الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية تعالي الي چحيمي بقلم اميره الشافعي

انت في الصفحة 1 من 73 صفحات

موقع أيام نيوز

تعالي الي چحيمي. 
الفصل الاول.....البحث عن وظيفه 
استيقظ الشاب الصغير علي صوت اذاعة الفرآن الكريم التي قامت والدته عمدآ برفع صوت المذياع 
ليفرك اسامه عينيه بضييق وېصرخ
ماما....وطي صوت الراديو ابوس ايديكي
نادره...... قوم يلا علشان تنزل تشتري فول وطعميه للفطار من عند زينهم
اسامه بضيق....ام الفول علي ام الطعميه علي ام زينهم كل يوم فول وطعميه وطعميه وفول ما الفول م الطعميه والطعميه من الفول يا بشړ

ضحكت اخته الكبيره مي وقالت... الله الله دا انت هتقول شعر يا سيمو ثم ملأت فمها بالماء ورشته به وقالت
صباحو
اسامه وهو يقذفها بالمخده صباحك زي وشك 
مي....يلا يا اوسو قوم انت وراك ثانويه عامه يا بطل
اسامه....يا مي سبيني نص ساعة الله يخليكي ووطي الراديو شويه
صاحت نادره.... يلا يا اسامه خلي عندك ډم
استسلم اسامه فلا مجال لان يتركوه لينام
وقام من نومه متاسكلا ودخل الحمام ليغتسل وخرج لينزل الي الشارع الشعبي الذي يقيم فيه ويعود حاملا الطعام
جلست الام نادره وولديها مي واسامه يتناولو الطعام وامام كل منهم كوب من الشاي الساخن 
قال اسامه لامه..... يا ماما الشهر عدي والمستر طلب مني فلوس الدرس 
نظرت نادره. لابنتها الجميله مي وقالت
وبعدين يا مي هنعمل ايه 
مي.........يا ماما عندي مقابله النهارده وادعيلي ربنا يوفقني
اسامه.......انا بفكر اشوف شغل انا كمان
مي پغضب ... اخر مره اسمعك تقول كده فاهم ولا لأ الفلوس هتكون عندك وانت مش مطلوب منك الا انك تذاكر وتتفوق كمان
نظرت نادره السيده الاربعينيه والتي ما زالت تتمتع بالجمال الذي اورثته لابنتها مي
الي عيون مي الدامعه وقالت
مشيلينك الهم من بدري يا مي انتي لسه مخلصه البكالوريوس من شهرين وطول الدراسة بتشتغلي
مي.. .... الحمد لله يا ماما امال انا واخده بكالوريوس التجاره ليه مش علشان اشتغل 
داعبت مي شعر اخيها الطويل الناعم بيدها وقالت يلا يا ابو عيون جريئه ادخل ذاكر
اسامه.......كل البنات هيتهبلو عليه يا بنتي دول بيسيبوا شرح الاستاذ ويبصولي تاملت مي ملامح اخيها الملفته بشعره الاسمر الذي يصل لرقبته وعيونه الواسعه وقامته الطويله بحزن وهي تتذكر انه يعاني من عيب خلقي في القلب ېهدد حياته وقالت تحاول ان تخفي قلقها عليه... علي ايه يعني 
اسامه بزهو... ..... دا انا وسيم يا بنتي 
مي....طب يا وسيم بذمتك صليت الفجر ساعة ما صحيتك ولا رجعت نمت 
اسامه. ... لأ صليت 
مي... شاطر يا اوسو طب بالنسبه لعلاجك اخدته يا حلو. 
قال بتافف... اه خدته هوا انا طول عمري هفضل اخد الدو كدا قالت مي... يا حبيبي قول الحمدلله دا ابتلاء ولازم تصبر عليه ثم ابتسمت وهي تشد اذنه وتداعبه وقالت... مش عاملي واد زي القمر اتحمل بقي
ضحك اسامه ببراءه علي مداعبة مي له
ثم قال لها... فيه صنفين دوا خلصو علي فكره
مي بقلق.. كده يا اسامه ما قلتليش ليه يا حبيبي وانا جايه من بره هجيبهم ان شاء الله هدخل اوضتك واشوف ايه ال ناقص
نظر اسامه لاخته بحب وتاثر وقال... ربنا يخليكي لينا يا ميوشه 
احتضنته اخته وقالت... حبيب ميوشه انت
ثم خاطبت امها قائله
ماما انا هلبس وانزل ادعيلي
نادره.......ربنا يوفقك يا حبيبتي 
دخلت مي الي حجرتها التي تتشاركها مع والدتها 
انها حجره والدتها التي كانت تتشاركها مع زوجها الطيب محمود رحمه الله وما زالت ملابسه قابعه في دولاب نادره التي كانت تعشق زوجها والتي ظلت سنين بعد مۏته كسيره حزينه ولكنها تجاوزت المحنه لترعي اولادها مي واسامه 
رغم بساطة تلك الحجره الا انها جميله ومنظمه فتحت مي ضلفتها الخاصه ف الدولاب الكبير 
