متي تخضعين لقلبي شيماء يوسف
حد من كلابك يجبلك اخبارى !!..
لوى والده فمه متشدقا
متهربش من سؤالى ..
صمت قليلا متفكرا ثم اضاف بتشفى
التاريخ بيعيد نفسه .. والابن ڠصب عنه بيورث من جينات الاب .. واضح ان فى حاجه فى دمنا ينجذبنا للخادمات .. انا برضه امك كانت مجننانى كده وهى مستعصيه عليا .. بس عمتا لو عايزها اوى كده قولى وانا هتصرف واجوزهالك ..
لا انا مورثتش منك حاجه وده من حسن حظى لانى مش ناوى اموتها بأيدى .. ثم ان دى حاجه تخصنى انا لوحدى وانا هتصرف فيها كفايه انت بس تبعد انت والعقربه وبنتها عن حياتى .. ولو عرضك خلص اتفضل روح مكتبك وسبنى اكمل شغلى ..
ارتبك والده وبدء الاحمرار يغزو وجهه فاستدار للخارج يصفق الباب خلفه بعد ان القى نظره حانقه على ابنه الذى ارتمى فوق مقعده مره اخرى يسحب هاتفه پغضب ثم تحدث إلى شخص ما
صاح بكلمته الاخيره قبل ان يغلق هاتفه ثم تحرك بعصبيه يلتقط معطفه ومفاتيحه ويتحرك للخارج كالعاصفة .
دلف بعد فتره إلى منزله بهدوء يحاول الوصول إليه منذ الصباح لمح مديره منزله تمر من امام الممر المؤدى لمكتبه فتوقف عن السير يلتفت إليها ثم امرها بعجرفته المعتاده
امنه هانم.. تفتكرى لو فى حد كدب عليا المفروض اعمل معاه ايه !..
بدءت آمنه فى التأكد من شكوكها التى تساورها منذ طلبه ان تلحق به إلى غرفه مكتبه ازدردت ريقها بصعوبه وهى تنظر إليه بړعب ثم تنحنحت محاوله تنقيه حنجرتها قبل ان تجيبه
على حسب يا فريد بيه ..
رفع عينيه يلتقط نظراتها كالصقر بعدما شعر بتذبذب نبرتها
على حسب هو كدب عليك فى ايه بالظبط وهو بالنسبالك ايه ..
لوى فمه بأبتسامه ساخره قبل ان يجيب بثبات جعل أوصالها ترتعد خوفا من القادم
لا هو من جهه كدب عليا فهو كدب عليا فى حاجه مهمه اوى تقدرى تقولى كده اهم حاجه فى حياتى ومكتفاش بالكدب بس ..ده حاول يستغفلنى ويخلينى زى العبيط مش حاسس بحاجه .. ها ايه رايك بقى المفروض اعمل فيه ايه ..
على حسب مكانته .. لو مهم عندك او بتحبه هتسامحه ..
هز راسه موافقا قبل ان يتحرك من مقعده ببطء ويضع كلتا يديه داخل جيوب بنطاله ويسير فى الغرفه وحولها ببطء
وياترى هو ده اللى اعتمدتى عليه انتى وحياة لما
استغفلتونى واتخطبت لغيرى .. ولا فاكرين انى نايم على ودانى ومش حاسس بحاجه من اللى بتحصل حواليا !..
حياه لسه صغيره وطايشه .. بتعاند ومش عارفه الصح من الغلط .. لكن المفروض ان انتى ست عاقله وكبيره وهتحافظ على عيلتها .. صح ولا ايه !..
ضغط على جملته الاخيره بقوه وهو يبتسم لها ابتسامه ذات مخزى ضيقت امنه عينيها عليه تحاول استيعاب ما نطق به للتو نعم انه يهددها بعائلتها لم تخطئ فى فهم رسالته المبطنة اللعنه على حياة ستقضى عليهم جميعا بسبب عنادها اطرقت براسها أرضا قبل ان تتمتم بخفوت محاوله تدارك الموقف وامتصاص جزء من غضبه
اللى انت عايزه يا فريد بيه هيحصل متقلقش ..
ثم استأذنته فى الخروج هاربه منه تحاول التفكير فى حل للخروج من ذلك المأزق قبل فوات الاوان .
