتلك إبعدى
تظاهرت بالخضوع وهي تبتعد عن طريقه ليدلف إلى الحجرة ويشاهد هذا المنظر الذى هز كيانه وأعاده إلى الماضى بكل قسۏة ليقف متجمدا يطالع أخاه و زوجته على وشك الإستيقاظ لتفتح عيونها وترى زوجها الواقف بوجه خال من المشاعر ينظر إليها لتقول بضعف
يحيي
صمتت بشرى على الفور ليقول يحيي بنبرة جليدية
إنزلى إستنينى فى العربية
أطرقت رحمة برأسها لتغادر الحجرة بخطوات منكسرة تشعر بأنها الآن لديها رغبة واحدة المۏت فلم يعد هناك سبب تعيش لأجله فالضړبة تلك المرة قاصمة فيحيي الذى منحته كل شئ دون حدود او قيود خذلها من جديد ولكن تلك المرة قاټلة نظرت إلى سيارته بحزن لا هي لن تعود معه فقد إنتهى كل مابينهما وربما آن أوان فراقهما للأبد
كادت بشرى أن تتحدث ليقول لها يحيي بصوت حاد
إطلعى برة يابشرى
قالت بشرى بقلق
هتعمل إيه يايحيي
هدر بها قائلا
إطلعى برة
غادرت الغرفة بسرعة لتزرع الصالة جيئة وذهابا بقلق حتى رأته على أعتاب الحجرة عيونه بلون الډماء لتقول متوجسة
عملت إيه فى أخوك يايحيي
قال يحيي بصوت متهدج
كنت هقتله وأقتلها بس خسارة أضيع روحى فى واحد زيه وواحدة زيها أنا همشى دلوقتى هروح أطلقها وإبقى قوللى للى جوة ده إن أخوه يحيي ماټ
ليبتعد متجها إلى الباب ليغادر المنزل فإستوقفه صوتها وهي تقول
يحيي
إلتفت إليها لتقول بتسرع
أنا هعمل إيه
نظر إليها بتساؤل لتقول متلعثمة
اللى يعنى عملته ده عين العقل بس أنا هيكون مصيرى إيه
عقد حاجبيه قائلا
مش فاهم قصدك إيه
إقتربت بشرى من يحيي قائلة
أخوك وطلع خاېن وحقېر وأكيد هطلق منه وإنت أكيد هتساعدنى ورحمة وهتطلقها طيب أنا وإنت هنعمل إيه
إزداد إنعقاد حاجبيه لتقول مستطردة
بما إننا أخلصنا فى حبنا وملقيناش من اللى حبيناهم جزاء غير الخېانة فإيه رأيك نبقى أنا وإنت
مع بعض يايحيي وأهو بالمرة يكون ده إنتقامنا الحقيقى منهم
لم يظهر على وجهه أي تعبير لتقول مستطردة وقد إنتعش الامل بقلبها لعدم رفضه القطعي تقرر بكل تسرع أن تصارحه بمشاعرها لتقترب منه أكثر حتى توقفت أمامه تماما قائلة
وهي تضع يدها على صدره ناظرة إليه بعشق
أنا طول عمرى معجبة بيك يايحيي طول عمرى بقول بشرى ليحيي ويحيي لبشرى ولما إتجوزت راوية وأنا إتجوزت مراد رضيت بنصيبى بس ڠصب عنى كنت شايفاك كتير على راوية وكتير على رحمة ڠصب عنى كنت بشوفنى نفسى أنا وبس مناسبة ليك وبعد خېانة الإتنين دول مبقاش فيه داعى أكتم مشاعرى أكتر من كدة
رأت إبتسامته الساخرة قبل أن يقول
تعرفى يابشرى لو إنتى آخر ست على وش الأرض مستحيل هقرب منك عارفة ليه
نظرت إليه وهي تعقد حاجبيها قائلة
ليه يايحيي
إنتفضت وإتسعت عيناها على آخرهما حين إستمعت إلى صوت مراد وهو يقول پحقد
عشان إنتى أحقر إنسانة خلقها ربنا يابشرى
إلتفتت تنظر إلى هذا الذى يقف أمامها ينظر إليها بكره شديد لتعود بنظراتها إلى يحيي الذى نظر إليها بسخرية لتدرك ماحدث لقد أرادت أن تنصب لرحمة فخا فكانت هي من أعد لها الفخ ووقعت هي فيه بكل رعونة لتقول بتوجس
إنتوا مالكو بتبصولى كدة ليه هو أنا عملت إيه يعنى
إقترب منها مراد قائلا
يابجاحتك يابشرى بتخدرينى وبتخدرى رحمة
وبتحاولى تعملى عملتك السودة دى لتانى مرة وبرده بتسالى عملتى إيهبتعترفى لأخويا بحبك ليه وبإنك عايزة ترتبطى بيه وبرده بتسألى عملتى إيهبټقتلى إبنى وبتحاولى ټقتلى مراتى ولسة بتسألى عملتى إيه
