رفقا بالقوارير بقلم مياده مأمون
خمستاشر سنه و اني راجعه من المدرسه لجيت اهل البلد دار ابويا الشيخ حسن
خيل كتير قصاد الباب و عادل ابن العمده هو و الشباب واقفين في جنب مداريين بس اول ما لمحوني لقيتهم جاين يجرو عليا انا و اصحابي البنات
ساعتها خۏفت و صړخت فيهم
فيه ايه مالكم و مالنا بعدو عننا لكن عادل فاجئني و رفع يده عشان يمنعني من اني اصړخ
انتبهت لكلامه پخوف
هما مين دول يا ولد العمده
لكن هما مايعروفنيش عايزين مني ايه
لاه غمامي عارف مليح انك بنت عزوز المحلاوي و بيدور عليكي عشان ياخدك معاه الجبل بيجول طلاما قاسم ولد الديب رحل و بجاله مده ماظهرش يبجي هياخد حجه منك انتي
ايوة انا فعلا كنت يتيمة اهلي كلهم ماټو و الوحيد اللي كان فاضلي منهم رماني للأغراب هما يراعوني
عرفت ليه اني كنت كرهاك يا قاسم
وعد اني ماكنتش اعرف
اسكت ماتكملش عشان تعرف اني ليه كنت ميالة لولد العمده و اصل برغم ضعف سيطرة ابوه على زمام البلد الا انه كان
بعد ما تجريبا كسرو الدار على ابوي الشيخ حسن و امي كريمة وجف عادل قصاد غمامي و جاله
لو كنت مفكر انك لما تنزل البلد بالنهار ټحرق الأراضي و تكسر في البيوت و تسرق المواشي ده هيخوفنا تبقى غلطان
اعمل كل اللي انت عايز تعمله لكن ان
تمس حرمه من حريمنا بسوء ده يبقى بعد ما تخطي على اخر چثة من رجالة البلد دي يا غمامي
متخافوش عليه يا بلد سو الطلقة مش هتموته لكن الراجل فيكم يتحداني و يقف قصادي بعد
و رمح بحصانه و من وراه رجالته و طلع على الجبل
من اهنه و رايح اني راح اكون امانك و سندك في الدنيا دي يا وعد
الفصل الأخير
و بعد ما نهيت شغلي و اطمنت على مصالحي رجعنا علي الكفر تاني زي ما الشيخ حسن طلب مني
نعم يا قاسم
مالك يا جلبي ليه من يوم ما رجعنا من مصر و انتي ساكتة و حزينة اكدة
لو جولتلك هاتوافجني يا قاسم
طبعا هاوفجك جولي عايزة ايه و اني عليا التنفيذ
مش عايزة اسيب السرايا تاني عايزة افضل اهنه اني ماحبتش عيشة المدينة زي اهنه
اكده يا وعد عايزة تسيبيني لحالي بردك
لاه اني ماقدرش ابعد عنك يا ديب بس اني كمان ماحبتش العيشة هناك
طب ايه رايك نعمل مشروع اهنه و ابجي اني المشرفة عليه و نشغل فيه كل شباب و بنات الكفر
لساكي بتفكري في الحكاية دي يا وعدي
ايوة بصراحة اني شايفة ان شباب الكفر اهنه محتاجين مشاريع كتيرة يشتغلو فيها و طلاما احنا نقدر نساعدهم يبجي هانتأخر ليه
بصتلها و اني بفتكر اللي عملوه فينا زمان
معلش اصلك كنتي صغيرة جوي و مش هاتفتكري اللي عملوه فينا
وقفت بين ايديا و بكل حب حطت رأسها علي صدري
انسي يا قاسم انسي القسۏة انسي كل حاجة وحشه و
تعالي نساعدهم و نبني عيلتنا وسطيهم
حطت ايدي علي بطنها و هي بترفع عينها بحب ليا
و بتهمس بشفايفها الجميلة
و حياة الديب الصغير لتنسي كل حاجة وحشة حصلتلنا صدقني يا قاسم الناس اهنه غلابة و طيبين جوي لو لقوك بتساعدهم هيدوك عينيهم
طب شغلي هناك و ممكن ابجي اسافر كل شوية اشوفه لكن كليتك هنعمل فيها ايه
ممكن ابجي اسافر معاك كل شويه و احضر كام
محاضرة
لاه دا مش حل هاتسافري كل شويه كيف و انتي حامل اكده