لم يستطيع المكوث فى منزله لأكثر من ذلك فهو يشعر ان تلك الاثنا عشر الساعه القادمه لا تمضى وعقارب الساعه لا تتحرك لذلك التقط معطفه ومفاتيح سيارته واتجه نحو الخارج بعد قليل وصل إلى مكانه المعهود وجلس به ولكن لن يطلب اليوم شرابه المعتاد يريد شئ يجعله يفقد وعيه بشده اللعنه حتى ذلك الشراب القوى لم يستطيع اخراجها من عقله هذا ما فكر به پألم وهو يخرج صورتها من جيب ردائه كم انها جميله وبريئه !! هل تعلم انها تمتلك اجمل عيون رأها يوما !! كم تبدو بعيده وطاهره بقدر ذنوبه واخطائه ها هى تقف امامه فى تلك الصوره التى التقطها لها منذ زمن بعيد بنظرتها الحالمه هل تعلم انه يحفظ جميع نظراتها عن ظهر قلب ! لا ولا يعتقد ان هناك احد اخر يفعل ذلك حتى ذلك المدعو محمود !! لا يعلم لماذ تذكر الان ذلك السؤال الذى رمته به منذ سنوات عديده عندما أعلنت لاول مره عن كرهها القوى له مستنكره فى ذلك الوقت كان يشعر پصدمه شديده من مشاعر الكره التى اطلقتها نحوه وبقوه غير عابئه باحساسه او بما شعر به حينها لذلك لم يستطع الاجابه على سؤالها ولكنه تذكره الان هل حقا يحبها ام انه فقد يريد تملكها لقد تخطت مشاعره مصطلح الحب منذ أعوام كان ذلك ما يشعر به فى طفولتهم وكلما كبر عام كلما كبر حبها داخل قلبه حتى اصبح متغلغلا داخل دمه وكيانه فكر پألم هل يؤلمه ذلك الحب انه يسحق روحه فى كل مره ترميه بنظره كره يشعر وكأن شاحنه كبيره مرت فوق قلبه لتحوله الى اشلاء وتترك به عاهه مستديمه لا يستطيع احد مداواتها غير تلك المتسببة بها هل يسخط عليها ان انتزاع قلبه بيده اهون عليه من ان يسخط عليها او يتحول ذلك الحب إلى اى شئ اخر غير الحب وايضا كيف يستطيع انتزاع قلبه وإخراجه وهى تسكنه سينتظر كما انتظر دائما وسيدعو الله كما يدعو دائما عل يوم من الايام يتغير قلبها لحبه اليست القلوب بيده يغيرها كيفما يشاء اذا سينتظر ..
اعاده من افكاره يد شخص ما حطت على كتفه بحنان تمتم بأمل
ما بين الصحو والغفله
حياة !!!
لوت نجوى فمها بأحباط قبل ان تجيبه بغيظ
لا انا مش ست الحسن بتاعتك .. انا نجوى يا فريد .. نجوى ..
رفع رأسه لينظر إليها ثم حرك يده ليزيح كفها من فوق كتفه بضيق قبل ان يتمتم بنفاذ صبر
عايزه ايه يا نجوى انا مش فايقلك ..
اجابته برجاء
عايزاك تسيب نفسك ليا شويه وتنسى البتاعه بتاعتك دى شويه..
اقبض بيده على معصمها بقوه متمتا بټهديد
قلتلك ميه مره قبل كده متجبيش سيرتها على لسانك ال.... ده !! فاهمه ولا لا ..
شعرت نجوى بأنها تخسر فى تلك المعركه للمره الالف لذلك حاولت تغير مجرى الحديث فاقتربت منه تحاول وضع يدها فوق صدره تتحسسه بأغراء متمته
طب بقولك ايه الجو هنا خنيق اوى ما تيجى نكمل
السهره فى الفيلا عندى .. كده كده بابى ومامى لسه مسافرين ..
ابتعد فريد عنها وهو ينظر لها بأشمئزاز واضح
انتى هتفضلى سهله كده لحد امتى !! حرام
عليكى ابوكى با شيخه !! انضفى بقى شويه ..
صړخت به پغضب وهى تجيبه
انت عارف كويس انى بعمل كل ده ليك انت بس عشان بحبك ..