واخرجت فستان بسيط وحجاب طويل بلون عيناها الرما ديتان كلون عينا والدها لقد ورثت جمال نادره ولون عينا محمود لتكتمل الصوره المشرقه لتلك الفتاه الجميله 
ربطت شعرها الطويل الكستنائي اللون علي شكل كعكه ثم ارتدت فوقه الحجاب لتخفيه تماما واكملت لباسها وصلت ركعتين قضاء حاجه لتسهيل امورها
وخرجت من الحي الشعبي الذي تقطن به ال مؤ سسه تجاريه شهيره لتتقدم الي وظيفة محاسبه فيها
دخلت لتملأ الاستمارة ولا حظت ان هناك العديد من المتقدمات للوظيفه ولكنها حاولت اقناع نفسها انه ربما يسعدها الحظ وتحصل عليها
ظلت تجلس وهي تستمع الي النداء علي اسماء المتقدمات اللائي دخلن علي التوالي منهن من تخرج مبتسمه مستبشره ومنهن من تخرج غاضبه 
نادت السكرتيره... مي محمود نور الدين 
اصلحت حجابها ودخلت تحمل ملف اوراقها بين يديها
السلام عليكم 
وعليكم السلام رد عليها ذلك الرجل السمين الذي يجلس علي المكتب الفخم 
اشار لها لتجلس ثم قام من مكتبه واخذ يتفرس ملامحها وقال
اسمك مي
مي..... تمام
انا شاكر صاحب المؤ سسه
مي...... اهلا بحضرتك انا يا فندم معايا بكالوريوس تجارة قسم محاسبه 
شاكر...... لأ. لا ما تخدنيش في دوكه وجاوبي علي اسأ لتي
انتي عاوزه الشغل ليه
مي......محتاجاه علشان المرتب 
شاكر......انتي ساكنه فين 
مي......حضرتك انا ساكنه حي شعبي 
شاكر..... بيتكم ولا سكن
مي......شقه تمليك اوضتين وصاله وبلكونه ومطبخ وحمام 
شاكر......عندك اخوات
مي... ولد واحد بس ايه علاقة الاسئله دي بالشغل
شاكر.....والدك موجود
مي.... مټوفي من خمس سنين 
شاكر بنظرات ثاقبه اممم بشره
بيضه وعيون رمادي لون البحر وطويله انتي ليكي قرايب اتراك 
مي بتهكم ... لأ رزق من عند الله ولو سمحت انا عاوزه افهم ليه الاسئله دي
شاكر بخبث ...... لازم اعمل بحث عن موظفيني
شوفي يا مي انتي عارفه مرتباتنا كام
مي بضيق...... لأ 
شاكربابتسامه ماكره......هديكي عشر ألاف جنيه شهريا بس طبيعة الشغل مش محاسبه 
مي.. بس الاعلان
قاطعها وهو يشير بيده مش مهم الاعلان
المهم كلامي
انا هعينك مسئوله عني
مي بحيره..... مش فاهمه حضرتك 
شاكر ...... تيجي معايا السهرات ال تخص الشغل وافضل لو قلعتي للحجاب دا ثم لمس وجههاوقال 
اكيد تحته حرير مش كده
نظرت له مي پغضب وقالت واضح اني جيت مكان غلط عن اذنك 
اقترب منها شاكر ومال عليها وقال..... فكري
مي وهي تدفعه بيدها.... ابعد عني 
لم تشعر مي بما تفعل لقد رفعت يدها الصغيره لټصفعه بكل ما تملك من قوه وهي تصيح 
انت حثاله وقذر ودفعته دفعه قويه ليلتصق بالحائط 
ويصيح علي رجال الامن لديه ويقول
شيلوها ارموهابره
اخذت تقاوم بيديها ورجليها رجلين من رجال شاكر وهم يشدوها الا ان القوها خارحا..وهيتصيح
انتو مش رجاله اصلا وبتشتغلو عند خنزير جتكم ارف 
تركوها في الشارع وقفت برهه لتستعيد قواها وعندما ابتعدت انهمرت ا لدموع الحبيسه بمقلتيها وهمست حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا شاكر انت ورجالتك
وقفت خمس دقائق لتستعيد قواها الخائره
ثم اشارت لتاكسي ووصفت له عنوان بيتها
عادت لامها بنفس كسيره وما ان فتحت لها نادره الباب الا واندفعت الي احضانها تلتمس الامن والامان انها رغم قوتها الظاهريه هشه رقيقه
نادره.. مالك يا مي فيكي ايه
مي... تعبانه يا ماما من اللف علي شغل وعاوزه انام لو سمحتم مخدش يصحيني الا لما اقوم لوحدي
تركتها نادره لتنام كما تريد وخرجت من الغرفه وهي تشعر بحيره
ظلت مي تنظر لسقف الغرفه وهي نائمه علي السرير تتذكر ذلك الرجل القمئ وعيناها تدمعان الي ان استغرقت ف النوم 
نامت بعد أن صلت العصر واستيقظت قبل العشاء لتصلي المغرب 
نادره.. يلا مي تعالي كلي طول اليوم ما اكلتيش 
مي بهدوء .... بجد يا ماما ما ليش نفس 
نادره بحيره ..... ايه ال حصل يا مي
مي بحزن .......ربنا موفقنيش يا ماما. 
نادره..... اسمعي يا

انت في الصفحة 1 من 73 صفحات