متعقدهاش بقى يا ديب لو مش عايزني اسافر كل شوية عادي هاقعد اهنه وابجي اسافر على الامتحان
حاضر يا عيون الديب الكبير و ام الديب الصغير مابقتش اقدر اجولك لاه يا وعدي
طب ايه رأيك اني كنت عايزة كمان اا
لاه خلاص خلص الكلام و دلوك وقت العمل بجي
حملتها بين ايديا و هي عمالة تضحك و متعلقة في رقبتي
عملتلها المشروع اللي كانت عايزاه و حولت كل الارض بتاعتنا لمزرعة خضار و فاكهه اورجانيك و كلها بتتصدر للخارج
و كان ربحها وفير مشاء الله يعني
و عملت كمان مشغل ملابس و سجاد يدوي كبير شغلت فيه بنات كتير و انتاجهم كان جميل قوي كأنهم متمكنين من شغلهم
و اللي عرفته من وعد بعد اكده انهم كانو بيشتغلو السجاد ده في بيوتهم و بيجي واحد من بره الكفر يشتريه منهم بتراب الفلوس و يصدره لبره
و الغريبه اني من وجت رجوعي و قعدتي في الكفر اكتشفت ان الناس هناك بتحبها
او بمعني اصح وعد كانت محببه الناس كلها فيها و دايما بتحكي ليهم عني بحب
خلصت بني الجامع الكبير و فرح اهل البلد بيه جوي و نقلو الصلاة فيه
و الشيخ حسن العمودية و كانت مراته الحجة كريمة سعيدة بيه جدا
بدأت مشاريعي تكسب و الحياه بينا تستقر و جولت لازم افرحها و اعملها فرح كبير
بس وعد رفضت يتعمل ليها فرح قبل ما تولد و قالت هاتستني لما تقوم بالسلامة و تعمل ليلة الفرح للمولود
وجفت البس واحضر نفسي قدام المريا عشان اسافر تاني اشوف شغلي في القاهرة و اطمن على حالي هناك و هي كانت قاعدة على السرير متبعاني بعنيها الجميلة
ضاربة بوز ليه على الصبح اكده يا بت
لفت وشها بعيد عني
و ردت عليا پغضب
لاه و اني هاضرب بوز ليه جوزي مسافر و سايبني لحالي و اني تعبانه اكده المفروض اتحزم و ارقص
حطيت ازازة عطري اللي كنت من يديمن ايديها وقفتها قدامي
من وجت ما صحيتي من النوم و اني شايفك زعلانة و عارف ان سفري هيزعلك بس احنا متفقين على كده من ساعة ما طلبتي انك تجعدي اهنه
حنت رأسها بخجل و حزن و خبت وشها في صدري
عارفه بس مش جادرة افوتك تبعد عني اني في بعادك ببجي كيف اليتيمة
لفيت يدي حاوليها و لصدري جامد
و انا ببجي زيك و اكتر يا جلبي بس اعمل ايه انتي اللي عايزة اكده
طب خدني معاك و نرجع سوي
مش هينفع يا حبيبتي طريج
السفر بالعربية طويل و انتي لساكي راجعه من هناك جريب اخاڤ عليكي تسافري الطريج ده كله من تاني
يوووه يعني مصمم على البعاد
مش هتأخر عليكي كلها كام يوم اظبط شغلي و اجيلك على طول
حاسه اني هاولد و انت بعيد عني المره دي
هههههه تولدي ايه يا مخبله انتي لساكي في السابع و الديب الصغير لسه فاضل على قدومه شهرين بحالهم
بعدت عن بقلة حيلة عطتني ظهرها
اني عارفه بجي و الله شكله عنيد كيف ابوه و ناوي يعملها و يجي للدنيا بدري دا تعبني جوي يا قاسم
وقفت وراها لصدري تاني و مشيت يدي على بطنها المنفوخه بحب
وعد
نعم يا حبيبي
انتي تعبانه صحيح و لا بتجولي اكده بس عشان ماسافرش
لاه و الله دا حتى اني بجالي كام يوم اكده في خبط جامد في ظهري و ماكنتش رايدة اقولك عشان مش تقلق عليا
حملتها بين ايديا و انا مړعوپ عليها و نيمتها في سريرها