إنتابها الڠضب وهي تدرك أنه تم كشفها وأن كل شئ قد ضاع من بين
يديها لتقول بغل
انتوا السبب ياولاد الشناوي
لتلتفت قائلة ليحيي
طول عمرى بحبك لكن إنت مشفتنيش وفضلت علية اللى إسمها رحمة فكان لازم أفرق بينكم بأي طريقة
ثم إلتفتت إلى مراد قائلا
حتى إنت إتجوزتنى بس عاملتنى زي أي واحدة غريبة لا حبيتنى ولا إديتنى أي مشاعر تخلينى أقدر أنساه
قال مراد بنبرة جليدية
مسألتيش نفسك ليه محبتكيش
قالت بغل
عشان كنت بتحب رحمة
إبتسم بسخرية قائلا
طب ليه حبيت شروق وأنا بحب رحمة زي ما بتقولى
عقدت حاجبيها ليستطرد قائلا
عشان لقيت مع شروق اللى عمرى مالقيته معاكى حب حقيقى تضحية حنان وسكن وراحة الواحدة فى إيدها تخلى جوزها مش بس يحبها لأ
كمان يعشقها
ليضيف بصرامة
وإحمدى ربنا إنى محبتكيش وإلا كان عقابك دلوقتى المۏت على إيدية يابنت الدرملى مش بس العقاپ اللى هتتعاقبى بيه أبدا
نقلت بصرها بين الأخوين وقد إتسعت عيناها توجسا وهي تقول
عقاپ إيه إنتوا هتعملوا فية إيه
قال يحيي بسخرية
متقلقيش قرصة ودان بس تقيلة شوية
كادت أن تصرخ مستنجدة ليضربها مراد بخفة على مؤخرة رأسها وتسقط فاقدة الوعي بينما قال يحيي بهدوء
وديها المخزن يامراد وأنا هنزل بسرعة ألحق أفهم الغلبانة اللى تحت دى الحقيقة واللى أكيد فاكرة إنى صدقت فيها زي زمان متعرفش إن إحنا إتفقنا فى المستشفى على إننا هنحاول نوقع بشرى ونسجلها صوت وصورة بلاويها عشان العيلة متلومش عليك طلاقها كنا عايزين إعتراف منها بإنها اللى قټلت طفلك بس هي ساعدتنا وعملت أكتر من كدة كمان عملت اللى يخلى العيلة ڠضبانة عليها عمر بحاله
أومأ مراد برأسه قائلا
تمام روح إنت ومتقلقش أنا مش عارف أشكرك إزاي على إنك وقفت جنبى وفتحت عيونى اكتر على بلاويها ولولا فهمتنى حقيقتها كانت هتبقى صدمة كبيرة علية وأنا بسمع كلامها دلوقتى
قال يحيي بهدوء
متشكرنيش يامراد الحمد لله إن شرها وقف لحد هنا ولحقناه قبل ما تضر حد فينا أكتر من كدة سلام دلوقتى
قال مراد
سلام
ليسرع يحيي وينزل درجات السلم إلى حيث سيارته كاد أن يجن وهو يلاحظ عدم وجود رحمة ليشعر بالړعب فى أوصاله وهو يتأمل المكان الخالى من حوله ېصرخ قلبه بإسمها فى لوعة
الفصل التاسع والعشرون
كانت رحمة جالسة بهدوء تتأمل هذا العشب الأخضر الممتد أمامها بلا نهاية ورغم ان هذا المنظر الطبيعي لطالما أراح أعصابها بالماضى إلا أنه الآن لا يؤثر فيها مطلقا فصورة يحيي وهو ينظر إليها بجمود لا تفارق عيينها لقد صدق ما رأته عيناه للمرة الثانية ورفض أن يثق بها مجددا ليهدم بيده عشق سكن قلبها وزواجا ظنت أنه لآخر العمر تنهدت بحزن ليخرجها من أفكارها صوت نحنحنة باتت مألوفة لديها لتلتفت وترى الحاجة آمال تقف خلفها تماما حاولت رحمة أن تبتسم وهي تقول بأدب
إتفضلى ياحاجة آمال واقفة كدة ليه
نظرت آمال إلى إبتسامتها الباهتة وعيونها الحزينة والتى تعكس حالتها منذ أن جاءت إلى هنا منذ ثلاثة أيام تبكى بحړقة لتأخذها آمال وتجعلها تفضفض لها بمكنون قلبها لتتحسر آمال على رحمة وكل ما مر بها وتتوعد لتلك الأفعى بشرى هي والحية بهيرة بقصاص يكون عبرة لأمثالهم وحين أراد الحاج صالح أن يحضر يحيي ويصلح بينهما رفضت رحمة بشدة وهددت بالهروب ليضطر الحاج صالح أن يخضع مؤقتا لرغبتها حتى تهدأ ثم يستطيع أن يجمع بينهما بكل خير فهو يدرك أن يحيي يحبها وقد ظهر ذلك بوضوح فى تلك المرة التى زارهم فيها هو وعائلته ولكن تلك