نظر لها فريد بأستهزاء قبل ان يضيف
انتى مبتزهقيش من الاسطوانه دى !! قلتلك مليون مره وانا مبحكيش .. خلى عندك كرامه بقى وحلى عنى ..
قلتلك ميه مره متلمسنيش .. زى ما قلتلك برضه قبل كده لعبتك الرخيصه دى تروحى تلعبيها على حد غيرى .. مش على اخر الزمن واحده ..... هتضحك على فريد رسلان !! ولا انتى مش مكفيكى فلوس ابوكى دى كلها فقلتى اضحك عليه واهو يبقى زياده الخير خيرين !!! طلعينى من دماغك عشان انا صبرى عليكى بدء يخلص .. وانتى مش هتحبى تشوفي الوش التانى منى ..
انهى حديثه بحزم ثم نفض يده من فوقها بأشمئزاز قبل ان يترك لها المكان بأكمله ويخرج عائدا بتفكيره إلى تلك الحياة خاصته ..
عاد إلى منزله ثم توجهه مباشرة إلى غرفته القى بثقل جسده المتعب فوق الفراش فى الحقيقه لم يكن جسده هو المتعب بل روحه أغمض عينيه بأرهاق سامحا إلي سيل الذكريات بالتدفق بقوه داخل عقله لتسحبه داخل دوامه من الالم والحسره والكثير من الشوق للماضى حاول نزع نفسه منها ولكن الاوان قد فات فيبدو انها ستنتصر عليه كعادتها كل ليله دون حيله منه ظهرت امامه صوره والدته بوضوح وآثار الضړب المپرح واضحه عليها وهى تمسح على شعره بحب وتحدثه مازحه بنبرتها المليئة بالحنان
انت بتحب حياة اكتر منى يا فريد .. اول ما بتفتح عيونك بتسالنى عليها .. حتى قبل ما بتقولى صباح الخير ..
أجابها بثقه وحزم يفتقده جميع اقرانه المماثلين له فى العمر
لا انا بحبكم انتوا الاتنين قد بعض .. انتى بابا بيكرهك وهى بباها بيكرهها .. وانا لما اكبر هاخدكم انتوا الاتنين واهرب بيكم ومحدش هيعرف يضايقكم تانى ..
نظرت إليه والدته بأنبهار من نظره الإصرار التى رمقها بها فهو منذ صغره ورغم ضأله حجمه فى ذلك الوقت الا انه كان يتمتع باراده قويه ومع مرور الوقت تعلم كيف يطوع
تلك الهبه حتى ينحنى كل شئ يريده امامها ببساطه ابتسمت والدته إليه بحب قبل ان تقول له بعيون لامعه محاوله اخفاء الالم الكامن بداخلها
لو بتحبها اوى كده يا فريد لازم تحافظ عليها وتحميها من نفسك ..
صمتت قليلا تستجمع كلماتها ثم اضافت كتقرير
انا عارفه انك لسه صغير على كلامى ده ويمكن متفهموش .. بس انا خاېفه مفضلش معاك لحد ما تكبر وتفهم اللى بقلهولك ده ..
صمتت مره اخرى لتزدرد ريقها عده مرات وتحاول السيطره على دموعها التى اوشكت بالاعلان عن نفسها
اللى بيحب حد يا فريد مبيقدرش يعذبه .. ولو حبك ليها زى ما بتقول حقيقى يبقى عمرها ما هتهون عليك .. اوعى يا فريد ډم غريب اللى بيجرى فى شرايينك ده يسيطر عليك وتفكر فى يوم من الايام تأذيها بحجه انك بتحبها ..
هز راسه لها بقوه كأنه يحاول حفظ كلماتها داخل عقله حتى لو لم يستوعبها الان ..
زفر بقوه ثم مرر يده فوق وجهه قبل ان يفتح عينيه بمراره .. لقد استوعب فى اليوم التالى كلمات والدته له بأقسى طريقه ممكنه لطفل فى عمره وعلى يد والده أيضا ومن ذلك اليوم أقسم على دفع حياته ثمن
قبل ان يقوم بأذيتها فهى كل ما تبقت له من ذلك الماضى السحيق ..
نهايه البارت ..
الفصل الثالث
استيقظت حياة فى الصباح بقلب مثقل فكرت بيأس انه لا فرار