مش عايزة تقلقيني ايه دانتى عايزة تجننيني يا شيخة خليكي اهنه اوعاكي تتحركي لحد ما اشيع اجيب الدكتوره ليكي
برغم خۏفي و قلقي عليها لكني شوفت الفرحه في عنيها و حاولت تقوم تتنطط ليا بسرعه
ههههههه يعني مش هتسافر
واه جاك بو يا بت جولتلك ماتتحركيش من مكانك تقومي تعملي اكده
طب هنام اهه بس خليك معاي مش عايزك تسافر
و بعدهالك اومال بطلي دلعك الماسخ ده و فوتيني بجي اشيع اجيب الدكتورة
لاه خلاص ماتجبش حد و روح سافر اني كويسة و معايزاش حاجه من حد
يا بوي على عندك و دلعك الماسخ يا بنت عزوز اكتمي بجي و خليكي مطرحك لحد ما تاجي الدكتورة
جات الدكتورة و بدئت تكشف عليها و اني واجف هاتجنن من القلق عليها مع اني عارف ان كلامي زعلها مني بس اعمل ايه هي عارفة ان دي طريجتي و مش هاقدر اغيرها
ها يا دكتوره طمنينا الله يرضى عليكي
اطمن حضرتك الهانم
كويسة جوي
و الجنين اللي في بطنها
حسيت بدهشة عنيها من سؤالي بس ماعطيتش ليها اهتمام و استمعت للدكتورة
زي الفل الحمدلله هي بس تبطل توتر و تحاول ماتبذلش اي مجهود الفترة دي
جوليلها أصلها عنيدة و ما بتسمعش الكلام و غاوية تتعب الكل معاها
بصت لها بهدوء و وجهت كلامها ليها
لاه الشهرين دول بيبقو اهم شهرين في الحمل كله لازم تحافظي على نفسك عشان تقومي بالسلامه انتي والبيبي بتاعك
فضلت
ملتزمة بسكوتها لحد ما الدكتوره مشيت و استعديت انا كمان عشان اسافر
ق الا انها مارديتش تبصلي و لفت وشها بعيد عني
واه هسافر و انتي زعلانه مني إياك
مش زعلانة و جولتلك لو عايز تسافر سافر انت مش خلاص اطمنت على
اللي ليك حداي
اخص عليكي يا حبيبتي و هو اللي ليا ده مش حته منك بردك و انتي عندي اهم منه بكتير
بكفياك تمثيل لهفتك على ولدك فضحتك خلاص
عنادها و غلطها في الكلام خلاني اتنرفزت عليها واني بسحب شنتطي ورايا و اسيبها و امشي
و هامثل عليكي ليه بجي ان شاء الله اجولك على حاجه اتفلجي يا وعد اني ماشي خليكي بقى زعلانه براحتك
سافرت على القاهره و انا متعمد اعاقبها على عنادها ده و قولت لنفسي يا واد ماتكلمهاش و سيبها لما تعرف غلطها بنفسها هي و تكلمك
و عدي يوم و التاني وملت من رقدتها في السرير بس كمان عنادها زاد و ماحاولتش تتصل بيا و بدئت تتحرك عادي و تشغل نفسها عشان تنسى بعادي
شافتها الست كريمة و هي نازله لابسه و محضره نفسها للخروج
على فين يا وعد انتي خارجه إياك
ايوه يا ام رايحة المشغل اقعد فيه شوية مع البنات
لاه مافيش خروج لساكي تعبانه يا بتي اطلعي جاعتك ارتاحي فيها و اني هاحضر ليكي الوكيل
وكل ايه بس يا أمي سيبيني اخرج اشم شوية هوي الا اني زهقت من الرقده والبسه دي
اكده طب استني البس عبايتي و اجي معاكي ماتمشيش لوحدك يا بتي
ليه هاتخطف إياك اجولك ابقى حصليني
سابتها و خرجت من السرايا لوحدها و مشت في الكفر ومشي وراها من بعيد اتنين من الحرس يحرسها زي ما امرتهم
صحيح كانت لابسة نقابها و مش
باين منها حاجه بس هو عرفها و مشي وراها يراقبها
كيفك يا وعد
ها عادل انت طلعتلي منين و عايز مني ايه
مالك خۏفتي مني اكده زي ما تكوني شوفتي عفريت ايه نستيني دانا عادل
بعد عني يا عادل عايز مني ايه
ماتخفيش مني يا وعد اني مش هأذيكي هو في حد يأذي الحبايب اللي كان بيحميهم وېخاف عليهم بردك
بكفياك كلام ماسخ و بعد عني اني ست متجوزه و مايصحش الكلام اللي انت بتقوله ده
بس يصح
انك تغدري بحبنا وتروحي تتجوزي ابن خالتك مش اكده
كل شئ قسمه و نصيب و اني من الاول ماكنتش ليك يا عادل ارضى بنصيبك و بكره ربنا يبعتلك بنت الحلال اللي تستهالك
بالساهل اكده يا وعد
واه ساهل ايه و صاعب ايه يا مخبل انت بتفكر ازاي انت مش شايف بطني اللي قدامي دي بعد عني الله لا يسيئك بعد
في حاجه يا هانم
ده كان صوت واحد من الحرس اللي عشان يبعدوه عنها
لاه لاه مافيش دا كان بيسألني عن حاجه و ماشي خلاص
لحقتها الحجه كريمه و هي بتبصله بنظرات غريبة و مشيت بعيد عنهم
ايه اللي جاب الملكوم ده اهنه و ايه اللي واجفك تتحددتي معاه اكده على الطريق قصاد الرايح و الجاي
و الله يا اما ماعرف طلعلي منين واهو جال كلمتين مالهمش لازمه وراح لحاله
راح لحاله! ربنا يستر لما جوزك يرجع ويعرف من الحرس بتوعه دول يا عالم هيعمل فيكي ايه يا مكلوبه
عاودي قدامي على السرايا ماكنش لازم اطوعك واسيبك تخرجي منها من غير اذن جوزك
واه واني عملت ايه يعني وهو انتي شايفاه بيسأل عليا جوي
اكتمي يا جليلة الحيا و همي على جوه يلا
اول ما الحرس ما بلغوني باللي حصل الغيرة بقت تاكل فيا اكل ما صدقت ركبت عربيتي و سافرت ليها على طول
و كان الشيخ حسن في انتظاري بعد ما عرف اللي حصل من الست كريمة و الحرس
يا مرحب يا قاسم كيفك يا حبيبي
فين
وعد يا شيخ حسن
استهدي بالله يا ولدي ماحصلش حاجه لده كله
لاه حصل يا عم الشيخ والمره دي هي المحجوجه مش ولد المحروج ده
محجوجه ليه بس يا ولدي البنته كانت ماشيه في حالها و رايحه المشغل بتاعها
و هو كمان ماحصلش منه أي اساءه بشهادة الحرس بتوعك كل الحكاية كلمتين وسلام لبنت بلده و خلاص
صوت زعيقي وصل لحد عندها و هي قاعده مړعوبه ومتخبيه في الست كريمة
محروج المشغل على اللي عمله ليها هي تخرج من السرايا من غير اذني ليه
فتحت باب الجاعه و دخلت ليها و اول ما شافتني انتفضت پخوف و الحجة كريمة بتحلفني
حلفتك بالغالي اللي بتترجاه من الدنيا لا تهدي و حياة حبيبك النبي يا شيخ
لا تصلي عليه وتسمع كلام عمك الشيخ
عليه الصلاة و السلام سيبينا لوحدنا يا حجه بعد اذنك
حاضر يا ولدي اني هاسيبكم بس عشان خاطر ربنا آوعاك تمد يدك عليها البت حبله و تعبانه في حملها يا ولدي
التعبانة دي تخرج من بيتها ليه من غير اذن جوزها
غلطه وعمرها ما هتتكرر تاني مش اكده يا وعد ردي يا بتي انطقي و قوليله انك ماتعمليش اكده تاني
من غير ما تتكلم جريت عليا قاصده
انها تتخبي مني في لكن نظرتي ليها وقفتها مكانها قبل ما
سيبنا لوحدنا يا حجه كريمة
يوووه حاضر يا ولدي حاضر
اول ما خرجت من الباب كان كفي نازل على خد وعد و صوابع يدي علمت عليه و صړخت فيها
ايه اللي خرجك من السرايا من غير اذني
سابتني واجف وراحت قعدت على سريرها و الدموع غرجت وشها الجميل
ردي عليا خرجتي ليه من غير ماتقوليلي
فجاءه لقيتها رفعت عنيها في عيني
هو انت يعني كنت